Sunday, September 29, 2013

بعد ثلاثة شهور نسأل: هل 30 يونيو 2013 خطأ وجب تصحيحه!؟



كل الأحداث التاريخية والأفعال البشرية محل سؤال، موضوع للمراجعة والشك والتمحيص، والأن وبعد مرور حوالي ثلاثة شهور من حقنا - بل من صميم حقنا - أن نسأل هل كانت 30 يونيو خطأ يجب العودة عنه وتصحيحه!؟ 

ألم يقع أنصار 30 يونيو في الأخطاء التالية: 

1) التظاهر دون بناء تحالف جاد، فالتظاهرات شملت بجوار بعض أفضل التيارات الثورية وشبابها، الفلول وأتباع العسكر وكارهي الثورة!

ولن نخوض حاليا فيما تبين بعد من حقيقة تمرد وفكرها المؤسف وطبيعة تمويلها، والظهور الفج لقوى الفلول والمواطنين الشرفاء والتشدد بعد 30 يونيو.

2) التظاهر بلا ضمانات حقيقية أو حتى تصور موحد ومضمون لما بعد التظاهر، فقد طرح أكثر من سيناريو، مثل انتخابات رئاسية في ستة أشهر، ولكن في النهاية قطف العسكر وبعض متطرفي جبهة الإنقاذ الحكم، وبتنا تحت حكم أقلية معسكرة متشددة، حتى البرادعي استقال بعد الانقلاب بشهر ونصف ولم يملك ضمانات.

هل أخطأت القوى الثورية في المشاركة في 30 يونيو بدون أدنى ضمانات!؟

3) منذ الثورة كانت هناك حجة رائجة تقول أن علينا أن نتأكد أن من يصل للحكم يمكن نزعه منه، بمعنى أن نساعد من نكون قادرين على نزعه من الحكم، وكان البعض يشكك ويقول أن الإخوان لو انفردوا بالحكم فلن ينزعوا منه أبدا، وكان هناك في المقابل من يكون أن نزع الإخوان سهل، وهو ما ظهر واتضح فعلا بعد 30 يونيو.

ولكن هل نزع السيسي والانقلاب العسكري سهل، أيهما أسهل مقاومة، السيسي أم الإخوان، هل تخلص البعض من الإخوان ليأتوا بمنهم أكثر خطرا وسيطرة وتشددا منهم!؟ ما رأيكم!؟

4) أجندة الثورة تعطلت تقريبا، أين إصلاح مؤسسات الأمن؟ أو إخراج العسكر من السياسة؟ أو توحيد الشعب؟ أو إصلاح الاقتصاد أو التعليم أو الصحة؟ أين إصلاح الإعلام الذي يعيش بعض أسوأ مرحله رعاية متشددين جدد!؟

5) أين المسار الديمقراطي كله؟ أين الحريات والديمقراطية التي بشرتنا بها الثورة؟ أين الانتخابات وممثلي الشعب وإرادة الناس!؟

كيف سيقف المصريون في طابور الانتخابات بعد كل هذا القتل والقمع والانتهاكات؟ ومن سيقف في طابور الانتخابات والمواطنين الشرفاء طلقاء في الشوارع ينتقمون ممن يعارضونونهم؟ هل نضحك على أنفسنا؟ من سيقبل بدستور الإنقلاب!؟ هل خداع النفس ممكن أن يطول!؟

هل ما يقوم به السيسي وأعوانه من قمع وحلول أمنية له علاقة من قريب أو بعيد بالمسار الديمقراطي؟ هل حكم الأقلية المتشددة التي يمثلها بعض شخصيات جبهة الإنقاذ بالحكومة الانتقالية ولجنة كتابة الدستور والذين لا يعرفهم أحد هو ما كانت تريده التيارات الثورية من خلال مشاركتها في 30 يونيو!؟

هل ما حدث خطأ وجب التراجع عنه أو على الأقل إصلاحه بشكل جذري!؟

6) دوليا ظهر جليا الدعم الذي يحظى به الانقلاب من لوبي إسرائيل واليمين الغربي المتشدد والديكتاتوريات العربية التي امتنعت عن تمويل الثورة تقريبا اسقاطا للإخوان ولعبت دورا كبيرا وهاما في دعم الانقلاب وتمويله.

الإنقلاب منبوذ حول العالم تقريبا ويسيء لسمعة مصر كل يوم إلا في الدوائر المتشددة الداعمة للوبي إسرائيل والمصالح الفجة والديكتاتوريات العربية.

نعلم أن المراجعة صعبة، ومؤلمة للنفس، ولكن الأمم القوية هي التي تعيش في مرحلة مراجعة صادقة مع الذات، هي التي ترفض تمجيد حدث أو أشخاص، هي التي تعيش في حالة مراجعة ونقد ذاتي شجاعة!

وأنا أعيد عليكم السؤال، هل أخطأت التيارات الثورية في المشاركة في 30 يونيو!؟ هل 30 يونيو خطأ يجب تصحيحه!؟

ما رأيكم!؟ وما الحل!؟

Saturday, September 28, 2013

نحو أجندة سياسية لكل المصريين


ما هي المصالح العامة لكل المصريين؟ ماذا يحتاجه كل المصريين أو أغلبهم حاليا!؟ 

دعوني أحاول ... 

أولا: نبذ الفرقة، ورفض الصراع حول شعارات، رفض تقسيم الناس وفقا للدين أو الوطنية أو أي معيار أخر قدر الإمكان، رفض حروب الهوية والحروب الأمنية، نريد التوحد حول ما يجمع أغلب المصريين. 

ثانيا: حل سياسي يشرك الجميع، لا يستثني أحد، دستور توافقي مؤقت حتى تستقر الأوضاع وتنتخب المؤسسات، ويعود الناس للانتخابات، وبعد عن العنف والمواجهة الأمنية والصدام. 

ثالثا: إصلاح الشرطة المصرية، إعادة الأمن للشوارع ولكن ليس على طريق مبارك، إعادة الأمن بدون حالة طوارئ وأمن دولة، إصلاح الشرطة وفقا لمعايير حقوق الإنسان، لكي يعود الأمن والسياحة والاستثمارات. 

رابعا: عودة الجيش إلى ثكناته وتحجيم إمبراطورتيه الاقتصادية، وإخضاع الجيش والمخابرات لسلطة المدنيين، وطوي صفحة السيطرة العسكرية على الحياة السياسية والاقتصاد للأبد، بناء جيش احترافي يخضع لسيطرة المدنيين. 

خامسا: علاج مشاكل الاقتصاد المصري، بناء اقتصاد جديد يقوي الطبقات الفقيرة والمتوسطة، ويحولهما لطبقات منتجة ومصدرة، وعدم الاكتفاء فقط بتنشيط الأنشطة الخدمية كالسياحة أو جذب استثمارات أجنبية توظيف بضعة آلاف، يجب تغيير نمط الانتاج والتوجه نحو التصنيع والتصدير. 

سادسا: إعادة بناء المنظومة التعليمية، تطوير المناهج والإنفاق وحال المدرس، وحالة العملية التعليمية بمختلف مراحلها. 

سابعا: تطوير القطاع الصحي، وجعل صحة المواطن أولوية. 

ثامنا: الاهتمام بالأطراف والعشوائيات والمناطق المحرومة والأكثر فقرا، وإعادة دمجها في اقتصاد أكثر عدلا ودولة أكثر احتراما للقانون.
قد يكون الاتفاق على أجندة مشتركة ترضي الأغلبية وسيلة أولوية لتجميع الناس. 

والله أعلم، ما رأيكم!؟ هل نسيت شيء!؟ 

في النهاية الحزينة لثورة عرابي ومسار ثورة يناير


انتهيت من قراءة كتاب "فصل في تاريخ الثورة العرابية" للمحمود الخفيف، وهو كتاب قصير (حوالي 100 صفحة) مؤلم مبكي من فرط ما تعرض له عرابي وثورة المصريين الوطنية الأولى من خيانة وإهدار. 

مشكلة عرابي هو أنه فلاح كبقية المصريين أراد أن يمنح المصريين دستورا وحياة نيابية وحقوق، ولما وقف هو وزملائه أمام الخديوي يقدمون مطالب المصريين تحولت البلاد لأفراح لمدة ثلاثة شهور كان المصريون يعانقون بعضهم - وحتى الغريب - في الطرقات من شدة الفرح كما يقول الكتاب.

ولكن سرعان ما تأمر على عرابي وثورة المصريين النخب بانقسامهم، والخديوي باستعانته بالإنجليز، والإنجليز والذي قضوا على الثورة الوطنية بالسلاح والرشاوي والمؤامرات.

ولما نفي عرابي حرص الإنجليز كل الحرص على تغيير صورته وسط الناس، فلما عاد من المنفى بعد حوالي عقدين من الزمن وجد أن الجيل الجديد يعتقد أنه سبب المشاكل والكوارث التي حلت بمصر والمصريين وعلى رأسها الاحتلال.

ولكنه لما مات بعد عودته لمصر بحوالي عقد من الزمن لم يشارك أي مسئول رسمي في جنازته خوفا من الإنجليز ولكن آلاف من ابناء وطنه شيعوا جثمانه إلى مثواه الأخير في التفاف تلقائي حول الزعيم الوطني المصري الأول.

ويقول بعض كتاب الإنجليز المنصفين – في شهادات سجلها الكتاب – أنه لو خاض عرابي انتخابات حرة أمام الخديوي لفاز عليه، وأنه لما سجن عاشت أسرته على معونات خيرية يقدمها له بعض أصدقائه سرا، وأنه لما نفي لم يكن يملك مالا يشتري به ملابس لنفسه، وأن مقاومة المصريين للغزو الإنجليزي لم تكلف خزينة الدولة مليما واحدا وأنها قامت على تبرعات المصريين.

وأن المصريين التفوا حول عرابي يقاومون الإنجليز ومدافعهم المتقدمة بصدورهم العارية في معارك غير متكافئة متسلحين بحبهم بوطنهم وإيمانهم بالله، حيث تعجب بعض الإنجليز من سهر الجنود المصريين في دوائر الذكر قبل المعارك المفصلية.

وكان يمكن أن يكتب لعرابي النصر ودحر الاحتلال الانجليزي لولا الخيانة وتقديم خطط قتاله للأعداء.

أما خزائن الدولة فقد أفرغها ممثلون إنجليز نيابة عن الخديوي الذي دخل إلى قصره بعد هزيمة عرابي في حماية الإنجليز وأقام لهم الاحتفالات وأنعم عليهم بالأوسمة لأنهم هزموا عرابي، وذلك لأن الخديوي لم ينس أبدا يوم وقف عرابي أمامه في القصر هو وجنوده يطالبونه بالدستور والبرلمان.

أما الانجليز فقد قالوا في البداية ان احتلالهم مؤقت، ودام بعد ذلك سبعة عقود، وأول ما فعلوه هو حل الدستور والبرلمان واستبدالهما بقوانين ومجلس بلا أسنان.

ولكي يبدأ الإنجليز مهاجمة مصر تذرعوا بأن عرابي الذي كان وزيرا للحربية في ذلك الوقت يزيد من تحصين أسوار الإسكندرية بمدفعين أو ثلاثة، وأن هذه الزيادات هي تهديد لسفنهم أو استفزاز لها، يعني وجود سفنهم حول سواحل مصر لم يكن عملا استفزازيا، وقيام أبناء البلد بتحصين أرضهم ضد الغزو بمدفعين عملا استفزازيا.

وبرر الإنجليز غزوهم بحماية الخديوي ورحب هو بالغزو للقضاء على جيش عربي ورجاله.

أم النخبة فكانت منقسمة، فهي تارة مع عرابي، وتارة مع الخديوي، وتارة مع التهدئة، وتارة مع الخوف من تدخل الإنجليز، وتارة مع السلطان العثماني الذي أعلن انشقاق عرابي عن أوامره خلال مقاومته للإنجليز، ناهيك عن رشاوى قدمت لقادة الجنود وخيانات حدثت خلال المعارك.

مشكلة عرابي ومن معه أنهم فلاحون من أبناء البلد، ذاقوا الأمرين على ايادي الضباط الأجانب المسيطرين على الجيش، ولكن بعضهم نبغ، وأجاد وأصبح خبيرا في عمله وعلى رأسهم عرابي، وضاق بالتمييز ضد ابناء البلد وبتدخل الخارج في شئونها وبتراجع الحقوق والحريات والفقر والديون، وأرادوا وضع البلد على طريق التقدم.

ولم يكونوا ضد السلطة القائمة بالضرورة، فقد عاملوا الخديوي بكل احترام يوم أن قدموا له مطالب الثورة، وظلوا حريصين عليه وعلى مصالح السلطان العثماني، ولكن كل ذلك لم يغفر لهم، فقد فضل الخديوي أن يدخل قصره في حماية الضباط الإنجليز على أن يصبر على حركة وطنية مصرية.

أما محاكمة عرابي بعد القبض عليه فقد كانت مهزلة، كانت مسرحية لإدانته والتخلص منه، ومواقف الدول الغربية التي كانت تسمى نفسها "متمدنة" فقد كانت أيضا مهزلة، فهي تتصرف كالذئاب للفوز بفريستها، أعلنت وعودا وخالفتها، واستخدمت الخداع والرشاوى في حروبها، ولم ترحم البلاد من أسلحتها المدمرة التي كانت تسبقها قبل كل معركة.

وبعض المنصفين الإنجليز قالوا أن عرابي كان مواطنا حريصا على بلده، وأنه كان زعيما وطنيا حقيقا لثورة وطنية عالمية الخصائص، وأنه وزملائه كانوا على قدر مناسب من التعليم، وأنهم كانوا يمثلون حركة وطنية حقيقة، وأن الشعب كان ملتفا فعلا حولهم، وأنه لو أتيحت لهم الفرصة لربما بنوا مصر، ولربما كانت مصر بلدا أخر غير الذي لم نعرفه اليوم.

ولكن لم يصبر أحد على عرابي وثورته التي لم يطل عمرها أكثر من حوالي 3 سنوات، انتهت بنفيه واحتلال مصر.

ويحسب لعرابي ومن حوله أنه كان حريص كل الحرص على توحيد المصريين، وأنه لم يسع لسلطة وإنما كان صعوده تلقائيا وسط الناس التي التفت من حوله، وقد كتب في خاتمة مذكراته يوصى من سيأتي بعده بالحرص كل الحرص على وحدة المصريين وتقوية صفهم الداخلي.

والله أعلم، ما رأيكم!؟

نصائح سياسية من جدكم سعد زغلول باشا



انتهيت من قراءة كتاب "بطل النهضة المصرية الكبرى ... سعد زغلول باشا" لعباس حافظ، وهو كتاب قصير (حوالي 50 صفحة) عن السيرة الذاتية لسعد زغلول لا تخلو صفحة من صفحاته من الإطراء والمديح. 

ما يهمنا هنا أن سعد زغلول تمتع بالقدرات التالية:

أولا: قدرات بشرية عالية على الخطابة كمحامي وقاضي، أبهرت أبناء عصره كما يقول الكتاب.

ثانيا: التعلم والرغبة في المزيد من التعلم، فهو أزهري أجاد القوانين وعمل محاميا وقاضيا بدون ليسانس أداب، وهو أيضا خطيب مفهوه، كما عمل وزيرا ونائبا عن الشعب في البرلمان، ويقول المؤلف أن سعد زغلول تعلم الفرنسية في الأربعينيات والألمانية في الستينيات من عمره، وأن زوجته وهي إبنة أحد الباشوات أجادت العربية والتركية والفرنسية وشجعته على العلم والتعلم. 

ثالثا: سعد زغلول كان من رواد عصره، فهو من أوائل من اشغلوا بالمحاماة وبالقضاء، ولعب دورا هاما في تطوير سمعة المحاماة كمهنة في مصر في نهاية القرن الـ 19. 

رابعا: هو تلميذ جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، حيث عمل مع الأخير في الوقائع المصرية لفترة، وعاني بسبب دعمه لثورة عرابي، ولكنه أجاد اللغة وفنونها والقوانين، وأجاد في كل مهنة تولاها. 

خامسا: يبدو سعد زغلول من كلماته رجلا صاحب مبدأ، ونختتم الكتاب بسلسلة من مقولاته – كما وردت نصا – توضيحا لرؤيته السياسية واستفادة مما تضمنه من نصائح مازالت صالحة ليومنا هذا:

كلمات مأثورة لسعد زعلول:

- "أعطونا برلمانًا مثل برلمانات أوروبا يكون له الكلمة الأخيرة في كل شيء ونحن نقبل أن يكون في يدكم من السلطة ما تشاءون."

- "إننا إن لم نحافظ على الصدق والأمانة في جميع أعمالنا ضعنا وضاعت آمال الأمة فينا."

- "لا عيب علينا في الرجوع إلى الحق متى ظهر لنا؛ لأننا ما جئنا هنا لندافع عن أنفسنا وأنانيتنا بل لندافع عن الحق ونؤيده."

- "الحق فوق القوة والأمة فوق الحكومة."

- "ليس للحكومة أن تغضب كلما قلنا لها إنها مخطئة، فإننا ما جئنا هنا إلا لننبهها على خطئها."

- "إنا إذا احترمنا أمرًا للحكومة نحترمه لأنه نافع للأمة لا لأنه صادر من تلك القوة المسيطرة."

- "يظهر لي أن العدالة الحقيقية لم توجد حتى اليوم في أي قانون من قوانين العالم، وإنما تتفاضل القوانين فيما بينها بالعدالة النسبية."

- "من الخطر العظيم على العدالة أن تستسهل الحكومة وضع القوانين الاستثنائية كلما خطر في بالها أن تفعل ذلك."

- "كل أمر يقف في طريق حريتنا لا يصح أن نقبله مطلقًا مهما كان مصدره عاليًا ومهما كان الآمر به."

- "قد عاهدت الله مذ نشأت على أن أصرح بما في ضميري وهذه هي لذتي في حياتي."

- "إنني رجل قد وطدت نفسي على الدفاع عن الحق، وأن أتحمل فيه كل مكروه ولو كان آتيًا من الذين أدافع عنهم."

- "لم أرسم لنفسي في الجمعية (البرلمان) خطة معارضة الحكومة ولا مسالمتها، وإنما رسمت خطتي مع الحق نفسه، فإن رأيت أن الحكومة تؤدي واجبها حق الأداء وتقوم بالمسئولية الملقاة على عاتقها نحو الأمة حق القيام كنت أول المسالمين لها والواقفين بجانبها، وإن رأيت أنها تعمل على خلاف ذلك وهو ما لا أريد تصوره فإني لا أتردد في أن أكون أول المعارضين لها."

- "إن كانت الحكومة تريد أن نكون في صفها مدافعين عنها فما عليه إلا أنه تتبع الحق والعدل وتحترم القانون."

- "إن من الناس ناسًا إذا رأوا ضاربًا يضرب ومضروبًا يبكي قالوا للباكي لا تبكِ قبل أن يقولوا للضارب لا تضرب وهو منتهى ما يتصور من الظلم والحيف."

- "ما أنا بسبَّاب ولا شتَّام وإني أقر واعترف بأني لا أملك في هذا الميدان قوة أستطيع بها أن أقاوم أضعف إنسان."

ما رأيكم!؟

Sunday, September 08, 2013

ماذا فعل السيسي بموجة 30 يونيو الثورية!؟ حولها لانقلاب



يعني لو كنت تعتقد أن 30 يونيو موجة من موجات 25 يناير قامت للثورة على أخطاء الإخوان، وهو ممكن ومشروع وجائز، فهي للأسف لم تحكم، ووقعت مرة أخرى في قبضة قوى غير ثورية مثل العسكر وبعض متشددي جبهة الإنقاذ
. 


كل الأخطاء التي كنا نشتكي من وقوع الإخوان فيها وقع فيها الانقلاب العسكري وأكثر.



- إعلام التطبيل والتبرير الإخواني تحول لإعلام الحرب الأهلية
 و"الحرب على الإرهاب" و"إحنا شعب وانتم شعب"، و"تسلم الأيادي".


-
الشرطة التي كنا نشتكي من عدم إصلاحها أطلقت النار على مئات المتظاهرين في الشوارع، وتلقت الشكر من النظام الحاكم على ذلك، وعادت جيوش البلطجية للشوارع.


-
الاقتصاد الذي كنا نخشى عليه من عدم التوافق السياسي وعدم الاستقرار الداخل دخل في نفق مظلم، والاعتماد على القروض مستمر وفي زيادة مستمرة، ومستقبل السياحة والاستثمارات الأجنبية بات مقلق حقا.


-
نقد الإخوان للإٌعلام المعادي لهم تحول لإغلاق أكثر من عشرة قنوات في عهد السيسي، حتى الأصوات الإعلامية والصحفية المحترمة الداعمة لثورة 25 يناير اختفت. 


-
عشرات المتظاهرين الذين قتلوا عهد الإخوان تحولوا لمئات في عهد الانقلاب، ناهيك عن آلاف المعتقلين، وحالة الطوارئ.



-
الفلول الذين اشتكينا من تصالح مرسي معهم عادوا بقوة وباتوا من دعائم نظام السيسي.



-
الانقسام زاد، الجيش أصبح الحاكم الحقيقي للبلاد، وبدلا من استبداد الأغلبية بتنا نشتكي مما هو أسوأ وهو استبداد أقلية لا يعرفها أحد، من هو الببلاوي أو المسلماني أو مصطفى حجازي، من انتخبهم وما هي أحزابهم، وهل لهم قواعد جماهيرية!؟



- بالنسبة للسياسة الخارجية فيجب أن نسأل أين قضية ماء النيل؟ أين استقلال القرار الوطني؟ أين دعم القضية الفلسطينية؟ أين دعم الثورة السورية والربيع العربي؟ أين دعم كرامة المواطن المصري!؟ من تخدم سياسة السيسي الخارجية؟


لقد عدنا لسياسة مبارك الخارجية، سياسة الدفاع عن وجه النظام القمعي المستبد، سياسة الدور "الرائد" في عملية السلام وحلف الموالاة والتبعية الإقليمية والدولية والتقارب مع إسرائيل ولوبي إسرائيل في الخارج و مع اليمين الأميركي المتشدد، سياسة التودد لليمين الغربي المتشدد من خلال رفع شعار "الحرب على الإرهاب"!؟ 


30
 يونيو كانت للتغيير للأفضل، كانت لإصلاح أخطاء الإخوان لا للوقوع فيما هو أسوأ منها، 30 يونيو كانت لمزيد من الحريات والاستقرار والشراكة السياسية والتوافق. 



30 يونيو كانت للضغط على الأغلبية لإشراك الأقلية، وليس لتمكين أقلية سياسية متشددة لاستبعاد الأغلبية.
 


يبدو أن السيسي اختطف 30 يونيو كما اختطف طنطاوي 25 يناير حتى لو حاول الاختباء وراء وجوه شبابية كحركة تمرد - وهي أسوأ تمثيل ممكن للشباب المصري - أو خلف وجوه هرمة من قيادات جبهة الإنقاذ التي لا يعرفها أحد.


السيسي هو أكبر خطر على 25 يناير و30 يونيو، هو يريد اختطاف ثورة الشعب المصري لخدمة النظام القديم الذي يتبع له. 


السيسي وقادة المؤسسات الأمنية الحاكمة في مصر والتي لم تطالها ثورة يناير بتغيير يذكر هم جزء من نظام مبارك كبقية قيادات النخبة التقليدية الهرمة في مصر، هم جزء نخبوي يبدو أنه يدين بالولاء لنظام مبارك ويحاول الحفاظ عليه حفاظا على مزاياه أكثر من ارتباطه بأغلبية المصريين وحركة مجتمعهم الراغب في الثورة والحرية والتغيير.


يبدو أن كل ما يحاوله السيسي هو تعطيل الثورة والتغيير ولن يفلح.


أفيقوا يرحمكم الله، ذكروا الناس بأهداف الثورة الحقيقة، وكيف ابتعدنا عنها، والناس ستشعر بما خسرنا وهو كثير وعزيز، وستسعى للعودة إليها بكل قوتها، عودة الوعي بداية الحل.



والله أعلم، ما رأيكم!؟