انتهيت من قراءة كتاب "بطل النهضة المصرية الكبرى ... سعد زغلول باشا" لعباس حافظ، وهو كتاب قصير (حوالي 50 صفحة) عن السيرة الذاتية لسعد زغلول لا تخلو صفحة من صفحاته من الإطراء والمديح.
ما يهمنا هنا أن سعد زغلول تمتع بالقدرات التالية:
أولا: قدرات بشرية عالية على الخطابة كمحامي وقاضي، أبهرت أبناء عصره كما يقول الكتاب.
ثانيا: التعلم والرغبة في المزيد من التعلم، فهو أزهري أجاد القوانين وعمل محاميا وقاضيا بدون ليسانس أداب، وهو أيضا خطيب مفهوه، كما عمل وزيرا ونائبا عن الشعب في البرلمان، ويقول المؤلف أن سعد زغلول تعلم الفرنسية في الأربعينيات والألمانية في الستينيات من عمره، وأن زوجته وهي إبنة أحد الباشوات أجادت العربية والتركية والفرنسية وشجعته على العلم والتعلم.
ثالثا: سعد زغلول كان من رواد عصره، فهو من أوائل من اشغلوا بالمحاماة وبالقضاء، ولعب دورا هاما في تطوير سمعة المحاماة كمهنة في مصر في نهاية القرن الـ 19.
رابعا: هو تلميذ جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، حيث عمل مع الأخير في الوقائع المصرية لفترة، وعاني بسبب دعمه لثورة عرابي، ولكنه أجاد اللغة وفنونها والقوانين، وأجاد في كل مهنة تولاها.
خامسا: يبدو سعد زغلول من كلماته رجلا صاحب مبدأ، ونختتم الكتاب بسلسلة من مقولاته – كما وردت نصا – توضيحا لرؤيته السياسية واستفادة مما تضمنه من نصائح مازالت صالحة ليومنا هذا:
كلمات مأثورة لسعد زعلول:
- "أعطونا برلمانًا مثل برلمانات أوروبا يكون له الكلمة الأخيرة في كل شيء ونحن نقبل أن يكون في يدكم من السلطة ما تشاءون."
- "إننا إن لم نحافظ على الصدق والأمانة في جميع أعمالنا ضعنا وضاعت آمال الأمة فينا."
- "لا عيب علينا في الرجوع إلى الحق متى ظهر لنا؛ لأننا ما جئنا هنا لندافع عن أنفسنا وأنانيتنا بل لندافع عن الحق ونؤيده."
- "الحق فوق القوة والأمة فوق الحكومة."
- "ليس للحكومة أن تغضب كلما قلنا لها إنها مخطئة، فإننا ما جئنا هنا إلا لننبهها على خطئها."
- "إنا إذا احترمنا أمرًا للحكومة نحترمه لأنه نافع للأمة لا لأنه صادر من تلك القوة المسيطرة."
- "يظهر لي أن العدالة الحقيقية لم توجد حتى اليوم في أي قانون من قوانين العالم، وإنما تتفاضل القوانين فيما بينها بالعدالة النسبية."
- "من الخطر العظيم على العدالة أن تستسهل الحكومة وضع القوانين الاستثنائية كلما خطر في بالها أن تفعل ذلك."
- "كل أمر يقف في طريق حريتنا لا يصح أن نقبله مطلقًا مهما كان مصدره عاليًا ومهما كان الآمر به."
- "قد عاهدت الله مذ نشأت على أن أصرح بما في ضميري وهذه هي لذتي في حياتي."
- "إنني رجل قد وطدت نفسي على الدفاع عن الحق، وأن أتحمل فيه كل مكروه ولو كان آتيًا من الذين أدافع عنهم."
- "لم أرسم لنفسي في الجمعية (البرلمان) خطة معارضة الحكومة ولا مسالمتها، وإنما رسمت خطتي مع الحق نفسه، فإن رأيت أن الحكومة تؤدي واجبها حق الأداء وتقوم بالمسئولية الملقاة على عاتقها نحو الأمة حق القيام كنت أول المسالمين لها والواقفين بجانبها، وإن رأيت أنها تعمل على خلاف ذلك وهو ما لا أريد تصوره فإني لا أتردد في أن أكون أول المعارضين لها."
- "إن كانت الحكومة تريد أن نكون في صفها مدافعين عنها فما عليه إلا أنه تتبع الحق والعدل وتحترم القانون."
- "إن من الناس ناسًا إذا رأوا ضاربًا يضرب ومضروبًا يبكي قالوا للباكي لا تبكِ قبل أن يقولوا للضارب لا تضرب وهو منتهى ما يتصور من الظلم والحيف."
- "ما أنا بسبَّاب ولا شتَّام وإني أقر واعترف بأني لا أملك في هذا الميدان قوة أستطيع بها أن أقاوم أضعف إنسان."
ما رأيكم!؟
No comments:
Post a Comment