Wednesday, January 14, 2015

مشكلة الاخوان مصرية وليس العكس

ما الذي يجعل شباب التيار الديني في مصر يستمع لوجدي غنيم وليس لطارق رمضان (حفيد حسن البنا).

طارق رمضان يتحدث كغربي، نعم هو يشير لنفسه كإنسان غربي وكجزء من الحضارة الغربية، وهو متدين يفتخر بإسلامه.

في المقابل هناك من لا يفوت فرصة للإساءة لأصحاب الأديان المختلفة.

أعتقد أن الفرق ليس في فكر الاخوان أو معتقداتهم أو حركتهم ولا في غيرهم، الأزمة مصرية.

يعني ما أصاب الاخوان والتيار الديني في مصر هو نفس ما أصاب اليسار والليبرالية والعلمانية والمسيحية المصرية.

الأزمة مصرية بإمتياز، أزمة تراجع دولة ومجتمع على مدى عقود في ظل نظام استبدادي لا يمتلك مشروع.

الاخوان ركزوا على العمل الأهلي والنقابات وانتخابات البرلمان، هادنوا النظام، وفي النهاية لم يعجبوا النظام.

غيرهم خرج على النظام أو سانده، وفي النهاية لم يرض عنهم النظام الذي لا يمتلك مشروع أصلا، غير البقاء في الحكم ودعم أقلية صغيرة للغاية من المتحكمين سياسيا واقتصاديا للحفاظ على البقاء نفسه، مع ترك الغالبية العظمى في العراء.

اخوان مصر لم يمتلكوا أوربا التي دفعت حكام تركيا العلمانيين للقبول بالعملية الديمقراطية، ولا بورقيبه الذي حرص على تعليم شعبه، ولا حكمة ملك المغرب الذي أشرك قوى سياسية أخرى.

ربما لو عاش اخوان مصر في تركيا أو تونس أو المغرب أو أوربا كطارق رمضان، لكان لديهم الأن ألف طارق رمضان.

الأمر نفسه ينطبق على مختلف القوى السياسية المصرية، وحالها ليس أفضل من الاخوان، ربما كان يمكن أن يكون لدى الليبراليين في مصر الآن شخص كمنصف المرزوقي، وكان لديهم علمانيون ديمقراطيون، وحركة مسيحية قوية متمسكة بحقوق الانسان ورافضة لنفوذ الكنيسة السياسي، وحركة ماركسية تعمل مع الناس وليس فقط في الفضائيات وفنادق القاهرة.

أزمة الاخوان وغيرهم من القوى السياسية المصرية قد يكون لها تفاصيل ترتبط بالظروف الداخلية لكل جماعة، ولكنها في غالبها أزمة مصرية بإمتياز، هي أزمة تراجع مستمر لدولة ومجتمع بسبب استبداد مهيمن بلا مشروع.

والله أعلم، ما رأيكم!؟

عشرة أسباب لفشل انتفاضة الطلاب في الصين (1989)

1) الطلاب انقسموا في الميدان، بين من أراد الحوار مع النظام ومن أراد المواجهة، بين من اراد السلمية ومن اراد العنف.

2) العمال أرادوا الانضمام لاعتصام الطلاب، لكن الطلاب رأوا أنهم قادة الثورة، وتعاملوا مع العمال بتعالي، وفرضوا عليهم تنظيم اعتصام منفصل، حتى رجال الأعمال (القطاع الخاص) الذين حاولوا الانضمام لاعتصام الطلاب، تعامل معهم الطلاب بشكوك كثيرة.

باختصار عجز الطلاب عن الانفتاح على قطاعات واسعة من المتظاهرين لتوسيع اعتصامهم، اردوا أن يدعمهم الناس دون أن يكونوا جزء من اعتصامهم.

3) الحزب الشيوعي فرض حصار إعلامي ضخم على الطلاب فلم تصل رسالتهم إلى فئات واسعة من الشعب الصيني.

كما نظم بعض المظاهرات لمناصريه ليعطي انطباعا بإنقسام الرأي العام.

4) في البداية نجح الطلاب في التواصل مع القوات المسلحة وأقنعوهم بعدم القضاء الدموي على اعتصامهم، لكن الحزب الشيوعي قام بحيلة ذكية، أستقدم قوات من خارج العاصمة لم تتعرض لتأثير خطاب الطلاب، ويقال أن بعضهم لم يتحدث لغة أهل العاصمة أصلا.

5) لم يستطع الطلاب توسيع اعتصامهم خارج ميدان تيانانمن ولم يكن لهم بدائل في حالة القضاء على الاعتصام الأساسي، ولم يكن لديهم خطة للصمود في حالة القمع الشديد لاعتصامهم.

6) استطاع الحزب الشيوعي لإعادة تنظيم صفوفه خلال اعتصامات الطلاب التي دامت حوالي شهرين، الحزب تخلص من القيادات المتعاطفة مع الطلاب وصعد للسلطة متشددين، في الوقت الذي لم يتمكن فيه الطلاب من توحيد صفوفهم.

7) تردد الطلاب بين العنف والسلمية، في البداية استطاعوا الحفاظ على سلمية اعتصامهم وتظاهراتهم، ولكن بعد شهرين من الاعتصامات لم يستطع الطلاب التحكم بشكل جيد في سلمية مظاهراتهم، فتسلل إليها بعد العناصر العنيف، ولما هاجمت قوات منحتها مبرر للانقضاض على المظاهرات.

8) العناصر العنيفة بين المتظاهرين هاجمت بعض الجنود الذين انشقوا عن الجيش مما قضى على فرص انشقاق غيرهم.

9) الحزب الشيوعي وإدارته المركزية للصين لم يخضع لتأثير أي عقوبات يمكن أن تفرض عليه من الخارج.

10) لم يستطع الطلاب تحويل اعتصامهم لحركة إضراب عامة يشارك في العمال وطوائف مختلفة من الشعب تقوض سيطرة الحزب الشيوعي وتعلن العصيان المدني عليه أو تعوق حركة الاقتصاد، وذلك بسبب عجز الطلاب عن ضم عناصر مختلفة عنهم لقيادة الحراك كما ذكرنا في البداية.

ما رأيكم!؟
http://www.amazon.com/gp/product/0199778213/ref=ox_sc_act_title_3?ie=UTF8&psc=1&smid=ATVPDKIKX0DER

عشرة أسباب لانتصار ثورة ألمانيا الشرقية السلمية (1989)

1) تراجع الاتحاد السوفيتي الداعم الأكبر لحكومة ألمانيا الشرقية، وعجزه عن تقديم مساعدات مالية وعسكرية لحكومة ألمانيا الشرقية لقمع الثوار.

2) الأزمة الاقتصادية بألمانيا الشرقية، حيث تراجعت ألمانيا الشرقية من عاشر أكبر قوى صناعية في العالم للمرتبة 26 عالميا في عام 1988 وضربت البلاد أزمة طاحنة أدت لعدم توافر مواد غذائية واستهلاكية أساسية في ظل ارتفاع الديون وتراجع الصادرات للخارج.

3) انطلاق ثورات في بلاد مجاورة شجعت الشعب الألماني الشرقي على الثورة.

4) دعم بعض البلاد المجاورة للثورة بفتح حدودها أمام المهاجرين الألماني الشرقيين، بل وبفتح سفاراتها نفسها للاجئين السياسيين.

5) خوف الحكومة الألمانية من قمع الثوار بشكل عنيف خوفا من عقوبات دولية ولعدم وجود دعم سوفيتي ينجد الحكومة هذه المرة.

6) نزيف العقول، بهجرة عشرات الآلاف من الشباب الألماني الشرقي عبر الحدود خلال عام 1989 بشكل هز صورة ألمانيا الشرقية أمام العالم وداخليا، وأحدث خللا كبيرا في مرافق هامة حيث هاجر عدد كبير من المتعلمين وأصحاب المهن الراقية كالأطباء فبقت مؤسساتهم خاوية وتتضرر الاقتصاد الألماني.

وكانت حركة الهجرة عبر الحدود الواسعة أشبه بحركة عصيان مدني واسعة، أعلن من خلالها آلاف الشباب الألماني عصيانهم للحكومة، وقوانينها المحرمة للسفر خارج البلاد بدون تصريح، وحرمان النظام من مجهوداتهم والدخل الذي يعودون به على الاقتصاد.

7) الدور الهام الذي قامت به بعض الكنائس المسيحية في حركة التظاهرات على مستويين أساسيين:

أولهما نشر فكر ديني جديد يرفض الخضوع للحاكم الظالم، ويرفض تهدئة الناس ومطالبتهم بالصبر وانتظار الأجر في الأخرة، الكنائس لعبت دورا كبيرا في تقويض سلطة النظام.

ثانيا: لعبة الكنائس دور كبير للغاية وعلى مدى سنوات في نشر ثقافة اللاعنف، من خلال احتواء حلقات نقاشية وورش تدريبية حول قضايا كالسلام وحماية البيئة والمعارضة السلمية نفسها.

8) تمكنت القيادات الدينية من احتواء المعارضين، فقد انقسمت حركة المعارضة إلى فريقين، فريق غير عنيف فضل البقاء في ألمانيا الشرقية وطالب بالديمقراطية، وهذا الفريق أكد على اللاعنف.

أما الفريق الثاني فهو الشباب الثائر الذي فضل الهجرة غير القانونية عبر الحدود، وكان تصادميا، وقد لعب القساوسة الكبار الذين قادوا المظاهرات دورا هاما في احتواء الطرفين.

حيث أكدوا على أن الكنائس مفتوحة للجميع، وأعطوا الشباب الأكثر ثورية فرصة للحديث واحتووهم، بل فتحوا أبوابهم أمام أعضاء النظام المستبد نفسه لحمايتهم، كما أكدوا على السلمية ونجحوا في نشر الوعي بها وحث الناس على الالتزام بها ودربوهم على كيفية الحفاظ على المظاهرات سلمية، من خلال ورش عمل تدريبية مستمرة ومنتشرة عبر البلاد.

9) بسبب السلمية الكبيرة للمتظاهرين والالتزام الكبير بها، عجزت قوات الأمن التي حشدها الأمن ومليشيات الحزب (البلطجية) عن التعامل معها، بل انشق كثير منهم ورفضوا لعب دورهم "القذر" المعتاد في خدمة النظام وأعلنوا ذلك.

10) لما عجز النظام عن قمع المظاهرات، انقسم الكتب السياسي (لجنة السياسات) بالحزب الحاكم، وحدثت فيها انشقاقات، وبدأ بعض قادة الحكومة في تقديم استقالتهم، وتداعت الاحداث ككرة ثلج، لينهار النظام أسرع مما كان يتصور أحد.

ما رأيكم!؟
http://www.amazon.com/gp/product/0199778213/ref=ox_sc_act_title_3?ie=UTF8&psc=1&smid=ATVPDKIKX0DER

كيف تمكن الجيش البنمي من افشال الثورة البيضاء 1987-1989؟ (ثلاثة أسباب رئيسية)

اختار المتظاهرون ضد نظام الجنرال نوريجا قائد الجيش الذي حكم البلاد من خلف الستار اللون الأبيض لمظاهراتهم، كانوا يسيرون في الشوارع بمئات الآلاف مرتدين الثياب البيضاء، كما حصرت النساء على نشر كل مفارشهم البيضاء في شرفات المنازل.

ومع ذلك قابلهم الجيش بقمع كبير، ضربوا قنابل داخل البيوت وأطلقوا النار على النوافذ، ومع ذلك استمر المتظاهرين في الشوارع لمدة عامين تقريبا، وبشكل سلمي واستخدموا كل السبل لاسقاط نوريجا الذي عين الرؤساء وتحكم في البلاد بشكل مستبد من خلف الستار، ومع ذلك لم يتمكنوا من اسقاطه.

ثورة بنما البيضاء كانت بقيادة قطاع واسع من السياسيين ورجال الأعمال الذين انشقوا عن النظام وأمنوا بفكرة اللاعنف متأثرين بالثورة الفلبينية، حرصوا على عدم مواجهة عنف نظام نوريجا وعلى تلقي ضرباته العنيفة واحدة تلو الأخرى بصدور عارية ولم يزدهم ذلك إلا إصرار لعامين.

انضمت لهم الكنائس الكاثوليكية بعد فترة تردد وأصبحت ساحات حرة لتنظيم الناس خاصة بعدما رأت من قمع وقتل للمتظاهرين السلميين خلال توافد بعضهم على الصلوات التي دعت لها الكنائس ضد الحاكم العسكري.

تقول الإحصائيات أن 750 ألف مواطن بنمي من مجموع السكان (2 مليون) شاركوا في مظاهرات معارضة، وهذا يعني انتفاضة شعبية واسعة للغاية.

أكثر من ذلك امتنع رجال الأعمال عن دفع الضرائب، وامتنع العمال عن الذهاب للعمل، وتدخلت أميركا وفرضت حصار اقتصادي قوي للغاية على نظام نوريجا لإسقاطه، لدرجة أنها جمدت أموال البنوك البنمية في البنوك الأمريكية حتى عجز نوريجا عن دفع رواتب بعض موظفي الدولة مما دفعهم للتظاهر ضده.

والعامل الاقتصادي كان من أهم أسباب الثورة أصلا، لشعور الناس بانتشار الفساد وتراجع مستويات حياتهم الاقتصادية، بالإضافة لانتشار قمع الأمن وغياب الديمقراطية والحريات.

وقع انقلابان عسكريان على الأقل ضد نوريجا ولكنه نجا من كليهما واستمر في حكم البلاد وقبض على قادة المعارضة التي فشلت في الاستمرار بعد عامين من التظاهر، وفي النهاية تدخلت أمريكا عسكريا في بنما للإطاحة بنوريجا مما أدى لتدمير قواته ومقتل عدة ألاف من المواطنين والقبض على نوريجا ومحاكمته في أمريكا.

تدخل أميركا للإطاحة بنوريجا حصد إدانة دولية واسعة، ومثل أيضا نهاية لثورة بنما البيضاء التي استمرت عامين ولم تستطع حسم المعركة، فلماذا فشلت الثورة البنمية التي فعلت كل شيء، سلمية، ومظاهرات، ورفض دفع ضرائب، وإضرابات عامة، وحصار اقتصادي؟

يقول الخبراء أنها فشلت لثلاثة أسباب:

أولا يرى البعض أن قادة المظاهرات ظلوا من النخب السياسية والاقتصادية (ذات الياقات البيضاء) وأنه رغم انضمام نصف السكان تقريبا للمظاهرات إلا أن القيادة ظلت دائما نخبوية.

ثانيا وهو السبب الأهم، عجز قادة المظاهرات على التوغل داخل الجيش البنمي نفسه واقناعه بالتخلي عن نوريجا، أو بالأحرى نجاح نوريجا في الحفاظ على الجيش تحت قبضته رغم كل ما حدث.

ويقول الخبراء أن نوريجا نجح في الحفاظ على الجيش موحدا تحت قياداته والتغلب على محاولات الانقلاب المتكررة ضده لأنه باختصار حول الجيش إلى مافيا بالمعنى الحرفي.

فتحت قيادة نوريجا تحول الجيش لمؤسسة لها اقتصادها الخاص ضالعة بشكل عميق في الفساد وفي تجارة المخدرات والتجارة عبر الحدود، تحول الجيش البنمي لمافيا كان يعني أن الدخول فيه يعني استحالة الخروج منه، فلو خرجت منه سيتم قتلك، ليس من قادة الجيش أو المعارضة، ولكن من مافيا المخدرات والتهريب الشريك القوي للجيش، لأنك متى دخلت وسط المافيا بت تعرف الكثير للغاية، ولن يسمح لك بالخروج.

ولهذا لم يتخل نوريجا عن قيادة الجيش رغم الضغوط والاغراءات ولم يتخل عنه قادة الجيش، ومع كل محاولة انقلاب فاشلة أعادة نوريجا تنظيم قواته، وتقديم الأكثر ولاء، وتصفية المعارضين أو المشكوك في ولائهم، حتى قتل المئات من صغار الضباط في أحد الانقلابات الفاشلة.

وبسبب اقتصاد الجيش المستقل والقوي لم يتأثر قادته بالعقوبات الاقتصادية التي عصفت بالبلاد ولم يشعروا بأثرها، فقد كان الجيش وقادته في معزل عنها ويعيشون في نعيم بسبب اقتصادهم المستقل، لذا فشلت العقوبات الاقتصادية والأزمة المالية في التأثير عليهم.

ثالثا: بسبب عداء بعض الدول لأمريكا الداعمة للثورة ضد نوريجا والمحاصرة له اقتصاديا أسرعت بعض الدول لمد العون لنوريجا ماليا، وعلى رأسها ليبيا وتايوان، واللذان مدا نظام نوريجا بدعم مالي هام عندما اشتدت العقوبات الاقتصادية عليه.

ولهذه الأسباب فشلت ثورة بنما البيضاء وعجزت عن الاطاحة بالجنرال العسكري المستبد الذي قتل المئات في الشوارع، ولم يتم الاطاحة به إلا من خلال تدخل عسكري خارجي زعزع استقرار البلاد لسنوات.

ما رأيكم!؟
http://www.amazon.com/gp/product/0199778213/ref=ox_sc_act_title_3?ie=UTF8&psc=1&smid=ATVPDKIKX0DER

أصف بيات وهوية الدولة المصرية


يقول أصف بيات أن الدولة المصرية مصابة بالشيزوفرنيا فهي علمانية ومدينة معا، ففي ظل سعيها الأعمى للسيطرة تحاول السيطرة على الدين والعلمانية معا، وأن الفكر الذي ينشره علماء الأزهر المدعومين من الدولة لا يقل تقليدية عن فكر أي تيار ديني آخر معارض للدولة.

ويقول إن هوية الدولة المصرية هي خليط من التدين وال nativism المنتشرة وسط المثقفين المصريين، وهذا المصطلح هو من مشتقات الوطنية، ولكنها وطنية منغلقة غير متسامحة لا ترى إلا نفسها وترفض الآخرين وتعاديهم وترى في أسلوب حياتها قيمة في حد ذاته دون نقد واعي له.

ويقول أيضا أن الفكر الديني السائد في مصر حاليا أقل تنويرا من فكر محمد عبده ورشيد رضا، لدرجة أن شباب التيارات الدينية لا يقرأون لطارق البشري او محمد عمارة ولكن يتبعون علماء السلفية الذين يركزون على مقولات الرعيل الأول من الصحابة ويحاولون تطبيقها كما هي.

وإن مصر التي كانت وجهة أي فكر مهما كان مختلف باتت تجر العالم العربي للخلف ثقافيا وفكريا.

وإن عبد الناصر هو من أسس لتراجع الثقافة المصرية حيث حول المثقفين الكبار لموظفي دولة يبحثون عن الحماية لا الاستقلالية ويقدمون الولاء والطاعة لا النقد، وأن المثقف المصري يشعر بعدم الثقة في نفسه لذا يعيش في تصورات مثالية عن العصر الذهبي الذي مضى والمؤامرات التي يدبرها العالم كل لحظة ضد مصر ليهرب من واقعه.

ما رأيكم؟
http://www.amazon.com/Post-Islamism-Changing-Faces-Political-Islam/dp/019976607X

دروس بنما وتشيلي ودور الجيوش في الثورة على الأنظمة العسكرية


في بنما وشيلي لم تتمكن الثورة السلمية من الاطاحة بديكتاتور عسكري بسبب الجيش.

في بنما فعلت المظاهرات البيضاء كل شيء تقريبا على مدى عامين (1987-1989) ولم تتمكن من الاطاحة بنرويجا بسبب تمسك الجيش به.

الجيش البنمي تحول خلال حكم نوريجا لمافيا موازية لمافيا المخدرات والتهريب عبر الحدود، من دخل فيها لا يخرج خوفا من الاغتيال من المافيا الموازية.

الجيش البنمي كان له اقتصاده الخاص وثروته لذا لم يتأثر بالعقوبات، ولم يتخل عن نرويجا، وافشل الثورة البيضاء، حتى تدخلت أمريكا عسكريا لتدمير الجيش والقبض على نرويجا.

في تشيلي نظر الجيش لنفسه كمؤسسة من مؤسسات الدولة وليس كجيش الشعب، وسعى الديكتاتور الدموي وقائد الانقلاب العسكري بينوشيه (1973-1988) بكل السبل لضمان سيطرته على القوات المسلحة من خلال فصل الضباط المعارضين، واغداق التعيينات والمزايا على الموالين، وزيادة عدد جنرالات الجيش حتى لا ينقلبوا عليه.

المعارضة السلمية التي ضمت الكنائس وعمال وقوى يسارية لم تتمكن من اسقاطه ولكنها حافظت على سلميتها ورفضت حمل السلاح.

اللحظة الحاسمة في حكم بينوشيه جاءت عندما رفض قادة الجيش الانصياع لأوامره للأسباب التالية:

أولا: شعور قادة الجيش (أسلحة الطيران والبحرية) بأن بينوشيه يميز ضدهم، ويفضل أسلحة على أخرى.

ثانيا: سمح بينوشيه بإجراء استفتاء على حكمه، خسره أمام المعارضة، وقد وثقت المعارضة والمؤسسات التي راقبت الانتخابات خسارة الجنرال الدموي للانتخابات، وأقتنع الشعب بذلك، فلما قرر بينوشيه إلغاء الاستفتاء شعر قادة الجيش أن الشعب لن يقبل ذلك، فرفضوا الانصياع لأموار بينوشيه والبطش بالمعارضين مجددا.

ثالثا: ضمن الدستور قدر كبير من المزايا والامتيازات والاستقلالية للجيش، لذا شعر قادة الجيش أن امتيازاتهم لن تمس بعد التخلي عن قائد الانقلاب العسكري، ففعلوا ذلك.

في بنما وتشيلي لم تتمكن المعارضة السلمية من الوصول لقادة الجيش ولا التأثير على القوات، ولم يتصرف الجيش كمؤسسة تمثل الشعب، في بنما تصرف كمافيا للمخدرات والتهريب والثراء السريع، وفي تشيلي تصرف كمؤسسة من مؤسسات النظام تابعة له وليس للشعب والناس.

في الحالتين ارتكب الجيش مجازر في حق المواطنين، واطلقت يد قوات الأمن في القتل والتعذيب، والشرطة والمخابرات في السجن والاغتيالات، ومع ذلك لم تتراجع القوات المسلحة بسهولة رغم ثورة الشعب.

الفرق في تشيلي أن الجيش عاني من انشقاقات داخلية وبأن الديكتاتور يعامل القوات بشكل تمييزي ففتح الباب لانقلابهم عليه.

وهذا يوضح الدور المحوري لانشقاق القوات المسلحة في الثورات ضد الانقلابات العسكرية والأنظمة العسكرية، وهي دروس يجب الوعي بها.

والله أعلم، ما رأيكم!؟
http://www.amazon.com/gp/product/0199778213/ref=ox_sc_act_title_3?ie=UTF8&psc=1&smid=ATVPDKIKX0DER

دور الأزهر بتشيلي في الثورة على بينوشيه

الأزهر بتاع تشيلي أو الكنيسة الكاثولوكية هناك - حيث الكاثوليكية دين الأغلبية في تشيلي (80%) - لعبت دورا كبيرا في الثورة على الديكتاتور الدموي بينوشيه.

بعد الانقلاب العسكري (1973) قام بينوشيه بالقبض على عشرات الآلاف وقتل المئات وتعذيب المئات من المعارضين عبر تشيلي، لم يكن يجرؤ أحد على المعارضة، لذا دعمت الكنيسة منظمة حقوقية قامت بتسجيل حوادث التعذيب وانتهاكات حقوق الانسان، المنظمة سجلت 18 ألف حالة، فأغلقها بينوشيه، ففتحت الكنيسة منظمة أخرى تحت رعايتها بشكل أكثر مباشرة.

رعت الكنيسة مركز أبحاث ضم أساتذة العلوم السياسية وقادة المعارضة الذين تم فصلهم من أعمالهم بسبب أرائهم السياسية.

رعت الكنيسة منظمة قامت على رعاية وتوظيف أسر المعارضة الذين فقدوا ذويهم في اعتداءات قوات الديكتاتور على المتظاهرين والمعارضة السياسية.

تواصلت الكنيسة مع الكنائس الكاثوليكية والمسيحية حول العالم لجمع التبرعات لدعم أنشطتها الداعمة للحقوق والحريات.

وفي مرحلة تالية قادت الكنيسة المفاوضة بين النظام والمعارضة وقدمت عريضة بمطالب سياسية.

الكنيسة في بنما قامت بدور مماثل في قيادة المعارضة وتوفير ساحات حرة للناس للتعبير عن أراءهم، ولم تعدى نوريجا على المتظاهرين ثارت الكنيسة بقوة ضده.

في ألمانيا الشرقية لعب الكنيسة دور مشابه، حيث نظمت حلقات للتعبير عن الرأي، وتدريب الناس على المعارضة السلمية، وتقدمت صفوف المعارضين.

وفي الدول الثلاثة لعبت الكنائس الثلاثة دورا في تقويض شرعية الحاكم المستبد، وغيروا من تعاليمهم الدينية للتأكيد على دور الدين في رفض الاستبداد.

في تشيلي، أعلنت الكنيسة بيانا في عام 1975 تقول فيه:

"لا تستطيع أن تبقى الكنيسة صامتة أو محايدة في مواجهة مثل هذا الوضع. الميراث الذي تلقته الكنيسة من المسيح يطالبها بأن تتحدث دعما للكرامة الانسانية وللحماية الفعالة لحقوق وحريات الانسان".
http://www.amazon.com/gp/product/0199778213/ref=ox_sc_act_title_3?ie=UTF8&psc=1&smid=ATVPDKIKX0DER
ما رأيكم!؟

ستة ملاحظات أساسية حول انشقاق الجيوش وانضمامها للثورات

أهم عامل في انجاح أو افشال الثورات هو دور الجيوش، يمكن للجيوش أن تحافظ على جيش مستبد حتى لو خرج الشعب كله ضده، ويمكن أن تطيح بأخر لو أنشقت عنه.

الانشقاقات يمكن أن تأخذ أكثر من صورة:

في الفلبين انشق بعض القادة الكبار، فأرسل ماركوس قواته للقبض عليهم، التف حولهم الشعب وخاطب الجنود، فأنشق 80% من الجيش، انشقاق القادة الكبار شجعهم.

في ألمانيا الشرقية، عدد كبير من الجنود كانوا غير نظاميين (احتياط) رفضوا ضرب النار على المتظاهرين، رأوا أنهم يرفعون نفس مطالبهم في حياة كريمة والحق في الهجرة بحثا عن ظروف أفضل للحياة.

في تشيلي، لم ينشق أحد، قادة القوات العسكرية رفضوا الانصياع لأوامر بينوشيه، رأوا أن الشعب لن يطيعه بعد اليوم، فرفضوا أوامره بقمع المظاهرات، وهذا سيناريو أشبه بما حدث في مصر في يناير 2011 تقريبا.

ولكن ما هي العوامل التي تدفع الجيوش للانشقاق والانضمام للثورات، ويلاحظ هنا أن انشقاق الجيوش في الثورات الشعبية يأتي نتيجة للثورة وليس العكس، الانشقاق يحدث كنتاج لحركة معارضة طويلة، وليس بمبادرة من بعض قادة الجيش كما يحدث في الانقلابات العسكرية.

في هذا السياق، وفي ظل بعض التجارب، تنضم الجيوش للثورات السلمية لو توافرت العوامل الستة التالية:

1) شعور الجيوش بأن الثورات تحمل نفس مطالبهم، وهنا يمكن الإشارة مرة أخرى لحالة ألمانيا الشرقية، فالمظاهرات كانت تطالب بالحريات السياسية والاقتصادية وبحياة كريمة والحق في الهجرة بحثا عن الرزق، وهي نفس مطالب الجنود والشعب بشكل عام.

2) كلما زاد عداء المتظاهرين للجيش أو عنفهم ضد أعضاءه قلت فرص الانشقاق، لأن الاعتداءات تكون هوية جماعية مضادة داخل صفوف الجيش ضد المتظاهرين.

3) تمكن المتظاهرين من التغلب على دعاية النظام والوصول لفئات الجيش وشرح أنهم مجرد ناس عاديين وجزء واسع من الشعب، وليس فئة بعينها تريد فرض أجندة خاصة، يجب أن يشعر الجنود والضباط أن الثورة قام بها أباءهم وأمهاتهم وزوجاتهم وأولادهم.

4) عدم وجود انقسامات عرقية أو دينية أو مذهبية ضخمة بين الجيش وقادته من ناحية والشعب من ناحية أخرى، ولهذا يحرص بعض المستبدين على أن يكون قادة الجيش من أبناء أقلية أو طائفة بعينها يحميها النظام، وفي هذه الحالة سوف يقاتلون بجوار النظام حتى النهاية.

5) امتلاك المتظاهرين المثل الأخلاقي الأعلى، فهم لا يمتلكون أسلحة الجيش ولا أموال النظام، لذا عليهم أن يقدموا النموذج الأخلاقي الإيجابي الأعلى، يعني ينبغي على الثوار أن يوضحوا للجيش والشعب أنهم يقفون في صف حياة أفضل، وسلمية وديمقراطية ورخاء اقتصادي، في حين يقف المستبد في صف الانهيار السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

تحويل الصراع السياسي لصراع صفري مدمر يصب في صالح المستبد لأنه يصعب من عملية انشقاق الجيوش وفئات كثيرة من الشعب خوفا من عدم الاستقرار. 

6) انشقاق عدد قليل من قادة الجيش يمكن أن يساعد في انشقاق أعداد كبيرة من الجنود، أعضاء الجيوش يخشون دائما الانشقاق وعقوبته، لذا يفضلون آلا يكونوا أول من يبدأ به.

وكما قلنا من قبل انشقاق الجيوش في الثورات السلمية هو قمة جبل الجليد وتأتي في النهاية ويقوم على عوامل كثيرة مثل وحدة المعارضة، وقدرتها على الحفاظ على سلمية مظاهراتها وعدم الانجرار في دائرة العنف والعنف المضاد والحروب الأهلية، وقدرته على الوحدة في وجه محاولات النظام المستبد لشق صفوفها وضمان ولاء الجيش ومفاجئة الثورات بتحركات غير متوقعة مثل اتهامها بالعمالة للخارج أو عقد انتخابات شكلية أو الاستعانة بدعم خارجي.

ما رأيكم!؟

المصدر
http://www.amazon.com/gp/product/0199778213/ref=ox_sc_act_title_3?ie=UTF8&psc=1&smid=ATVPDKIKX0DER