Sunday, April 20, 2008

معاناة أوباما ومأساة الديمقراطيين في أميركا

مقال بقلم: علاء بيومي

المقال غير منشور، ويمكن نشره مع الإشارة إلى مصدره
http://www.alaabayoumi.com/

نص المقال

ما يتعرض له المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية ذو الأصول الأفريقية باراك أوباما حاليا يعد مأساة بكل المقاييس للنظام السياسي الأميركي بصفة عامة وللحزب الديمقراطي والتيار الليبرالي بأميركا بشكل خاص

وذلك لأن الهجوم على أوباما تعدى العديد من الخطوط الحمر، فعلى سبيل المثال تحولت أصوله المسلمة ولسبب للهجوم المتواصل على أوباما، وكان من المفترض أن تمثل تلك الجذور رافدا هاما في شخصية رئيس أميركا - التي تفخر بالتعددية وتبحث عن سياسة خارجية تساعدها على فهم العالم والفوز باحترامه في الفترة الحالية

هذا إضافة إلى سعي خصوم أوباما لتقليم أظافره من خلال الضغط عليه للتخلي عن مواقفه والتراجع عن مسانديه واحدا تلو الأخر، ويمكن هنا الإشارة إلى قضية قس أوباما الأفريقي الأميركي الغاضب والذي أضطر أوباما تحت الضغوط لإدانة أرائه الناقدة لأميركا، وقد يكون الرجل متشددا، ولكن المرشح الجمهوري جون ماكين يحظى بدعم - بل ويسعى جاهدا للفوز بدعم - قيادات الجماعات اليمينية المتشددة وبعضهم لا يقل تشددا في محافظته عن تشدد قس أوباما في ليبراليته ونقده لأميركا، ومع ذلك تحث الجماعات اليمينة ماكين على التشدد لكي يوحد الجمهوريين خلفه في الوقت الذي تطالب فيه الجماعات نفسها أوباما بالتخلي عن مواقفه ومسانديه واحدا تلو الأخر

وبذلك تتحول حملة أوباما من الهجوم إلى الدفاع المتواصل، ومن البحث عن حلول جديدة ومبتكرة لمشاكل أميركا السياسية الداخلية والخارجية إلى مجرد مرشح باهت وظل فارغ للأفكار الليبرالية التقدمية وببغاء يردد ما يريد أن يسمعه الآخرون

المؤسف هنا أن الهجوم على أوباما يأتي بمباركة ودعم قطاع واسع وسط الديمقراطيين والليبراليين الأميركيين، فالحزب الديمقراطي اليوم منقسم على نفسه بشكل حدي واضح بين مؤيدي أوباما وهيلاري كلينتون والتي تمثل مصالح النخب الحاكمة للحزب الديمقراطي على مدى العقود الأخيرة

ولا تقدم هيلاري كلينتون ومسانديها المسيطرون على مقادير الحزب الديمقراطي بدائل ليبرالية حقيقية فهي تبدو في كثير من الأحيان كجمهورية معتدلة وربما متشددة خاصة على ساحة السياسة الخارجية، ويبدو أن الحزب الديمقراطي لا يريد أن يتعلم الدرس، فمنذ تولي رونالد ريجان الحكم والحزب الديمقراطي في تراجع، وذلك لأن النخب التي تسيطر عليه ارتدت أمام مد التحالف اليميني المسيطر عن أجندتها الليبرالية، وأعتقدت أن الميل للوسط والتخلي التدريجي عن المبادئ الليبرالية واحدا تلو الأخر سوف يعيد لها الحكم والسيطرة

في المقابل لم يتمكن الديمقراطيون في الوصول للحكم إلا لثماني سنوات منذ عام 1980، وفي انتخابات عام 2004 الرئاسة فشلوا عندما فضلوا جون كيري المهادن على هاورد دين الثائر، ويقول المتابعون أن فوز الديمقراطيين بالانتخابات التشريعية الأخيرة (2006) لم يكن بفضل مواقف جريئة تبنوها أو قيادات كاريزمية دفعوا بها بقدر ما كان انعكاسا لرفض الأميركيين لأجندة بوش وفضائح إدارته والجمهوريين على المستويين الداخلي والخارجي

ولما أتيحت الفرصة أمام الديمقراطيين في الانتخابات الحالية لتقديم مرشح كباراك أوباما أقل ما يوصف به هو أنه مرشح "مختلف" يمتلك أجندة لا تعكس إلى حد ما الصراعات السياسية الداخلية واردات جماعات المصالح الخاصة في أميركا بات الحزب الديمقراطي منقسما على نفسه بدرجة قد لا تكلفه الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة فقط

فمأساة الحزب الديمقراطي الراهنة قد تكلفه الكثير، لأنها تعني باختصار أن الحزب الديمقراطي والذي عرف تاريخيا بأنه حزب المهاجرين والأقليات والفقراء والحقوق المدنية لم يعد منفتحا على الأفكار السابقة بالدرجة التي تجعله يرشح رئيسا قادرا على طرح أفكار جادة وجرئية أو حتى جديدة لعلاج مشاكل الجماعات السابقة، فالديمقراطيين من أمثال هيلاري كلينتون وجون إدواردز ومن يقفون خلفهم يطمحون في قيادات جمهورية "معتدلة" بتعريفهم تحافظ على الوضع القائم بقدر ما تغيره

وهذا يعني أن السياسة الأميركية التي تشهد خلال السنوات الأخيرة مخاضا سياسيا ضخما وتقلبات عارمة قد تسفر عن انقسام تاريخي داخل الحزب الديمقراطي، إنقسام يدفع فئات الديمقراطيين الأكثر محافظة وصقورية نحو الحزب الجمهوري، أو ربما يدفع الفئات الأكثر انفتاحا وليبرالية والتي يعبر عنها أوباما لفقدان ثقتهم بالحزب الديمقراطي والبحث عن بديل ثالث، إنها حقا مأساة للديمقراطيين في أميركا
-----

Sunday, April 06, 2008

من يخشى عودة رالف نادر؟
بقلم: علاء بيومي

الناشر:
الجزيرة نت، حقوق الطبع والنشر محفوظة للناشر

نص المقال

سؤال يصلح عنوانا لحملة رالف نادر الرئاسية الحالية ولمسيرته السياسية الطويلة والحافلة، فهو يلخص الجانب الأكبر من فلسفة نادر الشخصية وإستراتيجيته السياسية، فلسان حال رالف نادر في مواقفه السياسية المختلفة ينطق عادة بسؤال أساسي، وهو: من يخشى عودتي؟ ولماذا تخشون عودتي؟ فإذا كنتم تخشوني فسئلوا أنفسكم لماذا؟ وعندئذ سوف تدركون سبب عودتي

عودة وغياب ومكانة

وذلك لأن نادر يعود باستمرار، يعود للأضواء السياسية ليخطفها، ثم يختفي قليلا أو يتراجع نجمه، ثم يعود للأضواء بفكر جديد وبحماس كبير يشعرك بأن نادر المولود في عام 1934 لا يشيب ولا يحبط

عودة نادر ثم كسوفه ثم عودته مرة أخرى نموذج تكرر كثيرا منذ أوائل الستينات حين صعد نجم نادر وأصبح أحد أهم الشخصيات العامة في أميركا على الإطلاق، ويعني هذا أن نادر لعب دورا سياسيا هاما بأميركا على مدى أكثر من أربعة عقود، وهو فترة قياسية أكسبت نادر احتراما كبيرا ومكانة خاصة لدى الأميركيين، وهو أمر لا ينكره أعداء نادر قبل أصدقاءه

وقد سجلت مكانة نادر جهات أميركية عديدة، فهناك قوانين أميركية أساسية ومؤسسات حكومية هامة يرى البعض أن نادر سبب رئيس في إقرارها، وهناك وسائل إعلام - كمجلة تايم الأميركية - تعتبر نادر واحد من 100 شخصية أنجبتها أميركا في القرن العشرين

وهناك أجيال كاملة وقطاعات واسعة من الشعب الأميركي تعرف من هو نادر، وقد يعود هذا لكم الإنجازات التي حققها نادر، وهي عديدة سوف نشرحها تباعا، ولكنه يعود – من وجهة نظرنا – لسبب أهم، وهو طبيعة هذه الإنجازات، فالكيف يطغى على الكم لدى نادر على الرغم من غزارة الإنتاج، فنادر بحق هو فكرة ومبدأ وظاهرة فريدة أكثر منه شخصية عامة صاحبة إنجازات

المبدأ قبل المكسب

نادر أشبه بفيلسوف من فلاسفة العصور السابقة، فيلسوف يعلي المبدأ على المكسب والفكرة على القيمة، رجل مستعد للخسارة من أجل إن يثبت لخصومه أن الخسارة من أجل المبدأ أهم من الفوز على حسابه

نادر خاض على مدى أكثر من أربعين عاما مئات وربما آلاف الحملات السياسية والإعلامية ضد أكبر الشركات والمؤسسات الحكومية الأميركية، وفي كل مرة يخوض حملاته بموارد قليلة وبأفكار كبيرة، أفكار تعيد الأميركيين للأساسيات، فهو يقول للشركات الأميركية العملاقة إذا كنتم تكسبون أموالا طائلة من وراء منتجاتكم فلماذا لا تراعون الله في المستهلك وتقدموا له خدمات تتوافر فيها متطلبات السلامة والأمن والرعاية الصحية الأساسية

ويكون رد الشركات على نادر بالرفض والازدراء، ويرد نادر بالبحث عن الحقيقة والمعلومة، وتزويد المواطن العادي بتلك المعلومة الدقيقة والأساسية، والتي تشعر الأميركيين بأن الشركات لا تراعي حقوقهم وتكنز ثرواتها على حساب تجاهل احتياجاتهم الأساسية، فيبدأ المواطن العادي في الالتفات إلى رسالة نادر وقراءة أبحاثة وربما مساندته

الغريب هنا أن نادر يبالغ في مثاليته بتبنيه قضايا المواطن العادي المظلوم والمهمش من قبل الساسة والأثرياء والنخب، يتبنى قضاياهم ويدافع عنها ويعود للأساسيات في قضايا الصحة والسلامة العامة والبيئة وغيرها من قضايا التي تمس مصلحة المجتمع والمواطن العادي حتى ينتصر

فمن أشهر الحملات التي ساهمت في صعود نجم نادر، حملة شنها في منتصف الستينيات ضد شركة جنرال موتورز الأميركية العملاقة بسبب نوع من السيارات كانت تنتجه الشركة تسبب في حوادث عديدة نتيجة لخلل فني سائد، واستمر نادر في حملته وضغوطه على الشركة حتى عينت مخبرا خاصا لتتبع أخبار نادر والبحث عن عيوبه وأخطاءه أملا في تشويه سمعته أو إدانته أو إثناءه عن حملته، وكشف الأمر وقاضى نادر الشركة، وحكم له بتعويض كبير استخدمه نادر في تأسيس منظمة لتدافع عن قضايا حقوق المستهلك، كما تحولت حملة نادر على جنرال موتورز لسبب ليس فقط لوقف إنتاج السيارة المعيبة ولكن أيضا لظهور قوانين تتشدد في معايير سلامة السيارات ولظهور إدارة حكومية تتولي تطبيق القانون

احترام أعدائي لا تصفيقهم

نادر ينطلق في حملاته من قاعدة السعي لكسب احترام خصومه لا تصفيقهم، فهو يرفض المهادنة ويرفض البحث عن الحلول الوسط، فهو يخوض حملاته بتخطيط وتنظيم ولكن دون الاكتراث بحسابات المكسب والخسارة، فقد تخصص في خوض حملات ضد كيانات هائلة بموارد محدودة رافعا شعار لا للمهادنة، فهو يسعى فقط لمواصلة التحدي وإثبات المبدأ، ولسان حاله يقول لماذا تخشون عودتي فأنا رجل قليل الموارد، ليس لدي طموح سياسي، ولا أمتلك النفوذ أو السلطة التي بحوزتكم، فليس معي سوى فكرة أو شكوى، فلو كانت شكواي غير صحيحة فلماذا تخشونها، لو كنت مخطئا فتجاهلوني، ولو كنت على صواب فأطيعوني، وإن لم تفعلوا فانتم الخاسرين

هذا يعني أن نادر يرفض السياسة بمعناها الأكثر شيوعا، فهو يرفض المهادنة، ولا يسعى للسلطة، فبعض أصدقاء نادر وغالبية أعداءه يرون أنه لا يصلح رئيسا لأميركا، بل يرون أنه لا يريد أن يكون رئيسا لأميركا، بل أنه يخوض حملاته من أجل أثبات المبدأ ليس أكثر وفضح من يخشونه

ولعل هذا ما دفع نادر في عام 2004 لانتقاد قادة المسلمين الأميركيين لأنهم لم يدعموه، فنادر كان ومازال الأقرب لقضايا المسلمين والعرب في أميركا، ولكن قادة المنظمات المسلمة الأميركية رفضوا أن يمنحوه دعمهم وفضلوا أن يدعموا المرشح الديمقراطي جون كيري، والذي لم يبدي ترحيبا كبيرا بهذا الدعم خوفا من الهجمات الإعلامية والسياسية التي يتعرض لها الإسلام والمسلمين في أميركا وكل من يرتبط بهم، ومع ذلك فضل المسلمون الأميركيون دعم كيري انطلاقا من رغبتهم في الدخول في العملية السياسية بدعم أحد المرشحين الذين يمتلكون حظوظا في الفوز بالرئاسة الأميركية، وبالطبع فضلوا كيري عن بوش، كما فضلوا كيري على نادر الذي لا يملك حظوظا حقيقية في الفوز

وهنا غضب نادر بشدة مطالبا مسلمي أميركا بالتمسك بالمبادئ، والتصويت لمبادئهم لا لحساباتهم السياسية، وقد يتفق البعض مع نادر أو يعارضه، ولكنه مثالا يوضح عقلية نادر السياسية

100 منظمة وانفصال على الديمقراطيين

نادر ينحدر من أسرة عربية (لبنانية) أميركية بثت فيه حب القراءة والإطلاع ورفض التسليم بالمسلمات وأخذ الأمور على عواهنها، ويبدو أن نادر كان ومازال قارئا جيدا جدا، ويتعجب بعض المراقبين من قدرة نادر الهائلة على تذكر الإحصاءات والأرقام، فعندما يخطب تشعر أنك أمام كتاب مليء بالأرقام والأفكار، وأن فكرة واحدة من الأفكار العديدة التي يطرحها نادر في خطبه تكفي لأن تصاغ حولها خطبة كاملة لسياسي محترف

نشاط نادر في الدفاع عن حقوق المستهلك في الستينات أكسبه شهرة واسعة استغلها في تأسيس أكثر من 100 منظمة معنية بالشئون العامة وبقضايا المواطن الأميركي الأساسية كالصحة والسلامة العامة والبيئة وغيرها، ويعمل بتلك المنظمات أجيال مختلفة من النشطاء المؤمنين بفكر نادر ومبادئه، وقد حقق بعضهم شهرة واسعة ووصلوا لمراكز سياسية مرموقة، ويقول البعض أن عقد الثمانينات شهد تراجع نجم نادر السياسي لسببين، أولهما أن العديد من أفكاره تحولت بالفعل لقوانين ومؤسسات حكومية قائمة بالفعل، والسبب الثاني هو إدارة الرئيس الأميركي السابق رونالد ريجان ذو التوجه اليميني، وهي إدارة حاربت أفكار نادر التقدمية

ولكن الفترة ذاتها ساهمت في دفع نادر لدخول معترك السياسية بعد أن شهدت توتر العلاقة بينه وبين الحزب الديمقراطي والديمقراطيين، وذلك لأن الديمقراطيين هادنوا ريجان والقوى السياسية اليمينية التي ساهمت في صعوده، وجاء ذلك على حساب التقدميين داخل الحزب الديمقراطي وأجندتهم

لذا بدأ نادر يشعر أن الفارق بين الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري يتضاءل وأن المواطن العادي يفتقر لبديل سياسي حقيقي يراعي مصالح، لذا توجه نادر للسياسة على أمل أن يوفر ذلك البديل

حملاته الرئاسية

وبهذا دخل نادر مرحلة جديدة مرحلة جديدة في مسيرته خاض فيها أكثر من انتخابات رئاسية منذ عام 1996، وفي كل مرة يعتمد نادر على مساندة مناصريه بالولايات والمدن الأميركية المختلفة، وعلى دعم الأحزاب الأميركية الصغيرة كالخضر والإصلاح، وغيرها من الأحزاب التي لا يعرف عنها العالم الكثير بسبب سيطرة الحزبين الجمهوري والديمقراطي على السلطة في أميركا، وهي سيطرة يرفضها نادر لكونها نتاج ومؤشر على سعى النخب الحكمة لأميركا للحد من خيارات المواطن الأميركي العادي السياسية

وفي كل مرة يرفع نادر شعارات سياسية لا يرفعها غيره على رأسها تغيير السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط تغييرا حقيقيا يحرر أميركا من ضغوط اللوبيات، حيث سبق ووصف نادر الحكومة الأميركية بأنها "دمية" في يد إسرائيل ولوبي إسرائيل، كما يطالب نادر بسحب القوات الأميركية من العراق بشكل يضمن الوفاء بالتزامات أميركا الأخلاقية تجاه الشعب العراقي

ويروج لأجندة تقدمية في مناصرة قضايا الفقراء والمستضعفين والبيئة والرعاية الصحية بشكل يتمناه الأميركيين ولا يتوقعون حدوثه فليس هناك من يساند تلك القضايا بين النخب الأميركية الحاكمة

ويثير ترشيح نادر في الانتخابات مخاوف الديمقراطيين بشكل كبير فهو يمثل تهديدا لها باجتذاب أصوات الليبراليين التقدميين وحرمان المرشح الديمقراطي من تلك الأصوات كما حدث في انتخابات عام 2000 حين خسر المرشح الديمقراطي آل جور أمام المرشح الجمهوري جورج دبليو بوش بقارق أقل من 600 صوت في ولاية فلوريدا التي كلفت آل جور الانتخابات، وذلك في الوقت الذي حصد فيه نادر على دعم حوالي 100 ألف من ناخبي الولاية، وهي أصوات كان يمكن أن تذهب في غالبيتها لآل جور وتنقذ الديمقراطيين من الهزيمة

ويرد نادر على الاتهامات السابقة بتذكير الديمقراطيين بأن ربع مليون ناخب ديمقراطي في ولاية فلوريدا صوت لبوش في تلك انتخابات عام 2000، وهذا يعني أن آل جور خسر ليس بسبب نادر ولكن بسبب عدم وفائه لأجندة حزبه وقضايا ناخبيه، وهو ما حدث أيضا لجون كيري

ويقال في الانتخابات الحالية هيلاري كلينتون أكثر انزعاجا من ترشيح نادر مقارنة بباراك أباما، وذلك لأن هيلاري أكثر تشددا من أوباما، وهذا يعني أن نادر سوف يكون أكثر شراسة وسخطا على هيلاري في حالة فوزها بترشيح الديمقراطيين، أما نادر فيؤكد أنه غير راض عن هيلاري أو أوباما مشيرا على سبيل المثال لصمتهم المطبق على الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل مؤخرا بغزة

مواقف نادر لا تمنع بعض مناصريه من الشعور بالسخط عليه أحيانا لأنه يرشح نفسه ليخسر، ولأنه سوف يخسر الانتخابات ليختفي بعدها قليلا ثم يعود ليرشح نفسه ويخسر، وهو أمر يثير سخط الأصدقاء قبل الأعداء، فلسان حال أنصاره يقول أحيانا: لماذا لا تنتصر؟ ولماذا تختفي ثم تعود؟ ومتى سوف تنتصر؟ ولماذا ندعمك إذا كنت ستخسر الانتخابات لا محالة؟ وقد يرد عليهم نادر قائلا: العيب فيكم وليس في، أما أنا فسأعود