أمريكا على مفترق الطرق: الديمقراطية، القوة، وميراث المحافظين الجدد
عرض بقلم: علاء بيومي
الناشر: الجزيرة نت، 2 أبريل 2006، حقوق الطبع والناشر محفوظة للناشر
نص العرض
حقق الكتاب الراهن شهرة لا بأس بها منذ صدوره، ويعود ذلك جزئيا إلى كون مؤلف الكتاب هو فرانسيس فوكوياما أستاذ العلاقات الدولية الأمريكي المعروف وصاحب أطروحة "نهاية التاريخ" التي لاقت إهتماما فكريا وسياسيا دوليا واسعا في أوائل عقد التسعينات من القرن الماضي لمحاولتها التنوء بمستقبل العلاقات الدولية في الفترة التالية لنهاية الحرب الباردة
السبب الثاني لشهرة الكتاب هو كون فوكوياما – كما يذكر في كتابه – متعاطف مع المحافظين الجدد وأفكارهم، ولكنه في نفس الوقت يشن - عبر كتابه - هجوما لاذعا عليهم وعلى أفكارهم وسياستهم وتأثيرهم على سياسات أمريكا الخارجية خلال عهد الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، لذا رأت كثير من الأقلام التي تناولت الكتاب الجديد أنه بمثابة انقلاب فكري خطير من داخل تيار المحافظين الجدد على التيار نفسه
هدف الكتاب ومزاياه
القراءة المتعمقة للكتاب تعطي انطباعا بأن هدف الكتاب يتعدى الإنقلاب على المحافظين الجدد ونقدهم، إذ يعبر فوكوياما - على فترات متفرقة داخل كتابه – عن استمرار تعاطفه مع أفكار المحافظين الجدد وعن جدوى تلك الأفكار، وعلى حرصه على العودة بأفكار المحافظين الجدد إلى معانيها الأصلية التي لوثتها كتابات بعض رموز المحافظين الجدد خلال السنوات الأخيرة
كما يخصص فوكوياما نسبة كبيرة من كتابه للحديث عن قضايا أخرى غير المحافظين الجدد وأخطائهم، إذ يحاول من خلال كتابه تقييم الأفكار الكبرى المحركة لسياسة أمريكا الخارجية خلال عهد الرئيس جورج دبليو بوش والتي قادت إلى حرب العراق، ونقد هذه الأفكار نقدا دقيقا، وتقديم بديلا لها ومنظور جديد للسياسة الخارجية الأمريكية يسميه فوكوياما الولسونية الواقعية
طبيعة الكتاب وتقسيمه
الكتاب الراهن لم يكتب دفعة واحدة ولا يتبنى أطروحة رئيسية كعادة غالبية الكتب، فالكتاب في حقيقته هو تجميع لسلسلة محاضرات ألقاها فوكوياما منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 في نقد السياسة الخارجية الأمريكية، وقد ساعدت طبيعة الكتاب على تنوع محتواه وثراءه الأكاديمي بتنقله بين فروع أكاديمية مختلفة كما ذكرنا من قبل
يتكون الكتاب من سبعة فصول، يتعرض أول فصلين منها
المحافظون الجدد أساءوا تطبيق مبادئهم
لا يقدم فوكوياما في كتابه معلومات جديدة تذكر عن المحافظين الجدد، ويمكن القول أن الكتاب يتشابه في محتواه بخصوص تاريخ وطبيعة تيار المحافظين الجدد مع كتب أخرى صدرت سابقا، وعلى رأسها كتاب "ثورة المحافظين الجدد" للمؤلف اليهودي الأمريكي الراحل ميلتون فريدمان، والذي يشيد به فوكوياما خلال كتابه الراهن
ولكن فوكوياما يتميز في حديثه عن المحافظين الجدد بخاصيتين، أولهما أنه يتحدث من داخل التيار مما يعطيه مصداقية عالية، وثانيهما قدرات فوكوياما الأكاديمية العالية على تحديد الأشخاص والأفكار المحركة للمحافظين الجدد ونقدها، فعلى سبيل المثال يتعرض فوكوياما خلال الفصل الثاني من الكتاب لأفكار ليو ستراوس - أستاذ الفلسفة السياسية الراحل بجامعة شيكاغو الأمريكية – والذي يعتبره البعض الأب الفكري للمحافظين الجدد – وعلاقة تلك الأفكار بأفكار المحافظين الجدد، ويقوم فوكوياما بهذه المهملة بسلاسة ووضوح وقدرة على تنقية الأفكار يحسد عليها خاصة مع صعوبة أفكار ليو ستراوس
وفي بداية الكتاب يبرز فوكوياما إرتباطه الشخصي والفكري بتيار المحافظين الجدد وكيف أنه ساند رغبتهم في تغيير النظم الديكتاتورية في أواخر التسعينات ولكن الأخطاء التي إرتكبوها بخصوص حرب العراق دفعته لإعادة التفكير في جدوى الأفكار التي يطرحها رموز المحافظين الجدد الحاليون
ويعترف فوكوياما بتأثير المحافظين الجدد على سياسات الرئيس جورج دبليو بوش في ولايته الأولى، ولكنه يحذر من المبالغة في تقدير هذا التأثير، حيث يرى أن الزمن وحده هو الكفيل بإبراز الحقيقة وتوضيح الجهات المسئولة عن سياسة الرئيس جورج دبليو بوش في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، كما يرى فوكوياما أن سياسات بوش الخارجية تعارضت مع بعض مبادئ المحافظين الجدد أنفسهم
في نفس الوقت يؤكد فوكوياما أن المحافظين الجدد إرتبطوا حاليا وسنوات عديدة قادمة ببعض المفاهيم الإستراتيجية التي طبقتها إدارة بوش مثل مفاهيم الحرب الوقائية وتغيير النظم والإحادية الدولية وهيمنة أمريكا الخيرة على العالم، ويرى فوكوياما أن التصاق اسم المحافظين الجدد بتلك المفاهيم قوي بدرجة يستحيل علاجها في الوقت الراهن لدرجة دفعته للدعوة لطرح منظور فكري جديد للسياسة الخارجية الأمريكية وهو مفهوم الولسونية الواقعية معلننا فقدانه الأمل في تنقية سمعة تيار المحافظين الجدد
تفرقة ضرورية بين أجيال المحافظين الجدد
ولكن هذا لا يعني أن فوكوياما فقد الأمل في أفكار المحافظين الجدد الأصلية، إذ يفرق فوكوياما في كتابه بين أفكار الجيل الأول المؤسس للمحافظين الجدد مثل إيرفينج كريستول وجايمس ويلسون وجون بودهوريتز، وأفكار الجيل الثاني من المحافظين الجدد كما يمثلها الثلاثي الشهير ويليام كريستول وروبرت كاجين وتشارلز كروثهمر
وجدير بالذكر أن فوكوياما في تقسيمه السابق يتشابه إلى حد كبير من تقسيم مماثل ورد في كتاب "النزعة العسكرية الأمريكية الجديدة" لأستاذ العلاقات الدولية الأمريكي آندرو باسيفيتش
وهنا يرى فوكوياما أن الجيل الأول من المحافظين الجدد والذي بدأ في التبلور منذ مطلع الخمسينات من القرن الماضي وأستمر في الهيمنة حتى منتصف الثمانينات من القرن نفسه طور أفكاره بشكل تدريجي نتيجة للظروف التي عاشها هذا الجيل وعلى رأسها معارضته للشيوعية خاصة في تطبيق ستالين لها، ومعارضته لتعاطف اليسار الأمريكي مع الشيوعية ولثورته على قيم المجتمع، في مقابل هذه التحديات طرح المحافظون الجدد الأوائل منظورا فكريا يؤكد على العلاقة القوية بين طبيعة النظام وسياساته الخارجية، إذ رأى المحافظون الجدد - متأثرين بأفكار ليو ستراوس - أن النظم الديكتاتورية لابد وأن تقود لسياسات خارجية عدوانية ولابد وأن تنعكس خصائصها السلطوية على شخصية شعبها ونظرته للأخر
فوكوياما شرح الأفكار السابقة وما تعنيه مؤكدا على أهميتها وعلى أنها أصبحت تدريجيا جزء من تفكير تيار اليمين الأمريكي بشكل عام مما يعد علامة على قبول شرائح واسعة من اليمين الأمريكي بأفكار الجيل الأول من المحافظين الجدد
وهنا يشن فوكوياما هجوما لاذعا على أفكار الجيل الثاني والذي صعد إعلاميا وسياسيا منذ منتصف التسعينات، إذ يرى فوكوياما أن الجيل الثاني
تصحيح الأفكار الإستراتيجية
بعد تعرضه للمحافظين الجدد، يخصص فوكوياما الجزء الأكبر من كتابه في تنقية ومعالجة بعض المفاهيم والأفكار الإستراتيجية التي تبنتها إدارة الرئيس جورج دبليو بوش في سياستها الخارجية منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر
ويبدأ فوكوياما بنقد تعريف الإدارة الأمريكية للخطر الذي تواجهه أمريكا، إذ يتبنى على حذر نظرية تقول بأن خطر الإرهاب الموجه ضد أمريكا من قبل مسلمين قادم من قبل المجتمعات المسلمة المهمشة من أوربا وليس من الشرق الأوسط، حيث يرى فوكوياما أن إيديولوجية الإرهابيين ترتبط بإيديولوجيات غربية حديثة معادية للغرب أكثر من ارتباطها بالفكر الإسلامي، لذا يرى أن أوربا سوف تكون الساحة الحقيقية للحرب على الإرهاب وأن لا داعي لأمريكا لتصوير الحرب على الإرهاب على أنها أشبه بحرب عالمية
كما يرفض فوكوياما مفهوم الحرب الوقائية على أساس أنه سياسة أثبت التاريخ صعوبة تطبيقها، كما يلوم على الإدارة الأمريكية فشلها في تعريف مفهوم الحرب الوقائية تعريفا محددا
كما يرفض مبالغة المحافظين الجدد في النظر للهيمنة الأمريكية على العالم على أنها
الولسونية الواقعية
يطرح فوكوياما في نهاية كتابه منظور الولسونية الواقعية القائم على
للإطلاع على النص الكامل للعرض، يرجى زيارة الوصلة التالية
الناشر: الجزيرة نت، 2 أبريل 2006، حقوق الطبع والناشر محفوظة للناشر
نص العرض
حقق الكتاب الراهن شهرة لا بأس بها منذ صدوره، ويعود ذلك جزئيا إلى كون مؤلف الكتاب هو فرانسيس فوكوياما أستاذ العلاقات الدولية الأمريكي المعروف وصاحب أطروحة "نهاية التاريخ" التي لاقت إهتماما فكريا وسياسيا دوليا واسعا في أوائل عقد التسعينات من القرن الماضي لمحاولتها التنوء بمستقبل العلاقات الدولية في الفترة التالية لنهاية الحرب الباردة
السبب الثاني لشهرة الكتاب هو كون فوكوياما – كما يذكر في كتابه – متعاطف مع المحافظين الجدد وأفكارهم، ولكنه في نفس الوقت يشن - عبر كتابه - هجوما لاذعا عليهم وعلى أفكارهم وسياستهم وتأثيرهم على سياسات أمريكا الخارجية خلال عهد الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، لذا رأت كثير من الأقلام التي تناولت الكتاب الجديد أنه بمثابة انقلاب فكري خطير من داخل تيار المحافظين الجدد على التيار نفسه
هدف الكتاب ومزاياه
القراءة المتعمقة للكتاب تعطي انطباعا بأن هدف الكتاب يتعدى الإنقلاب على المحافظين الجدد ونقدهم، إذ يعبر فوكوياما - على فترات متفرقة داخل كتابه – عن استمرار تعاطفه مع أفكار المحافظين الجدد وعن جدوى تلك الأفكار، وعلى حرصه على العودة بأفكار المحافظين الجدد إلى معانيها الأصلية التي لوثتها كتابات بعض رموز المحافظين الجدد خلال السنوات الأخيرة
كما يخصص فوكوياما نسبة كبيرة من كتابه للحديث عن قضايا أخرى غير المحافظين الجدد وأخطائهم، إذ يحاول من خلال كتابه تقييم الأفكار الكبرى المحركة لسياسة أمريكا الخارجية خلال عهد الرئيس جورج دبليو بوش والتي قادت إلى حرب العراق، ونقد هذه الأفكار نقدا دقيقا، وتقديم بديلا لها ومنظور جديد للسياسة الخارجية الأمريكية يسميه فوكوياما الولسونية الواقعية
طبيعة الكتاب وتقسيمه
الكتاب الراهن لم يكتب دفعة واحدة ولا يتبنى أطروحة رئيسية كعادة غالبية الكتب، فالكتاب في حقيقته هو تجميع لسلسلة محاضرات ألقاها فوكوياما منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 في نقد السياسة الخارجية الأمريكية، وقد ساعدت طبيعة الكتاب على تنوع محتواه وثراءه الأكاديمي بتنقله بين فروع أكاديمية مختلفة كما ذكرنا من قبل
يتكون الكتاب من سبعة فصول، يتعرض أول فصلين منها
المحافظون الجدد أساءوا تطبيق مبادئهم
لا يقدم فوكوياما في كتابه معلومات جديدة تذكر عن المحافظين الجدد، ويمكن القول أن الكتاب يتشابه في محتواه بخصوص تاريخ وطبيعة تيار المحافظين الجدد مع كتب أخرى صدرت سابقا، وعلى رأسها كتاب "ثورة المحافظين الجدد" للمؤلف اليهودي الأمريكي الراحل ميلتون فريدمان، والذي يشيد به فوكوياما خلال كتابه الراهن
ولكن فوكوياما يتميز في حديثه عن المحافظين الجدد بخاصيتين، أولهما أنه يتحدث من داخل التيار مما يعطيه مصداقية عالية، وثانيهما قدرات فوكوياما الأكاديمية العالية على تحديد الأشخاص والأفكار المحركة للمحافظين الجدد ونقدها، فعلى سبيل المثال يتعرض فوكوياما خلال الفصل الثاني من الكتاب لأفكار ليو ستراوس - أستاذ الفلسفة السياسية الراحل بجامعة شيكاغو الأمريكية – والذي يعتبره البعض الأب الفكري للمحافظين الجدد – وعلاقة تلك الأفكار بأفكار المحافظين الجدد، ويقوم فوكوياما بهذه المهملة بسلاسة ووضوح وقدرة على تنقية الأفكار يحسد عليها خاصة مع صعوبة أفكار ليو ستراوس
وفي بداية الكتاب يبرز فوكوياما إرتباطه الشخصي والفكري بتيار المحافظين الجدد وكيف أنه ساند رغبتهم في تغيير النظم الديكتاتورية في أواخر التسعينات ولكن الأخطاء التي إرتكبوها بخصوص حرب العراق دفعته لإعادة التفكير في جدوى الأفكار التي يطرحها رموز المحافظين الجدد الحاليون
ويعترف فوكوياما بتأثير المحافظين الجدد على سياسات الرئيس جورج دبليو بوش في ولايته الأولى، ولكنه يحذر من المبالغة في تقدير هذا التأثير، حيث يرى أن الزمن وحده هو الكفيل بإبراز الحقيقة وتوضيح الجهات المسئولة عن سياسة الرئيس جورج دبليو بوش في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، كما يرى فوكوياما أن سياسات بوش الخارجية تعارضت مع بعض مبادئ المحافظين الجدد أنفسهم
في نفس الوقت يؤكد فوكوياما أن المحافظين الجدد إرتبطوا حاليا وسنوات عديدة قادمة ببعض المفاهيم الإستراتيجية التي طبقتها إدارة بوش مثل مفاهيم الحرب الوقائية وتغيير النظم والإحادية الدولية وهيمنة أمريكا الخيرة على العالم، ويرى فوكوياما أن التصاق اسم المحافظين الجدد بتلك المفاهيم قوي بدرجة يستحيل علاجها في الوقت الراهن لدرجة دفعته للدعوة لطرح منظور فكري جديد للسياسة الخارجية الأمريكية وهو مفهوم الولسونية الواقعية معلننا فقدانه الأمل في تنقية سمعة تيار المحافظين الجدد
تفرقة ضرورية بين أجيال المحافظين الجدد
ولكن هذا لا يعني أن فوكوياما فقد الأمل في أفكار المحافظين الجدد الأصلية، إذ يفرق فوكوياما في كتابه بين أفكار الجيل الأول المؤسس للمحافظين الجدد مثل إيرفينج كريستول وجايمس ويلسون وجون بودهوريتز، وأفكار الجيل الثاني من المحافظين الجدد كما يمثلها الثلاثي الشهير ويليام كريستول وروبرت كاجين وتشارلز كروثهمر
وجدير بالذكر أن فوكوياما في تقسيمه السابق يتشابه إلى حد كبير من تقسيم مماثل ورد في كتاب "النزعة العسكرية الأمريكية الجديدة" لأستاذ العلاقات الدولية الأمريكي آندرو باسيفيتش
وهنا يرى فوكوياما أن الجيل الأول من المحافظين الجدد والذي بدأ في التبلور منذ مطلع الخمسينات من القرن الماضي وأستمر في الهيمنة حتى منتصف الثمانينات من القرن نفسه طور أفكاره بشكل تدريجي نتيجة للظروف التي عاشها هذا الجيل وعلى رأسها معارضته للشيوعية خاصة في تطبيق ستالين لها، ومعارضته لتعاطف اليسار الأمريكي مع الشيوعية ولثورته على قيم المجتمع، في مقابل هذه التحديات طرح المحافظون الجدد الأوائل منظورا فكريا يؤكد على العلاقة القوية بين طبيعة النظام وسياساته الخارجية، إذ رأى المحافظون الجدد - متأثرين بأفكار ليو ستراوس - أن النظم الديكتاتورية لابد وأن تقود لسياسات خارجية عدوانية ولابد وأن تنعكس خصائصها السلطوية على شخصية شعبها ونظرته للأخر
فوكوياما شرح الأفكار السابقة وما تعنيه مؤكدا على أهميتها وعلى أنها أصبحت تدريجيا جزء من تفكير تيار اليمين الأمريكي بشكل عام مما يعد علامة على قبول شرائح واسعة من اليمين الأمريكي بأفكار الجيل الأول من المحافظين الجدد
وهنا يشن فوكوياما هجوما لاذعا على أفكار الجيل الثاني والذي صعد إعلاميا وسياسيا منذ منتصف التسعينات، إذ يرى فوكوياما أن الجيل الثاني
تصحيح الأفكار الإستراتيجية
بعد تعرضه للمحافظين الجدد، يخصص فوكوياما الجزء الأكبر من كتابه في تنقية ومعالجة بعض المفاهيم والأفكار الإستراتيجية التي تبنتها إدارة الرئيس جورج دبليو بوش في سياستها الخارجية منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر
ويبدأ فوكوياما بنقد تعريف الإدارة الأمريكية للخطر الذي تواجهه أمريكا، إذ يتبنى على حذر نظرية تقول بأن خطر الإرهاب الموجه ضد أمريكا من قبل مسلمين قادم من قبل المجتمعات المسلمة المهمشة من أوربا وليس من الشرق الأوسط، حيث يرى فوكوياما أن إيديولوجية الإرهابيين ترتبط بإيديولوجيات غربية حديثة معادية للغرب أكثر من ارتباطها بالفكر الإسلامي، لذا يرى أن أوربا سوف تكون الساحة الحقيقية للحرب على الإرهاب وأن لا داعي لأمريكا لتصوير الحرب على الإرهاب على أنها أشبه بحرب عالمية
كما يرفض فوكوياما مفهوم الحرب الوقائية على أساس أنه سياسة أثبت التاريخ صعوبة تطبيقها، كما يلوم على الإدارة الأمريكية فشلها في تعريف مفهوم الحرب الوقائية تعريفا محددا
كما يرفض مبالغة المحافظين الجدد في النظر للهيمنة الأمريكية على العالم على أنها
الولسونية الواقعية
يطرح فوكوياما في نهاية كتابه منظور الولسونية الواقعية القائم على
للإطلاع على النص الكامل للعرض، يرجى زيارة الوصلة التالية
No comments:
Post a Comment