Monday, November 24, 2008

صعود باراك أوباما ومستقبل السياسة الخارجية الأميركية
الجزيرة نت، 24 نوفمبر 2008

نص العرض

كتاب "
صعود باراك أوباما ومستقبل السياسة الخارجية الأميركية" هو الإصدار الثاني لمركز الجزيرة للدراسات للباحث علاء بيومي عن مواقف مرشحي الرئاسة الأميركية الرئيسيين من قضايا العالم العربي الرئيسية

وقد صدر الكتاب الأول "
جون ماكين والشرق الأوسط والولاية الثالثة للمحافظين الجدد" في أواخر شهر أغسطس/آب، أما الكتاب الثاني فقد صدر في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني الحالي ليتزامن مع فوز أوباما في الانتخابات الرئاسية الأميركية

الكتاب الذي نحن بصدده يتكون من ثلاثة فصول يتناول أولها حالة الحزب الديمقراطي الأميركي قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية وأهم التيارات الفكرية والإيديلوجية المتنازعة داخل الحزب وموقفها من السياسة الخارجية الأميركية

ويتناول الفصل الثاني أوباما كإنسان وكمرشح رئاسي، حيث يتعرض إلى جذور أوباما ونشأته والعوامل التي ساهمت في تكوينه وتكوين نظرته للعالم، كما يتناول قصة صعوده السياسي منذ تخرجه من الجامعة وحتى فوزه بترشيح الحزب الديمقراطي له في الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة

تحول أوباما من المثالية إلى الواقعية
ويؤكد الفصل الثاني في خلاصته على إمكانية رصد تحول واضح في مواقف أوباما السياسية بعد ترشحه للرئاسة الأميركية في أوائل عام 2007، حيث يرصد الكتاب التحليلات التي تناولت أوباما كإنسان قبل ترشحه للرئاسة الأميركية والتي أبرزت الجانب الرومانسي والمثالي في شخصية أوباما ونظرته للسياسة الخارجية وللعالم

كما يرصد أيضا تحول أوباما بشكل تدريجي منذ أن صار مرشحا رئاسيا إلى تبني رؤى أكثر براجماتية وواقعية، ويقول المؤلف علاء بيومي أن تحول أوباما هذا يرجع إلى أربعة أسباب رئيسية يتناولها بالتفصيل، وهي

أولا: أوباما نفسه، فهو سياسي من خلفية غريبة لم يعتد عليها الناخب الأميركي مما سهل مهمة خصومه في إشاعة الأكاذيب الموجهة لحملته، كما أن أوباما قليل الخبرة خاصة على ساحة السياسة الخارجية، ونتيجة لذلك حرص أوباما منذ بداية مسيرته السياسية وبسبب خلفيته غير التقليدية على تبنى سياسات وسطية وتقليدية وأن يبتعد عن التشدد حتى لا يوصم كغيره من السياسيين الأفارقة الأميركيين بالتشدد أو بالعداء لأميركا وقيمها ونظامها

ثانيا: موقف الحزب الديمقراطي من أوباما، حيث يصور المؤلف الحزب الديمقراطي كحزب منقسم على نفسه بين "يسار جديد" انعزالي يرفض الحروب ويريد سياسات داخلية تميل للفقراء والمهاجرين والأقليات، و"ليبراليين جدد" وهم تيار تدخلي على مستوى السياسة الخارجية أيد عدد كبير من قادته حرب العراق ويريد سياسات داخلية تجذب الطبقة المتوسطة البيضاء

ويقول المؤلف إن انقسام الحزب الديمقراطي تاريخي يعود للستينات، وأنه مستمر ولم يهدأ حتى يومنا هذا، وأنه عطل فوز أوباما بترشيح الديمقراطيين حتى أوائل شهر يونيو/حزيران الماضي، ودفعه إلى الدخول في حرب "تكسير عظام" بينه وبين هيلاري كلينتون والتي لم تتردد هي أو زوجها في كيل أقسى الاتهامات لأوباما، حتى رأى كثيرون أن هيلاري رسمت للمرشح الجمهوري للرئاسة جون ماكين المنهج المثالي لمهاجمة أوباما ونقده وأنه لم يعد أمام ماكين سوى تطبيق هذا المنهج

ثالثا: موقف الجمهوريين واليمين الأميركي من أوباما وهجومهم الشرس عليه واعتمادهم على سياسة التخويف من الشعوب الأجنبية والأقليات والمهاجرين والأصوات الليبرالية الناقدة للسياسات الأميركية، حتى أن الرئيس بوش لم يجد غضاضة في نقد أوباما في خطاب ألقاه أمام الكنيست الإسرائيلي، كما وصف جون ماكين أوباما بأنه مرشح حماس المفضل، ولم يتردد الجمهوريون بصفة عامة في كيل الاتهامات لأوباما ونعته بأسواء الصفات وأكثرها تشويها لسمعته

رابعا: لوبيات واشنطن وجماعات المصالح التي تعلي مصالحها الفئوية على الصالح الأميركي العام وتريد سياسة أميركية تتطابق مع مصالحها في صورتها المتشددة لا في صورتها المعتدلة القابلة للحوار، فعلى الرغم من وجود يسار ويمين في إسرائيل وتكتلات تميل للسلام وأخرى تعارضه، عبر أوباما –خلال الانتخابات وفي مواجهة الشائعات التي اتهمته بالعداء لإسرائيل- عن خشيته ممن يحاولون المطابقة بين سياسة أميركا تجاه إسرائيل وسياسة الليكود الإسرائيلي

ويقول المؤلف إن العوامل الأربعة ساهمت مجتمعة في دفع أوباما إلى تبني منحى أقل مثالية وأكثر واقعية في مواقفه السياسية المختلفة منذ أوائل عام 2007، ويتساءل في بداية الفصل الثالث والأخير حول ما إذا كان التطور الهام السابق قد انعكس بشكل واضح على مواقف أوباما تجاه قضايا العالم العربي الرئيسية كحرب العراق وعملية السلام وموقف أوباما من إيران وقضية الديمقراطية والدول العربية الكبرى والإساءات التي يتعرض لها المسلمون والعرب في أميركا

تناقضات أوباما

ويحرص الفصل الثالث من الكتاب في تناوله لمواقف أوباما تجاه العالم العربي على التمهل في إصدار الإحكام وتتبع النواحي المختلفة لمواقف أوباما تجاه القضايا العربية وتطور تلك المواقف، فمنهج الفصل يقوم على التوثيق والرصد ويترك الحكم لخواتيم أقسامه المختلفة

لذا يرصد الفصل تناقضات مختلفة في مواقف أوباما، فعلى سبيل المثال عارض أوباما حرب العراق قبل بدايتها ووعد بسحب القوات الأميركية من العراق خلال 16 شهرا، ولكنه يريد أن يبقى على عدد محدود ولكنه ليس محددا من القوات الأميركية في العراق لفترة غير محددة للقيام بمهام أمنية محدودة ولكنها غير محددة أيضا، كما يبدو أوباما في كثير من الأحيان قانطا من تحسن الأوضاع في العراق يريد سحب القوات الأميركية منها في أسرع فترة بعدما باتت تمثل عبئا على قدرات أميركا العسكرية عبر العالم

وفيما يتعلق بإيران، أعلن أوباما موقفه الراغب من الحوار معها، ولكن وتحت ضغط الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء أكد على صرامته في التعامل مع إيران وعدم استبعاده الحرب كخيار أخير

كما طالب أوباما بالاعتراف بالقدس عاصمة "غير مقسمة لإسرائيل" وبعزل حماس ورفض جهود الحوار الوطني الفلسطيني في الوقت الذي يعارض فيه الجدار العازل وحصار غزة ويطالب بتسريع عجلة السلام مع سوريا والسلطة الفلسطينية

وعلى صعيد العلاقة مع الدول العربية يرفض أوباما سياسة تغيير النظم بالقوة ويرى أن الديمقراطية نتاج داخلي يتطلب عقود لزرعه من الداخل في المجتمعات المختلفة، ولكنه ينظر سلبيا لسجل الدول العربية الكبرى الديمقراطي ويوجه انتقادات خاصة للسعودية في مجال حقوق الإنسان وبسبب ثروتها النفطية

أما على صعيد صورة العرب والمسلمين في أميركا، فيشير الكتاب إلى أن أوباما وعلى الرغم من خطابه الإيجابي عن الإسلام لم يفعل الكثير لمواجهة موجة الشائعات الخاصة بجذوره المسلمة والتي تضمنت إساءات بالغة للإسلام والمسلمين، إذا فضل أوباما النأي بنفسه عن كل ما هو إسلامي ومسلم خلال الانتخابات الرئاسية بدلا من مواجهة تلك الشائعات بجرأة

سيناريو مستقبلي

ويقول المؤلف أن التناقضات السابقة لا تخفي حقيقة أن الإطار العام لسياسات أوباما الخارجية ليبرالي أكثر ميلا إلى رفض الحرب وإلى تغليب الدبلوماسية على المواجهة وإلى توثيق التحالفات والمعايير الدولية والتعاون الدولي

وفي ظل الإطار السابق يؤكد المؤلف صعوبة التنبؤ بمواقف أوباما الحقيقة بسبب ضعف سجله السياسي مما سيجعل لمستشاريه تأثيرا كبيرا عليه، ولكن هذا لم يمنع المؤلف من محاولة التنبؤ بالإطار العام لسياسة أوباما بالشرق الأوسط خلال إدارته الأولى، حيث يقدم الكتاب في خاتمة الكتاب السيناريو التالي

أولا: سوف يحتل العراق المكانة الأول بين أولويات السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط، فالعراق بالنسبة لأوباما هو مفتاح تغيير السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط بعدما أرهق موارد أميركا الاقتصادية وصورتها

لذا يصف الكتاب الفترة الأولى من ولاية أوباما بأنها فترة انتقالية يريد فيها التخلص من إرث إدارة الرئيس بوش خاصة في العراق حتى يتفرغ لتطبيق رؤيته الحقيقية للسياسة الخارجية الأميركية

ثانيا: تأتي إيران في المرتبة التالية بين أولويات أوباما في الشرق الأوسط، فهي أكبر تهديد متنامي لمصالح أميركا وحلفائها العرب وإسرائيل في الشرق الأوسط، لذا يريد أوباما التفرغ لإيران لإثنائها عن برنامجها النووي بكافة السبل على أن يغلب الحوار والدبلوماسية في البداية، مع التحرك سريعا لعقوبات قاسية على إيران في حالة عدم انصياعها للرغبة الأميركية

ثالثا: إيجاد حل نهائي للصراع العربي الإسرائيلي لا يبدو وكأنه أولوية على سياسات أوباما الشرق الأوسطية، بسبب ما قد يتطلبه هذا الحل من ضغوط أميركية على إسرائيل، وبسبب نفوذ لوبي إسرائيل داخل واشنطن

لذا لن يسعى أوباما لإيجاد حل نهائي للصراع العربي الإسرائيلي بقدر سعيه لتحريك عملية السلام من خلال تشجيع السلام مع سوريا ولبنان ودعم السلطة الوطنية الفلسطينية والاستمرار في عزل حماس وحزب الله ودفع الدول العربية في اتجاه التطبيع ومساعدته في تطبيق أولوياته السابقة

وهنا يمكن القول إن أوباما قد لا يتعجل ويسعى لمناقشة قضايا الحل النهائي في بداية ولايته الأولى، فقد يفضل أن يترك أمر صعب كهذا إلى ولايته الثانية

رابعا: لن يضع أوباما قضية نشر الديمقراطية بالدول العربية بين أولوياته، وسوف يفضل في المقابل أن يتحدث عن انتهاكات حقوق الإنسان داخل الدول العربية -خاصة في دولة كالسعودية والتي يخصها بقدر كبير من نقده حاليا- وأن يربط أوضاع حقوق الإنسان والديمقراطية بالمساعدات الأميركية في حالة دول كمصر، وإن كان هذا يبدو مستبعدا في بداية عهد أوباما بسبب حاجة أوباما لتعاون الدول العربية في حل مشاكل العراق ومواجهة إيران

خامسا: من المتوقع أن يتبنى أوباما دبلوماسية نشطة تجاه العالم والإسلامي ويقوم بتفعيل أدوات الدبلوماسية العامة، ولكنه قد يقوم بذلك بأسلوب غير مباشر من خلال تقديم المساعدات في مجالات كالتعليم والصحة ومكافحة الفقر، ومن خلال تركيز على العمل مع دول إسلامية غير شرق أوسطية سعيا منها للهروب من النقد الذي قد يواجهه إذا ما حاول التقرب من دول المركز بالعالم العربي والإسلامي

فقد يفضل أوباما دخول العالم الإسلامي من خلال التعاون مع دول كتركيا ودول شرق أسيا المسلمة كإندونيسيا، ودول جنوب الصحراء الأفريقية المسلمة، فتعاونه مع تلك الدول مما قد يكسب سياساته تعاطف قطاعات واسعة من الشعوب الإسلامية دون أن يثير عليه غضب لوبيات واشنطن التي تركز في رؤيتها للعالم الإسلامي على العالم العربي

في النهاية يقول المؤلف إن السنوات الأولى من ولاية أوباما سوف تكون انتقالية يركز فيها على حل المشاكل التي تمثل تهديدا لأمن أميركا وعلى رأسها العراق وإيران، على أن يدفع عجلة السلام للأمام ويتبنى سياسات واقعية تجاه الدول العربية الكبرى أملا في أن يحصل على دعمها في مواجهة إيران وفي دعم استقرار العراق

وقد تتغير تلك السياسات بمرور الوقت إذا حقق أوباما أهدافه السابقة ونظرا للدور الهام الذي سوف يلعبه مستشارو أوباما في ظل قلة خبرة الرئيس السياسية
'Difficult to predict future US position on Arab issues'



By Mariam Al Hakeem, Gulf News, Nov 12, 2008.

Highlights:

An Arab expert on American issues says it is too early to predict the policies of the US President-elect Barack Obama toward the major issues in the Middle East.

"Obama is a political novice and he does not have experience in tackling ... foreign affairs. Therefore, it is very difficult for us to make predictions about his policies toward major Arab issues, such as Iraq, Palestine, Iran, democracy in the Arab countries and the like," Alaa Bayoumi made these remarks in his recently released book entitled Barack Obama and Arabs, published by the Doha-based Peninsula Studies Centre.

His conclusions are based on documents and reports carried by various international and US media sources focusing on the policy announcements, statements and speeches made by Obama during his campaign trail.

To read more, please: visit: http://www.gulfnews.com/news/gulf/saudi_arabia/10259105.html
دراسة: سلام الشرق الأوسط ليس من أولويات أوباما
مقال بقلم: محمد سيد بركة

الناشر: ميدل إيست أونلاين، 8 نوفمبر 2008

مقتطفات من المقال

وترسم الدراسة في خاتمتها سيناريو محتمل لسياسات أوباما الشرق أوسطية بناء على ما ترصده الدراسة من حقائق وتحليلات، ويقوم هذا السيناريو على التالي

أولا: سوف يحتل العراق المكانة الأولى بين أولويات السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط

ثانيا: تأتي إيران في المرتبة التالية بين أولويات أوباما في الشرق الأوسط

ثالثا: إيجاد حل نهائي للصراع العربي الإسرائيلي لا يبدو وكأنه أولوية على سياسات أوباما الشرق الأوسطية

رابعا: لن يضع أوباما قضية نشر الديمقراطية بالدول العربية بين أولوياته

خامسا: من المتوقع أن يتبنى أوباما دبلوماسية نشطة تجاه العالم والإسلامي ويقوم بتفعيل أدوات الدبلوماسية العامة، ولكنه قد يقوم بذلك بأسلوب غير مباشر من خلال تقديم المساعدات في مجالات كالتعليم والصحة ومكافحة الفقر، ومن خلال التركيز على العمل مع دول إسلامية غير شرق أوسطية

كما تؤكد الدراسة في سطورها الأخيرة على أن السنوات الأولى من ولاية أوباما سوف تكون انتقالية يركز فيها على حل المشاكل التي تمثل تهديدا لأمن أميركا وعلى رأسها العراق وإيران، على أن يدفع عجلة السلام للأمام ويتبنى سياسات واقعية تجاه الدول العربية الكبرى أملا في أن يحصل على دعمها في مواجهة إيران وفي دعم استقرار العراق، وقد تتغير تلك السياسات بمرور الوقت إذا حقق أوباما أهدافه السابقة

للإطلاع على النص الكامل للمقال، يرجى زيارة

Wednesday, November 12, 2008

تحية وداع مستحقة إلى أخر إمبراطور أميركي ... جون ماكين
بقلم علاء بيومي – مؤلف كتاب جون ماكين والشرق الأوسط والولاية الثالثة للمحافظين الجدد – للإطلاع على النص الكامل للكتاب اضغط هنا

يمكن نشر المقال الراهن مع الإشارة إلى مصدره

نص المقال

ما فعله جون ماكين في الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة (2008) كان إمبراطوريا بحق لا يستحق منا إلا كل احترام وتقدير، فقد انبرى الرجل للدفاع عن الحزب الجمهوري في ظروف صعبة للغاية على الرغم من عداء الجمهوريين الطويل له، وهو أمر لا يقوم به إلا شخصيات قليلة شجاعة، وهي سمة من السمات الإيجابية العديدة التي يتمتع بها ماكين

لذا في اعتقادي أن ماكين لم يكن ليستحق الهزيمة الكبيرة التي مني بها على أيدي باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة، وهذا لا يعني أن ماكين لم يكن يستحق الهزيمة، فقد استحقها باقتدار بعد أن غير كثيرا من وجهته السياسية منذ أواخر عام 2004، وتبني كثيرا من مواقف بوش والجمهوريين التي عارضها في الماضي، لذا كانت وجاءت هزيمة ماكين مستحقة، ولكن الهزيمة الكبيرة التي تعرض لها تعد ظلما لرجل مثله

وهذا مرة أخرى لا يعني أننا مساندين لماكين وأو للجمهوريين أو لمواقف ماكين السياسية، ولكنني ومن باب احترام الأخر رأيت أنه من الواجب تقديم تحية وداع مستحقة لأخر إمبراطور أميركي منتظر

فجون ماكين كما ذكرت في
مقال سابق يتمتع بخالص كثيرة تضعه باقتدار ضمن سلالة سياسية هي أقرب من سلالة الأباطرة الكبار الذين ينظرون إلى أنفسهم كأناس يصنعون تاريخ شعوبهم والعالم


أوباما كذلك ينظر لنفسه كشخص يصنع تاريخ أميركا والعالم، ولكن الفارق بين أوباما وماكين، هو أن ماكين يمتلك تاريخا هائلا، وشخصية قوية تتميز بخالص شرسة صعبة المراس تبدو كخالص المحاربين خاصة إذا ما قارناها بأوباما الأستاذ الجامعي الحالم قليل الخبرة السياسية

فماكين ثائر غاضب تعرض للأسر والتعذيب لسنوات، ينحدر من أسرة من كبار قادة البحرية الأميركية، كما أنه طيار سابق وسياسي قدير ملأ ساحات أميركا بالصخب والصراعات السياسية والتصريحات النارية على مدى أكثر من عقدين من الزمان

كما أنه بحق أخر إمبراطور أميركي، فهو وريث الجمهوريين برغبتهم في أعادة بناء العالم، ووريث مشروع العظمة الوطنية الذي تبناه المحافظين الجدد منذ منتصف التسعينيات، ووريث الريجانية، ووريث الروح الأميركية في قمة عنفوانها ورغبتها في مفاجئة الجميع وتغيير مواقفهم بين عشية وضحاها من خلال قلب قواعد اللعبة السياسية رأسا على عقب

خسارة ماكين هي خسارة كبيرة لمن يعشقون متابعة ذلك النوع من الساسة بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف معهم، فالتقدير واجب حتى مع الخصوم

كما أن ماكين خسر وخسرت معه الإمبراطورية الأميركية ذاتها، فقد خاض انتخابات صعبة هل بمثابة استفتاء على روح الإمبراطورية الأميركية ومدى قدرتها على الاستمرار، وهي جريحة تعاني من نزيف اقتصادي حاد في الداخل وخسائر عسكرية كبيرة في الخارج ومشاكل أخرى عديدة

وما يزيد الأمر صعوبة على النفس هو أن ماكين كان يمكن أن يجنب نفسه الخسارة الهائلة التي تعرض لها والتي توقعها وحذر منها الكثيرون، فقد حذر عدد كبير من الخبراء السياسيين الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء من أن الحزب الجمهوري مقبل على خسارة فادحة في انتخابات 2008 بسبب سياسات بوش وقادة الحزب الجمهوري الذي ارتموا في أحضان قوى اليمين المسيحي، والذين عارضهم ماكين لسنوات

ولكن ماكين تحلى بصفات فرسان العصور الوسطي وقرر المضي قدما في طريقة ورشح نفسه في الانتخابات متبنيا أجندة تدعم حرب العراق وزيادة القوات الأميركية هناك في أوائل عام 2007، وفي وقت وصلت فيه معارضة حرب العراق إلى أدنى مستوياتها وتخلى فيه عتاة الجمهوريين عن دعمها

ولكن الإمبراطور ماكين سار في طريقه رافضا التراجع ولو لحظة، فدعم إستراتيجية زيادة القوات حتى صعدت أسهمها وصعد معها، ووجد نفسه في الانتخابات التمهيدية يواجه منافسين هم أقل منه خبرة وحكمة بكثير، ولو فاز أحدهم بترشيح الجمهوريين لتعرض لهزيمة أكبر من التي تعرض لها ماكين بدرجات، ولألتهمه أوباما والديمقراطيون بسهولة، أو لربما تغير التاريخ والتهمته هيلاري كلينتون

فأحد أسباب اختيار الديمقراطيين لأوباما هو فوز ماكين بترشيح الجمهوريين له في الانتخابات التمهيدية، وذلك لأن الديمقراطيين أدركوا أن ماكين سياسي غير عادي صعب المراس وأنه يحتاج لسياسي من نوع جديد قادر على قلب الطاولة رأسا على عقب وعلى إعادة تعريف قواعد اللعبة السياسية، لذا دفعوا بأوباما لمواجهة، وفضلوا أوباما على هيلاري كلينتون، وربما لو فاز شخص أخر غير ماكين في انتخابات الجمهوريين التمهيدية لتردد الديمقراطيون كثيرا في ترشيح أوباما، ولهذا يمكن القول أن صعود الإمبراطور ماكين خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة ساهم بشكل قوي في صعود الرئيس الأميركي الـ 44 باراك أوباما

عموما خاض الإمبراطور المجروح حربا كان غني عنها فتاريخه مليء بالمواقف السياسية الكبيرة، وهو جزء لن ينسى من تاريخ أميركا السياسي، فهو واحد من الأميركيين القلائل الذين يمكن وصفهم اليوم بالأبطال القوميين، ولكنه وعلى طريقة الكبار انبرى للدفاع الجمهوريين بعدما تخلوا عنه في عام 2000 وفضلوا عليه بوش قليل الخبرة والحيلة، وانبرى لتوحيد صفوفهم الممزقة، وفي شن حرب صعبة المراس على الديمقراطيين، حرب مليئة بالكر والفر بشكل قد لا يتقنه - وسط الجمهوريين - سوى ماكين

ولكن يبدو أن الموجات كانت عالية، وأن الصفوف كانت ممزقة والأسلحة قديمة عتيقة والجعبة خاوية أكثر مما توقع الإمبراطور ماكين، لذا هزمه جيشه وتخلى عنه مرة ثانية وأخيرة، فقد هزمه الجمهوريون في عام 2000 حين فضلوا بوش عليه، وهزموه في 2008 حينما دفعوه للأمام للتضحية به في خضم بحر هائج غاضب لا يتنبأ إلا بتحطيم من يقف أمامه

ولكن الإمبراطور أبى إلا يحارب حتى النهاية، واختار نائبته سارة بالين لإرضاء الجمهوريين من ناحية وليثبت للجميع أنه قادر كعادته على مفاجئة الجميع وزلزلة الأرض من تحت أقدام جنوده وخصومه على حد سواء

ولكن القدر لم يمهل الإمبراطور الأخير فرصة أخرى، فحكم عليه بأخر وأقسى هزائمه، لذا لا يسعنا سوى أن نقدم تحية وداع وتقدير مستحقة لأخر إمبراطور أميركي (جون ماكين) على الرغم من اختلافنا معه

-----

مزيد من المقالات عن جون ماكين

النص الكامل لكتاب جون ماكين والشرق الأوسط والولاية الثالثة للمحافظين الجدد

عرض مفصل لكتاب جون ماكين والشرق الأوسط والولاية الثالثة للمحافظين الجدد

التخويف من العرب والمسلمين في الانتخابات الرئاسية الأميركية الحالية


الإمبراطور الأميركي الأخير


حلقة برنامج "كتاب ألفته" عن كتاب جون ماكين والشرق الأوسط


فروق بين أوباما وماكين أظهرها لقاؤهما الانتخابي الأول


العراق بين قنوط أوباما وصقورية ماكين


ماكين في مواجهة دروس البروتستانت التبشيريين القاسية


من لا يحب جون ماكين؟

Thursday, November 06, 2008

آلام أوباما هي سر حب العالم له ... قراءة في سيكولوجية الرئيس الأميركي الـ44
بقلم: علاء بيومي - مؤلف كتاب باراك أوباما والعالم العربي الصادر عن مركز الجزيرة للدراسات في 4 نوفمبر 2008

لمزيد من المعلومات عن أوباما وسيرته الذاتية والعوامل التي ساهمت في تكوينه اضغط
هنا

يمكن نشر المقال مع الإشارة إلى مصدره
www.alaabayoumi.com

نص المقال

لماذا يحب العالم أوباما لهذه الدرجة؟ الإجابة باختصار هي لأنه أشعرهم بأنه مثلهم إنسان يعاني منقسم على نفسه مليء بالصراعات الداخلية والجراح النفسية العميقة التي لا تندمل ولكنها جعلته إنسان أفضل، بمعنى أخر شعر العالم منذ فترة بأن جراح وآلام أوباما العميقة والعديدة قد تذكره يوما بمعاناة الآخرين إذا صار رئيسا للولايات المتحدة الأميركية

فقد ولد أوباما لأب مهاجر كيني تركه وهو ابن العامين، وفضل هجره وهجر والدته صغيرة السن لكي يحصل على منحة دراسية في جامعة مرموقة، وكان في متناول حسين أوباما أن يصطحب باراك ووالدته معه إذا رضي بالدراسة في جامعة أصغر، ولكن طموح الأب المهاجر حرم أوباما إلى الأبد من أن ينشأ في حضن والده، وهو أول وأعمق جرح عاني منه أوباما

وهكذا نشأ أوباما في حضن أمه يفتقد الأمان، وسرعان ما تزوجت والدته بزوج إندونيسي اصطحبها - وباراك في السادسة من عمره - إلى إندونيسيا، ليتعرض أوباما من جديد لصدمة الغربة وترك الأهل والأصحاب والمألوف في سن صغيرة، وفي اندونيسيا تعرف أوباما على عالم جديد، حيث درس بمدارس مسلمة مختلطة وأخرى كاثوليكية، وتردد على المساجد ويقال أنه حضر صلاة الجمعة ودروس في الدراسات الإسلامية وتعلم القرآن

ويقال أيضا أن خبرة أوباما في اندونيسيا فتحت مداركه في سن صغيرة على اتساع العالم وتعدده وتنوع أعراقه وشعوبه، وأنها جعلت من أوباما طفلا أميركا حساس واسع المدارك مقارنة بنظرائه من الأطفال الأميركيين الذين تربوا وترعرعوا منغلقين على أنفسهم في مدن أميركا وقراها

ولكن القدر لم يمهل أوباما كثيرا، فسرعان ما انفصلت والدة أوباما عن زوجها الإندونيسي وأرسلت أوباما وهو في العاشرة من عمره إلى أميركا ليعيش في كنف والديها، وبهذا فقد أوباما حنان الأم والأب معا وهو ابن العاشرة

وتشير مصادر عديدة إلى أن جدي أوباما سعيا إلى تعويضه عما فقده من حنان واستقرار إذا أرسلاه لأفضل المدارس المحيلة وقاما على رعايته، ولكن جراح أوباما لم تندمل

فقد ظل أوباما يبحث لنفسه عن جذور وهوية وأصل، فرحيل الأب ترك أوباما معلقا في الهواء بلا هوية فيما عدا بشرته السمراء والتي أشعرته بأن الأميركيين من حوله ينظرون إليه نظرة مختلفة لم يفهمها أوباما حتى صار مراهقا يدرك ما يدور من حوله من صراعات بشرية غير مبررة، ويقول أوباما في مذكراته أن جدته كانت تخشى أحيانا السير في شوارع يملأها الشباب السود، وأنه أحس بخوفها هذا وتألم له وأخفاه في نفسه

أما أصدقاء أوباما السود فقد ضاعوا واحدا بعض الأخر بسبب العنصرية وسخطهم عليها حيث توجه بعضهم إلى العنف والثورة والغضب، أما أوباما فقد توجه للمخدرات والتي وقع ضحيتها لفترة

وزاد من عذابات أوباما خلال سنوات المراهقة إدراكه لجذوره الأفريقية البسيطة، فقد تصور أوباما في طفولته أنه ابن أمير أفريقي ثري كبير ومهاب، ولكن لما شب عود أوباما وتوسعت مداركه طلب من معلمة المكتبة أن تبحث له عن معلومات عن جذوره وعن قريته وقبيلته في كينيا، ويقول في مذكراته أنه عندما اكتشف حقيقة جذوره البسيطة وأنه لا ينحدر من أصول عريقة – كما ظل يحلم - ترك الكتاب مفتوحا في المكتبة وانطلق مسرعا بعدما تحطم أحد أهم أحلامه أو الأساطير التي عاش عليها لسنوات خلال طفولته

وبهذا كان أوباما على مشرفة الانهيار، فهو إنسان بلا هوية وبلا جذور، كما أنه تربي كأبيض وسط أسرة بيضاء ولكن بشرته سمراء ومحاط بمجتمع يدرك معنى العنصرية ويعاني منها، هذا إضافة إلى أبيه المفقود وأحلامه التي تبددت كالسراب

ولكن وسط الأزمة ولد أوباما الجديد، حيث أدرك أوباما الشاب الذكي العنيد أن لجوءه للمخدرات أو العنف أو الضياع لن يشفع له ولن يغني عنه شيئا، لذا قرر في المقابل أن يلزم نفسه بنظام حياتي قاسي وأن يلجأ للنجاح ليواجه به الفشل وأحلامه الضائعة وهويته المفقودة

لذا تحول أوباما المعذب إلى أوباما المبتسم المتفائل الإيجابي الذي نراه حاليا على شاشات التلفاز حاليا، تحول أوباما من مشروع إنسان فاشل أسير التناقضات الداخلية والمخدرات لإنسان حساس يريد مساعدة الآخرين

ويقول بعض النقاد الذين قرءوا وحللوا مذكرات أوباما "أحلام من أبي" والتي نشرها بعد تخرجه من جامعة هارفارد في منتصف التسعينات، أنها كشفت عن إنسان مرهف الحس حريص على الشعور بما يعانيه الآخرين من مشاعر متناقضة بشكل مفصل دقيق، إنسان مر بتجارب مختلفة في عمر صغير عمقت مشاعره وأرهفت حسه وجعلته كالرادار الحساس القادر على فهم الآخرين وإظهار تعاطفه معهم بشكل سريع

ترك أوباما جزر هاواي حيث سنوات النشأة إلى كاليفورنيا ثم نيويورك حيث أكمل دراسته الجامعة، وبعد تخرجه عمل في بعض الوظائف الجيدة المؤقتة والتي تركها سريعا لأنه كان مشغولا بالبحث عن شيء أهم من الوظيفة

ووجد أوباما ضالته في شيكاغو حيث أعلن عن وظيفة شاغرة لمساعدة المجتمع المحلي الأسود هناك حيث تعيش تكتلات بشرية ضخمة للأفارقة الأميركيين تعاني من مشاكل داخلية - بين السود وبعضهم البعض - وخارجية - بين السود ومجتمعهم الأميركي الأكبر – عديدة

ويقول أصحاب الوظيفة أن أوباما عندما اتصل بهم تخوفوا من اسمه الغريب ومن مؤهلاته العلمية العالية التي تؤهله لوظيفة أرقى وأكثر ربحا، ولكنهم عندما تقابلوا معه وجدوا فيه الشخصية التي يبحثون عنها، وجدوا فيه إنسان يدفعه البحث عن هويته إلى الذوبان في الناس بحثا عن إجابات صعبة للأسئلة التي تدور في ذهنه

وفي شيكاغو ولد أوباما من جديدة حيث أعاد بناء هويته حتى أنه اعتنق المسيحية رغبة منه في التقرب من الكنائس والقيادات الأفريقية المسيحية هناك، كما اختلط بالفقراء وقضاياهم وتعلم عنهم وعن معاناتهم

وبعد أن عثر أوباما عن هويته أدرك بعد ثلاث سنوات قضاها في شيكاغو أنه لن يتمكن من مساعدة الآخرين بشكل حقيقي إلا إذا امتلك قدر كبير من القوة، وساعتها قرر أوباما ترك شيكاغو موطنه الجديد والتحق بأكبر جامعات أميركيا (هارفارد) ليدرس القانون تخصص قادة أميركا ورؤساءها، ولسان حاله يقول أنه عائد لشيكاغو، ولكن كإنسان جديد إنسان يدرك من هو ويدرك معاناة الآخرين وقادر على مساعدتهم

وهنا بدأت صفحة جديدة في حياة أوباما هي صفحة بحثه عن الرئاسة الأميركية، وللحديث بقية

******

مزيد من الدراسات والمقالات عن باراك أوباما

باراك أوباما والعالم العربي - نص كتاب

تهنئة إلى من راهنوا على باراك أوباما


هل نحن حقا على مشارف عصر سياسي أميركي جديد


لماذا يتمتع باراك أوباما بكل هذه الكاريزما؟


هل تراجع تأييد العرب لباراك أوباما - مقال باللغة الإنجليزية


هل أحبط باراك أوباما مسانديه؟


باراك أوباما يغلب "الليبرالية الواقعية" باختياره بايدن نائبا له


فروق بين باراك أوباما وجون ماكين أظهرها لقائهما الانتخابي الأول

العراق بين قنوط باراك أوباما وصقورية جون ماكين


معاناة باراك أوباما ومأساة الديمقراطيين في أميركا


أحلام باراك أوباما والجيل الأميركي المفقود

ترويض باراك أوباما

Wednesday, November 05, 2008


صدور كتاب "باراك أوباما والعالم العربي" عن مركز الجزيرة للدراسات

معلومات الكتاب

علاء بيومي، "باراك أوباما والعالم العربي"، مركز الجزيرة للدراسات، الدوحة، قطر، 2008

للإطلاع على النص الكامل للكتاب إضغط
هنا

للإطلاع على بيان الجزيرة عن الكتاب إضغط
هنا

أعلن مركز الجزيرة للدراسات (الدوحة، قطر) عن صدور كتاب "باراك أوباما والعربي" والذي يتناول سيرة باراك أوباما الرئيس الأميركي الـ 44 ومواقفه تجاه أهم قضايا العالم العربي، وعلى رأسها العراق وفلسطين وإيران وقضية الديمقراطية وسياسة أميركا تجاه الدول العربية الكبرى

وتتكون الدراسة من ثلاثة أجزاء، يتناول أولها الحزب الديمقراطي الأميركي وأهم الجماعات المشكلة له والتيارات الإيدلوجية المسيطرة على سياساته الداخلية والخارجية

ويتناول الفصل الثاني من الكتاب شخصية أوباما ونشأته ومسيرته السياسية والتحديات التي ساهمت في تشكيل وعيه السياسي وأهم المستشارين المحيطين به

أما الفصل الثالث والأخير فهو أطول فصول الدراسة حيث تناول بالشرح والتحليل مواقف أوباما المفصلة تجاه عدد من أهم قضايا العالم العربي وذلك من خلال ما يتوافر عن تلك القضايا من وثائق وتقارير صحفية أميركية ودولية

وتؤكد الدراسة في خاتمتها على عدة قضايا من أهم صعوبة التنبؤ بسياسات أوباما المستقبلة بسبب حداثة عهده السياسي ونحافة سجله السياسي مما يعلي من أهمية دراسة المستشارين المحيطين بأوباما خاصة على صعيد السياسة الخارجية

وترسم الدراسة في خاتمتها سيناريو محتمل لسياسات أوباما الشرق أوسطية بناء على ما ترصده الدراسة من حقائق وتحليلات، ويقوم هذا السيناريو على التالي (لمزيد من التفصيل يرجى الإطلاع على خاتمة الدراسة)

أولا: سوف يحتل العراق المكانة الأول بين أولويات السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط

ثانيا: تأتي إيران في المرتبة التالية بين أولويات أوباما في الشرق الأوسط

ثالثا: إيجاد حل نهائي للصراع العربي الإسرائيلي لا يبدو وكأنه أولوية على سياسات أوباما الشرق الأوسطية

رابعا: لن يضع أوباما قضية نشر الديمقراطية بالدول العربية بين أولوياته

خامسا: من المتوقع أن يتبنى أوباما دبلوماسية نشطة تجاه العالم والإسلامي ويقوم بتفعيل أدوات الدبلوماسية العامة، ولكنه قد يقوم بذلك بأسلوب غير مباشر من خلال تقديم المساعدات في مجالات كالتعليم والصحة ومكافحة الفقر، ومن خلال تركيز على العمل مع دول إسلامية غير شرق أوسطية

كما تؤكد الدراسة في سطورها الأخيرة على أن السنوات الأولى من ولاية أوباما سوف تكون انتقالية يركز فيها على حل المشاكل التي تمثل تهديدا لأمن أميركا وعلى رأسها العراق وإيران، على أن يدفع عجلة السلام للأمام ويتبنى سياسات واقعية تجاه الدول العربية الكبرى أملا في أن يحصل على دعمها في مواجهة إيران وفي دعم استقرار العراق، وقد تتغير تلك السياسات بمرور الوقت إذا حقق أوباما أهدافه السابقة

معلومات الكتاب

علاء بيومي، "باراك أوباما والعالم العربي"، مركز الجزيرة للدراسات، الدوحة، قطر، 2008

للإطلاع على النص الكامل للكتاب يرجى زيارة
http://www.aljazeera.net/mritems/streams/2008/11/5/1_864459_1_51.pdf

للإطلاع على بيان الجزيرة عن الكتاب
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/2F95C079-4C81-461A-A552-8FAE9EB12341.htm
تهنئة إلى من راهنوا على أوباما ولكن الرهان لم يحسم بعد
مقال بقلم: علاء بيومي – مؤلف كتاب باراك أوباما والعالم العربي (مركز الجزيرة للدراسات، الدوحة، قطر، قيد النشر

يمكن نشر المقال مع الإشارة إلى مصدره
www.alaabayoum.com

نص المقال

تحية إلى من راهنوا على باراك أوباما، فلم يكن يتصور كثيرون أن يتمكن أوباما الشاب ذو الجذور السوداء والمهاجرة أن يلقي اليوم خطاب فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وأن يشاهد العالم على شاشات التلفاز دموع الفرح لا دموع الحزن تتلألأ في عيون الأفارقة الأميركيين

الرهان على أوباما كان نوعا من المجازفة، فأوباما شاب حديث العهد بالسياسة الأميركية تحده بشرته السوداء وأبوه الكيني المسلم وسنوات قضاها في طفولته في اندونيسيا، بالإضافة إلى مواجهته خصوم لا يستهان بهم داخل حزبه وخارجه

فمن كان يتصور أن يتمكن أوباما من إيقاف آل كلينتون أو من مواجهة سياسات التخويف الجمهورية وكل ما روجته من شائعات واتهامات ضد أوباما حتى قالوا أنه "جزء من مؤامرة إسلامية لتقويض أميركا من الداخل"، وقالوا مرة أخرى أنه "اشتراكي" و"صديق للإرهابيين

ولكن أوباما تفوق على الجميع وترفع عن صغائر السياسة الأميركية بفضل كاريزميته غير المعهودة، وبفضل فضائح الجمهوريين ومشاكلهم التي ملئت أميركا من الشاطئ الشرقي إلى الساحل الغربي، وبسبب من راهنوا عليه منذ البداية من أبناء حزبه وملايين الأميركيين الذين شعورا بأن أوباما سياسي جديد من نوع مختلف

عموما الرهان على أوباما كبير ولم يحسم بعد، فقد راهن قادة الديمقراطيين على أوباما لأنهم رءوا فيه القائد السياسي الجديد الشاب القادر على تجديد دماء الحزب باجتذاب الشباب والأقليات والمهاجرين، وتبني خطاب جديد يترفع على خطاب الستينيات السائد المليء بالصراعات السياسية والثقافية والحزبية، والقادر على استخدام الإنترنت في التواصل مع الناخبين وجمع تبرعات غير مسبوقة، وعلى تبني سياسات جديدة ترضي المستقلين وبعض المتدينين وقواعد الحزب التقليدية، وعلى الحديث عن القوة الأميركية دون إفراط مع مد جسور الجوار والدبلوماسية بين أميركا وشعوب العالم

عموما أوباما نجح في أول اختبار وهو الفوز بالرئاسة الأميركية، ويبقى الرهان الأكبر، وهو قدر أوباما على تطوير "أجندة سياسية ليبرالية جديدة" تطبق الأفكار السابقة وترتقي لمستوي التوقعات الكبيرة المعولة عليها وعلى أوباما

فلا يخفي على أحد أن أوباما واجه خلال حملة الانتخابات الرئاسية - التي امتدت على مدى عامين كاملين - ضغوطا عديدة بعضها نابع من قلة خبرة أوباما، وأخرى نابعة من حزبه المنقسم على نفسه، وضغوط قادمة من اليمين الأميركي والجمهوريين، وضغوط لا تحصى من جماعات الضغط ولوبيات واشنطن

كل هذه الضغوط دفعت أوباما لتبني سياسات مختلطة إن لم تكن متضاربة أو ضعيفة وباهتة أحيانا، سياسات ومواقفه لا ترتقي لحجم "الرهان" على أوباما

لذا نعود ونؤكد أن الرهان على أوباما لم ينتهي أو يحسم حتى الآن، فقد نجح أوباما في الاختبار الأول، وبقى عليه الاختبار الأصعب وهو تحويل خطابه البراق لسياسات حقيقة ترتقي لتطلعات مئات الملايين من شعوب العالم الذين وثقوا في أوباما وأمنوا بخطابه، وملايين الأميركيين الذين منحوه أصواتهم ومنحوا حزبه أغلبية لا يستهان بها، وأعتقد أن غالبية وسط هؤلاء مازالت تخشى من أن يهدر أوباما والديمقراطيون ثقتهم وأصواتهم

فمنذ عامين منح الأميركيون فوزا كبيرا للديمقراطيين بانتخابات الكونجرس ومع ذلك لم يشعر كثير من الأميركيين والمتابعين حول العالم بأن فوز الديمقراطيين في انتخابات 2006 غير الكثير بواشنطن، وقد يقول البعض أن الديمقراطيين خلال العامين الماضيين لم يمتلكوا الأغلبية الكافية ولا القيادة ولا البيت الأبيض، أما الآن فلم يعد أمام الديمقراطيين كثيرا من الأعذار أو التبريرات الواهية ليحتموا ورائها

لذا يبقى الرهان قائما، فهل يتمكن أوباما والديمقراطيون من "بناء الأجندة السياسية الليبرالية الجديدة" على الساحتين الداخلية والخارجية، أم أن "عصر التمدد الليبرالي المنتظر" سيتحول إلى كارثة تعمق الجراح وتأكد مخاوف من يظنون أن الديمقراطية الأميركية باتت عاجزة عن الخروج من بوتقة الضحالة والديماغوغية وآسر جماعات المصالح السياسية، وباتت عاجزة عن إيجاد حلول حقيقة لمشاكل المواطن الأميركي والمتأثرين بالسياسات الأميركية عبر العالم

مرة قائمة، مبروك لمن راهنوا على أوباما اليوم، لكن الرهان لم يحسم بعد

Sunday, November 02, 2008

هل نحن حقا على مشارف عصر سياسي أميركي جديد؟
مقال بقلم: علاء بيومي

الناشر:
جريدة الراية القطرية

نص المقال

لو أسفرت الانتخابات الفيدرالية الأميركية المقبلة عن فوز الديمقراطيين بالرئاسة الأميركية وتغلبهم على الجمهوريين في انتخابات الكونجرس فإن ذلك سوف يعني للكثيرين بداية عصر سياسي أميركي داخلي جديد، هو عصر تمدد ليبرالي واضح

سبب ذلك هو أن الديمقراطيين في أميركا عاشوا أربعة عقود صعبة، فمنذ عام 1968 لم يحكموا البيت الأبيض إلا لثلاث دورات رئاسية فقط (دورة لجيمي كارتر ودورتان لبيل كلينتون) في مقابل سبع دورات رئاسية حكم فيها رؤساء جمهوريون

كما فقد الديمقراطيين تدريجيا أغلبيتهم التاريخية بالكونجرس الأميركي والتي حققوها منذ ثلاثينيات القرن العشرين، حيث خسر الديمقراطيون مقعد الأغلبية بمجلس النواب الأميركي في عام 1994 في انتخابات مشهودة، حتى يقال أن عدد من أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين الذين لم يخسروا في انتخابات 94 بادروا بتغيير انتمائهم الحزبي بعد الانتخابات، وذلك لشعورهم بأن الحزب الديمقراطي بات كالسفينة الغارقة والتي يتحتم عليهم مغادرتها قبل فوات الأوان والغرق معها

وفي عام 2002 خسر الديمقراطيون مقعد الأغلبية بمجلس الشيوخ، كما تعرضوا لهزيمة مذلة في عام 2004 حين فاز جورج دبليو بوش بولاية ثانية على حساب المرشح الديمقراطي جون كيري، كما عزز الجمهوريون تقدمهم بمجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين على حد سواء

انتصارات الجمهوريين المستمرة منذ عام 1980 والتي وصلت قمتها في الفترة من 2000-2004 كانت نتاج لما عرف بثورة اليمين، والتي قادها بعض الجمهوريين المحافظين في منتصف الستينيات، حيث رفض هؤلاء ميل الحزب الديمقراطي لحقوق الأقليات والمهاجرين وللانفتاح على العالم الخارجي، ونادوا في المقابل بمواقف محافظة على المستوى الداخلي ومتشددة على ساحة السياسة الخارجية، ووجدوا ضالتهم في قوى اليمين المسيحي المتدينة التي صعدت بقوة داخل المجتمع الأميركي المحافظ نسبيا كردة فعل لانتشار التيارات الليبرالية المتحررة أخلاقيا داخل المجتمع الأميركي في الستينيات

وللأسف مال اليمين المسيحي الأميركي للتشدد وللخوف من الأخر كردة فعل لتطرف اليسار الأميركي في التحرر الأخلاقي، فبدلا من أن يدعو اليمين المسيحي للتسامح تبنى أجندة خائفة من الأخر على المستويين الداخلي والخارجي، لذا مال لتبني مواقف خارجية متشددة ضد الإتحاد السوفيتي وضد من يصورون على أنهم أعداء خارجيين لأميركا

كما مال اليمين المسيحي للتحالف مع أثرياء الحزب الجمهوري بدلا من فقراء الحزب الديمقراطي وأقلياته، كما مالوا للتحالف مع نخب الجنوب والنخب الرافضة لثورة الحقوق والحريات المدنية بدلا من الانفتاح على المستضعفين والأقليات وأجندتهم

وللأسف أعطى تحالف اليمين المسيحي للحزب الجمهوري زخما جماهيريا لا يستحقه بسبب قوتهم التنظيمية وتغلغلهم على المستوى الجماهيري، لذا قادوا ريجان للحكم وقادوا بعده الجمهوريين لانتصارات ساحقة على خصومهم الديمقراطيين كما حدث في أعوام 1994 و2002 و2004

ولكن يبدو أن تحالف قوى اليمين المسيحي مع قوى الرجعية داخل الحزب الجمهوري من أثرياء ونخب الجنوب ومناصري عسكرة السياسة الخارجية الأميركية قد أفرض في تشدده أو رجعيته

حيث شن هؤلاء حرب العراق والتي كشفت عن جهل وظلم عظيمين، ظلم لأهل العراق وجهل بقواعد إدارة الحروب وإدارة الدول الواقعة تحت الاحتلال، كما أفرطوا في الإنفاق الداخلي في الوقت الذي حافظوا فيه على استقطاعات ضريبية ضخمة للأغنياء مما أغرق أميركا في الدين الخارجي وقاد إلى كارثة اقتصادية أميركية ودولية هي الأكبر منذ عقود بسبب جشع الرأسمالية الأميركية تحت أعين بوش وأثرياء الجمهوريين وأيدلوجيتهم المفرطة في العداء لدور الدولة في تقنين الاقتصاد وفي كبح جشع الرأسمالية وفي حماية المستهلك ودافع الضرائب الأميركي الفقير

ومازال الجمهوريون في تطرفهم هذا حتى أن جون ماكين المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية مازال يطالب حتى يومنا هذا بخصخصة نظام التأمين الصحي، كما طالب بوش من قبله بخصخصة نظام الضمان الاجتماعي، مع العلم بأن 45 مليون أميركي لا يمتلكون تأمينا صحيا حتى يومنا هذا وأن عائد نظام الضمان الاجتماعي لا يكفي وحده لضمان حياة كريمة لمتلقيه

كما كشف التطرف الأيدلوجي عن عدم كفاءة غير مسبوقة وعن فساد وفضائح شغلت إدارة بوش وقيادات الجمهوريين وقيادات اليمين المسيحي خلال السنوات الثماني الأخيرة

لذا لقي الجمهوريون هزيمة ثقيلة في انتخابات 2006 النصفية عندما خرج الأميركيون فيما هو أشبه بثورة جماهيرية عارمة ضد بوش والجمهوريين وجدت في حرب العراق عنوانا لحركتها السياسية

عموما ثورة الأميركيين ضد الجمهوريين في 2006 لم تستغل أفضل استغلال من قبل الديمقراطيين، والذين ترددوا كثيرا في أوائل العام الحالي في اختيار مرشحهم للرئاسة الأميركية، حين تردد الديمقراطيون بين السيناتور باراك أوباما والسيناتور هيلاري كلينتون

هيلاري كانت بمثابة مرشحة نخب الحزب وتياره المحافظ المعروف باسم "الليبراليين الجدد" وهو تيار ديمقراطي نشأ في قبل أزمة الديمقراطيين ونتاج لهزائمهم السياسية العديدة خلال العقود الأربعة الأخيرة، وقد عرف الليبراليين الجدد بسياساتهم الداخلية التي تميل للطبقة الوسطى على حساب الطبقات الفقيرة، وبسياساتهم الخارجية القريبة من سياسات المحافظين الجدد والتي دفعت عدد كبير من قادة الليبراليين الجدد مثل هيلاري كلينتون وجوزيف ليبرمان وجون كيري وجون إدواردز إلى دعم قرار حرب العراق في عام 2002

أما أوباما فقد نظر إليه الكثيرون داخل الحزب وبين قياداتهم - وعلى رأسهم آل كيندي - على أنه أمل الحزب في مستقبل أفضل، فهو شاب يعبر عن الجيل الأميركي الجديد، كما أن خطابه مليء بالأمل وبالرغبة في تخطي الفوارق الحزبية والسياسية والثقافية التي مزقت الأميركيين خلال العقود الأربعة الأخيرة

هذا إضافة إلى حديث أوباما عن الحوار مع العالم الخارجي ورفضه للحرب ولتغيير النظم المعارضة بالقوة ولتشدد بوش والجمهوريين وصقور الديمقراطيين والمحافظين الجدد

عموما مال الديمقراطيون لأوباما ولكن هذا لا يعد وحده ضمانه لبداية عهد جديد لليبرالية الأميركية، فمنذ انتصار الديمقراطيين الكبير في عام 2006 لم يشعر كثير من الأميركيين أو من المتابعين عبر العالم بأن الديمقراطيين أحدثوا تغيير كبيرا في السياسات الأميركية داخليا أو خارجيا، فمبادراتهم تجاه حرب العراق ظلت ضعيفة غير معروفة، وكذلك الحال على المستوى الداخلي

وقد ذكر البعض أن الديمقراطيين لم يتمكنوا من التغيير خلال العامين الأخيرين لأن الأغلبية التي فازوا بها داخل مجلس الكونجرس لم تكن كبيرة بشكل كافي لمساعدتهم على تحقيق التغيير المنشود

ولو فاز أوباما بالرئاسة الأميركية وفاز الديمقراطيين بمزيد من مقاعد الأغلبية بمجلس الشيوخ والنواب الأميركيين فسوف يضمن ذلك للديمقراطيين قدرة لا يستهان بها على تطبيق أجندة جديدة وعلى إعادة تعريف الأجندة السياسية الليبرالية داخل أميركا وخارجها من خلال تبني مبادرات سياسية كبرى جديدة ومختلفة

ولكن يبقى خوف دفين من أن يفوز الديمقراطيون ولا يحدث التغيير، ويرى أصحاب هذا الرأي الحذر أن المشاكل التي تعاني منها أميركا وسياستها على المستويين الداخلي والخارجي لم تعد مقصورة على حزب دون أخر، بل باتت تعبيرا عن أزمة في الثقافة السياسة الأميركية وعن قيادات ولدت في أزمة وفي حالة ركود وكساد فكرين وسياسي

خاصة وأن انتخاب أوباما – كثير الحديث عن الأمل والقيم – لا يعد في ذاته وبأي حال من الأحوال ضمانة لتطبيق أجندة تغيير حقيقية، وأن أوباما ككثير من قيادات الديمقراطيين لابد وأن يعود يوما لنقطة الصفر في السياسة الأميركية، تلك النقطة التي تسمى أحيانا بسياسات وسطية باهتة لا هي ديمقراطي أو جمهورية، لا هي يسارية أو يمينية، بل هي سياسات تحافظ على الوضع القائم وتخشى التغيير الحقيقي وتكتفي بالرقص في محيط جماعات المصالح الأميركية
مقال الأستاذ محمد ماضي عن تحول العرب والمسلمين إلى ضحية في الانتخابات الأميركية
عنوان المقال: جـهـالات أمريكية حوّلت العرب والمسلمين إلى ضحية للحملة الانتخابية

المؤلف: محمد ماضي

الناشر:
سويس إنفو، 30 أكتوبر 2008

مقتطفات من المقال

ويقول الباحث الأكاديمي علاء بيومي، مؤلف كتاب "جون ماكين والولاية الثالثة للمحافظين الجُـدد"، إن العنصرية التي يتعرّض لها العرب والمسلمون في غِـمار الحملات الانتخابية للرئاسة الأمريكية، تؤكِّـد أنها تنتمي لنوع خطير وتدعو إلى القلق الشديد، ليس فقط بسبب انتشارها وتورّط قادة الحزب الجمهوري فيها، ولكن لأن تلك العنصرية أصبحت مقبُـولة ومبرّرة لا تحرّك لها غالبية الأمريكيين ساكنا، بخلاف المعروف عن الثقافة الأمريكية من رفضها مُـمارسة العنصرية ضد أي فِـئة من فئات المجتمع، وكأن الإساءة للعرب والمسلمين باتت للأمريكيين أمرا مقبولا تحت غطاء ما يسمّى بالحرب على الإرهاب

ويضيف علاء بيومي: "كان من المُـفترض أن تتحوّل جذور أوباما، المولود لأب مُسـلِـم، إلى مِـيزة وليس عَـيبا، خاصة وأن صورة أمريكا في العالم الإسلامي تُـعاني من تدهْـور وبحاجة إلى مرشّـح مثله متعدّد الثقافات وله إلمام بالإسلام، وإن كان مسيحيا، ولكن وصل الأمر ببعض الجماعات المُـنضوية تحت لواء المحافظين الجُـدد وأنصار إسرائيل وبعض قادة البروتستانت التبشيريين وبعض غُـلاة الجمهوريين، إلى استغلال جذور أوباما الإسلامية في جانب منها لتخويف الناخبين الأمريكيين وإدّعاء أنه يخفي إسلامه في إطار مؤامرة إسلامية كُـبرى لتقويض أمريكا من خلال انتخاب رئيس مُـسلم يعمل على تدمير أمريكا، شأنه في ذلك شأن باقي المسلمين

للإطلاع على النص الكامل للمقال يرجى زيارة

http://www.swissinfo.org/ara/front.html?siteSect=108&sid=9907878&cKey=1225362805000&ty=st
مقال الأستاذ محمد فوراتي عن ندوة العرب والانتخابات الأميركية
عنوان المقال: الصالون الثقافي يناقش آثار الانتخابات الأمريكية على القضايا العربية

المؤلف: محمد فوراتي

الناشر:
جريدة الشرق القطرية، 2 نوفمبر 2008

مقتطفات من المقال

خصص الصالون الثقافي التابع لوزارة الثقافة والفنون والتراث جلسته الأخيرة لقضية السباق الانتخابي الأمريكي وأثر الحملات الانتخابية ونتائج الانتخابات المحتملة على القضايا العربية والإسلامية. وتحدث في الجلسة التي حضرها سعادة مبارك بن ناصر آل خليفة وعدد من المثقفين كل من الدكتور إبراهيم عرفات أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر والأكاديمي الدكتور محمد نبيل المصري، فيما أدار الندوة الإعلامي بقناة الجزيرة علاء بيومي

واستهل الندوة الإعلامي علاء بيومي الذي أكد أن هذه الانتخابات تكتسب أهمية كبيرة لدى الرأي العام بسبب أثرها على القضايا الدولية ومنها القضايا التي تمس العرب والمسلمين. وقدم مقارنة بين مواقف باراك أوباما وجون ماكين تجاه عدد من أهم القضايا العربية والتي تعكس إلى حد ما نظرتهم للعالم وتعطي مفاتيح لفهم إستراتيجيتهم المستقبلية في حالة فوز أحدهماوقد اكتسبت عدد من القضايا العربية والإسلامية مادة خصبة للمرشحين الجمهوري والديمقراطي للمزايدة أو الاختلاف بهدف كسب الناخبين أولا، وتعبيرا عن وجهتي نظر مختلفتين وإن اتفقتا في بعض التوجهات والأهداف

ففي قضية العلاقة بإسرائيل والفلسطينيين مثلا يرفض جون ماكين "المساواة الأخلاقية" بين الفلسطينيين والإسرائيليين ويرى أن أمريكا وإسرائيل تحاربان نفس العدو وهو "الإرهاب". كما يساند مبدأ الدولتين كحل نهائي، ويرفض الضغط على إسرائيل لتقديم أي تنازلات للفلسطينيين، ويعلن تأييده للقدس عاصمة لإسرائيل

أما باراك أوباما فهو يرتبط بعلاقة صداقة مع ناشطين فلسطينيين أمريكيين، ويدعم حل الدولتين، وكان انتقد جورج بوش لعدم تركيزه على عملية السلام. ومن جهة أخرى ساند إسرائيل في حربها على لبنان ويؤكد على يهودية دولة إسرائيل ويتجنب الحديث عن مبدأ " الأرض مقابل السلام"، ويرفض الحوار مع حماس وينادي بعزلها، ويعارض جهود الحوار الوطني الفلسطيني

للإطلاع على النص الكامل للمقال يرجى زيارة

http://www.al-sharq.com/DisplayArticle.aspx?xf=2008,November,article_20081102_10&id=artsandculture&sid=