Sunday, December 31, 2006

بات روبرتسون


مقال بقلم: علاء بيومي

نص المقال التعريفي

ولد ماريون جوردون روبرتسون الشهير ببات روبرتسون في الثاني والعشرين من مارس عام 1930 في مدينة ليكسينجتون بولاية فيرجينيا الأمريكية لعائلة معروفة بنشاطها السياسي إذ عمل والده آبسلوم ويليز روربتسون كعضو ديمقراطي محافظ بمجلس الشيوخ الأمريكي

تلقى روبرتسون تعليمه الابتدائي والثانوي في مدارس تابعة للجيش الأمريكي، كما التحق في عام 1948 بسلاح مشاة البحرية الأمريكية، وأرسل في عام 1951 للخدمة في اليابان لمدة أربعة شهور عمل خلالها في تدريبات إعادة تأهيل جرحي الجيش الأمريكي في كوريا، ثم أرسل بعد ذلك إلى كوريا، حيث يوجد خلاف حول طبيعة المهام التي كلف بها بكوريا ومدى التزامه كجندي بالجيش الأمريكي

بعد عودته من كوريا سعى روبرتسون الحصول على شهادة في القانون من جامعة يال الأمريكية ولكنه فشل في عام 1955، ثم مر روبرتسون بعد ذلك بفترة تحول فكري توجه بعدها لدراسة الدين حيث تمكن من الحصول على ماجستير في الدراسات الدينية من إحدى جامعات نيويورك في عام 1959

بدأ روبرتسون عمله كقس معمداني جنوبي في عام 1961 واستمر في منصب الكنسي حتى عام 1987 حيث تخلي عن منصبة كقس عندما رشح نفسه للمنافسة على بطاقة الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 1988 ومنذ ذلك الحين لم يعيد روبرتسون مؤهلاته الكنسية وإن أصبح عبر إنجازاته المختلفة واحد ممن يمكن تسميتهم بقادة اليمين المسيحي الأمريكي عبر الولايات المتحدة

عبقرية روبرتسون التنظيمية

تكمن عبقرية روبتسون في كاريزميته كداعية وفي قدراته التنظيمية كإعلامي وكقائد وكرجل أعمال حيث تمكن روبرتسون من تأسيس إمبراطورية من المؤسسات اليمينية المسيحية يأتي على رأسها منظمة التحالف المسيحي المعنية بتشجيع مشاركة المسيحيين المتدينين في الحياة السياسية الأمريكية، وقد أسس روبرتسون التحالف المسيحي في عام 1988 بعد أن فشل في الحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة الأمريكية في عام 1988، ويقدر عدد أعضاء التحالف المسيحي حاليا بحوالي 1.2 مليون عضو، وقد تخلى روبتسون عن رئاسة التحالف المسيحي في عام 2001

كما أسس روبرتسون وكالة البث المسيحية (CBN) والتي تحولت إلى إمبراطورية إعلامية ضخمة لروبرتسون وللمسيحيين المتدينين بأمريكا، وقد أسس ربرتسون الوكالة في عام 1960 بمدينة فيرجينيا بيتش بولاية فيرجينيا بإمكانيات محدودة، وتحولت عبر الزمن إلى وكالة ضخمة تشاهد برامجها في 180 دولة وتذاع برامجها بـ 71 لغة

كما ساعدت أنشطة روبرتسون الإعلامية على تكوين ثروة شخصية له جمعها من شراء محطات إذاعية بأثمان بخثة في الستينات ثم بيعها في الثمانينات مقابل أموال طائلة، فعلى سبيل المثال بيعت إحدى محطات روبرتسون التلفزيونية الخاصة بقضايا الأسرة وهي قناة التسلية الدولية للأسرة "إنترناشيونال فاميلي إنترتاينمت" لقناة فوكس للأطفال في عام 1997 بمبلغ 1.9 بليون دولار أمريكي، هذا إضافة إلى امتلاك روبرتسون حصصا في هيئات إعلامية في أسيا وبريطانيا وأفريقيا

إضافة إلى المؤسستين السابقتين أسس روبرتسون جامعة باسم جامعة وكالة البث المسيحية في عام 1977 في مدينة فيرجينيا بيتش ثم أعاد تسمية الجامعة إلى جامعة ريجينت في عام 1989، وعمل روبرتسون كعميدها، كما أسس روبرتسون وكالة إغاثة خيرية تعرف باسم وكالة عملية الرحمة الدولية للإغاثة والتنمية، ومكتب قانون يعرف باسم مركز الأمريكي للقانون والعدالة للدفاع عن قضايا المسيحيين المتدينين في الحياة العامة الأمريكية

كما يقدم روبتسون برنامج نادي السبعمائة والذي يعد أحد أشهر برامج اليمين المسيحي في أمريكا والذي يذاع مرتين يوميا وتنقله قنوات أمريكية مختلفة

روبرتسون المرشح السياسي

إضافة إلى قدراته التنظيمية وكاريزميته تركت طموحات روبرتسون السياسية وتصريحاته النارية علامة فارقة على تاريخه كأحد قيادات اليمين المسيحي المتدين في أمريكا

ففي عام 1986 أعلن روبرتسون نيته ترشيح نفسه للمنافسة على ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة الأمريكية في عام 1988، واشترط روبرتسون لتأكيد نيته أن يقوم ثلاثة ملايين شخص من مسانديه بالتطوع للمساعدة في الحملة، وفي سبتمبر 1987 تمكن روبرتسون من تحقيق هدفه السابق إضافة إلى حصده ملايين الدولارات كتبرعات لحملته، لذا أعلن ترشيحه في الانتخابات مستقيلا عن منصبه كقس وعن رئاسته لوكالة البث المسيحية ومتحديا سياسيين كبار وعلى رأسهم جورج بوش الأب (نائب الرئيس رونالد ريجان)

ركز روبرتسون في أجندته على قضايا تهم المسيحيين المتدينين في الحياة العامة الأمريكية كحظر الإباحية، كما ركز على قضايا تهم اليمين التقليدي مثل إصلاح النظام التعليمي والمطالبة بوضع تعديل دستوري يفرض على الحكومة بناء ميزانيات فيدرالية متوازنة، كما تبنى قضايا تعبر عن عما يمكن تسميته باليمين المنغلق أو شديد المحافظة السياسي مثل إزالة بعض الوزارات كالتعليم والطاقة

وبدوران عجلة الانتخابات داخل الحزب الجمهوري عجز روبرتسون عن منافسة بقية المرشحين خاصة بوش الأب، وفي مؤتمر الحزب الجمهوري لعام 1988 أعلن روبرتسون تأييده لبوش مطالبا مسانديه بالتصويت لبوش الأب في الإنتخابات الرئاسية

إتخذ روبرتسون من التأييد والزخم السياسي الذي حصده خلال حملته الإنتخابية قاعدة لإطلاع منظمة التحالف المسيحي لكي تعمل على تشجيع مشاركة المسيحيين المتدينين في الحياة السياسية الأمريكية

روبرتسون المثير للجدل

إشتهر بات روبرتسون عبر تاريخه كشخصية عامة أمريكية بتصريحاته المثيرة للجدل لما تضمنه من هجوم قوي على خصومه وإدعائه بأن الله يقف على جانبه في مقابل خصومه

المثير هنا أن خصوم روبرتسون لم يتقصروا على الأجانب أو غير المسيحيين بل شملوا طوائف مسيحية وحركات أمريكية أيضا، ففي يناير 1991 هاجم طوائف بروتستينية أخرى ووصفهم بأنه "معادين للمسيح"، كما هاجم روبرتسون الحركات النسوية الغربية واصفا الحركة النسوية بأنها "حركة سياسية إشتراكية معادية للأسرة تشجع النساء على ترك أزواجهن وعلى قتل نسائهن وعلى ممارسة السحر وعلى تدمير الرأسمالية والتحول إلى سحاقيات"

كما تعرض روبرتسون لإتهامات مختلفة عبر تاريخه بإستخدام الدين كغطاء لتعبئة مسانديه لتحقيق طموحات سياسية وإقتصادية خاصة به، فعلى سبيل المثال ساند روبرتسون الرئيس السابق لليبريا تشارلز تايلو ونقد التدخل الأمريكي في الحرب الأهلية ضد تايلور خلال الفترة يوينو-يوليو 2003، حيث تدخلت أمريكا لصالح معارضي تايلور مما عرض التدخل الأمريكي لإنتقادات لاذعة من قبل روبرتسون ومسانديه

وبعد ذلك تعرض روبرتسون لإنتقادات من وسائل الإعلام الأمريكية لأن روبرتسون لم يذكر في حديثه عن تشارلز تايلور أنه يمتلك إستثمارات في مناجم للذهب بليبريا تقدر بثمانية ملايين دولار أمريكي، كما أن روبرتسون لم يذكر أن تشارلز تايلور متهم من قبل الأمم المتحدة في جرائم حرب ومتهم بحماية عناصر من القاعدة

كما شملت قائمة خصوص روبرتسون الخارجية الأمريكية والقضاه الأمريكيين وبعض زعماء الدول الأجنبية، إذ سبق وأن إقترح روبرتسون ضرب الخارجية الأمريكية بقنبلة نووية صغيرة وهي تصريحات إنتقدها كولن باول وزير الخارجية الأمريكي في ذلك الحين، كما قارن روبرتسون بعض القضاة الأمريكيين الليبراليين بأنهم إرهابيين، كما طالب في أحدى برامجه بإغتيال هوجو شافيز رئيس فنزويلا

وغالبا ما تحصد تصريحات روبرتسون المثيرة للجدل إنتقادات واسعة بما في ذلك إنتقادات من قيادات بالكنيسة الجنوبية المعمدانية التي ينتمي إليها روبرتسون، مثل ريتشارد لاند رئيس برامج السياسة العامة بمؤتمر الكنائس الجنوبية المعمدانية الذي سبق وإن إنتقد روبرتسون في أكثر من مناسبة

روبرتسون وإسرائيل

خلال تاريخه كاحد قيادات اليمين المسيحي الأمريكي تلقى روبرتسون أكثر من تكريم من منظمات يهودية أمريكية ومنظمات مساندة لإسرائيل، إذ تم تكريمه في عامي 1975 و1979 من قبل منظمة المؤتمر المؤتمر الوطني للمسيحيين واليهود، كما حصل في عام 1994 على تقدير "المدافعين عن إسرائيل" من حملة المسيحيين للعمل العام بخصوص إسرائيل، وهي جائزة تذهب لمن "قدموا إسهامات كبرى في تقوية العلاقات الأمريكية الإسرائيلية"، كما حصل في عام 2002 على جائزة "أصدقاء دولة إسرائيل" من المنظمة الصهيونية بأمريكا

وفي أكتوبر 2004 حذر روبرتسون خلال زيارة قام بها لإسرائيل الرئيس بوش من أي محاولة لتغيير الوضع السياسي القائم في القدس سوف تؤدي لفقدان بوش لدعم الإنجليكيين له، كما ذكر روبرتسون أن بوش لا يجب أن يطيع الضغط الدولي المطالب بجعل نصف القدس عاصمة لدولة فلسطينية

وفي يناير 2006 هاجم روبرتسون – خلال برنامجه نادي السبعمائة – آريل شارون رئيس وزراء السابق بسبب مساعيه للتخلي للإنسحاب من بعض الأراضي الفلسطينية، حيث عبر روبرتسون عن إعتقاده بأن الجلطة الدماغية التي تعرض لها شارون هي عقاب من الله له على مساعية لإعطاء مزيد من الأراضي للفلسطينيين

وقد لاقت تصريحات روبرتسون بخصوص شارون إنتقادات واسعة من إسرائيل ومسانديها بالولايات المتحدة ومن بعض القيادات الإنجليكية الأمريكية مما دفع روبرتسون إلى الإعتذار عنها في خطاب أرسل به إلى عائلة شارون بعض أيام من تلفظه بالإنتقادات الموجهة لشارون

روبرتسون والإسلام

يمتلك روبرتسون سجلا واسعا من التصريحات المسيئة للإسلام خاصة في الفترة التالية لأحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، ففي عام 2002 رفض روبرتسون تسمية الإسلام بأنه "دين سلام" وقال أن هدف الإسلام هو "التحكم، والسيطرة ثم ... التدمير"، وفي مارس 2006 ذكر روبرتسون خلال إحدى حلقات برنامج نادي السبعمائة في رد فعله بخصوص موقف المسلمين من الرسوم الدانماركية المسيئة للرسول أن هدف الإسلام هو "السيطرة على العالم" وأن الإسلام "ليس دين سلام"، كما ذكر أن رد الفعل المسلمين نحو الرسوم الدنماركية "يوضح نوع الشعوب التي نتعامل معها. هذه الشعوب هم متطرفين لحد الجنون" وأن رد فعل المسلمين يحركه "قوى شيطانية"

هذا إضافة إلى إساءات أخرى وجهها روبرتسون للإسلام وللرسول محمد صلى الله عليه وسلم – الذي وصفه روبرتسون في إحدى المناسبات بأنه "متطرف ... سارق وقاطع طريق .. وقاتل"
[i]، وللمسلمين من خلال برنامجه نادي السبعمائة ومن خلال وسائل إعلام يمينية وغير يمينية أمريكية قبل وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر

وجدير بالذكر أن هجوم روبرتسون على الأديان الأخرى لم يتقصر على الإسلام إذ هاجم روبرتسون الهندوسية في أكثر من مناسبة

----

مقالات ذات صلة

دك آرمي
رالف ريد


مقال بقلم: علاء بيومي

نص المقال التعريفي

يعد رالف ريد أحد أبرز القادة المعبرين عن التيار المسيحي المتدين بأمريكا خلال الفترة الحالية خاصة وأنه ينتمي لجيل جديد من القيادات الشابة دخل صفوف اليمين المسيحي والحزب الجمهوري مما يجعل قصة نشأة وصعود ريد هي - في أحد جوانبها - قصة صعود اليمين المسيحي في الحياة العامة الأمريكية خلال العقود الثلاثة الأخيرة

ولد رالف أوجين ريد في الرابع والعشرين من يونيو عام 1964 بمدينة بورتسموث بولاية فيرجينيا الأمريكية، تنقل ريد كطفل مع أسرته بعدة ولايات جنوبية مثل فلوريدا وجورجيا، والتحق بجامعة ولاية جورجيا لدراسة التاريخ حيث حصل على شهادة البكالوريوس في التاريخ في عام 1985 بعد حوالي ستة سنوات من التحاقه بالجامعة انشغل فيها ريد بعضوية إتحاد الطلاب الجمهوريين بالجامعة وبالكتابة بإحدى صحفها وبالنشاط في اللجنة الوطنية لطلاب الجامعات الجمهوريين بواشنطن

قائد ومشاغب منذ نعومة أظافره

اشتهر ريد منذ بداية نشاطه السياسي كطالب جامعي بانتمائه لجيل جديد من القيادات الجمهورية الشابة المتميزة خاصة في ظل علاقة ريد القوية باثنين من رموز هذا الجيل وهما جاك إبراهوموف والذي عمل كرئيس للجنة الوطنية لطلاب الجامعات الجمهوريين في أوائل الثمانينات، وجروفر نوركويست المدير التنفيذي للجنة خلال الفترة ذاتها

وكان ريد قد انتقل في عام 1981 للعمل كمتدرب بمكتب إبراهوموف، وبعد رحيل نوركويست عن منصب مدير المكتب التنفيذي للجنة في عام 1983 تم ترقية ريد إلى منصبه

أتقن ريد خلال سنوات نشاطه الطلابي مهارات الجدل السياسي بالشارع ومهارات العمل السياسي وراء الستار، ولم تخل مسيرته من مواقف صعبة ومثيرة الجدل، إذ تم وقفه عن الكتابة بجريدة الجامعة بتهمة النقل من مؤلف أخر دون الإشارة إليه، كما وبخ من قبل اللجنة الوطنية لطلاب الجامعات الجمهوريين في عام 1983 بسبب دوره في التلاعب في انتخابات رئاسة إتحاد الطلبة بجامعته لصالح أحد المرشحين المساندين له، كما ألقي القبض على ريد في عام 1985 بسبب اقتحامه إحدى عيادات الأطباء الممارسين للإجهاض حيث أفرج عنه بعد توقيعه تعهدا بعدم التعرض العيادة مستقبلا

وبعد تخرج ريد من الجامعة توجه لدراسة التاريخ بجامعة إموري وحصل على الدكتوراه

التدين حول حياته

تقول بعض التقارير أن ريد كان يسعى للعمل كأستاذ جامعي ولكن الدين والسياسة غيرا حياته، ففي سبتمبر 1983 مر ريد بفترة تدين تحول بعدها للتيار الإنجليكي ولمن يسمون بالمسيحيين الذين ولدوا من جديد، وفي عام 1989 عرض بات روبرتسون على ريد العمل كمدير تنفيذي لمنظمة التحالف المسيحي التي أسسها روبرتسون لحشد قوى المسيحيين المتدينين السياسية بعد أن فشل في الفوز بترشيح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 1998

ظل ريد في منصبة كمدير للتحالف المسيحي حتى 1977 وساهم ريد في بناء مجد التحالف وقوته السياسية وحقق معه شهرة شخصية واسعة على مستوى الولايات المتحدة، فخلال فترة عمل ريد بالتحالف كان بمثابة وجه ولسان التحالف في الإعلام، كما حرص ريد على إبعاد التحالف وأنشطته عن المظاهرات والتكتيكات الفظة مفضلا العمل من خلف الستار واستخدام التكتيكات الناعمة، كما نشط التحالف في معارضة سياسية الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون باعتبارها سياسات ليبرالية على المستوى الأخلاقي، كما ساهم التحالف في تفعيل دور المسيحيين المتدينين السياسي وداخل الحزب الجمهوري مما ساهم بفوز الجمهوريين في انتخابات عام 2004 التشريعية والتي ساعدتهم على الحصول على مقاعد الأغلبية بمجلس النواب الأمريكي، لذا لم يكن من المستغرب أن تقوم مجلة تايم الأمريكية في 15 مايو 1995 بنشر صورة ريد على غلافها وتحتها تعليق يقول "اليد اليمنى لله: رالف ريد والتحالف المسيحي"

ولكن فترة وجود ريد بالتحالف لم تمر بدون تحديات ففي عام 1996 ساند التحالف بقوة المرشح الجمهوري للرئاسة بوب دول مما ساعده على الفوز بترشيح الحزب الجمهوري ثم منى بخسارة كبيرة أمام بيل كلينتون، كما قدم ريد استقالته من منصب مدير التحالف في عام 1997 بعد أن تعرض التحالف لاتهامات تتعلق بالفساد المالي، ويقول البعض أن ريد نجح كمتحدث باسم التحالف ولكنه واجه فشل كمدير مما ساهم في تراجع مكانة التحالف المسيحي تدريجيا

من التحالف المسيحي للحزب الجمهوري

بعد الاستقالة عاد ريد إلى جورجيا للعمل كمستشار سياسي، وسرعان ما خطف الأضواء بعمله كمستشار بحملة مرشح جمهوري لمنصب حاكم ولاية جورجيا، حيث تولي ريد تنظيم الحملة وظهر في إعلانات يدعم المرشح بصفته المدير السابق للتحالف المسيحي، الأمر الذي ساعد على حسم الموقف داخل الحزب الجمهوري لصالح مرشح ريد بعدما جذب أصوات المسيحيين المتدين إليه ولكنه فشل في الإنتخابات العامة وتعرض بعد ذلك لعقوبة حبس لمدة ستة أشهر للكذب على المحققين في قضية فساد

قام ريد بعد ذلك بتأسيس شركة لوبي وعلاقات عامة تدعى استراتيجيات القرن "سنشري ستراتيجيز" مستفيدا بعلاقاته بشخصيات جمهورية ذات نفوذ مثل جاك إبراهوموف وكارل روف والذين ساعدوه على الحصول على عقود علاقات عامة ولوبي مع شركات كبرى مثل إنرون وشركات تابعة لأسرة بيل جايتس

كما قام ريد بدعم عدد من المرشحين الجمهوريين الذين فازوا في الانتخابات التمهيدية – داخل الحزب الجمهوري - ولكنهم فشلوا في الإنتخابات العامة بسبب أجندتهم السلبية وهجومهم الشرس على خصومهم

وفي عام 2002 نافس ريد على منصب رئيس الحزب الجمهوري بجورجيا وهو منصب شرفي غير مدفوع الأجر تحول إلى حملة كبيرة بسبب معارضة الجمهوريين لترسيح ريد الذين طالما لاموا عليه أسلوبه الانتخابي الشرس وتركيزه على الحملات السلبية وتعاونه مع شركات ليبرالية ورأسمالية، ولاستخدامه غطاء اليمين المسيحي في مختلف أنشطته

لذا تحولت المنافسة على المنصب السابق لمنافسة شرسة شغلت الرأي العام الأمريكي، ولكن ريد فاز بها بعد أن حصل – كما يرى البعض – على دعم جماعات انفصالية متشددة

وفي فبراير 2005 أعلن ريد نيته ترشيح نفسه لمنصب حاكم ولاية جورجيا، ولم يكن ريد من المرشحين المفضلين لقادة الحزب الجمهوري بجورجيا بسبب إثارته للجدل والخلاف، ولكن ريد أخاف المرشحين المنافسين له بادعائه الحصول على دعم الرئيس بوش وحاكم ولاية جورجيا، وكان ريد قد عمل كرئيس القطاع الجنوبي الشرقي بحملة بوش-تشيني 2004، كما تمكن ريد من جمع تبرعات غير مسبوقة في منتصف عام 2005، كما حصل على تأييد رودي جولايني عمدة نيويورك السابق

وساعد ما سبق على إخافة منافسي ريد الذين أعلن بعضهم الانسحاب، ولكن الأمور تغيرت بعد أن أظهرت إستطلاعات رأي أن ريد لا يحظى إلا بتأييد ضعيف من قبل الجمهوريين بجورجيا، كما حرص حاكم جورجيا والرئيس بوش على عدم الظهور بمظهر المؤيدين لرالف ريد، كما أعلن بعض قادة الحزب الجمهوري بجورجيا معارضتهم له وأنسحب بعض مسئولي حملته وانضموا لخصومه

كما ظهرت على السطح معلومات حول ارتباط ريد بفضيحة فساد سياسية ضخمة شغلت ومازلت تشغل أمريكا بطلها هو جاك إبراهوموف صديق ريد

وقد أدت هذه العوامل إلى مطالبة بعض قادة الحزب الجمهوري بجورجيا لريد بالانسحاب من المنافسة على منصب حاكم ولاية جورجيا لأن وجوده في الإنتخابات بسيرته وعلاقاته قد تضر الجمهوريين بجورجيا بشكل عام

ريد ولوبي إسرائيل

عن دور ريد في صياغة العلاقة بين اليمين المسيحي المتدين واللوبي الموالي لإسرائيل يقول ميلتون فريدمان مؤلف كتاب ثورة المحافظين الجدد أن ريد نشأ في أحياء يهودية بفلوريدا وكون صدقات عديدة بأصدقاء يهود في مرحلة الدراسة، كما عاش في بيت جاك إبراهوموف خلال عمله معه كطالب بواشنطن وكون علاقة صداقة قوية معه حيث شعر إبراهوموف بأن ريد "مساند-للسامية"

ويقول فريدمان أن ريد كان بمثابة وجه برجماتي وتقدمي لليمين المسيحي، حيث رفض ريد فكرة إعادة بناء الدستور على أساس مسيحي، كما رفض استخدام الدولة لفرض القوانين المسيحية، كما انتقد موقف الكنيسة الإنجليكية البيضاء من حركة الحقوق المدنية بأمريكا، كما أعلن خطة في أوائل 1997 للعمل مع الكنائس الأسبانية والأفارقة الأمريكيين بمقدار مليون دولار

ويشير البعض إلى خطاب ألقاه ريد في 1995 أمام عصبة مكافحة التشويه بصفته مديرا تنفيذيا للتحالف المسيحي إعتراف في بأن بعض اللغة المستخدمة من قبل اليمين المسيحي تمثل إنذار خطر لليهود كالقول بأن "الله لا يسمع دعاء اليهود" وأن أمريكا "بلد مسيحي"

كما أسس ريد في عام 2002 بالمشاركة مع حاخام أمريكي يدعى يشيل إيكستين منظمة تدعى "الوقوف من أجل إسرائيل" تهدف إلى تعبئة القادة المسيحيين من خلال حملة جماهيرية لدعم إسرائيل، وتهدف الحملة لتزويد القادة المسيحيين بمعلومات عن إسرائيل وعن كيفية مواجهة المعلومات المعادية لإسرائيل في الإعلام

وتنظم الحملة يوميا سنويا للصلاة والدعاء من إجل إسرائيل على متوى العالم، وتقول أنه شارك في صلاة عام 2002 أكثر من 16 ألف كنيسة و5 ملايين شخص

وعن أسباب مساندته لإسرائيل كتب ريد في أبريل 2002 مقالا في صحيفة لوس أنجلوس تايمز ويقول فيه: "بالنسبة للبعض ليس هناك دليل أكبر على سيادة الله على هذا العالم في يومنا هذا أكثر من بقاء اليهود ووجود إسرائيل"، ولكنه عاد وأكد أن الحجة السابقة لا تكفي وحدها لتفسير أسباب مساندة المسيحيين المتدينيين لأسرائيل مشيرا إلى أن هذا التأييد يعود لأسباب أخرى على رأسها الدافع الإنساني لمساندة اليهود بعد ما تعرضوا له من مأسي على أيدي النازية وأن "اليهود الذين وجدوا في دولة إسرائيل الحديثة ملجأ لهم لا يحتاجون حجة دينية لتبرير (حقهم) في بلد خاص بهم"

كما تحدث ريد عن أيام طفولته وعن والدته التي كانت تدرس في حلقة لدراسة الإنجيل تابعة للطائفة المعمداينة كتابات بعض المسيحيين واليهود الذين قاوموا هيتلر، وقال أن ذلك علمه درسا يقول "أن الوقوف من أجل عقيدته يعني الدفاع عن حق اليهود في ممارسة عقيدتهم"

كما تحدث عن تحالف الدول العربية مع الإتحاد السوفيتي وأن إسرائيل "وقف بشجاعة وحدها" في المنطقة أمام أعدائها العرب، كما كرر الحجة القائلة بأن إسرائيل اليوم هي "البد الديمقراطي الحقيقي الوحيد" بالشرق الأوسط وعلى وجود قيم ديمقراطية مصالح إستراتيجية قوية بين إسرائيل وأمريكا

أما السبب الأخير الذي عدده ريد فهو أن "دعم إسرائيل نابع من حقيقة بسيطة هي أنها أرض المهد للمسيحية واليهودية"، مدعيا أن الوصول إلى الأراضي اليهودية والمسيحية في الأراضي المقدسة قبل عام 1967 كان صعبا، وأضاف قائلا أن "هناك رابطة روحانية قوية لا يمكن إنكارها بين إسرائيل والعقيدة المسيحية، إنها "البلد" الذي ولد فيه المسيح المكان الذي عقد فيه صلواته"

-----

مقالات ذات صلة

دك آرمي

جيري فالويل



تعريف بقلم: علاء بيومي

الناشر: الجزيرة نت، 29 ديسمبر 2006، حقوق الطبع والنشر محفوظة للناشر

نص التعريف

ولد جيري لامن فالويل - الشهير بجيري فالويل - في 11 أغسطس 1933 بمدينة لينشبرج بولاية فيرجينيا الأمريكية

مر فالويل بفترة تدين في مرحلة مبكرة من حياته جعلته يتوجه إلى دراسة الدين، وبعد تخرجه أسس في عام 1956 كنيسة في مدينة لينشبرج تحت اسم "توماس رود بابتيست تشيرش" أو كنيسة شارع توماس المعمدانية، والتي لم يحضر اجتماعها الأول سوى 35 شخصا

إتخذ فالويل من كنيسته الصغيرة مركزا لانطلاق حملاته التبشيرية مبتدأ بدعوة أهل مدينته، ولم يمر عام على إلا وتضاعف عدد أعضاء الكنيسة إلى 864 عضوا، ويصل عدد أعضاء الكنيسة حاليا - والتي تحولت إلى صرح كبير - إلى حوالي 24 ألف عضو، كما بات يرتبط به مئات المبشرين الإنجليكيين

وبعد أسابيع من إنشاء الكنيسة سعى فالويل لنشر عقيدته من خلال أدوات جديدة، لذا بدأ في عام 1956 في بث برنامج إذاعي – تحول فيما بعد لبرنامج تلفزيوني – بعنوان "ساعة الإنجيل القديم"، وذلك على أحد الشبكات المحلية التابعة لقناة ABC الأمريكية

ومع بداية السبعينات ارتقى فالويل بنشاطه التبشيري إلى مستوى جديد، حيث أسس في عام 1971 جامعة لتدريس العلوم الدينية والاجتماعية من منظور مسيحي باسم "ليبرتي ينيفرسيتي" أو جامعة الحرية، والتي يصل عدد طلابها حاليا إلى حوالي 9 آلاف طالب بالإضافة على أكثر من 15 ألف طالب يدرسون بالجامعة عن طريق المراسلة، وقد تولى فالويل منصب رئيس الجامعة منذ نشأتها حيث يساعده على إدارتها أحد أبناءه

وخلال عقد السبعينات دخل فالويل مجال العمل السياسي ردا على سماح المحاكم الأمريكية بالإجهاض، لذا أنشا في عام 1979 - بالتعاون مع قيادات مسيحية أمريكية أخرى - منظمة عرفت باسم "مورال ماجوريتي" أو الأغلبية الأخلاقية، والتي تكونت من شبكة من لجان العمل السياسية المحافظة الساعية للدفاع عن القضايا المتدينين السياسية، وعلى رأسها قضايا تحريم الإجهاض، ورفض اعتراف الولايات الأمريكية بحقوق الشواذ، ومراقبة وسائل الإعلام التي تروج أجندات "معادية للأسرة"

وخلال الثمانينات مثل فالويل وجه "الأغلبية الأخلاقية" في الدوائر الإعلامية والسياسية الأمريكية، وإن كان ذلك لم يشغله عن القيام برحلاته التبشيرية عبر الولايات المتحدة، وقد أغلقت المؤسسة أبوابها رسميا في عام 1989 ولكن عملها ورث لمنظمة "التحالف المسيحي" التي أسسها بات روبرتسون

واجه فالويل انتقادات واسعة بعد 11/9 لاعتباره أحداث سبتمبر عقابا من الله على نشاط التيارات الليبرالية والعلمانية بأمريكا، كما واجه انتقادات من مسلمي أمريكا في أواخر عام 2002 لوصفه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بأنه "إرهابي ... رجل عنيف، رجل حرب" وذلك خلال أحد البرامج التلفزيونية الأمريكية المعروفة وهو برنامج "سيكستي مينتس" أو ستون دقيقة

في 14 أبريل 1998 نشرت جريدة يو إس إيه توداي الأمريكية مقالا لفالويل ينتقد فيه إدارة الرئيس بيل كلينتون لما رآه فالويل على أنه ضغط تمارسه الإدارة على إسرائيل للقبول بخطة السلام الأمريكية، وذكر فالويل أن ضغط أمريكا على إسرائيل "يجب أن يقلق كل من يأخذون على محمل الجد وعد إبراهيم بخصوص أرض إسرائيل" وذلك في إشارة إلى إيمان الإنجليكيين بأن الله وعد إبراهيم عليه السلام بأن يعيد أرض إسرائيل لليهود

ورأي فالويل أن الخطط الأمريكية من شأنها أن تحبط عميلة السلام التي "ممكن أن تنجح فقط إذا ما تركت للتفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، وفي المقابل طالب فالويل بأن يقتصر دور الإدارة الأمريكية على تسهيل وتحفيز المفاوضات وأن يبتعد عن التحكيم أو الضغط على أطراف النزاع

-----

مقالات ذات صلة

دك آرمي

هال ليندسي



تعريف بقلم: علاء بيومي

الناشر: الجزيرة نت، 29 ديسمبر 2006، حقوق الطبع والنشر محفوظة للنشر

نص التعريف

ولد هارولد لي ليندسي – الشهير بهال ليندسي – في مدينة هيوستن بولاية تكساس الأمريكية في عام 1929

ترك ليندسي دراسته الجامعية بجامعة هيوستن ليلتحق بحرب كوريا، ومر بعد عودته بأزمة نفسية حادة بعد وفاة زوجته الأولى، توجه بعدها لدراسة الدين في أحد معاهد مدينة تكساس الدينية، وبعد تخرجه بدأ عمله الكنسي في ولاية كاليفورنيا

بنى ليندسي شهرته في عقد السبعينات بعد النجاح الكبير الذي حققه كتابه "كوب الأرض القديم الرائع" والذي ألفه في أواخر الستينات ونشره في عام 1970 وأصبح بعد ذلك واحد من أكثر الكتب غير الخيالية مبيعا في الولايات المتحدة خلال عقد السبعينات، حيث باع إلى الآن أكثر من 35 مليون نسخة، كما ترجم إلى 54 لغة

ويركز الكتاب السابق على قراءة علامات آخر الزمان بالتعاليم الإنجليكية وتطبيق هذه العلامات على الظروف التي تعيشها البشرية في النصف الثاني من القرن العشرين، حيث رأي ليندسي في إعلان قيام دولة إسرائيل في عام 1948 تطبيقا قويا لنبوءات أخر الزمان كما تظهر بالإنجيل والتي تنادي بعودة اليهود لإسرائيل، وسعى اليهود المخلصين لإعادة بناء معبدا يهوديا تاريخيا في موقع قبة الصخرة حاليا مما سيقود إلى حرب عالمية تقودها القوى المعادية للمسيح ضد إسرائيل وحلفائها المؤمنين، وهي حرب قصيرة ولكنها مدمرة

ومع بناء المعبد وبداية حرب أخر الزمان يعود المسيح إلى الأرض حيث يصعد إليه المسيحيون الأتقياء أحياء إلى السماء، ومع نهاية الحرب المدمرة بانتصار قوى الخير على الشر يعود المسيح إلى الأرض ليبني مملكة من السلام والرخاء تدوم لقرون

إضافة إلى النبوءات السابقة حاول ليندسي في كتابه تحديد موعد تقريبي لقدوم الساعة ومحن أخر الزمان وعلامات ذلك كما تظهر في الواقع السياسي الدولي في سبعينات القرن العشرين، حيث أكد ليندسي في الطبعة الأولى من كتابه أن عقد السبعينات سوف يشهد نهاية العالم معتمدا في ذلك على ظهور دولة إسرائيل وعلى دخولها حروبا ضد أعداءها العرب خاصة حرب 1967، وعلى فكرة أن عود المسيحي سوف تكون خلال جيل من الزمان بعد بناء دولة إسرائيل، وحدد ليندسي الجيل بأربعين سنة

ورأى ليندسي أن الإتحاد السوفيتي سوف يرث الإمبراطورية الرومانية والتي يتحدث عنها الإنجيل كعدو لإسرائيل، كما رأى أن الأسلحة النووية والظروف والمحن التي يمر بها العالم من ثورات وسباقات تسلح وحروب ومجاعات وزلازل هي علامات الساعة والتي تؤكد على مرور العالم بمحن قاسية كمقدمة لعودة المسيح إلى الأرض

ولما انقضى منتصف السبعينات دون تحقق النبوءات السابقة، نشر ليندسي نسخة جديدة من كتابه في عام 1977 تحتوى على نبوءات معدلة ترى أن نهاية العالم سوف تحل في الثمانينات، كما ظل ليندسي ينظر للإتحاد السوفيتي والقوى المحالفة له على أنها بلد المسيح الكاذب المنتظر الذي سيقود تحالف قوى الشر ضد إسرائيل وحلفاءها حتى تفكك الإتحاد السوفيتي، حيث بدأ ليندسي في تعديل نبوءاته وبات يركز على توحيد أوربا على أنه عودة للإمبراطورية الرومانية الجديدة، كما عبر عن اعتقاده بأن تسعى خمسة دول من الدول الإسلامية المستقلة عن الإتحاد السوفيتي السابق – متحالفة مع الدول الإسلامية - إلى استخدم الأسلحة النووية التي ورثتها من الإتحاد السوفيتي في مهاجمة إسرائيل

إضافة للكتاب السابق يمتلك هال ليندسي عددا من المؤلفات، كما عمل كمقدم لبرنامج تلفزيوني على إحدى القنوات المسيحية والتي أوقفت برنامجه مؤخرا، حيث أعلن ليندسي أنه سينقل برنامجه إلى قناة مسيحية أخرى

-----

مقالات ذات صلة

دك آرمي

تيم لاهي

جيم أينوف

جيم أينوف


تعريف بقلم: علاء بيومي

الناشر: الجزيرة نت، 29 ديسمبر 2006، حقوق الطبع والنشر محفوظة للناشر

نص التعريف

ولد جايمس ماوينتين أينوف – الشهير بجيم أينوف – في 17 نوفمبر 1934 بمدينة دي موين بولاية أيوا الأمريكية

التحق أينوف بالجيش الأمريكي في منتصف الخمسينات. بدأ أينوف مسيرته السياسية مبكرا في أوساط الحزب الجمهوري بأوائل الستينات، حيث أصبح عضوا بمجلس نواب ولاية أوكلاهوما في عام 1967، وفي عام 1969 نجح في الفوز بعضوية مجلس شيوخ ولاية أوكلاهوما وهو منصب ظل يحتله حتى عام 1977

وفي عام 1978 فاز أينوف في انتخابات عمدة مدينة تولسا أحدى أشهر مدن ولاية أوكلاهوما، وظل في منصبه هذا حتى عام 1984، وفي عام 1986 فاز أينوف بعضوية مجلس النواب الأمريكي بعد أن حاول في السابق وفشل، وفي عام 1994 أنتخب عضوا بمجلس الشيوخ الأمريكي في عام شهد فوز عدد كبير من الجمهوريين بمجلسي الكونجرس الأمريكي

ويحتل أينوف منذ عام 1993 منصب رئيس لجنة البيئة والأعمال العامة بمجلس الشيوخ، هذا إضافة إلى كونه عضوا بلجنة القوات المسلحة بالمجلس ذاته

وقد عمل أينوف في فترات بعده عن السياسة في مجال العقارات والتأمين على الحياة، ولم يحصل أينوف على شهادة البكالوريوس إلا في عام 1973 عن عمر يناهز الثمانية والثلاثين

يحظى أينوف باهتمام الإعلام الأمريكي فيما يتعلق بقضايا البيئة نظرا لمنصبه المؤثر كرئيس للجنة البيئة بمجلس الشيوخ هذا إضافة إلى رفضه المتكرر للنظريات التي تتحدث عن زيادة حرارة كوكب الأرض، وهجومه على أنصار البيئة إلى حد تشبيهه لهم بالنازيين، كما يشتهر أينوف بمواقفه المعارضة للشواذ جنسيا

وفيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط ألقى أينوف في مارس 2002 كلمة أمام مجلس الشيوخ الأمريكي حدد فيها سبعة أسباب رئيسية تدفعه لمساندة إسرائيل، وهي

سبب يرتبط بعلم الحفريات والذي يؤكد أن "الإسرائيليين كان لهم وجود هناك (إسرائيل الحالية) منذ 3000 سنة"، وأن "الفلسطينيين القدماء انقرضوا"

سبب تاريخي، وهنا يعبر أينوف عن اعتقاده بأن أرض فلسطين قبل قدوم اليهود لها كانت أرض "غير مرغوب فيها من أحد ... أرض بلا قيمة"، وأن العرب لم يتحدثوا عن ملكيتهم لتلك الأرض إلا بعد أن عاد إليها اليهود وشرعوا في تعميرها

أن القيمة العملية للأرضي ترتبط بقدرة الإسرائيليين على تعميرها وتحويل الصحراء إلى "تحف زراعية حديثة" وفقا لتعبير أينوف

سبب إنساني يتعلق بمعاناة اليهود على يد النازية وبأن الإسرائيليين لا يطالبون "بشيء كبير" نظرا لصغر المساحة التي يطالبون بها

أن إسرائيل هي "عائق" لصعود الجماعات المعادية لأمريكا بالشرق الأوسط

أن إسرائيل هي "حجر عثر في طريق الإرهاب"

أما السبب الأهم فهو أن "الله قال ذلك"، وهنا أشار أينوف إلى بعض نصوص الإنجيل والتي تتحدث عن وعد الله لإبراهيم بإعطاء أرض إسرائيل لليهود، حيث أكد أينوف على أن "المسألة ليست صراع سياسي على الإطلاق. إنها خلاف حول ما إذا كانت كلمات الله صحيحة أم لا"

كما ذكر أينوف أن أحداث 11/9 وقعت لأنه كان هناك "باب روحاني مفتوح للهجوم على أمريكا"، وأن هذا الباب يرتبط بكون "سياسات حكومتنا تمثلت في مطالبة الإسرائيليين – مطالبتهم بضغط – آلا يردون بشكل قوي على الهجمات الإرهابية التي شنت عليهم"

لذا أكد أينوف على أنه يتحتم على حكومة أمريكا عدم الضغط على إسرائيل بأي شكل من الأشكال، مؤكدا على أن سياسة إسرائيل دوما كانت عدم المبادرة بالهجوم، وإنما الرد على الهجوم عليها بحروب قصيرة وناجحة ثم الانسحاب

----

مقالات ذات صلة

دك آرمي


تيم لاهي

Friday, December 29, 2006

تيم لاهاي



تعريف بقلم: علاء بيومي

الناشر:
الجزيرة نت، 29 ديسمبر 2006، حقوق الطبع والنشر محفوظة للناشر

نص التعريف

ولد تيماثي لاهاي – المعروف بتيم لاهاي – في عام 1926. تخرج لاهي من الجامعة في عام 1950، وحصل على شهادة الدكتوراه في الأديان وعلى شهادة دكتوراه أخرى في الأدب

عرف لاهاي خال تاريخه العملي بنشاطه التبشيري كرجل دين، وناشط سياسي، ومؤلف، فعلى الصعيد الديني أسس لاهاي عدد من الكنائس والمدارس المسيحية بولاية كاليفورنيا، كما ينشط لاهاي في الأعمال التبشيرية المتعلقة بالنبوءات الموجودة في الإنجيل والديانة المسيحية حول علامات قرب عودة المسيح ونهاية العالم

وعلى المستوى السياسي ساهم لاهاي في دعم وتأسيس عدد من مؤسسات اليمين المسيحي الدينية مثل مؤسسة الصوت المسيحي والتي أسست في عام 1978 لحشد أصوات المسيحيين المتدينين في الحياة السياسية الأمريكية، ومنظمة مجلس السياسات الوطنية وهي جماعة لوبي محافظة أسست في عام 1981، ومراكز أبحاث مسيحية معنية بدحض التفسيرات العلمانية لطبيعة الخليقة، كما أسس لاهاي وزوجته في عام 1979 منظمة تدعى "النساء المعنيات من أجل أميركا" تهدف إلى مكافحة أجندة التيارات النسوية الليبرالية في الحياة العامة والسياسية الأميركية

أضف إلى ما سبق حقق لاهاي شهرة واسعة كمؤلف لسلسلة من الروايات الدينية الخالية المعروفة باسم "سلسلة المتروكون خلفا" والتي بدأت في الظهور منذ عام 1996، وقد حققت السلسلة حتى الآن نجاحا واسعا حيث نشرت حوالي 12 عددا، وحققت مبيعات تصل إلى 57 مليون نسخة وفقا لموقع السلسلة
www.leftbehind.com، كما تمت ترجمة السلسلة للغات مختلفة، وأصبحت قاعدة لإنتاج أفلام وقصص شباب وألعاب فيديو اعتمادا على شهرتها الواسعة وحبكتها الدرامية المثيرة

ويكتب لاهاي السلسلة بالتعاون مع الكاتب الصحفي والروائي بيتر جينكينز، والذي ساهم في صياغة عدد من السير الذاتية لمشاهير الرياضيين الأميركيين المحافظين، كما ساعد القس الأميركي الشهير بيل جرام في كتابة سيرته الذاتية

ويقول موقع السلسلة أن لاهاي هو صاحب الفكرة والفكر الديني الذي تقوم عليه السلسلة، وأن جينكينز مسئول عن الكتابة والحبكة الدرامية

وتقوم السلسلة على تصوير المحن التي سوف يعيشها العالم في أخر الزمان، وخاصة في الفترة التالية للعودة الثانية للمسيح عليه السلام إلى الأرض، حيث يؤمن المسيحيون المتدينون بأنهم سوف يصعدون للسماء فور العودة الثانية للمسيح، وهي فكرة يعد لاهاي أحد أشهر مروجيها في أميركا وسبق له تأليف كتب حولها، وتشير استطلاع نشرته مجلة نيوزويك في عام 2004 أن 55% من الأميركيين يؤمنون بصحة هذه الفكرة

وبعد أن يرفع الله المسيحيين الأتقياء إلى السماء عند عودة المسيح يبدأ العالم في المرور بفترة محن عصيبة أبطالها هم عدد من المسيحيين الذي سوف يكتشفون إيمانهم بالله في تلك الفترة، ومن هنا تأتي تسمية السلسلة باسم "المتروكون خلفا"، حيث يقوم هؤلاء بتنظيم جهودهم لاكتشاف مؤامرة المسيح الكاذب والذي سوف يسعى في تلك الفترة – وفقا للسلسلة – للسيطرة على العام رافعا شعارات السلام والوحدة

وتصور السلسة في بعض أعدادها المسيح الكاذب على أنه سياسي روماني يصبح الأمين العام للأمم المتحدة ويسعى لتوحيد العالم ضد إسرائيل والتي تمثل موقع قوى الخير وموقعة أرمجند المدمرة والتي تسبق عودة المسيح مباشرة، وهنا يسعى المتروكون خلفا بتوحيد قوى المسيحيين الأتقياء في كشف مؤامرة المسيح الدجال وتوحيد أميركا وإسرائيل وهما أقلية ضد المسيح الكاذب الذي يضلل العالم ويوحده خلفه تحت شعارات السلام

وتتميز الروايات بحبكتها الدرامية الرائعة والتي تجمع بين النبوءات الدينية وبراعة الروايات البوليسية التي تقوم على تصوير استخدامات التكونولوجيا الحديثة، هذا إضافة إلى الإثارة نظرا لما تمتلئ به الروايات من صراعات وحروب

-----

مقالات ذات صلة

دك آرمي





دك آرمي
تعريف بقلم: علاء بيومي

الناشر:
الجزيرة نت، 29 ديسمبر 2006، حقوق الطبع والنشر محفوظة للناشر

نص التعريف

ولد ريتشارد كيث آرمي – الشهير بدك آرمي – في 6 يوليو 1940 في مدينة كاندو بولاية نورث داكوتا الأميركية

عمل آرمي كأستاذ للاقتصاد بإحدى جامعات ولاية تكساس قبل فوزه بعضوية مجلس النواب الأميركي عن الدائرة السادسة والعشرين بولاية تكساس في عام 1984، وقد عرف آرمي كأستاذ للاقتصاد بأفكاره اليمينية المحافظة والتي تنادي بخصخصة برامج الضمان الاجتماعي، وبخفض المعونات الحكومية للمزارعين، وبتخفيض الضرائب

ساهم آرمي كعضو بمجلس النواب الأميركي في فوز الجمهوريين بأغلبية مقاعد المجلس في انتخابات عام 1994، وذلك لأول مرة منذ عقود، مما مثل تحول سياسي هام وصف البعض بأنه "ثورة جمهورية"

وقد كوفئ آرمي على دوره في الثورة السابقة بمنحه منصب زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس النواب في أوائل عام 1995، وهو منصب احتله آرمي حتى تقاعده في أواخر عام 2002

تمتع آرمي في منصبه الهام بسلطات متصاعدة كعادة القيادات الجمهورية بالكونجرس خلال العقد الأخير نظرا لسيطرتهم التي نمت بشكل مضطرد على الكونجرس بمجلسيه، وعرف عن آرمي مواقفه العدائية تجاه القيادات السياسية الديمقراطية وتجاه الشواذ

كما عرف عن آرمي علاقته الوثيقة بمنظمات اليمين المسيحي الدينية والسياسية، حيث اعتاد آرمي الحصول على تقدير 100% من إحصاء يصدره "التحالف المسيحي" يرصد مدى توافق السجل التصويتي لأعضاء الكونجرس مع قضايا اليمين المسيحي التشريعية

كما انضم آرمي لعضوية "مجلس السياسي الوطني" وهو منظمة أسسها القس والمؤلف المسيحي المعروف تيم لاهاي في عام 1981 لدعم قضايا المسيحيين المتدينين بالحياة السياسية الأميركية من خلال ربط القيادات المسيحية المتدينة بقيادات الجمهوريين والمحافظين السياسية بالمتبرعين المحافظين الأثرياء، وجدير بالذكر أن عضوية المجلس ليست مفتوحة وإنها تتم من خلال دعوات خاصة، كما تقتصر عضوية المنظمة على عدة مئات من القيادات اليمينية المحافظة فقط، هذا إضافة إلى أن اجتماعات المجلس مغلقة أمام وسائل الإعلام

أما فيما يتعلق بالموقف تجاه الشرق الأوسط، فقد اشتهر آرمي بتصريحات أدلى به في الأول من مايو 2002 خلال برنامج Hardball التلفزيوني الأميركي المعروف والذي يذاع على قناة MSNBC ويقدمه المذيع كريس ماثيوس

حيث ذكر آرمي لماثيوس خلال اللقاء: "أنا راضي تماما على قيام دولة فلسطينية"، وأضاف قائلا: "لست راضيا على التخلي عن أي جزء من إسرائيل من أجل بناء دولة فلسطينية"، لذا سأله ماثيوس: "حسنا، أين ستضع تلك الدولة الفلسطينية .. في النرويج!؟"، فرد عليه آرمي قائلا: "هناك العديد من الدول العربية التي لديها مئات الآلاف من ألأفدنة من الأراضي والتربة والممتلكات والفرصة لبناء دولة فلسطينية"

ولما شعر ماثيوس بخطورة تصريح آرمي أعاد عليه السؤال قائلا: "هل ستقوم بنقل ... سوف تنقل الفلسطينيين لمكان آخر وتسميه دولتهم"، فرد عليه آرمي قائلا: "غالبية الأفراد الذي يسكنون إسرائيل اليوم نقلوا من (بلدان) عبر العالم إلى تلك الأرض، وجعلوها وطنهم. يمكن للفلسطينيين أن يفعلوا الأمر نفسه"

وقد أثارت تصريحات آرمي السابقة موجة نقد من قبل المنظمات المسلمة والعربية الأميركية والتي رأت في تصريحات آرمي دعوة لممارسة الاستئصال العرقي في حق الفلسطينيين، وقد أدت هذه الموجة إلى تراجع آرمي عن تصريحاته فيما بعد حيث ذكر أنه لا يؤمن بنفي المدنيين الفلسطينيين المسالمين بالقوة خارج أرضهم وأنه كان يقصد من يساندون الأفعال الإرهابية

وفي تصريح آخر ذكر آرمي: "شارون رجل الغرب. أنه يقوم بما ينبغي على أي رجل (بما تعنيه صفة الرجولة من معاني) القيام به"