Wednesday, April 26, 2006

بعيدا عن المركز: الثورة الجمهورية وتآكل الديمقراطية الأمريكية
عرض بقلم: علاء بيومي

الناشر: الجزيرة نت، 26 أبريل 2006، حقوق الطبع والنشر محفوظة للناشر

نص العرض

الكتاب الراهن مفيد للغاية صعب القراءة نظرا لما يتضمنه من معلومات مرصوصة بعناية فائقة وكثافة عالية تدفع القارئ لقراءة الكتاب من الغلاف إلى الغلاف حتى لا تفوته أي من النقاط العديدة المفيدة التي يتضمنها عن حال الديمقراطية الأمريكية في الفترة الراهنة وتأثير صعود قوى اليمين الأمريكي والحزب الجمهوري على ذلك الحال

الحكمة القديمة باتت أسطورة

الكتاب الصادر عن مطابع جامعة يال الأمريكية - في علامة على دقته وأهميته العلمية - يتحدث بحسرة عن الحكمة القديمة المفسرة للديمقراطية الأمريكية والتي تقول أن عدم مركزية السلطة داخل النظام السياسي الأمريكي هي الضمانة الرئيسية للديمقراطية الأمريكية

عدم المركزية السياسية - في الحكمة القديمة - تأتي من طبيعة المجتمع الأمريكي المليء بالمؤسسات الأهلية والجماهيرية العديدة والمتعارضة والمتصارعة في كثير من الأحيان، ومن التوازن بين السلطات الفيدرالية، ومن ضعف الأحزاب، ومن قوة الإعلام، ومن العدد الكبير من الساسة ومراكز الأبحاث والنخب الفكرية الموجودة على الساحة الأمريكية، ومن الناخب الأمريكي الواعي القادر على عقاب الساسة الأمريكيين المنحرفين عن نقطة الوسط أو المركز

مؤلفا الكتاب – جاكوب هاكر أستاذ العلوم السياسية بجامعة يال وبول بيرسون أستاذ العلوم السياسية بجامعة ولاية كاليفورنيا ببيركلي – يؤكدان على أن الحكمة السابقة باتت بالية غير قادرة على تفسير ما يحدث في النظام السياسي الأمريكي الآن لأنها تهمل تحولات كبرى خالطت الديمقراطية الأمريكية على مدى العقود الثلاثة الأخيرة على الأقل

كفانا حديثا عن المحافظين الجدد وبوش

مقدمة الكتاب تحمل نبرة نقد مكتومة وحزينة لمن يركزون في نقدهم للسياسات الأمريكية الراهنة على الرئيس الأمريكي أو على المحافظين الجدد أو على حروب الإدارة الأمريكية أو حتى على صعود اليمين الأمريكي

وهنا يرى المؤلفان أن المرض الذي أصاب النظام السياسي الأمريكي مرض كبير يفوق جماعة أو مؤسسة بعينها فهو مرض أصاب الناخب الأمريكي نفسه وأصاب العلاقة بين الفقراء والأغنياء بأمريكا وقدرة المؤسسات السياسية الأمريكية والنظام السياسي الأمريكي بشكل عام على الحفاظ على التوازن بين نفوذ الجماعات المختلفة المشكلة للمجتمع الأمريكي

الكتاب يقول أن المجتمع الأمريكي منذ أوائل السبعينات من القرن العشرين يمر بحالة إستقطاب مستمرة تزداد فيها الهوة بين الفقراء والأغنياء، فالفقراء يزدادون فقرا والأغنياء يزدادون ثراءا وشيء أخر أخطر من ذلك، وهو النفوذ السياسي

صفحات الكتاب المرصوصة بعناية والمليئة بكم هائل من الحجج والأرقام والأفكار تقول أن التوازن الحاكم للنظام السياسي الأمريكي إختل خلال العقود الأخيرة

أمريكا لم تتحرك نحو اليمين

يرفض الكتاب الأطروحة التي إنتشرت مؤخرا والتي تقول أن أمريكا بلد يميني متدين بطبيعته وأن إنتشار نفوذ الجمهوريين سياسيا نابع من إنتشار الأفكار اليمينية بشكل طبيعي داخل المجتمع الأمريكي، وهي حجة نادت بها وروجتها بعض الكتب الحديثة وعلى رأسها كتاب "أمة اليمين: قوة المحافظين في أمريكا" لمراسلي صحيفة ذا أكونوميست البريطانية في الولايات المتحدة إدريان ولدريدج وجون مايكلثويت والصادر في عام 2004

في المقابل يرى المؤلفان أن ما حدث هو شيء أخر، ما حدث هو أن قيادات اليمين الأمريكي والحزب الجمهوري تحولت نحو اليمين إيدلوجيا بقوة غير مسبوقة وبشكل يفوق تحرك النخب الليبرالية نحو اليسار، بمعنى أخر يرى المؤلفان أن الإحتقان الإيدلوجي الراهن داخل النظام السياسي الأمريكي هو نابع من تطرف النخب اليمينية والجمهورية بالأساس وليس من تحول الشعب الأمريكي إيدلوجيا نحو اليمين أو من تحول النخب الليبرالية القوي نحو اليسار

أين الخلل

وهنا يطرح المؤلفان سؤال هام وهو ماذا حدث؟ كيف سمح النظام السياسي الأمريكي بهذا التطرف الإيدلوجي والسياسي اليميني

يطرح المؤلفان فكرة - رئيسية بالكتاب – تقول أن النخب السياسية الأمريكية المسيطرة باتت تحرص على إضعاف قدرة المواطن الأمريكي على فهم ما يحدث في واشنطن من خلال عدد من الحيل السياسية الخطيرة، من بين هذه الحيل أسلوب تسويق السياسات والذي يتم بعناية وبتنسيق بين النخب السياسية اليمنية ووسائل الإعلام المساندة لها والنخب الثرية المستفيدة من سياستها، وهو تسويق يركز على أبعاد السياسات الجذابة للمواطن العادي والطبقة الفقيرة ويخفي عنه أثار تلك السياسات الحقيقي عليها وعلى أبناءه في المستقبل

ومن بين تلك الحيل تصميم التشريعات بشكل يخفي مضمونها إذ يعجل بفوائد الفقراء المحدودة ويؤخر عوائد الأثرياء المهولة حتى لا يثير الرأي العام الأمريكي، وعادة ما تتضمن التشريعات بنودا خفية ولكنها خطيرة ذات أبعاد هائلة في المستقبل، كما قد يتضمن تشريعا ما خاص بقضية معينة تشريعات خطيرة مثيرة للجدل تتعلق بقضية أخرى بعيدة تماما عن عنوان التشريع المطروح بهدف إخفاء القضايا المثيرة للجدل عن عيون المواطن الأمريكي

في الفصل الثالث يقول المؤلفان أن الجمهوريين يمارسون الحيل السابقة بنجاح لعدة أسباب رئيسية من بينها سيطرتهم على الكونجرس بمجلسية وقدرتهم على التحكم في الأجندة السياسية وطبيعة التشريعات المطروحة ومواعيد طرحها وعناوينها

في الفصل الرابع يبدأ المؤلفان في تفسير مكمن الخلل بالنظام السياسي الأمريكي، فقولان أنه يبدأ بزيادة الفجوة بين الأغنياء والفقراء في أمريكا خلال العقود الثلاثة الأخيرة بشكل مستمر، كما أنه يرتبط بتحول الجنوب الأمريكي بعيدا عن الحزب الديمقراطي ونحو الحزب الجمهوري مما قاد إلى إختلال موازين القوى السياسية لصالح الأخير، كما نجح اليمين الأمريكي في بناء شبكة قوية من المؤسسات السياسية الجديدة المساندة له، وتتكون هذه الشبكة من مؤسسات جماهيرية إيدلوجية ذات علاقات وثيقة بالناخبين اليميين المخلصين مثل الناخبين المسيحيين المتدينين، مرورا بمنظمات اليمين الأمريكي البحثية بواشنطن والتي تركز على نشر الأفكار اليمينية، وانتهاءا بمنظمات النخب اليمينية الثرية والتي تركز على ضخ ملايين الدولارات الأمريكية – في صورة إعلانات أو تبرعات سياسية – للتأثير على الحياة السياسية الأمريكية

ويقول المؤلفان أن سر قوة اليمين الأمريكي يكمن في

يتحدث الفصل الخامس عن الحزب الجمهوري من الداخل فيقول أن الحزب منذ أوائل التسعينات بدأ يتميز بدرجة عالية من المركزية نتيجة لقوة نفوذ قياداته بسبب علاقتهم القوية بالنخب الثرية وبقواعد الحزب الإيدلوجية المتشددة، لذا تمكن القادة من إضعاف نفوذ القوى التقليدية داخل الحزب، وعادة ما تصيغ تلك القيادات سياسات الحزب بالتعاون مع النخب اليمينية الثرية ومنظماتها وشركات اللوبي التابعة لها، ثم تفرض هذه النخب تلك السياسات على أعضاء الحزب الأخرين داخل الكونجرس وفي العادة ما يستجيب هؤلاء الأعضاء للقيادات لواحد من الأسباب الثلاثة التالية: أولا
طريق الإصلاح

في الفصل الأخير من الكتاب يتحدث المؤلفان عن فرص الإصلاح معبرين عن إعتقادهما بأن

للإطلاع على النص الكامل للعرض، يرجى زيارة

Wednesday, April 19, 2006

أمريكي 50%: الهجرة والهوية الوطنية في عصر الإرهاب
عرض بقلم: علاء بيومي

الناشر: الجزيرة نت، 19 أبريل 2006، حقوق الطبع والنشر محفوظة للناشر

نص العرض

الكتاب الراهن يتناول قضية ذات أهيمة متزايدة على الساحة الأمريكية في الفترة الحالية وهي قضية الهوية الهوية الأمريكية، والتي ظهرت على الساحة الفكرية الأمريكية بشكل قوي في عام 2004 عندما نشر صموئيل هنتينجتون البروفيسور الأمريكي المعروف أحدث كتبه بعنوان "من نحن؟ تحديات الهوية الوطنية الأمريكية"، هذا إضافة إلى صعود قوي اليمين الأمريكي على الساحة السياسية الأمريكية بشكل مضطرد منذ التسعينات، وأحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 التي ساهمت بدورها في صعود مخاوف اليمين الأمريكي من الأخطار التي تواجه أمريكا كبلد وكهوية وكثقافة وطنية

مؤلف الكتاب الراهن هو ستانلي رينشون أستاذ العلوم السياسية بإحدى جامعات نيويورك وخبير التحليل النفساني، والكتاب منشور من قبل مطابع جامعة جورج تاون الأمريكية مما يمنح الكتاب مؤهلات علمية وأكاديمية قوية

تحديات الجنسية المزدوجة

موضوع الكتاب المعلن هو التحدي الذي تمثله قضية الهوية المزدوجة وحامليها للهوية الوطنية الأمريكية ولمصالح أمريكا كأمة بشكل عام، ولكن الكتاب في أغلب أجزاءه يتناول قضايا متصلة بهدفه السابق بأسلوب متميز، إذ يحاول الكتاب أن يعرف الهوية الأمريكية، ثم يتحدث عن التحديات التي تواجه هذه الهوية من الداخل والخارج، ولماذا تمتلك هذه التحديات أهمية خاصة في الوقت الحالي، كما يقدم في فصليه الأخيرين بعض الإقتراحات العملية للتعامل مع قضية الهوية المزدوجة ولدمج المهاجرين الجدد في الثقافة والهوية الوطنية الأمريكية

في مقدمة الكتاب يرفض رينشون أن تكون الهوية هي مجموعة من القيم حيث يرى أن القيم وحدها لا تكفي لربط المواطن ببلده فلابد أن يقترن تقدير المواطن العقلاني لقيم بلده بقدر من الإرتباط العاطفي بذلك البلد، لذا يشن رينشون - في الفصل الأول - هجوما ضمنيا على اليسار الأمريكي لتركيزه على القيم المدنية الأمريكية كمصدر أساسي للهوية الأمريكية ولرفضه للروابط العاطفية بإعتبارها عوامل غير عقلانية، ويقول رينشون أن هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 أشعرت الأمريكيين بالوحدة الوطنية لفترة قصيرة عادوا بعدها لخلافاتهم السياسية والثقافية العديدة، ولكنها في نفس الوقت أشعرت الأمريكيين بحاجتهم لهوية تجمعهم كما أشعرتهم بالخطر الذي قد يمثله المهاجرون لأمريكا إذا ما لم يندمجوا بشكل كافي في المجتمع

ويقول رينشون أن عدد المهاجرين الذين دخلوا أمريكا منذ السبعينات يبلغ حوالي 34.2 مليون مهاجر، كما دخل أمريكا خلال الفترة من عام 2000 إلى عام 2004 - وهي فترة شهدت كساد اقتصادي أمريكي نسبي - 6.1 مليون مهاجر، كما يستقر في أمريكا حوالي 1.2 مليون مهاجر سنويا، ويقول رينشون أن هذه المعدلات جعلت من عقد التسعينات الماضي أكثر عقود أمريكا استقداما للمهاجرين

تعريف الهوية الوطنية الأمريكية

أحد أهم إسهامات الكتاب هو تعريفه للهوية الوطنية الأمريكية في فصليه الثاني والثالث، حيث يرى رينشون أن التحديات التي تواجهها أمريكا كدولة وكثقافة في الوقت الراهن تستدعي تعريفا محددا للهوية الأمريكية، حيث يرفض رينشون موقف بعض اليساريين الأمريكيين الذين يفضلون النظر للهوية الأمريكية على أنها مجموعة القيم المدنية التي تميز أمريكا مثل الديمقراطية والحريات الأمريكية، حيث يرى رينشون أن القيم عالمية تتواجد في دول مختلفة فما الذي يضمن ارتباط الأمريكيين بأمتهم، كما أن النظر للهوية كقيم يهمل البعد النفسي للهوية والرابطة العاطفية التي تربط الأشخاص بمبادئ معينة، فغياب هذه الروابط العاطفية من شأنه ضعف ارتباط الليبراليين بالمبادئ الليبرالية نفسها

وفي الفصل الثالث يقول رينشون أن الهوية في جوهرها أكبر من القيم الأمريكية والرابطة النفسية التي تربط الأمريكيين ببلدهم، إذا تتكون الهوية الأمريكية من عامل ثالث إضافي - إلى جوار العاملين السابقين – وهو الخصائص النفسية التي تميز النفسية الوطنية الأمريكية وتساعد المقيمين في أمريكا على فهم المؤسسات والتقاليد السياسية والثقافية والتاريخية الأمريكية والتعامل معها

فيما يتعلق بالجانب القيمي العقلاني من الهوية الأمريكية والذي يوصف عادة "بالعقيدة المدنية الأمريكية" فهو يتضمن الإيمان بحكم القانون ومزايا الديمقراطية والحريات والعدالة الأمريكية، ويقول رينشون أن القيم المدنية وحدها لا تكفي فهي نظرية معرفية بالأساس تهمل حاجة الأفراد للارتباط العاطفي بأمة ما

أما العامل الثاني للهوية الأمريكية فهو "السيكولوجية الأمريكية" والتي هي بمثابة جوهر الثقافة والشخصية الأمريكية، حيث يرى رينشون أن السيكولوجية الأمريكية قديمة قدم أمريكا وهي ترتبط بأسلوب فهم المهاجرين الأوائل المؤسسين لأمريكا للحياة الأمريكية ولهدف أمريكا كبلد وكأمة، ويعتقد رينشون أن المستعمرون المهاجر لأمريكا نظروا لهجرتهم لأمريكا كمغامرة لبناء حياة كاملة جديدة تقوم على المخاطرة والعمل الجاد والكفاح والاعتماد على الذات والبراجماتية والبحث عن طرق عملية لشق طريق الحياة بعيدا عن أساليب الحياة التي تبالغ في التنظير أو في المثالية

كما تقوم السيكولوجية الأمريكية على التفاؤل والعمل الجاد والإصرار على النجاح والقدرة على مواجهة مصاعب الحياة القاسية بأمريكا وعلى تكرار المحاولة رغم الخطأ، وهي جميعها مبادئ تتناسب مع روح النظام الرأسمالي الأمريكي القاسي

أما العنصر الثالث من الهوية الأمريكية فهو "الوطنية" أو مشاعر الارتباط العاطفي التي تربط المهاجر أو المواطن الأمريكي بأمريكا كأمة، ويقول رينشون أن الوطنية الأمريكية تقوم على


تحديات الهوية الوطنية الأمريكية

يتناول رينشون في الفصول من الرابع وحتى السابع التحديات التي تواجه الهوية الوطنية الأمريكية في الفترة الحالية والتي يقسهما إلى نوعين رئيسيين من التحديات، أولهما نابع من داخل أمريكا ومن هجوم اليسار الأمريكي على "الوطنية الأمريكية" وسعيه لدعم النعرات الإثنية والعرقية الفرعية ونقد الأصوات المطالبة بدمج المهاجرين والأقليات الأمريكية في ثقافة رئيسية

وهنا يرى رينشون أن أمريكا ليست في حاجة "لصهر المهاجرين" فصهر المهاجرين في الثقافة الأمريكية يفترض سيطرة الثقافة الأمريكية على ثقافات المهاجرين، وهو أمر يرفضه رينشون، حيث يرى أن السيطرة الثقافية أمر سلبي، وأن ما يحتاجه المجتمع الأمريكي هو ثقافة رئيسية لا ثقافة مسيطرة، وأن وظيفة الثقافة الرئيسية هي ضمان الالتزام بمبادئ أمريكا الرئيسية

ويقول رينشون أن الثقافة الرئيسية هذه يجب أن تسعى لتحقيق الوحدة بين الأمريكيين، كما يجب أن تقوم على مبدأ الموازنة بين حقوق المواطنة الأمريكية وواجباتها، فلا يجب أن تتحول المواطنة الأمريكية إلى رخصة لاستغلال فرص وموارد أمريكا دون إعطاء أمريكا شيئا في المقابل

ويذكر رينشون أن أمريكا تمر من ستينات القرن العشرين "بحرب مدنية ثانية" تهدد وحدة الأمريكيين، وهي حرب تشن على

ويقول رينشون أن موجات الهجرة القديمة لأمريكا تميزت بأنها تحولت إلى موجات مستعمرين لا موجات مهاجرين، فقد جاء المهاجرون القدامى لأمريكا


حلول مقترحة

في مقابل ما سبق يقدم رينشون في الفصل التاسع عدد من النصائح الخاصة بتقنين وتنظيم الجنسية المزدوجة وتقوم هذه النصائح على مبدأ

للإطلاع على النص الكامل للعرض، يرجى زيارة

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/8B2F46E5-F08C-4E4F-92AD-A81E65FD0868.htm

Sunday, April 02, 2006

أمريكا على مفترق الطرق: الديمقراطية، القوة، وميراث المحافظين الجدد
عرض بقلم: علاء بيومي

الناشر:
الجزيرة نت، 2 أبريل 2006، حقوق الطبع والناشر محفوظة للناشر

نص العرض

حقق الكتاب الراهن شهرة لا بأس بها منذ صدوره، ويعود ذلك جزئيا إلى كون مؤلف الكتاب هو فرانسيس فوكوياما أستاذ العلاقات الدولية الأمريكي المعروف وصاحب أطروحة "نهاية التاريخ" التي لاقت إهتماما فكريا وسياسيا دوليا واسعا في أوائل عقد التسعينات من القرن الماضي لمحاولتها التنوء بمستقبل العلاقات الدولية في الفترة التالية لنهاية الحرب الباردة

السبب الثاني لشهرة الكتاب هو كون فوكوياما – كما يذكر في كتابه – متعاطف مع المحافظين الجدد وأفكارهم، ولكنه في نفس الوقت يشن - عبر كتابه - هجوما لاذعا عليهم وعلى أفكارهم وسياستهم وتأثيرهم على سياسات أمريكا الخارجية خلال عهد الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، لذا رأت كثير من الأقلام التي تناولت الكتاب الجديد أنه بمثابة انقلاب فكري خطير من داخل تيار المحافظين الجدد على التيار نفسه

هدف الكتاب ومزاياه

القراءة المتعمقة للكتاب تعطي انطباعا بأن هدف الكتاب يتعدى الإنقلاب على المحافظين الجدد ونقدهم، إذ يعبر فوكوياما - على فترات متفرقة داخل كتابه – عن استمرار تعاطفه مع أفكار المحافظين الجدد وعن جدوى تلك الأفكار، وعلى حرصه على العودة بأفكار المحافظين الجدد إلى معانيها الأصلية التي لوثتها كتابات بعض رموز المحافظين الجدد خلال السنوات الأخيرة

كما يخصص فوكوياما نسبة كبيرة من كتابه للحديث عن قضايا أخرى غير المحافظين الجدد وأخطائهم، إذ يحاول من خلال كتابه تقييم الأفكار الكبرى المحركة لسياسة أمريكا الخارجية خلال عهد الرئيس جورج دبليو بوش والتي قادت إلى حرب العراق، ونقد هذه الأفكار نقدا دقيقا، وتقديم بديلا لها ومنظور جديد للسياسة الخارجية الأمريكية يسميه فوكوياما الولسونية الواقعية

طبيعة الكتاب وتقسيمه

الكتاب الراهن لم يكتب دفعة واحدة ولا يتبنى أطروحة رئيسية كعادة غالبية الكتب، فالكتاب في حقيقته هو تجميع لسلسلة محاضرات ألقاها فوكوياما منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 في نقد السياسة الخارجية الأمريكية، وقد ساعدت طبيعة الكتاب على تنوع محتواه وثراءه الأكاديمي بتنقله بين فروع أكاديمية مختلفة كما ذكرنا من قبل

يتكون الكتاب من سبعة فصول، يتعرض أول فصلين منها

المحافظون الجدد أساءوا تطبيق مبادئهم

لا يقدم فوكوياما في كتابه معلومات جديدة تذكر عن المحافظين الجدد، ويمكن القول أن الكتاب يتشابه في محتواه بخصوص تاريخ وطبيعة تيار المحافظين الجدد مع كتب أخرى صدرت سابقا، وعلى رأسها كتاب "ثورة المحافظين الجدد" للمؤلف اليهودي الأمريكي الراحل ميلتون فريدمان، والذي يشيد به فوكوياما خلال كتابه الراهن

ولكن فوكوياما يتميز في حديثه عن المحافظين الجدد بخاصيتين، أولهما أنه يتحدث من داخل التيار مما يعطيه مصداقية عالية، وثانيهما قدرات فوكوياما الأكاديمية العالية على تحديد الأشخاص والأفكار المحركة للمحافظين الجدد ونقدها، فعلى سبيل المثال يتعرض فوكوياما خلال الفصل الثاني من الكتاب لأفكار ليو ستراوس - أستاذ الفلسفة السياسية الراحل بجامعة شيكاغو الأمريكية – والذي يعتبره البعض الأب الفكري للمحافظين الجدد – وعلاقة تلك الأفكار بأفكار المحافظين الجدد، ويقوم فوكوياما بهذه المهملة بسلاسة ووضوح وقدرة على تنقية الأفكار يحسد عليها خاصة مع صعوبة أفكار ليو ستراوس

وفي بداية الكتاب يبرز فوكوياما إرتباطه الشخصي والفكري بتيار المحافظين الجدد وكيف أنه ساند رغبتهم في تغيير النظم الديكتاتورية في أواخر التسعينات ولكن الأخطاء التي إرتكبوها بخصوص حرب العراق دفعته لإعادة التفكير في جدوى الأفكار التي يطرحها رموز المحافظين الجدد الحاليون

ويعترف فوكوياما بتأثير المحافظين الجدد على سياسات الرئيس جورج دبليو بوش في ولايته الأولى، ولكنه يحذر من المبالغة في تقدير هذا التأثير، حيث يرى أن الزمن وحده هو الكفيل بإبراز الحقيقة وتوضيح الجهات المسئولة عن سياسة الرئيس جورج دبليو بوش في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، كما يرى فوكوياما أن سياسات بوش الخارجية تعارضت مع بعض مبادئ المحافظين الجدد أنفسهم

في نفس الوقت يؤكد فوكوياما أن المحافظين الجدد إرتبطوا حاليا وسنوات عديدة قادمة ببعض المفاهيم الإستراتيجية التي طبقتها إدارة بوش مثل مفاهيم الحرب الوقائية وتغيير النظم والإحادية الدولية وهيمنة أمريكا الخيرة على العالم، ويرى فوكوياما أن التصاق اسم المحافظين الجدد بتلك المفاهيم قوي بدرجة يستحيل علاجها في الوقت الراهن لدرجة دفعته للدعوة لطرح منظور فكري جديد للسياسة الخارجية الأمريكية وهو مفهوم الولسونية الواقعية معلننا فقدانه الأمل في تنقية سمعة تيار المحافظين الجدد

تفرقة ضرورية بين أجيال المحافظين الجدد

ولكن هذا لا يعني أن فوكوياما فقد الأمل في أفكار المحافظين الجدد الأصلية، إذ يفرق فوكوياما في كتابه بين أفكار الجيل الأول المؤسس للمحافظين الجدد مثل إيرفينج كريستول وجايمس ويلسون وجون بودهوريتز، وأفكار الجيل الثاني من المحافظين الجدد كما يمثلها الثلاثي الشهير ويليام كريستول وروبرت كاجين وتشارلز كروثهمر

وجدير بالذكر أن فوكوياما في تقسيمه السابق يتشابه إلى حد كبير من تقسيم مماثل ورد في كتاب "النزعة العسكرية الأمريكية الجديدة" لأستاذ العلاقات الدولية الأمريكي آندرو باسيفيتش

وهنا يرى فوكوياما أن الجيل الأول من المحافظين الجدد والذي بدأ في التبلور منذ مطلع الخمسينات من القرن الماضي وأستمر في الهيمنة حتى منتصف الثمانينات من القرن نفسه طور أفكاره بشكل تدريجي نتيجة للظروف التي عاشها هذا الجيل وعلى رأسها معارضته للشيوعية خاصة في تطبيق ستالين لها، ومعارضته لتعاطف اليسار الأمريكي مع الشيوعية ولثورته على قيم المجتمع، في مقابل هذه التحديات طرح المحافظون الجدد الأوائل منظورا فكريا يؤكد على العلاقة القوية بين طبيعة النظام وسياساته الخارجية، إذ رأى المحافظون الجدد - متأثرين بأفكار ليو ستراوس - أن النظم الديكتاتورية لابد وأن تقود لسياسات خارجية عدوانية ولابد وأن تنعكس خصائصها السلطوية على شخصية شعبها ونظرته للأخر

فوكوياما شرح الأفكار السابقة وما تعنيه مؤكدا على أهميتها وعلى أنها أصبحت تدريجيا جزء من تفكير تيار اليمين الأمريكي بشكل عام مما يعد علامة على قبول شرائح واسعة من اليمين الأمريكي بأفكار الجيل الأول من المحافظين الجدد

وهنا يشن فوكوياما هجوما لاذعا على أفكار الجيل الثاني والذي صعد إعلاميا وسياسيا منذ منتصف التسعينات، إذ يرى فوكوياما أن الجيل الثاني

تصحيح الأفكار الإستراتيجية

بعد تعرضه للمحافظين الجدد، يخصص فوكوياما الجزء الأكبر من كتابه في تنقية ومعالجة بعض المفاهيم والأفكار الإستراتيجية التي تبنتها إدارة الرئيس جورج دبليو بوش في سياستها الخارجية منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر

ويبدأ فوكوياما بنقد تعريف الإدارة الأمريكية للخطر الذي تواجهه أمريكا، إذ يتبنى على حذر نظرية تقول بأن خطر الإرهاب الموجه ضد أمريكا من قبل مسلمين قادم من قبل المجتمعات المسلمة المهمشة من أوربا وليس من الشرق الأوسط، حيث يرى فوكوياما أن إيديولوجية الإرهابيين ترتبط بإيديولوجيات غربية حديثة معادية للغرب أكثر من ارتباطها بالفكر الإسلامي، لذا يرى أن أوربا سوف تكون الساحة الحقيقية للحرب على الإرهاب وأن لا داعي لأمريكا لتصوير الحرب على الإرهاب على أنها أشبه بحرب عالمية

كما يرفض فوكوياما مفهوم الحرب الوقائية على أساس أنه سياسة أثبت التاريخ صعوبة تطبيقها، كما يلوم على الإدارة الأمريكية فشلها في تعريف مفهوم الحرب الوقائية تعريفا محددا

كما يرفض مبالغة المحافظين الجدد في النظر للهيمنة الأمريكية على العالم على أنها

الولسونية الواقعية

يطرح فوكوياما في نهاية كتابه منظور الولسونية الواقعية القائم على

للإطلاع على النص الكامل للعرض، يرجى زيارة الوصلة التالية