Saturday, February 21, 2004

كيف يؤثر عرب أمريكا على سياساتها: دور المؤسسات الجماهيرية
مقال بقلم: علاء بيومي

الناشر: صحيفة
الوطن القطرية، 21 فبراير 2004

نص المقال

يحتاج المسلمون والعرب لأدوات جديدة تمكنهم من الدفاع عن مصالحهم في الولايات المتحدة، ومن أهم الأدوات المطلوبة - والتي تكشف عنها خبرة مسلمي وعرب أمريكا خلال الفترة الراهنة – المؤسسات الجماهيرية المحترفة

المؤسسات الجماهيرية المحترفة هي نوع من أنواع الهيئات التي يمكن أن تقوم على رعاية مصالح المسلمين والعرب في أمريكا، ولتوضيح معنى تلك الأداة الهامة سوف نلخص خصائصها في صفات أربعة أساسية

الصفة الأولى هي التنظيم، فالمؤسسات تبدأ كمنظمات تمتلك تصور واضح لدورها في المجتمع الأمريكي يعرفه القائمون عليها والمساندون لها والمتعاملون معها

الصفة الثانية هي الاحتراف، فلكي تصبح منظمة ما محترفة يجب أن تكون على مستوى عالي من التنظيم والتقسيم الإداري الداخلي، وذات قدرة على القيام بعدة وظائف متميزة داخل المجتمع الأمريكي تصب بشكل مباشر في تحقيق أهدافها وفي تحقيق مصالح مسانديها

كما يجب أن تعتمد في عملها على خبراء يتمتعون بالمعرفة والخبرة العملية في مجال تخصصهم وبقدر ما من الاستقرار في وظائفهم، فعلى سبيل المثال يستحيل بناء منظمة تدافع عن صورة الإسلام في أمريكا دون أن يقوم على قيادتها عدد كافي من خبراء الإعلام والعلاقات العامة الأمريكيين أو المدربين لسنوات كافية بالولايات المتحدة

وفي مجال الشئون السياسية تحتاج منظمات المسلمين والعرب الأمريكيين لخبراء في مجال اللوبي والعلاقات العامة يصعب تنشئتهم خارج المؤسسات السياسية الأمريكية نفسها مثل الكونجرس والبيت الأبيض والوزارات المختلفة علاوة على شركات اللوبي والعلاقات العامة التي تكتظ بها واشنطن

الصفة الثالثة هي المؤسساتية، لأن احتراف المنظمات لا يكفي لكي يجعلها مؤسسات إذ تحتاج المنظمات لتحقيق هذا الهدف لأن تستمر في عملها لسنوات طويلة وأن تتفوق وتتميز في أدائها بشكل يزيد من مسانديها ويجعلهم راغبين في الانضمام إليها ونشر فكرها الواضح وأسلوب عملها المتميز وافتتاح فروع ومكاتب جديدة لها تكرر تجربتها على مستويات جغرافية ومهنية مختلفة

فعلى سبيل المثال لكي تتحول منظمة ما قائمة على حماية حقوق المسلمين والعرب المدنية في أمريكا إلى مؤسسة حقوق مدنية تحتاج هذه المؤسسة لسنوات من العمل الجاد والمتميز لكي تثبت لمسانديها ولخصومها أنها قادرة على الدفاع عن حقوق المسلمين والعرب بالشكل وبالأسلوب الصحيحين بدرجة تجعل مسانديها راغبين طواعية في تحمل أعباء تكرار تجربتها أينما كانوا، والمساهمة في نشر أفكارها وأسلوب عملها وثقافة الحقوق المدنية التي بنتها عبر سنين عملها

الصفة الرابعة هي الجماهيرية، ولكي تصبح مؤسسة ما مؤسسة جماهيرية لابد وأن تكون مستقلة بشكل شبه كامل عن الدعم الحكومي، وأن تعتمد في جمع غالبية مواردها على تبرعات مسانديها من الأفراد والهيئات غير الحكومية، وأن تجد صيغة ما مناسبة ومعروفة تعطي مسانديها القدرة على التأثير في قراراتها، وأن تصبح مسئولة أمام مسانديها ومحكومة بإرادتهم

جماهيرية المؤسسات المسلمة والعربية الأمريكية هي خاصية ضرورية يصعب الاستغناء عنها لعدة أسباب على رأسها طبيعة الولايات المتحدة كدولة تترك جزء كبير من سلطة التأثير على الرأي العام وصناع للقرار للمجتمع المدني ذاته، كما أن المجتمع الأمريكي حر مفتوح بعيد عن سلطة الدولة في أغلب الأحيان، ولذا لا توجد أية صيغة حكومية تربط المجتمعات الإثنية والدينية والعرقية الأمريكية المختلفة بالدولة، فليس هناك مجلس أو هيئة حكومية ترعى شئون المسلمين أو المسيحيين أو العرب أو اليهود الأمريكيين، فدور الدولة الأمريكية بعيد عن هذا المجال المتروك للجماهير أنفسهم

كما أن جماهيرية المؤسسات المسلمة والعربية الأمريكية هي ضمانة أساسية لعدم انحرافها عن مسارها الصحيح وهي خدمة قضايا غالبية المسلمين والعرب، ومن ثم كلما زادت رقعة مساندي منظمة ما كلما كان ذلك علامة على صحتها وقدرتها على التأثير

المؤسسات الجماهيرية المحترفة بخصائصها الأربعة السابقة - وهي التنظيم والاحتراف والمؤسساتية والجماهيرية - يندر العثور عليها في الأوساط المسلمة والعربية الأمريكية إلا في حالات نادرة لأسباب عديدة مثل قلة خبرة المسلمين والعرب المهاجرين بالعمل المؤسسي المنظم في مجالات الحياة الاجتماعية والسياسية بسبب نشأتهم في مجتمعات لا تشجع النشاط السياسي أو مجتمعات تقوم على رعاية النشاط الاجتماعي فيها مؤسسات تقليدية مثل الأسرة الممتدة أو الأصدقاء أو المعارف أو المحيط الاجتماعي العام المسلم

أضف إلى ذلك ندرة الخبراء المسلمين والعرب في مجالات العمل السياسي والإعلامي والقانوني بسبب عدم وجود أعداد كافية منهم بالمؤسسات الأمريكية الكبرى المتخصصة بتلك المجالات

كما أن طبيعة المسلمين والعرب في أمريكا شديدة التعدد - خاصة في أوساط المسلمين الأمريكيين والذين ينتمون إلى عدد كبير جدا من الجماعات الإثنية والعرقية واللغوية - تجعل من خبرة العمل الجماعي تحديا كبيرا

أضف إلى ذلك أن المؤسسات تحتاج لوقت طويل وموارد ضخمة لبنائها كما تنفق جزء من مواردها في تقوية جذورها الإدارية ورأسمالها البشري والمادي وهي أمور لا يحتاجها الأفراد على سبيل المثال

التحديات السابقة لم تمنع من نشأة عدد متزايد من المنظمات المسلمة والعربية يسير بعضها حاليا بخطى ثابتة نحو بناء قواعدها كمؤسسات جماهيرية محترفة

الدرس الأساسي هنا هو ضرورة أن يغير المسلمون والعرب فكرهم فيما يتعلق بسبل العمل مع الشعب الأمريكي من الداخل، وأن يتعمدوا التفكير في الأدوات والبرامج التي أثبتت فعاليتها في التأثير على أمريكا، وآلا يكتفوا بالجدل حول إمكانية وأهداف العمل من داخل الولايات المتحدة لخدمة قضايا المسلمين والعرب، لأن مثل هذا الجدل - إن لم يكن مدعوما بتقييم علمي لخبرة مسلمي وعرب أمريكا والجماعات الأمريكي الأخرى في العمل من داخل النظام الأمريكي - لن يقود إلى أية حلول عملية على أرض الواقع

كما أنه قد آن الأوان للمسلمين والعرب للعمل الجماعي المنظم وإدراك معني وأهمية بناء مؤسسات مسلمة وعربية أمريكية جماهيرية محترفة

Sunday, February 01, 2004

U.S. Media Support Muslim Women's Rights

By: Alaa Bayoumi

February 01 2004

Text:

Since French President Jacques Chirac proposed a ban on Islamic headscarves in public schools, some of America's most prominent media outlets have come out in favor of Muslim women's religious rights. This phenomenon deserves to be documented and explained.

Two days after Chirac asked parliament for legislation banning religious symbols in public schools, the Boston Globe and the Christian Science Monitor denounced the proposed ban.
The Globe slammed the proposal as "intolerant legislation to enforce a rigid conception of tolerance" and considered Chirac's move to be motivated by his "political opportunism" more than by his interest in France's secularism.

"Chirac's stand against the head scarf may have been his way of cooping the primary issue of the far-right and virulently anti-immigrant National Front," said the Globe.

The Christian Science Monitor said France's complicated historical relations with religion, the dislike certain French groups feel toward Islam, and the social and economic problems France's suburbs suffer, are all factors contributing to Muslims' difficult incorporation into French society. Editors noted that "bigotry and lack of opport! unity, not head scarves, are the threat to France."

The New York Times warned that Chirac's suggested ban will primarily target Muslims, will be perceived by Muslims as discriminatory and confrontational, and will lead devout Muslims to become less moderate if they believe they are being targeted by the government. "The French understand full well that the discussion is essentially about Muslims," the Times cautioned. "President Jacques Chirac made the wrong decision."

Outraged by the proposed ban, the Houston Chronicle compared the French proposal to the Taliban's decision to force women to wear burkas. "Whether it is residual Taliban elements forcing women to wear a burka or the French Parliament singling out Muslim women and girls to remove their scarves, such restrictions on dress have no place in a secular democracy."

The Columbus Dispatch saw the scarf debate as a demonstration of the "profound differences in the way Americans and the French understand the separation of church and state." "[In the United States] the intent of church-state separation is to protect the individual's religious liberty from government infringement ...In France; the threat works the other way."

There are several reasons for the American media's defense of Muslim women's religious rights.
First, there seems to be a consensus within the American media that Muslim women will be the main victims of the proposed ban because wearing the scarf is a religious obligation not just a religious symbol, like a cross for Christians.

A number of editors share the belief that banning Islamic scarves will add to French Muslims' alienation by forcing them to establish their own schools, will prevent Muslim women from fully participating in French public institutions, and will fuel the Muslim World's suspicions of France and the West in general.

Also, the American media viewed the proposed ban as an extreme and counterproductive application of secularism that will unavoidably infringe on Muslim women's rights.

Even though America is a secular country that forbids state sponsorship of religion, the American laws protect an individual's right to freely practice their religion in private and in public.

Lastly, there are signs of a growing understanding within American society of Muslim religious practices. This growth in sensitivity is matched by increased political and social involvement by America's seven million Muslim citizens and residents.

The American media's sympathy for Muslim Women's rights may surprise some people, particularly those living in the Islamic world, but it is real and heartfelt. Such interfaith understanding should be acknowledged and encouraged.