ما الذي يجعل شباب التيار الديني في مصر يستمع لوجدي غنيم وليس لطارق رمضان (حفيد حسن البنا).
طارق رمضان يتحدث كغربي، نعم هو يشير لنفسه كإنسان غربي وكجزء من الحضارة الغربية، وهو متدين يفتخر بإسلامه.
في المقابل هناك من لا يفوت فرصة للإساءة لأصحاب الأديان المختلفة.
أعتقد أن الفرق ليس في فكر الاخوان أو معتقداتهم أو حركتهم ولا في غيرهم، الأزمة مصرية.
يعني ما أصاب الاخوان والتيار الديني في مصر هو نفس ما أصاب اليسار والليبرالية والعلمانية والمسيحية المصرية.
الأزمة مصرية بإمتياز، أزمة تراجع دولة ومجتمع على مدى عقود في ظل نظام استبدادي لا يمتلك مشروع.
الاخوان ركزوا على العمل الأهلي والنقابات وانتخابات البرلمان، هادنوا النظام، وفي النهاية لم يعجبوا النظام.
غيرهم خرج على النظام أو سانده، وفي النهاية لم يرض عنهم النظام الذي لا يمتلك مشروع أصلا، غير البقاء في الحكم ودعم أقلية صغيرة للغاية من المتحكمين سياسيا واقتصاديا للحفاظ على البقاء نفسه، مع ترك الغالبية العظمى في العراء.
اخوان مصر لم يمتلكوا أوربا التي دفعت حكام تركيا العلمانيين للقبول بالعملية الديمقراطية، ولا بورقيبه الذي حرص على تعليم شعبه، ولا حكمة ملك المغرب الذي أشرك قوى سياسية أخرى.
ربما لو عاش اخوان مصر في تركيا أو تونس أو المغرب أو أوربا كطارق رمضان، لكان لديهم الأن ألف طارق رمضان.
الأمر نفسه ينطبق على مختلف القوى السياسية المصرية، وحالها ليس أفضل من الاخوان، ربما كان يمكن أن يكون لدى الليبراليين في مصر الآن شخص كمنصف المرزوقي، وكان لديهم علمانيون ديمقراطيون، وحركة مسيحية قوية متمسكة بحقوق الانسان ورافضة لنفوذ الكنيسة السياسي، وحركة ماركسية تعمل مع الناس وليس فقط في الفضائيات وفنادق القاهرة.
أزمة الاخوان وغيرهم من القوى السياسية المصرية قد يكون لها تفاصيل ترتبط بالظروف الداخلية لكل جماعة، ولكنها في غالبها أزمة مصرية بإمتياز، هي أزمة تراجع مستمر لدولة ومجتمع بسبب استبداد مهيمن بلا مشروع.
والله أعلم، ما رأيكم!؟