Monday, March 07, 2005

صعود الإذاعات اليمينية الأمريكية
مقال بقلم: علاء بيومي

الناشر:
الجزيرة نت، 7 مارس 2005، حقوق الطبع والنشر محفوظة للناشر

نص المقال

ظاهرة صعود الإذاعات اليمينية الأمريكية لا تلقى الاهتمام الذي تستحقه في وسائل الإعلام ودوائر البحث العربية على الرغم من تأثيرها المتزايد على الرأي العام الأمريكي بصفة عامة، وعلى عدد من أهم قضايا المؤثرة على العلاقة بين أمريكا والمسلمين والعرب بصفة خاصة، ويسعى هذا المقال لتسليط الضوء على هذه الظاهرة الهامة من خلال الحديث عن نفوذها وأسباب صعودها خلال السنوات الأخيرة وتأثيرها على صورة الإسلام وعلى السياسة الخارجية الأمريكية وعلى علاقة الشعب الأمريكي بمسلمي وعرب أمريكا

صعود الإذاعات اليمينية وحجم نفوذها

تشير استطلاعات الرأي العام الأمريكي إلى أن نسبة كبيرة من المحافظين الأمريكيين (أكثر من 60 %) شعروا باستمرار على مدى العقد الماضي بأن وسائل الإعلام الأمريكية الكبرى مثل شبكات التلفزيون الرئيسية وغالبية الجرائد الرئيسية - فيما عدا جريدة وال ستريت جورنال - تقع تحت سيطرة اليسار الأمريكي وتروج لأجندته ولمرشحيه في الانتخابات بشكل مباشر أو غير مباشر

وقد دفع هذا الشعور اليمين الأمريكي للبحث عن وسائل إعلام أخرى بديلة حيث ارتبط صعود اليمين كقوة سياسية جماهيرية خلال العقدين الماضيين بصعود موازي في تأثير وسائل الإعلام اليمينية التي تعيش فترة رواج ونفوذ خلال الفترة الحالية بعد أن دخلت وسائل إعلام أمريكية ذات توجه محافظ واضح كقناة فوكس نيوز والتي أطلقت في عام 1996 ومجلات مثل ويكلي ستاندارد ساحة المنافسة مع وسائل الإعلام الأمريكية الكبرى

ولكن النجاح الكبير الذي حققه اليمين الأمريكي إعلاميا وقع في محيط إعلامي أخر غير متوقع للكثيرين وبشكل أذهل المراقبين وهو مجال الإذاعة وذلك من خلال ظاهرة تعرف باسم ظاهرة "برامج الراديو الحوارية"، وهي برامج إذاعية غير إخبارية تعتمد على أسلوب الحوار والجدل كأسلوب أساسي لها، ويتولى مسئولية إدارة الحوار وتوجيهه خلال هذه البرامج مذيعون غالبا ما تسمى البرامج بأسمائهم مثل "رش ليمبو" و"شون هانيتي" و"مايكل سافاج"، وعادة ما يتحول هؤلاء المذيعون خلال برامجهم إلى خطباء أيدلوجيين متحمسين يروجون لأفكارهم ولمعتقداتهم اليمينية بشكل واضح ويتخلون عن وظيفتهم المفترضة كإعلاميين موضوعيين يبحثون عن الحقيقية ويحاولون تقديم وجهات النظر المختلفة، لذا تتسم هذه البرامج في كثر من الأحيان بطابع أيدلوجي قوي وبصدامات صاخبة مع الجماهير ومع التيارات الفكرية المعارضة

وتشير الإحصاءات إلى أن عدد الإذاعات المخصصة بشكل كلي للأخبار وللبرامج الحوارية زاد من 75 محطة إذاعية في عام 1980 إلى 1400 إذاعة في الوقت الراهن، كما يشير استطلاع أجرته مؤسسة جالوب الأمريكية لاستطلاعات الرأي العام في عام 2002 إلى 22% من الأمريكيين يستمعون لبرامج الإذاعات الحوارية يوميا، كما ينصت 10% من الأمريكيين إلى هذه البرامج مرة واحدة كل أسبوع، في حين يستمع 29 % من الأمريكيين لهذه البرامج على فترات متفرقة، وتعني هذه الإحصائيات - والتي وردت في دراسة نشرتها مجلة المصلحة العامة (Public Interest) الأمريكية في صيف عام 2004 لأستاذ علوم سياسية أمريكي يدعى ويليام ماير - أن البرامج الإذاعية الحوارية تصل إلى ثلثي الشعب الأمريكي وأن ثلث الشعب الأمريكي حريص على متابعة هذه البرامج بانتظام

فيما يتعلق بسيطرة اليمين على هذه البرامج رصد ماير الإحصاءات الخاصة بأكثر البرامج الإذاعية انتشار، وتوضح هذه الإحصاءات أن أكثر البرامج انتشارا هي برنامج رش ليمبو ويقدر عدد مستمعيه بحوالي 14.5 مليون مستمع، يليه برنامج شون هانيتي والذي يستمع إليه 11.75 مليون مستمع، ثم برنامج المذيعة لورا شلاسينجر ويستمع إليها 5.5 مليون مستمع، والثلاثة هم من المذيعين المعروفين بتوجههم اليميني المحافظ القوي

كما أن 4 من أكثر البرامج الإذاعية انتشارا هي برامج يمينية محافظة و11 من البرامج العشرين الأولى هي برامج يمينية، في حين أن الليبراليين يكادوا يكونون شبه غائبين عن قائمة البرامج الإذاعية الحوارية العشرين الأولي والتي يصل عدد المستمعين لأكثرها انتشارا إلى 14.5 مليونا ولأقلها انتشارا إلى 1.25 مليون مستمع، وذلك لأن بقية هذه البرامج إما برامج غير سياسية أو برامج ذات توجه سياسي وسطي أو برامج ذات طبيعة تقدمية لا تصب بصورة مباشرة في صالح التيار الأمريكي السياسي الليبرالي

فأكثر البرامج الحوارية التقدمية انتشارا هو برنامج المذيع الأمريكي المعروف هاورد سترن والذي يحتل المرتبة الرابعة بين البرامج الإذاعية الحوارية الأكثر انتشارا في الولايات المتحدة حيث يصل إلى 8.5 مليون مستمع، ولكن برنامج هاورد سترن يتبنى مضمون وأجندة أخلاقية إباحية يصعب على أي تيار سياسي الارتباط به

أسباب سيطرة اليمين على البرامج الإذاعية الحوارية

للاطلاع على النص الكامل للمقال، يرجى زيارة