Wednesday, December 29, 2010


روسيا المشوقة كما يراها عاطف عبد الحميد
قراءة في كتاب استعادة روسيا مكانة القطب الدولي: أزمة الفترة الانتقالية


بقلم: علاء بيومي

يمكن نشر المقال مع الإشارة إلى مصدره:

www.alaabayoumi.com

نص المقال:

دراسة ممتعة للغاية ومحظوظة بأسلوب مؤلفها د. عاطف معتمد عبد الحميد أستاذ الجغرافيا بجامعة القاهرة.

د. عبد الحميد يكتب بلغة سلسة للغاية، وبتمكن ملفت للنظر، وبأسلوب مسلي يشعرك بالتعاطف مع روسيا ومع قصتها، والتي يحكيها الكتاب بتشويق في أقل من 130 صفحة.

صغر حجم الكتاب وأسلوب مؤلفه السهل يشعرك بأن الدراسة - الصادرة عن مركز الجزيرة للدراسات في عام 2009 - مقدمة مفيدة وجذابة لكل قارئ مهتم بالتعرف على روسيا ومعاناتها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ومساعيها للعودة إلى مكانتها الدولية الكبيرة مجددا.

الدراسة تشعرك بالتعاطف مع روسيا ليس بسبب دعم المؤلف لها أو مديحه لسياساتها أو تعاطفه مع بوتين في الشيشان، ولكن لأن المؤلف نجح باقتدار في تقديم حكاية روسيا بأسلوب سهل ومن خلال مقولات جذابة تجذب اهتمامك وتدفعك – كما في الروايات – للرغبة في معرفة المزيد.

طائر له رأسان

د. عبد الحميد يكتب من خلال عبارات فارقة ومحورية وجذابة مثل القول بأن روسيا طائر له رأسان، رأس ينظر شرقا وأخر يتوجه غربا، لذا يشعر أهل الشرق بأن روسيا أوربية، ويشعر أهل أوربا بأن روسيا شرقية، ولكن روسيا في حاجة – كما يرى المؤلف - إلى رأس ثالث ينظر نحو الجنوب أي نحو الشعوب التي تتطلع إلى دعم روسيا.

ولكن هذا الرأس يتطلب روسيا أكثر ديمقراطية وأقل إمبريالية وأكثر قدرة على استخدام القوة الناعمة.

فروسيا حتى الآن لم تنجح في اختبار الديمقراطية، كما أن سياساتها إمبريالية توسعية خاصة في فنائها الخلفي حيث دول شرق أوربا ووسط أسيا التي عانت كثيرا من التسلط الروسي.

كما أن روسيا دولة تحركها مصالحها البرجماتية في أغلب الأحيان خاصة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي ونهاية الأيدلوجية كدافع للسياسة الروسية.

كما أن العالم لا يفهم اللغة أو الثقافة الروسية، لذا تعاني روسيا في الانتشار مقارنة بأميركا الإمبراطورية المحترفة كما يسميها المؤلف.

فروسيا إمبراطورية قيصرية توسعية ولكنها ليست محترفة، فهي لا تمتلك ثقافة أميركا السهلة ولا مراكز أبحاثها ووسائل إعلامها التي تروج لأعداء جدد وتؤجج صراعات محدودة من أجل بيع مزيد من الأسلحة الأميركية المتطورة.

أما روسيا فإمبراطورية قيصرية قديمة غير محترفة مازالت تستخدم الأساليب التوسعية والإمبراطورية الصرفة كحظر الغاز وبيع الأسلحة للدول الفقيرة وخاصة في أسيا وبلدان العالم الثالث والتركيز على أسلحة دفاعية وجوية قديمة، في حين دخلت أميركا عصر بيع أسلحة "الحرب على الإرهاب" منذ عام 2001.

هذا يعني أن توجه روسيا نحو الجنوب أمامه عقبات كغياب الديمقراطية والأيدلوجية والقوة الناعمة والأسلحة المتطورة.

منطقة وسط لا حسم

الشرق الأوسط بالنسبة لروسيا منطقة حلول وسط لا حلول جذرية، كما يقول المؤلف.

لذا عانت سياسات روسيا في الشرق الأوسط وسوف تعاني من عدم الحسم، فمنطقة الحسم الروسي هي وسط أسيا وشرق أوربا، وهي منطقة قريبة من روسيا جغرافيا وسياسيا وعسكريا واقتصاديا وتاريخيا، فبعض دولها كان أرضا سوفيتية حتى عهد قريب، والبعض الأخر مثل تاريخيا الفناء الخلفي للسياسات الروسية بما تعنيه تلك العبارة من دلالات إستراتيجية هامة، فلا إمبراطورية بدون فناء خلفي كما يقول المؤلف.

وبسبب توسع الناتو المستمر منذ التسعينيات في الفناء الخلفي الروسي، وجدت روسيا نفسها في وضع الدفاع لفترة طويلة أمام ضربات حلف الناتو الفتي، وعلى الرغم من محاولاتها الخجولة للقفز على موقفها الدفاعي من خلال سياسات اقتصادية وعسكرية معينة عابرة للحدود، إلا أنها لم تصل لمرحلة الهجوم بعد، وحتى لو وصلت إليها فيكفي روسيا حاليا ولسنوات قادمة محاولة استعادة ما فقدته من نفوذ في فنائها الخلفي قبل التوجه لاستعادة النفوذ المفقود في الشرق الأوسط.

وحتى لو حدث ذلك فالعرب قد انصرفوا عن روسيا منذ توجه السادات غربا كما يشير الكتاب، وروسيا اليوم لديها مصالح اقتصادية كبيرة تريد ترويجها لدى دول الخليج الثرية، ولديها علاقات متشابكة مع الغرب وإسرائيل.

هذا يعني أننا أمام روسيا جديدة، وأن التاريخ لا يعيد نفسها، كما أن التاريخ يقول مرة أخرى – كما يشير د. عبد الحميد باقتدار – إلى أن الشرق الأوسط هو منطقة حلول وسط لروسيا تكتفي فيها بترويج أسلحة دفاعية مع الحرص على عدم الإخلال بميزان القوى لصالح حلفاء روسيا كسوريا وإيران خوفا من إغضاب خصومها الغربيين.

قيصرية توسعية شرقية

الكتاب يقول أيضا أن روسيا قيصرية في الداخل توسعية في الخارج، وأن سياستها الداخلية والخارجية شرقية بامتياز.

فلما حاولت روسيا الديمقراطية بعد عام 1991 تعرضت لحركات انفصال لا حصر له، فعدد كبير من أقاليم الأطراف الروسية يتمتع بثروات ضخمة وقدرات عسكرية كبيرة وهويات تاريخية مستقلة، فروسيا تتمتع بمساحة شاسعة هي الأكبر في العالم ومن السهل تعرضها للتمزق، وعندما عاشت روسيا فترة ضعف للحكومة المركزية بعد 1991 تعرضت لمحاولات انفصال وتمزق خطيرة.

فعلى سبيل المثال، يقول الكتاب أن بعض الصينيين يتوسعون في شرق روسيا حيث مساحات واسعة من الأراضي الروسية المليئة بالثروات والتي لا يتواجد فيها عدد كافي من الروس بسبب بعدها ومساحتها الشاسعة وقلة عدد سكان روسيا وتراجع أعدادهم بسبب الهجرة وتراجع معدلات الإنجاب، وبهذا وجد ملايين الصينيين أنفسهم أمام أرض بلا شعب في حين أنهم شعب بلا أرض فتوسعوا وتمددوا في شرق روسيا بشكل غير قانوني تحت أعين روسيا نفسها العاجزة عن استعمار تلك المساحات الشاسعة.

هذا يعني أن روسيا في حاجة إلى حكومة مركزية قوية بسبب المساحة الشاسعة والتعدد الاثني الكبير.

كما تعرضت روسيا أيضا في ظل ديمقراطية التسعينيات لفساد واسع وخصخصة وبيع لشركات الدولة وصعود لطبقة أثرياء فاسدين تضرر منها المجتمع كله.

حتى الجيش تضرر وشعر الجنود والضباط بمهانة كبيرة، وبات الغرب ينظر لروسيا كدولة قابلة للتفكيك، دولة قد تتعرض أسلحتها النووية للسرقة وللبيع في السوق السوداء.

روسيا بوتين

لذا وجدت روسيا ضالتها في فلاديمر بوتين قيصر روسيا الجديدة الذي اختاره يلتسن المريض رئيسا لوزرائه، ثم صار رئيسا منذ عام 2000، ثم رئيسا للوزراء منذ 2008، ويعتقد الكثيرون أن بوتين هو رئيس روسيا القادم في 2012، وأنه باق حتى 2024، هذا يعني أننا أمام ربع قرن من حكم بوتين لروسيا، وأننا أمام قيصر جديد، أو روسيا قيصرية، أو روسيا بوتين.

بوتين لا يحكم من خلال ديمقراطية حقيقية، فنحن أمام انتخابات شكلية، ومعارضة ضعيفة للغاية وممزقة، وصحفيون يقتلون لدورهم في الكشف عن قضايا فساد، وقادة معارضة يزج بهم في السجون، والبعض يتراجع ويقرر الانضمام لصفوف الحكومة، وتوغل رهيب لأجهزة الاستخبارات في أوساط القادة السياسيين، وغرب غير معني حقيقة بالديمقراطية في روسيا، كما أن روسيا لا تقبل الضغط عليها، وهي تملك سلاح الغاز والطاقة المسلط على رقبة أوربا.

الغاز تضاعفت أسعاره منذ عام 2006، وهذا يعني أن بوتين لم يخلق الفرصة وحده، فالظروف ساعدته.

أسعار الطاقة المرتفعة باستمرار عادت على روسيا بثروات طائلة مكنتها من خفض الديون وزيادة احتياطي العملات الأجنبية وضخ أموالا في صناعة السلاح، وتصدير مزيد من السلاح والنفط مما عاد على روسيا بوتين بمزيد من الثروات.

بوتين استخدم ثروات الغاز كسلاح اقتصادي خارجي، وبدأ في صناعة مزيد من الأسلحة وفي التمدد اقتصاديا وسياسيا في الخارج، حتى أسس علاقات مع فنزويلا في أميركا اللاتينية (فناء أميركا الخلفي)، كما أسس علاقات اقتصادية وسياسية قوية مع الصين في أسيا، وهي علاقات تكاد تلتهم دول وسط أسيا التي تقع في الوسط ولا تمتلك إمكانات روسيا القيصرية ولا إمكانات الصين العملاق الاقتصادي.

ولم يتوان بوتين في التعامل بوحشية مع الشيشان أو مع جورجيا، بعدما ذاقت روسيا مرارة التراجع والانحسار والهزائم لسنوات منذ حرب أفغانستان، وخلال فترة تفكك الاتحاد السوفيتي، وفي حرب الناتو ضد الصرب.

ويساعد بوتين في ذلك كاريزميته وتعامله الجيد مع وسائل الإعلام واستعانة بمستشارين جيدين، وشعب روسي يؤمن بأنه له دور في قيادة العالم، وهي عقيدة هامة تحتاجها أي دولة عظمى.

أسئلة بلا إجابات

هذا لا يعني أن روسيا في صعود حتمي أو أن استعادة القطبية أمر مضمون، فصعود روسيا والذي حولها إلى قوة عظمى من جديد مازالت تثار حوله علامات استفهام كثيرة، أو أسئلة بلا إجابات كما يقول المؤلف.

فاستمرار الصعود الروسي يتطلب مزيد من الديمقراطية والاستقرار الداخلي، ومزيد من استقرار أسعار النفط وازدهار وتنوع الاقتصاد الروسي، كما أن روسيا في حاجة إلى تحديث صناعة أسلحتها وتطويرها وتطوير جيشها، وعليها آلا تنساق وراء استفزازات الناتو والذي يريد زج روسيا في سباق تسلح مهلك، كما ينبغي عليها أيضا أن تبحث عن إيديولوجية جديدة وعن قوة ناعمة تقنع العالم برؤية روسيا ودورها القيادي.

أما بالنسبة للعالم العربي فوقفت روسيا صامت أمام غزو أميركا لأفغانستان وللعراق وأمام حرب إسرائيل على غزة، وهي لا تقدم لدول الشرق الأوسط إلا أسلحة دفاعية، وتشعر أن دعمها لإيران أفضل لها من دعم مسلمي العالم السني لأن شيعة إيران غير معنيين بدعم مسلمي روسيا السنة في الشيشان وفي وسط أسيا.

كما أن روسيا تقدم نفسها مؤخرا كحليف في الحرب على "الإرهاب" وعلى "المسلمين المتشددين"، حليف يريد التعاون ضدهم مع السعودية ودول وسط أسيا وأميركا والغرب وإسرائيل.

هذا يعني أن صعود روسيا ومكانتها كقطب دولي قضية مركبة متشابكة تستحق المراقبة والدراسة والتتبع ولم تصل بعد لمرحلة الحسم.

أما دراسة د. عبد الحميد فقد نجحت في توعية القارئ بعدد من التطورات الهامة التي يمر بها الدب الروسي في مرحلة إعادة بناءه لقدراته، دراسة تنصح القارئ بعدم التسرع في إصدار الأحكام وبالصبر على مراقبة نمو الدب الروسي بتريث لا يخلو من متعة في صياغة وأسلوب الراوي (د. عبد الحميد).

----

معلومات الكتاب:

العنوان: استعادة روسيا مكانة القطب الدولي: أزمة الفترة الانتقالية

المؤلف: عاطف معتمد عبد الحميد

الناشر: مركز دراسات الجزيرة، الدوحة، قطر

تاريخ النشر: الطبعة الأولى 2009

Saturday, December 25, 2010



الكتابة عن تهويد القدس في عصر الفضائيات

قراءة في كتاب تهويد القدس: محاولات التهويد والتصدي لها من واقع النصوص والوثائق والإحصاءات





بقلم: علاء بيومي

يمكن نشر المقال مع الإشارة إلى مصدره:
www.alaabayoumi.com

نص المقال:

هل نحن في حاجة لمزيد من الكتب والدراسات والأبحاث عن محاولات إسرائيل هدم القدس؟ أم أن العرب في حاجة إلى شيء أخر؟

سؤال راودني كثيرا خلال قراءتي لكتاب " تهويد القدس: محاولات التهويد والتصدي لها من واقع النصوص والوثائق والإحصاءات" الصادر عن مركز دراسات الوحدة العربية في فبراير الماضي.

الكتاب يحتوي على عدد لا بأس به من الحجج الهامة، فهو يقول أن الكنعانيين العرب هم من أسسوا القدس، وأن اليهود دخلوا فلسطين لأول مرة غزاة، وأنهم لم يقيموا إلا لفترة محدودة، وأن الهيكل الذي بناه سليمان (عليه السلام) "انهدم وأحترق"، وأنه لم يسمح لليهود بالإقامة في القدس منذ عام 135 ميلادية وحتى الفتح الإسلامي للمدينة.

ويقول الكتاب ومؤلفه أنور محمد زناتي أن كثير من الدراسات التاريخية أثبتت المقولات السابقة، وهذا يعني أن حجج الصهيونية عن تاريخ القدس باطلة وملفقة.

هذا فيما يتعلق بالتاريخ، أما بالنسبة للعصر الحديث فيقول الكتاب أن عدد الأسر اليهودية في القدس في عام 1948 لم يتعد 90 أسرة، وأن إسرائيل سعت بشكل مكثف لتهويد القدس منذ احتلالها في عام 1967 متبعة في ذلك أساليب عدة.

أولا: الضم السياسي المخالف للقوانين الدولية

فور احتلال القدس، وفي 25 يونيو 1967 أعلنت إسرائيل سريان قوانينها على القدس القديمة، وأقر الكنيست الإسرائيلي الإعلان كمحاولة لإضافة الشرعية عليه، مع أن القدس القديمة محتلة ولا يجوز سريان القوانين الإسرائيلية عليها.

وبالطبع تم حل المجلس المحلي للمدينة وإلغاء القوانين الأردنية والمحاكم النظامية الأردنية، وتم توسيع حدود القدس حتى لا تقتصر على الحدود القديمة والأحياء العربية، وتم ضم المدينة الجديدة تحت القوانين الإسرائيلية.

وفي 30 يوليو 1980 أعلنت إسرائيل ضم القدس إداريا وسياسيا بقرار من الكنيست وأعلنت توحيدها وجعلها عاصمة لإسرائيل تحديا للقرارات الدولية.

كما أقر الكنيست في عام 2007 قرارا يقضي بعدم التنازل عن القدس الشرقية من قبل أي حكومة إسرائيلية إلا بعد الحصول على موافقة ثلثي أعضاء الكنيست.

ثانيا: التحكم في جغرافية القدس من خلال توسيع حدودها

وهي جهود بدأتها إسرائيل في أعقاب حرب عام 1967 مباشرة، وفي العام التالي بدأت إسرائيل بمصادرة أراضي خارج سور المدينة القديمة، وهي أراضي واسعة كانت تعود ملكيتها لحي الشيخ جراح ووادي الجوز، وأقامت عليها حزام مستوطنات محيط بالقدس مثل رامات إشكول وغفعات وهامينار ومعالوت دافني والتلة الفرنسية.

وفي عام 1975 تمت الموافقة على توسيع خريطة القدس، وشمل التوسع 9 مدن و60 قرية عربية أو ما يعادل 30% من مساحة الضفة الغربية كما يقول الكتاب، وقد أقيم في هذا النطاق 15 مستعمرة أخرى تشكل الحزام الاستيطاني الثالث حول القدس.

ثالثا: شق ديمغرافي من خلال تهجير السكان العرب وإحلالهم بيهود

يقول الكتاب أن 23 ألف فلسطيني على الأقل هجروا القدس بسبب حرب 67، هذا بالإضافة إلى من فروا في حرب 1948، وأن إسرائيل تفننت في فرض القوانين التي من شئنها طرد السكان وسحب هوياتهم المقدسية.

فعلى سبيل المثال أقرت إسرائيل في عام 1974 قانونا يقضي بسحب هوية القدس من كل من يقيم خارجها لمدة تتجاوز سبع سنوات بشكل متواصل، هذا إضافة إلى رفض إسرائيل منح هويات الإقامة وجمع الشمل للشباب وأطفال ولدوا خارج القدس.

وفي عام 1995 تبنت إسرائيل سياسة جديدة تهدد أي فلسطيني مقيم في القدس ولا يتمكن من أثبات وثائق إقامته بفقدان حقه للأبد في أن يعيش في المدينة.

هذا في وقت تشجع فيه إسرائيل هجرة اليهود إلى القدس الشرقية حتى وصل عدد سكانها إلى 180 ألف مستوطن في عام 2001، كما يشير الكتاب.

رابعا: الاعتداء على الهوية والمقدسات الإسلامية

وهنا يقول الكتاب - من خلال اقتباسات ومراجع مختلفة - أن حائط البراق - والذي يسميه اليهود حائط المبكى - هو "أشهر الاعتداءات" الإسرائيلية على القدس، وأن الحائط هو الجزء الجنوبي الغربي من جدار الحرم القدسي، وأنه لم يكن في وقت من الأوقات جزءا من الهيكل اليهودي المزعوم.

كما يشير إلى بعثات دولية أكدت في الماضي (1930) "أن للمسلمين وحدهم ملكية الحائط الغربي"، وأن إسرائيل بعد احتلالها القدس في 1967 هدمت حيا بأكمله كان يسمى "حي المغاربة" لكي توسع المساحة أمام الحائط ليتسع للمصلين اليهود.

كما تمنع إسرائيل منذ ذلك الحين ترميم المسجد في حين تستمر في عمليات التنقيب عن الحفريات بجوار وأسفل المسجد مما يؤثر على بنيانه وقدرته على الصمود في غياب جهود الترميم.

خامسا: شق اقتصادي اجتماعي وثقافي من خلال تصفية الاقتصاد العربي بالمدينة وإذابته تدريجيا في الاقتصاد الإسرائيلي، وتعريب أسماء الشوارع والطرقات والأحياء، وفرض مناهج التعليم الإسرائيلية على أبناء القدس وأضعاف المناهج والمدارس العربية.

وفي الخاتمة يحذر المؤلف قائلا أن "قضية القدس أصبحت الآن في خط الدفاع الأخير، أو ربع الساعة الأخيرة، فقد بقى بيد العرب 14%، والكتل الاستيطانية التهويدية تحتل 32%، والباقي 54% تحت سقف وسيف الاستيطان الاستعماري الصهيوني".

هذا بالنسبة لمزايا الكتاب، أما بالنسبة لعيوبه فتتركز على أسلوبه السردي المرهق للغاية على الرغم من استعانة الكتاب بكثير من الخرائط والجداول، ولكن المؤلف وقع في خط السرد مع أن الكتاب قصير للغاية ومقسم لفصلين فقط ولا تتعدى صفحاته 125 صفحة، لذا كان من المفترض أن يكون قراءة سهلة ومسلية.

ولكن شعرنا أن الكاتب مرهق بسبب أسلوبه الذي تنقل بين كثير من الأرقام والتواريخ بدون ناظم أحيانا، فأحيانا تشعر أن الكتاب لا يسير وفقا لتسلسل تاريخي أو منهجي واضح.

عموما الكتاب يحتوي على كثير من المعلومات والأرقام والإحصاءات الهامة، كما يطرح قضية شديدة الأهمية، وهي ضرورة توفير قاعدة من البيانات الكاملة عن القدس ومساعي إسرائيل لتهويدها.

ونحن نتمنى آلا تكون هذه القاعدة في صورة إحصاءات وأرقام جامدة فقط، فنحن نعيش الآن في عصر الانترنت والجرافيكس وجوجل، لذا كنا نتمنى أن تحول الأرقام التي يحتوي عليها الكتاب وغيره من الدراسات المعنية بالدفاع عن القدس إلى موقع إلكتروني مصور يعرض لنا صورة القدس في الماضي وفي 1948 وفي 1967 وعبر العقود المختلفة حتى الآن.

موقع يساعدنا من خلال وسائل العرض الإلكتروني (الجرافيكس والأنيمايشين) على متابعة جهود تهويد القدس عاما بعد عام، ويوما بعد يوم في الفترة الحالية.

فالأرقام والخرائط والإحصاءات ممكن أن تترجم إلى عرض متحرك بالصور يصور لنا وللأجيال القادمة كيف تغيرت القدس ومن يسعى إلى تغيير معالمها الأصيلة ولصالح من.

عموما شكرا للناشر والمؤلف على تناول موضوع هام كتهويد القدس، وكنا نأمل أن يمتلك الكتاب أسلوب أسهل في العرض يساعدنا على تتبع قضية هامة ذات طابع تاريخي وإحصائي وجغرافي يصعب تصويره على صفحات كتاب.

Saturday, December 04, 2010

Difficult days ahead for Egypt

Analysts say the recent elections have closed the already small window for political participation.

By: Alaa Bayoumi, 04 Dec 2010, AlJazeera.net, http://english.aljazeera.net/indepth/features/2010/12/2010124113632736918.html


Egypt's parliament has rarely been a platform for policy-making or serious political dialogue - more often acting as simply a rubber stamp for government policies. But, over the last decade and until the recent parliamentary elections, the presence of the Muslim Brotherhood and other vocal opposition and independent representatives inside parliament at least offered an opportunity to monitor the legislative process and raise issues such as the need for political reform and to tackle corruption.


Now, even that small window of political participation seems closed.


After the first round of parliamentary elections many of Egypt's most influential political analysts and intellectuals have little optimism about the country's political future. They feel that the ruling National Democratic Party (NDP) has gone too far in its bid to monopolise political power by crushing the Muslim Brotherhood and other, much smaller, opposition groups and say the election was marred by complaints of corruption, violence and vote-rigging.


No room for dissent


Abdullah al-Ashaal, a professor of international law and a former diplomat, said three points emerged from the elections: "First: the regime made a political decision to eradicate the Muslim Brotherhood and the opposition. Second: violence was used in a cruel way. Going to the polls was like putting one's self into harm's way. Third, the leaders of the NDP were too arrogant. Their actions and rhetoric were outside of the realm of any law or logic. We had hope in dialogue, but we discovered that we were naïve."


Like many other Egyptian observers, al-Ashaal predicted a NDP crackdown on banned Muslim Brotherhood candidates to prevent a repeat of the 2005 elections, when they won about one-fifth of parliamentary seats. However, he thought the government would leave some seats for them and reward the smaller secular opposition parties who took part in the elections with enough seats to boost secular opposition to the Brotherhood.


Amr Hashem Rabie, the head of the Egyptian studies department at Al-Ahram's center for political and strategic studies, one of Egypt's most influential think-tanks, said: "All expectations were that the NDP had struck a deal with [the secular] parties, such as Al-Wafd and Al-Tajamou and [would] offer them some gifts [seats]. The talk was that the 88 seats occupied by the Brotherhood in 2005 would be distributed [by the NDP] among the other opposition parties."

Al-Ashaal and Rabei were surprised that the NDP won 94 per cent of the 221 seats decided in the first round of voting - overshadowed, as it was, by complaints from the opposition and human rights organisations.


Based on the results of the first round, the opposition - both secular and religious - could win no more than 50 seats - less than 10 per cent of parliament - in the two rounds of voting. As a result, the Muslim Brotherhood and Al-Wafd party, the NDP's two main rivals, withdrew from the elections citing widespread use of coercive and vote-rigging tactics.


"The results have created rifts inside all the political parties and groups that participated in the elections," says George Ishaq, a former spokesperson for the Kefaya movement and a senior member of the National Association for Change, a group affiliated with Mohammed ElBaradei, the former UN nuclear chief, who has boycotted the elections.


Paving the road for succession


Al-Ashaal believes the government's actions can be seen as part of a larger regional plan, supported by the US and Israel, to "politically eradicate" the Muslim Brotherhood and crack down on Islamist groups across the Middle East.


"There is a presidential election coming and there is political succession being prepared for. The regime does not need cosmetics at this moment," he noted.


But, according to Rabie: "Trying to politically eliminate the Brotherhood is stupid ... the government used military courts against the Brotherhood and they could not eliminate them. They included the Brotherhood in previous parliamentary elections but still could not eradicate them politically."


He argues that the regime wanted to achieve "full political monopoly" before the upcoming presidential election, which may see a change of president for the first time in three decades.


Alienated masses


Many analysts believe that the Egyptian regime has been able to crush the opposition in such a manner because it has already succeeded in politically marginalising the Egyptian people over decades of political stagnation and undemocratic rule.


"People are satisfied with the status quo. They accept the ruling party. They are used to political stagnation," says Milad Hanna, a prominent leftist thinker.


"The Egyptian people are not worried about the elections. They don't follow the elections. They don't vote.

"The elections are going on without any serious competition. I don't see any street protests against the NDP. The ruling party has no serious competition and the Muslim Brotherhood cannot win enough votes to scare the NDP. People are not angry and are not revolting."


Tariq al-Beshri, a widely-respected author and retired judge, fears that the Egyptian government has succeeded in weakening all organised political groups inside the country. He says that any sign of political reform was "limited to the media and intellectual elites".

"For change to take place in any society there should be enough political street mobilisation. We don't need more talking. We need to be able to act politically."

But al-Beshri suspects that the Egyptian regime has weakened the various political institutions that could help to mobilise the people. "The labour unions were weakened. The parties were destroyed. The professional unions were disintegrated."


And Rabie argues that the Egyptian civil society organisations that have mushroomed over the last few years are "empty from the inside".

"You see parties and civil society organisations, but with no serious content. You have parties, but they are constrained by the law. You see a parliament, but it has no real authority."


Moving the Egyptian street


Al-Ashaal does not believe that new political movements or new popular leaders such as ElBaradei can achieve much. "The regime will not accept any whisper of opposition, Egypt will suffer a lot," he says.

But al-Beshri is more hopeful. "There are no people without [an] opportunity [for change]. I am sure there are opportunities in the future. But, I cannot predict them at this moment."

He even suspects that an opportunity for change may come from within the ruling party itself, which is reportedly suffering from serious internal divisions. "The ruling party has run in some districts with several candidates competing over the same seat .... It has internal contradictions."


Ishaq is more optimistic and thinks the government crackdown could lead to "a dialogue among the opposition to form a united bloc". He says his National Association for Change has been working hard to reach out to the people and mobilise them. "The Egyptian people have been boycotting politics for 50 years. We should not hope to change Egypt in 10 years."


Still, many observers believe that the Egyptian opposition is weak and divided. And they see the new political groups, such as Kefaya and the National Association for Change, as intellectual and upper class, active only in the cities and unable to reach out to the lower classes or to mobilise the Egyptian street.


What is certain, according to Ishaq, is that: "If the Egyptian street does not move there will not be any change. The coming days will be very difficult ones for Egypt."