Thursday, August 25, 2005

الإسلام في أمريكا: حقائق تدعو إلى التفاؤل
بقلم: علاء بيومي

الناشر: جريدة الاتحاد الإماراتية، 25 أغسطس 2005

نص المقال

أحدث الإحصاءات الخاصة بموقف الرأي العام الأمريكي تجاه الإسلام كشف عن حقيقة في غاية الأهمية، وهي أن موقف الأمريكيين من الإسلام قابل للتحسن إذا ازدادت معرفتهم الصحيحة بالإسلام والمسلمين

الإحصاء الصادر عن مركز بيو الأمريكي للأبحاث – والذي يعد أحد أشهر مراكز قياس توجهات الرأي العام الأمريكي – في أواخر شهر يوليو الماضي كشف عن وقوع تحسن طفيف ولكنه مشجع في موقف الرأي العام الأمريكي من الإسلام خلال العامين الماضيين، إذ تراجعت نسبة الأمريكيين الذين يعتقدون أن الإسلام يحض على العنف من 44% في يوليو 2003 إلى 36% في يوليو الماضي

وخلال الفترة نفسها زادت نسبة الأمريكيين الذين ينظرون إلى مسلمي أمريكا نظرة إيجابية من 51% إلى 55%، كما زادت نسبة الأمريكيين الذين يشعرون بتقارب الإسلام كديانة من دياناتهم، في الوقت الذي ثبتت خلاله تقريبا نسبة الأمريكيين الذين ينظرون للإسلام بشكل عام نظرة سلبية لتقف حول نسبة 40% من الشعب الأمريكي، وهي بدون شك نسبة مرتفعة

ما يدعو إلى التفاؤل في هذه الظروف أمران أساسيان، الأمر الأول هو أن وجهة نظر المواطن الأمريكي تجاه الإسلام قابلة للتغيير كما أظهرت الإحصاءات السابقة، أما الأمر الثاني – وهو موضوع الشق الأول من هذا المقال – فهو العلاقة الإيجابية بين مستوى معرفة المواطن الأمريكي بالإسلام ونظرته الإيجابية تجاهه

فالاستطلاع وجد أن أضعف نسب التعاطف مع الإسلام ومساندته تتواجد بين عدة فئات رئيسية من الشعب الأمريكي، الفئة الأولى هي الإنجليكيون المتدينون (21% منهم فقط يساندون الإسلام)، والفئة الثانية هي فئة الأمريكيين ممن تفوق أعمارهم 65 عاما (25%)، أما الفئة الثالثة فهي قطاع الأمريكيين غير الحاصلين على تعليم جامعي (28%)

كما وجد الإحصاء أن أصحاب التوجه السياسي اليميني أكثر قابلية بشكل مضطرد للنظر سلبيا نحو الإسلام مقارنة بأصحاب التوجه الليبرالي

وعندما قارن الإحصاء بين مستوى معرفة المواطن الأمريكي وموقفه من الإسلام وجد أن هناك علاقة واضحة وإيجابية بين طرفي المعادلة السابقة، فعلى سبيل المثال وجد الاستطلاع أن 24% فقط من قليلي المعرفة بالإسلام يمتلكون توجهات إيجابية نحوه، في حين تتضاعف هذه النسبة تقريبا لتصل إلى 49% في أوساط من يمتلكون معرفة جيدة بالإسلام

وردا على سؤال حول مدى التقارب بين الإسلام والديانات الأمريكية الأخرى، ذكر 44% من أصحاب المعرفة الجيدة بالإسلام أن الإسلام قريب من دياناتهم، في حين لم تتعدى هذه النسبة في أوساط قليلي المعرفة بالإسلام نسبة 12% فقط

الإحصاءات السابقة تؤكد مدى قابلية المواطن الأمريكي لتحسين موقفه من الإسلام إذ زادت معرفته به، كما تؤكد أيضا أن معرفة المواطن الأمريكي العامة بالإسلام مازالت منخفضة إلى حد كبير كما يشير الاستطلاع ذاته، فعندما سئل الاستطلاع المشاركين فيه عن اسم رب المسلمين وعن اسم كتاب المسلمين المقدس، لم يتمكن من الإجابات الصحيحة سوى نصف المشاركين في الاستطلاع تقريبا

يعني هذا أن هناك فرصة حقيقية لتحسين صورة الإسلام والمسلمين في الولايات المتحدة عن طريق زيادة وعي المواطن الأمريكي بالإسلام من خلال مصادر موضوعية صحيحة، كما يعني أن الحديث عن والسعي إلى الوصول إلى المواطن الأمريكي وتوعيته بشكل مباشر بصورة الإسلام الصحيحة هو عمل قائم وقادر على أن يؤتي ثماره وفي حاجة إلى دعم ومساندة وتطوير

ويقودنا هذا إلى الحديث عن الشق الثاني من هذا المقال وهو الحاجة للاستفادة من الحقائق السابقة في دعم الجهود الرامية إلى نشر الوعي بالإسلام والمسلمين في أمريكا، وذلك من خلال العمل على مستويات أربعة أساسية

أولها رصد مصادر تشويه صورة الإسلام والمسلمين في الولايات المتحدة، وهو عمل تقوم عليه منذ سنوات منظمات مسلمة أمريكية على رأسها مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) والذي يرصد بصفة يومية غالبية ما ينشر عن الإسلام بوسائل الإعلام الأمريكية وفقا لما ترصده دوائر الأبحاث الإلكترونية الأمريكية المعروفة

وقد اشتكت كير في الفترة الأخيرة من كم الهجوم على الإسلام القادم من جهات يمينية متشددة وخاصة برامج الراديو الحوارية والتي انتشرت خلال السنوات الأخيرة انتشارا هائلا وباتت تعد مصدرا خطيرا لتأجيج العداء ضد الإسلام والمسلمين في أمريكا خاصة في فترات الأزمات كما حدث مؤخرا بسبب تفجيرات لندن الإرهابية والتي أعطت الفرصة لأبواق يمينية لاتهام الإسلام بأنه منظمة إرهابية، وبأنه دين يعادي الغرب والحرية

وبدون شك هناك حاجة أكبر لرصد مثل هذه الاتهامات والرد عليها فور صدورها بالأساليب الإعلامية والقانونية المناسبة

الركيزة الثانية هو آلا تشغل هذه الاتهامات المغرضة المسلمين عن القيام بوظيفتهم الأهم والخاصة بتوعية المواطن الأمريكي بصورة الإسلام الصحيحة، خاصة في ظل انفتاح المواطن الأمريكي الكبير ورغبته القوية في الإطلاع ومعرفة المزيد، فعندما أطلقت كير في شهر مايو الماضي حملة لتوفير نسخ مجانية ترجمة القرآن الكريم باللغة الإنجليزية للأمريكيين الراغبين في قراءة القرآن والتعرف عليه بعد حوادث التدنيس التي تعرض لها القرآن الكريم في معتقل جوانتانامو تلقت كير حتى الآن أكثر من 18 ألف طلبا للحصول القرآن بشكل فاق توقعات كير وقدرتها الحالية على توفير نسخا من القرآن لطالبيه، هذا إضافة إلى اهتمام أكبر وسائل الإعلام الأمريكية كجريدة يو إس إيه توداي وتلفزيون سي سبان على تغطية أخبار الحملة والتي نظرت إليها وسائل الإعلام الأمريكية على أنها جهد عاقل إيجابي في مواجهة جنون الأحداث السلبية التي تحيط بالعلاقات الإسلامية الأمريكية في الوقت الراهن

لذا ينبغي علينا رصد الفئات الأكثر قابلية للتعرف على الإسلام كالفئات الليبرالية والمتعلمة والشباب الجامعي والأقليات وغيرها من الجماعات المنفتحة نسبيا على الإسلام، والتخطيط للوصول لهذه الجماعات في مؤسساتها المختلفة من خلال حملات تعليمية مناسبة وفعالة، بما في ذلك الحملات الإعلانية والمؤتمرات والفعاليات الحوارية والمطبوعات المناسبة

الركيزة الثالثة هي الاستفادة من خبرة مسلمي أمريكا في هذا المجال ونقدها وتطويرها، فمسلمي أمريكا لديهم اليوم أكثر من 2500 مؤسسة ومركز إسلامي تقوم بصفة مستمرة بأنشطة التعريف بالإسلام، ولا شك أن هذا المؤسسات تمتلك رصيدا عامرا بخبرة التعامل مع المواطن الأمريكي وفهم ثقافته ولغته واهتماماته، كما أنها أيضا في حاجة لمزيد من التدريب والتطوير والموارد

الركيزة الرابعة هي الحاجة لخطة عمل طموحة تخصص لها موارد مناسبة، فالتحدي القائم كبير وفرص مواجهته قائمة، ولكن ذلك لن يحدث إلا من خلال جهود صادقة طموحة وواسعة

Wednesday, August 17, 2005

عودة كلمة "اللام": رؤية ليبرالية للقرن الجديد
عرض بقلم: علاء بيومي – مدير الشئون العربية بكير

الناشر: ا
لجزيرة-نت، 17 أغسطس 2005، حقوق الطبع والنشر محفوظة للناشر

نص العرض

يهدف كتاب "عودة كلمة "اللام": رؤية ليبرالية للقرن الجديد" للكاتب دوجلاس مايسي أستاذ علم الاجتماع بجامعة برينستون الأمريكية والصادر في مارس 2005 عن مطابع جامعة برينستون إلى مساعدة اليسار الأمريكي على العودة إلى السلطة من جديد من خلال رسم خارطة طريق تشرح أسباب تراجع اليسار وصعود قوى اليمين في الفترة الأخيرة والخطوات الواجب على اليسار إتباعها في السنوات المقبلة لكي يصعد إلى السلطة من جديد بعد تراجعه مؤخرا كما ظهر في انتخابات أعوام 2000 و2002 و2004 والتي شهدت تزايد سيطرة اليمين الأمريكي على الكونجرس بمجلسيه وعلى البيت الأبيض أيضا

أزمة اليسار الأمريكي

ويقول مايسي أن عودة الليبرالية تحتم على اليسار الأمريكي فهم أسباب صعود اليمين وقوته في الفترة الأخيرة، كما تحتم علي اليسار وضع أيدلوجية ليبرالية جديدة جذابة وبناء تحالفات جماهيرية جديدة مؤمنة بهذه الأيدلوجية وراغبة في التصويت من أجل تمكينها من السلطة.
أما نقطة البداية لدى مايسي فهي أن يعترف الليبراليون الأمريكيون بأزمتهم وبأن تراجعهم يعود أولا وأخيرا إلى أسباب داخلية وأن يبحثوا عن تلك الأسباب داخل أنفسهم

وهنا يرى مايسي – في الفصل الأول من كتابه - أن التراجع الراهن لليبرالية الأمريكية بدأ في منتصف السبعينات من القرن العشرين وهي فترة شعر فيها اليسار الأمريكي بانتصاره وسيطرته سياسيا فبدأت تنتابه حالة من الغرور والاستعلاء، وبدأ يتحول بعيدا عن الجماهير وعن السياسات التي تمس حياتهم مثل العمل على بناء اقتصاد سياسي عادل يخدم مصالح غالبية الشعب الأمريكي التي لا يهتم بها الحزب الجمهوري الذي يخدم مصالح الأثرياء كما يري مايسي

في المقابل بدأت حركة ما بعد الحداثة تنتشر في أوساط اليسار الأمريكي وهي حركة فكرية بالأساس نخبوية الطباع يصعب على الإنسان العادي فهمها تركز على الأبعاد الأخلاقية والفكرية للسياسات، ومحور اهتمام حركة ما بعد الحادثة على الصعيد السياسي هو نشر الحقوق المدنية ومكافحة العنصرية والتعصب

ويرى مايسي أن أجندة يسار ما بعد الحداثة غير مفهومة للإنسان العادي لذا قادت الليبراليين للاستعلاء ولاتهام الأمريكيين بالغباء بعد أن عجزوا عن فهم خطابهم المعقد، كما أنها أشعرت الطبقة العاملة الأمريكية البيضاء بالعزلة عن الحزب الديمقراطي بعد أن انشغل الديمقراطيون عن قضايا العدالة الاجتماعية بقضايا نشر الحقوق المدنية عن طريق فرضها على التجمعات البيضاء من قبل المحاكم والمؤسسات الحكومية

في نفس الوقت لم يتعاطف الليبراليون مع تضحيات الطبقات البيضاء الفقيرة والمتوسطة والتي زادت عليها الضرائب وأصبحت مرغمة على الانفتاح على الأقليات بأمر المحاكم والقرارات التنفيذية، وبدل أن يبدي الليبراليون تعاطفهم مع تضحيات الطبقة العاملة البيضاء اتهم الليبراليون الشعب الأمريكي بالغباء والتعصب لأنه لم يفهم لغة الليبراليين ومبادئهم ما بعد الحداثية

ويقول مايسي أن دور النخب الليبرالية في حرب فيتنام
للاطلاع على النص الكامل للمقال، يرجى زيارة

Sunday, August 07, 2005

الجيل الجديد من اليسار الجديد: كيف تدار السياسية الأمريكية اليوم
عرض بقلم: علاء بيومي

الناشر:
الجزيرة نت، 7 أغسطس 2005، حقوق الطبع والنشر محفوظة للناشر

نص العرض

كتاب "الجيل الجديد من اليسار الجديد" لستيفين مالانجا - الباحث بمعهد منهاتين للأبحاث ومقره نيويورك والصادر في نهاية شهر مايو 2005 – حاز على اهتمام متزايد من قبل مراكز الأبحاث والأقلام المحافظة بالولايات المتحدة لكونه يعبر عن محاولة يمينية للرد على سيل الكتابات الليبرالية التي ظهرت خلال السنوات الأخيرة وركزت على نقد اليمين الأمريكي وخاصة تيار المحافظين الجدد

فالكتاب يرد على الليبراليين بتسليط الضوء على مفهوم جديد وهو "الجيل الجديد من اليسار الجديد" وبتصوير هذا الجيل على أنه خطر متنامي يهدد الاقتصاد والسياسة الأمريكية من الداخل

مفهوم الجيل الجديد من اليسار الجديد

يرى مالانجا أن نفوذ الجيل الجدد من اليسار الجديد تنامي سياسيا خلال التسعينات من القرن الماضي على المستوى المحلي بعدد من أكبر المدن الأمريكية خاصة في الولايات ذات التوجه الليبرالي، ويقول مالانجا أن هذا الجيل الجديد نشأ نتيجة لصعود قوى جديدة وغير تقليدية بالسياسات المحلية للمدن الأمريكية وتتكون هذه القوى من اتحادات العمال التقليدية واتحادات العاملين بالمؤسسات الحكومية والذين كانوا محرومين من الانضمام لاتحادات جماعية خاصة بهم حتى منتصف الخمسينات من القرن العشرين ومنظمات الخدمات الاجتماعية ويساندهم تحالف واسع من الجماعات اليسارية كالجماعات المدافعة عن البيئة وعن حقوق المرأة وعن حقوق الأقليات والحقوق المدنية والإعلاميين والأكاديميين والسياسيين الليبراليين

ويقول مالانجا أن خطورة هذا الجيل الجديد تكمن في كونه تحالف ضد مصالح دافعي الضرائب الأمريكيين، فهدف هذا الجيل الرئيسي هو وضع مزيد من الضغوط على المؤسسات الحكومية المحلية لزيادة الضرائب على الشركات الرأسمالية وزيادة الإنفاق الحكومي على الخدمات الاجتماعية وأنشطة الرفاهية وعلى مزايا موظفي القطاع الحكومي، لذا يصف مالانجا التحالف السابق بأنه تحالف "آكلي الضرائب" مقارنة بتحالف "دافعي الضرائب" الذي يمثل مصالح الشعب الأمريكي

كما يتهم مالانجا الجيل الجديد من اليسار بأنه يعيش عالة على أموال الدولة والتي تأتي منها معظم موارده وبأنه يعمل في سرية تامة في معظم الأحيان ولا يظهر إلى السطح أو يستفز معارضيه إلا قرب وصوله لهدفه وهو تمرير التشريعات والسياسات المساندة لأجندته، كما أنه يقوم بتلفيق الدراسات والتقارير الإعلامية التي تنادي بالأفكار والسياسات التي يريدها، كما يتآمر مع المساندين له لانتخاب السياسيين المساندين لأفكاره بمجالس المدن والمحليات الأمريكية مما يجعله خطر أكيد قادم من الداخل، ولمواجهة هذا الخطر يفرد مالانجا كتابه للحديث عن نفوذ هذا الجيل الجديد وعن أجندته وأفكاره ومسانديه

وقبل تناول بقية محتويات الكتاب يجب الإشارة إلى أن مالانجا لم يقدم في كتابه تعريفا محدد للجيل الجديد من اليسار الجديد يميزه بشكل واضح عن مصطلح "اليسار الجديد" والذي ظهر ليعبر عن التحولات التي مر بها اليسار في أمريكا وأوربا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية، حيث سعى اليساريون لمواجهة الضغوط التي تعرضوا لها نتيجة للحرب من خلال حركة جديدة تخطت مطالب اليسارية التقليدية المتمركزة حول حقوق العمال إلى حركة يسارية معادية للسلطة وللثقافة السلطوية التقليدية بشكل عام، وهي حركة انتشرت سريعا في الجامعات الأمريكية في الستينات من القرن الماضي

ولادة الجيل الجديد من اليسار الجديد

يرى مالانجا أن ولادة الجيل الجديد من اليسار الجديد بدأت في النصف الثاني من القرن العشرين وبفعل عدد من السياسات التي تبنتها الحكومة الأمريكية لمواجهة الفقر والتي أدت إلى ضخ مليارات الدولارات لدعم المنظمات الخيرية وأنشطة الدولة في مجال رعاية الفقراء وتقديم أنشطة الرفاهية لمحدودي الدخل

وكان أول المستفيدين من تلك التحولات
للاطلاع على النص الكامل للمقال، يرجى زيارة