Monday, November 24, 2008

صعود باراك أوباما ومستقبل السياسة الخارجية الأميركية
الجزيرة نت، 24 نوفمبر 2008

نص العرض

كتاب "
صعود باراك أوباما ومستقبل السياسة الخارجية الأميركية" هو الإصدار الثاني لمركز الجزيرة للدراسات للباحث علاء بيومي عن مواقف مرشحي الرئاسة الأميركية الرئيسيين من قضايا العالم العربي الرئيسية

وقد صدر الكتاب الأول "
جون ماكين والشرق الأوسط والولاية الثالثة للمحافظين الجدد" في أواخر شهر أغسطس/آب، أما الكتاب الثاني فقد صدر في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني الحالي ليتزامن مع فوز أوباما في الانتخابات الرئاسية الأميركية

الكتاب الذي نحن بصدده يتكون من ثلاثة فصول يتناول أولها حالة الحزب الديمقراطي الأميركي قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية وأهم التيارات الفكرية والإيديلوجية المتنازعة داخل الحزب وموقفها من السياسة الخارجية الأميركية

ويتناول الفصل الثاني أوباما كإنسان وكمرشح رئاسي، حيث يتعرض إلى جذور أوباما ونشأته والعوامل التي ساهمت في تكوينه وتكوين نظرته للعالم، كما يتناول قصة صعوده السياسي منذ تخرجه من الجامعة وحتى فوزه بترشيح الحزب الديمقراطي له في الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة

تحول أوباما من المثالية إلى الواقعية
ويؤكد الفصل الثاني في خلاصته على إمكانية رصد تحول واضح في مواقف أوباما السياسية بعد ترشحه للرئاسة الأميركية في أوائل عام 2007، حيث يرصد الكتاب التحليلات التي تناولت أوباما كإنسان قبل ترشحه للرئاسة الأميركية والتي أبرزت الجانب الرومانسي والمثالي في شخصية أوباما ونظرته للسياسة الخارجية وللعالم

كما يرصد أيضا تحول أوباما بشكل تدريجي منذ أن صار مرشحا رئاسيا إلى تبني رؤى أكثر براجماتية وواقعية، ويقول المؤلف علاء بيومي أن تحول أوباما هذا يرجع إلى أربعة أسباب رئيسية يتناولها بالتفصيل، وهي

أولا: أوباما نفسه، فهو سياسي من خلفية غريبة لم يعتد عليها الناخب الأميركي مما سهل مهمة خصومه في إشاعة الأكاذيب الموجهة لحملته، كما أن أوباما قليل الخبرة خاصة على ساحة السياسة الخارجية، ونتيجة لذلك حرص أوباما منذ بداية مسيرته السياسية وبسبب خلفيته غير التقليدية على تبنى سياسات وسطية وتقليدية وأن يبتعد عن التشدد حتى لا يوصم كغيره من السياسيين الأفارقة الأميركيين بالتشدد أو بالعداء لأميركا وقيمها ونظامها

ثانيا: موقف الحزب الديمقراطي من أوباما، حيث يصور المؤلف الحزب الديمقراطي كحزب منقسم على نفسه بين "يسار جديد" انعزالي يرفض الحروب ويريد سياسات داخلية تميل للفقراء والمهاجرين والأقليات، و"ليبراليين جدد" وهم تيار تدخلي على مستوى السياسة الخارجية أيد عدد كبير من قادته حرب العراق ويريد سياسات داخلية تجذب الطبقة المتوسطة البيضاء

ويقول المؤلف إن انقسام الحزب الديمقراطي تاريخي يعود للستينات، وأنه مستمر ولم يهدأ حتى يومنا هذا، وأنه عطل فوز أوباما بترشيح الديمقراطيين حتى أوائل شهر يونيو/حزيران الماضي، ودفعه إلى الدخول في حرب "تكسير عظام" بينه وبين هيلاري كلينتون والتي لم تتردد هي أو زوجها في كيل أقسى الاتهامات لأوباما، حتى رأى كثيرون أن هيلاري رسمت للمرشح الجمهوري للرئاسة جون ماكين المنهج المثالي لمهاجمة أوباما ونقده وأنه لم يعد أمام ماكين سوى تطبيق هذا المنهج

ثالثا: موقف الجمهوريين واليمين الأميركي من أوباما وهجومهم الشرس عليه واعتمادهم على سياسة التخويف من الشعوب الأجنبية والأقليات والمهاجرين والأصوات الليبرالية الناقدة للسياسات الأميركية، حتى أن الرئيس بوش لم يجد غضاضة في نقد أوباما في خطاب ألقاه أمام الكنيست الإسرائيلي، كما وصف جون ماكين أوباما بأنه مرشح حماس المفضل، ولم يتردد الجمهوريون بصفة عامة في كيل الاتهامات لأوباما ونعته بأسواء الصفات وأكثرها تشويها لسمعته

رابعا: لوبيات واشنطن وجماعات المصالح التي تعلي مصالحها الفئوية على الصالح الأميركي العام وتريد سياسة أميركية تتطابق مع مصالحها في صورتها المتشددة لا في صورتها المعتدلة القابلة للحوار، فعلى الرغم من وجود يسار ويمين في إسرائيل وتكتلات تميل للسلام وأخرى تعارضه، عبر أوباما –خلال الانتخابات وفي مواجهة الشائعات التي اتهمته بالعداء لإسرائيل- عن خشيته ممن يحاولون المطابقة بين سياسة أميركا تجاه إسرائيل وسياسة الليكود الإسرائيلي

ويقول المؤلف إن العوامل الأربعة ساهمت مجتمعة في دفع أوباما إلى تبني منحى أقل مثالية وأكثر واقعية في مواقفه السياسية المختلفة منذ أوائل عام 2007، ويتساءل في بداية الفصل الثالث والأخير حول ما إذا كان التطور الهام السابق قد انعكس بشكل واضح على مواقف أوباما تجاه قضايا العالم العربي الرئيسية كحرب العراق وعملية السلام وموقف أوباما من إيران وقضية الديمقراطية والدول العربية الكبرى والإساءات التي يتعرض لها المسلمون والعرب في أميركا

تناقضات أوباما

ويحرص الفصل الثالث من الكتاب في تناوله لمواقف أوباما تجاه العالم العربي على التمهل في إصدار الإحكام وتتبع النواحي المختلفة لمواقف أوباما تجاه القضايا العربية وتطور تلك المواقف، فمنهج الفصل يقوم على التوثيق والرصد ويترك الحكم لخواتيم أقسامه المختلفة

لذا يرصد الفصل تناقضات مختلفة في مواقف أوباما، فعلى سبيل المثال عارض أوباما حرب العراق قبل بدايتها ووعد بسحب القوات الأميركية من العراق خلال 16 شهرا، ولكنه يريد أن يبقى على عدد محدود ولكنه ليس محددا من القوات الأميركية في العراق لفترة غير محددة للقيام بمهام أمنية محدودة ولكنها غير محددة أيضا، كما يبدو أوباما في كثير من الأحيان قانطا من تحسن الأوضاع في العراق يريد سحب القوات الأميركية منها في أسرع فترة بعدما باتت تمثل عبئا على قدرات أميركا العسكرية عبر العالم

وفيما يتعلق بإيران، أعلن أوباما موقفه الراغب من الحوار معها، ولكن وتحت ضغط الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء أكد على صرامته في التعامل مع إيران وعدم استبعاده الحرب كخيار أخير

كما طالب أوباما بالاعتراف بالقدس عاصمة "غير مقسمة لإسرائيل" وبعزل حماس ورفض جهود الحوار الوطني الفلسطيني في الوقت الذي يعارض فيه الجدار العازل وحصار غزة ويطالب بتسريع عجلة السلام مع سوريا والسلطة الفلسطينية

وعلى صعيد العلاقة مع الدول العربية يرفض أوباما سياسة تغيير النظم بالقوة ويرى أن الديمقراطية نتاج داخلي يتطلب عقود لزرعه من الداخل في المجتمعات المختلفة، ولكنه ينظر سلبيا لسجل الدول العربية الكبرى الديمقراطي ويوجه انتقادات خاصة للسعودية في مجال حقوق الإنسان وبسبب ثروتها النفطية

أما على صعيد صورة العرب والمسلمين في أميركا، فيشير الكتاب إلى أن أوباما وعلى الرغم من خطابه الإيجابي عن الإسلام لم يفعل الكثير لمواجهة موجة الشائعات الخاصة بجذوره المسلمة والتي تضمنت إساءات بالغة للإسلام والمسلمين، إذا فضل أوباما النأي بنفسه عن كل ما هو إسلامي ومسلم خلال الانتخابات الرئاسية بدلا من مواجهة تلك الشائعات بجرأة

سيناريو مستقبلي

ويقول المؤلف أن التناقضات السابقة لا تخفي حقيقة أن الإطار العام لسياسات أوباما الخارجية ليبرالي أكثر ميلا إلى رفض الحرب وإلى تغليب الدبلوماسية على المواجهة وإلى توثيق التحالفات والمعايير الدولية والتعاون الدولي

وفي ظل الإطار السابق يؤكد المؤلف صعوبة التنبؤ بمواقف أوباما الحقيقة بسبب ضعف سجله السياسي مما سيجعل لمستشاريه تأثيرا كبيرا عليه، ولكن هذا لم يمنع المؤلف من محاولة التنبؤ بالإطار العام لسياسة أوباما بالشرق الأوسط خلال إدارته الأولى، حيث يقدم الكتاب في خاتمة الكتاب السيناريو التالي

أولا: سوف يحتل العراق المكانة الأول بين أولويات السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط، فالعراق بالنسبة لأوباما هو مفتاح تغيير السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط بعدما أرهق موارد أميركا الاقتصادية وصورتها

لذا يصف الكتاب الفترة الأولى من ولاية أوباما بأنها فترة انتقالية يريد فيها التخلص من إرث إدارة الرئيس بوش خاصة في العراق حتى يتفرغ لتطبيق رؤيته الحقيقية للسياسة الخارجية الأميركية

ثانيا: تأتي إيران في المرتبة التالية بين أولويات أوباما في الشرق الأوسط، فهي أكبر تهديد متنامي لمصالح أميركا وحلفائها العرب وإسرائيل في الشرق الأوسط، لذا يريد أوباما التفرغ لإيران لإثنائها عن برنامجها النووي بكافة السبل على أن يغلب الحوار والدبلوماسية في البداية، مع التحرك سريعا لعقوبات قاسية على إيران في حالة عدم انصياعها للرغبة الأميركية

ثالثا: إيجاد حل نهائي للصراع العربي الإسرائيلي لا يبدو وكأنه أولوية على سياسات أوباما الشرق الأوسطية، بسبب ما قد يتطلبه هذا الحل من ضغوط أميركية على إسرائيل، وبسبب نفوذ لوبي إسرائيل داخل واشنطن

لذا لن يسعى أوباما لإيجاد حل نهائي للصراع العربي الإسرائيلي بقدر سعيه لتحريك عملية السلام من خلال تشجيع السلام مع سوريا ولبنان ودعم السلطة الوطنية الفلسطينية والاستمرار في عزل حماس وحزب الله ودفع الدول العربية في اتجاه التطبيع ومساعدته في تطبيق أولوياته السابقة

وهنا يمكن القول إن أوباما قد لا يتعجل ويسعى لمناقشة قضايا الحل النهائي في بداية ولايته الأولى، فقد يفضل أن يترك أمر صعب كهذا إلى ولايته الثانية

رابعا: لن يضع أوباما قضية نشر الديمقراطية بالدول العربية بين أولوياته، وسوف يفضل في المقابل أن يتحدث عن انتهاكات حقوق الإنسان داخل الدول العربية -خاصة في دولة كالسعودية والتي يخصها بقدر كبير من نقده حاليا- وأن يربط أوضاع حقوق الإنسان والديمقراطية بالمساعدات الأميركية في حالة دول كمصر، وإن كان هذا يبدو مستبعدا في بداية عهد أوباما بسبب حاجة أوباما لتعاون الدول العربية في حل مشاكل العراق ومواجهة إيران

خامسا: من المتوقع أن يتبنى أوباما دبلوماسية نشطة تجاه العالم والإسلامي ويقوم بتفعيل أدوات الدبلوماسية العامة، ولكنه قد يقوم بذلك بأسلوب غير مباشر من خلال تقديم المساعدات في مجالات كالتعليم والصحة ومكافحة الفقر، ومن خلال تركيز على العمل مع دول إسلامية غير شرق أوسطية سعيا منها للهروب من النقد الذي قد يواجهه إذا ما حاول التقرب من دول المركز بالعالم العربي والإسلامي

فقد يفضل أوباما دخول العالم الإسلامي من خلال التعاون مع دول كتركيا ودول شرق أسيا المسلمة كإندونيسيا، ودول جنوب الصحراء الأفريقية المسلمة، فتعاونه مع تلك الدول مما قد يكسب سياساته تعاطف قطاعات واسعة من الشعوب الإسلامية دون أن يثير عليه غضب لوبيات واشنطن التي تركز في رؤيتها للعالم الإسلامي على العالم العربي

في النهاية يقول المؤلف إن السنوات الأولى من ولاية أوباما سوف تكون انتقالية يركز فيها على حل المشاكل التي تمثل تهديدا لأمن أميركا وعلى رأسها العراق وإيران، على أن يدفع عجلة السلام للأمام ويتبنى سياسات واقعية تجاه الدول العربية الكبرى أملا في أن يحصل على دعمها في مواجهة إيران وفي دعم استقرار العراق

وقد تتغير تلك السياسات بمرور الوقت إذا حقق أوباما أهدافه السابقة ونظرا للدور الهام الذي سوف يلعبه مستشارو أوباما في ظل قلة خبرة الرئيس السياسية
'Difficult to predict future US position on Arab issues'



By Mariam Al Hakeem, Gulf News, Nov 12, 2008.

Highlights:

An Arab expert on American issues says it is too early to predict the policies of the US President-elect Barack Obama toward the major issues in the Middle East.

"Obama is a political novice and he does not have experience in tackling ... foreign affairs. Therefore, it is very difficult for us to make predictions about his policies toward major Arab issues, such as Iraq, Palestine, Iran, democracy in the Arab countries and the like," Alaa Bayoumi made these remarks in his recently released book entitled Barack Obama and Arabs, published by the Doha-based Peninsula Studies Centre.

His conclusions are based on documents and reports carried by various international and US media sources focusing on the policy announcements, statements and speeches made by Obama during his campaign trail.

To read more, please: visit: http://www.gulfnews.com/news/gulf/saudi_arabia/10259105.html
دراسة: سلام الشرق الأوسط ليس من أولويات أوباما
مقال بقلم: محمد سيد بركة

الناشر: ميدل إيست أونلاين، 8 نوفمبر 2008

مقتطفات من المقال

وترسم الدراسة في خاتمتها سيناريو محتمل لسياسات أوباما الشرق أوسطية بناء على ما ترصده الدراسة من حقائق وتحليلات، ويقوم هذا السيناريو على التالي

أولا: سوف يحتل العراق المكانة الأولى بين أولويات السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط

ثانيا: تأتي إيران في المرتبة التالية بين أولويات أوباما في الشرق الأوسط

ثالثا: إيجاد حل نهائي للصراع العربي الإسرائيلي لا يبدو وكأنه أولوية على سياسات أوباما الشرق الأوسطية

رابعا: لن يضع أوباما قضية نشر الديمقراطية بالدول العربية بين أولوياته

خامسا: من المتوقع أن يتبنى أوباما دبلوماسية نشطة تجاه العالم والإسلامي ويقوم بتفعيل أدوات الدبلوماسية العامة، ولكنه قد يقوم بذلك بأسلوب غير مباشر من خلال تقديم المساعدات في مجالات كالتعليم والصحة ومكافحة الفقر، ومن خلال التركيز على العمل مع دول إسلامية غير شرق أوسطية

كما تؤكد الدراسة في سطورها الأخيرة على أن السنوات الأولى من ولاية أوباما سوف تكون انتقالية يركز فيها على حل المشاكل التي تمثل تهديدا لأمن أميركا وعلى رأسها العراق وإيران، على أن يدفع عجلة السلام للأمام ويتبنى سياسات واقعية تجاه الدول العربية الكبرى أملا في أن يحصل على دعمها في مواجهة إيران وفي دعم استقرار العراق، وقد تتغير تلك السياسات بمرور الوقت إذا حقق أوباما أهدافه السابقة

للإطلاع على النص الكامل للمقال، يرجى زيارة

Wednesday, November 12, 2008

تحية وداع مستحقة إلى أخر إمبراطور أميركي ... جون ماكين
بقلم علاء بيومي – مؤلف كتاب جون ماكين والشرق الأوسط والولاية الثالثة للمحافظين الجدد – للإطلاع على النص الكامل للكتاب اضغط هنا

يمكن نشر المقال الراهن مع الإشارة إلى مصدره

نص المقال

ما فعله جون ماكين في الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة (2008) كان إمبراطوريا بحق لا يستحق منا إلا كل احترام وتقدير، فقد انبرى الرجل للدفاع عن الحزب الجمهوري في ظروف صعبة للغاية على الرغم من عداء الجمهوريين الطويل له، وهو أمر لا يقوم به إلا شخصيات قليلة شجاعة، وهي سمة من السمات الإيجابية العديدة التي يتمتع بها ماكين

لذا في اعتقادي أن ماكين لم يكن ليستحق الهزيمة الكبيرة التي مني بها على أيدي باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة، وهذا لا يعني أن ماكين لم يكن يستحق الهزيمة، فقد استحقها باقتدار بعد أن غير كثيرا من وجهته السياسية منذ أواخر عام 2004، وتبني كثيرا من مواقف بوش والجمهوريين التي عارضها في الماضي، لذا كانت وجاءت هزيمة ماكين مستحقة، ولكن الهزيمة الكبيرة التي تعرض لها تعد ظلما لرجل مثله

وهذا مرة أخرى لا يعني أننا مساندين لماكين وأو للجمهوريين أو لمواقف ماكين السياسية، ولكنني ومن باب احترام الأخر رأيت أنه من الواجب تقديم تحية وداع مستحقة لأخر إمبراطور أميركي منتظر

فجون ماكين كما ذكرت في
مقال سابق يتمتع بخالص كثيرة تضعه باقتدار ضمن سلالة سياسية هي أقرب من سلالة الأباطرة الكبار الذين ينظرون إلى أنفسهم كأناس يصنعون تاريخ شعوبهم والعالم


أوباما كذلك ينظر لنفسه كشخص يصنع تاريخ أميركا والعالم، ولكن الفارق بين أوباما وماكين، هو أن ماكين يمتلك تاريخا هائلا، وشخصية قوية تتميز بخالص شرسة صعبة المراس تبدو كخالص المحاربين خاصة إذا ما قارناها بأوباما الأستاذ الجامعي الحالم قليل الخبرة السياسية

فماكين ثائر غاضب تعرض للأسر والتعذيب لسنوات، ينحدر من أسرة من كبار قادة البحرية الأميركية، كما أنه طيار سابق وسياسي قدير ملأ ساحات أميركا بالصخب والصراعات السياسية والتصريحات النارية على مدى أكثر من عقدين من الزمان

كما أنه بحق أخر إمبراطور أميركي، فهو وريث الجمهوريين برغبتهم في أعادة بناء العالم، ووريث مشروع العظمة الوطنية الذي تبناه المحافظين الجدد منذ منتصف التسعينيات، ووريث الريجانية، ووريث الروح الأميركية في قمة عنفوانها ورغبتها في مفاجئة الجميع وتغيير مواقفهم بين عشية وضحاها من خلال قلب قواعد اللعبة السياسية رأسا على عقب

خسارة ماكين هي خسارة كبيرة لمن يعشقون متابعة ذلك النوع من الساسة بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف معهم، فالتقدير واجب حتى مع الخصوم

كما أن ماكين خسر وخسرت معه الإمبراطورية الأميركية ذاتها، فقد خاض انتخابات صعبة هل بمثابة استفتاء على روح الإمبراطورية الأميركية ومدى قدرتها على الاستمرار، وهي جريحة تعاني من نزيف اقتصادي حاد في الداخل وخسائر عسكرية كبيرة في الخارج ومشاكل أخرى عديدة

وما يزيد الأمر صعوبة على النفس هو أن ماكين كان يمكن أن يجنب نفسه الخسارة الهائلة التي تعرض لها والتي توقعها وحذر منها الكثيرون، فقد حذر عدد كبير من الخبراء السياسيين الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء من أن الحزب الجمهوري مقبل على خسارة فادحة في انتخابات 2008 بسبب سياسات بوش وقادة الحزب الجمهوري الذي ارتموا في أحضان قوى اليمين المسيحي، والذين عارضهم ماكين لسنوات

ولكن ماكين تحلى بصفات فرسان العصور الوسطي وقرر المضي قدما في طريقة ورشح نفسه في الانتخابات متبنيا أجندة تدعم حرب العراق وزيادة القوات الأميركية هناك في أوائل عام 2007، وفي وقت وصلت فيه معارضة حرب العراق إلى أدنى مستوياتها وتخلى فيه عتاة الجمهوريين عن دعمها

ولكن الإمبراطور ماكين سار في طريقه رافضا التراجع ولو لحظة، فدعم إستراتيجية زيادة القوات حتى صعدت أسهمها وصعد معها، ووجد نفسه في الانتخابات التمهيدية يواجه منافسين هم أقل منه خبرة وحكمة بكثير، ولو فاز أحدهم بترشيح الجمهوريين لتعرض لهزيمة أكبر من التي تعرض لها ماكين بدرجات، ولألتهمه أوباما والديمقراطيون بسهولة، أو لربما تغير التاريخ والتهمته هيلاري كلينتون

فأحد أسباب اختيار الديمقراطيين لأوباما هو فوز ماكين بترشيح الجمهوريين له في الانتخابات التمهيدية، وذلك لأن الديمقراطيين أدركوا أن ماكين سياسي غير عادي صعب المراس وأنه يحتاج لسياسي من نوع جديد قادر على قلب الطاولة رأسا على عقب وعلى إعادة تعريف قواعد اللعبة السياسية، لذا دفعوا بأوباما لمواجهة، وفضلوا أوباما على هيلاري كلينتون، وربما لو فاز شخص أخر غير ماكين في انتخابات الجمهوريين التمهيدية لتردد الديمقراطيون كثيرا في ترشيح أوباما، ولهذا يمكن القول أن صعود الإمبراطور ماكين خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة ساهم بشكل قوي في صعود الرئيس الأميركي الـ 44 باراك أوباما

عموما خاض الإمبراطور المجروح حربا كان غني عنها فتاريخه مليء بالمواقف السياسية الكبيرة، وهو جزء لن ينسى من تاريخ أميركا السياسي، فهو واحد من الأميركيين القلائل الذين يمكن وصفهم اليوم بالأبطال القوميين، ولكنه وعلى طريقة الكبار انبرى للدفاع الجمهوريين بعدما تخلوا عنه في عام 2000 وفضلوا عليه بوش قليل الخبرة والحيلة، وانبرى لتوحيد صفوفهم الممزقة، وفي شن حرب صعبة المراس على الديمقراطيين، حرب مليئة بالكر والفر بشكل قد لا يتقنه - وسط الجمهوريين - سوى ماكين

ولكن يبدو أن الموجات كانت عالية، وأن الصفوف كانت ممزقة والأسلحة قديمة عتيقة والجعبة خاوية أكثر مما توقع الإمبراطور ماكين، لذا هزمه جيشه وتخلى عنه مرة ثانية وأخيرة، فقد هزمه الجمهوريون في عام 2000 حين فضلوا بوش عليه، وهزموه في 2008 حينما دفعوه للأمام للتضحية به في خضم بحر هائج غاضب لا يتنبأ إلا بتحطيم من يقف أمامه

ولكن الإمبراطور أبى إلا يحارب حتى النهاية، واختار نائبته سارة بالين لإرضاء الجمهوريين من ناحية وليثبت للجميع أنه قادر كعادته على مفاجئة الجميع وزلزلة الأرض من تحت أقدام جنوده وخصومه على حد سواء

ولكن القدر لم يمهل الإمبراطور الأخير فرصة أخرى، فحكم عليه بأخر وأقسى هزائمه، لذا لا يسعنا سوى أن نقدم تحية وداع وتقدير مستحقة لأخر إمبراطور أميركي (جون ماكين) على الرغم من اختلافنا معه

-----

مزيد من المقالات عن جون ماكين

النص الكامل لكتاب جون ماكين والشرق الأوسط والولاية الثالثة للمحافظين الجدد

عرض مفصل لكتاب جون ماكين والشرق الأوسط والولاية الثالثة للمحافظين الجدد

التخويف من العرب والمسلمين في الانتخابات الرئاسية الأميركية الحالية


الإمبراطور الأميركي الأخير


حلقة برنامج "كتاب ألفته" عن كتاب جون ماكين والشرق الأوسط


فروق بين أوباما وماكين أظهرها لقاؤهما الانتخابي الأول


العراق بين قنوط أوباما وصقورية ماكين


ماكين في مواجهة دروس البروتستانت التبشيريين القاسية


من لا يحب جون ماكين؟

Thursday, November 06, 2008

آلام أوباما هي سر حب العالم له ... قراءة في سيكولوجية الرئيس الأميركي الـ44
بقلم: علاء بيومي - مؤلف كتاب باراك أوباما والعالم العربي الصادر عن مركز الجزيرة للدراسات في 4 نوفمبر 2008

لمزيد من المعلومات عن أوباما وسيرته الذاتية والعوامل التي ساهمت في تكوينه اضغط
هنا

يمكن نشر المقال مع الإشارة إلى مصدره
www.alaabayoumi.com

نص المقال

لماذا يحب العالم أوباما لهذه الدرجة؟ الإجابة باختصار هي لأنه أشعرهم بأنه مثلهم إنسان يعاني منقسم على نفسه مليء بالصراعات الداخلية والجراح النفسية العميقة التي لا تندمل ولكنها جعلته إنسان أفضل، بمعنى أخر شعر العالم منذ فترة بأن جراح وآلام أوباما العميقة والعديدة قد تذكره يوما بمعاناة الآخرين إذا صار رئيسا للولايات المتحدة الأميركية

فقد ولد أوباما لأب مهاجر كيني تركه وهو ابن العامين، وفضل هجره وهجر والدته صغيرة السن لكي يحصل على منحة دراسية في جامعة مرموقة، وكان في متناول حسين أوباما أن يصطحب باراك ووالدته معه إذا رضي بالدراسة في جامعة أصغر، ولكن طموح الأب المهاجر حرم أوباما إلى الأبد من أن ينشأ في حضن والده، وهو أول وأعمق جرح عاني منه أوباما

وهكذا نشأ أوباما في حضن أمه يفتقد الأمان، وسرعان ما تزوجت والدته بزوج إندونيسي اصطحبها - وباراك في السادسة من عمره - إلى إندونيسيا، ليتعرض أوباما من جديد لصدمة الغربة وترك الأهل والأصحاب والمألوف في سن صغيرة، وفي اندونيسيا تعرف أوباما على عالم جديد، حيث درس بمدارس مسلمة مختلطة وأخرى كاثوليكية، وتردد على المساجد ويقال أنه حضر صلاة الجمعة ودروس في الدراسات الإسلامية وتعلم القرآن

ويقال أيضا أن خبرة أوباما في اندونيسيا فتحت مداركه في سن صغيرة على اتساع العالم وتعدده وتنوع أعراقه وشعوبه، وأنها جعلت من أوباما طفلا أميركا حساس واسع المدارك مقارنة بنظرائه من الأطفال الأميركيين الذين تربوا وترعرعوا منغلقين على أنفسهم في مدن أميركا وقراها

ولكن القدر لم يمهل أوباما كثيرا، فسرعان ما انفصلت والدة أوباما عن زوجها الإندونيسي وأرسلت أوباما وهو في العاشرة من عمره إلى أميركا ليعيش في كنف والديها، وبهذا فقد أوباما حنان الأم والأب معا وهو ابن العاشرة

وتشير مصادر عديدة إلى أن جدي أوباما سعيا إلى تعويضه عما فقده من حنان واستقرار إذا أرسلاه لأفضل المدارس المحيلة وقاما على رعايته، ولكن جراح أوباما لم تندمل

فقد ظل أوباما يبحث لنفسه عن جذور وهوية وأصل، فرحيل الأب ترك أوباما معلقا في الهواء بلا هوية فيما عدا بشرته السمراء والتي أشعرته بأن الأميركيين من حوله ينظرون إليه نظرة مختلفة لم يفهمها أوباما حتى صار مراهقا يدرك ما يدور من حوله من صراعات بشرية غير مبررة، ويقول أوباما في مذكراته أن جدته كانت تخشى أحيانا السير في شوارع يملأها الشباب السود، وأنه أحس بخوفها هذا وتألم له وأخفاه في نفسه

أما أصدقاء أوباما السود فقد ضاعوا واحدا بعض الأخر بسبب العنصرية وسخطهم عليها حيث توجه بعضهم إلى العنف والثورة والغضب، أما أوباما فقد توجه للمخدرات والتي وقع ضحيتها لفترة

وزاد من عذابات أوباما خلال سنوات المراهقة إدراكه لجذوره الأفريقية البسيطة، فقد تصور أوباما في طفولته أنه ابن أمير أفريقي ثري كبير ومهاب، ولكن لما شب عود أوباما وتوسعت مداركه طلب من معلمة المكتبة أن تبحث له عن معلومات عن جذوره وعن قريته وقبيلته في كينيا، ويقول في مذكراته أنه عندما اكتشف حقيقة جذوره البسيطة وأنه لا ينحدر من أصول عريقة – كما ظل يحلم - ترك الكتاب مفتوحا في المكتبة وانطلق مسرعا بعدما تحطم أحد أهم أحلامه أو الأساطير التي عاش عليها لسنوات خلال طفولته

وبهذا كان أوباما على مشرفة الانهيار، فهو إنسان بلا هوية وبلا جذور، كما أنه تربي كأبيض وسط أسرة بيضاء ولكن بشرته سمراء ومحاط بمجتمع يدرك معنى العنصرية ويعاني منها، هذا إضافة إلى أبيه المفقود وأحلامه التي تبددت كالسراب

ولكن وسط الأزمة ولد أوباما الجديد، حيث أدرك أوباما الشاب الذكي العنيد أن لجوءه للمخدرات أو العنف أو الضياع لن يشفع له ولن يغني عنه شيئا، لذا قرر في المقابل أن يلزم نفسه بنظام حياتي قاسي وأن يلجأ للنجاح ليواجه به الفشل وأحلامه الضائعة وهويته المفقودة

لذا تحول أوباما المعذب إلى أوباما المبتسم المتفائل الإيجابي الذي نراه حاليا على شاشات التلفاز حاليا، تحول أوباما من مشروع إنسان فاشل أسير التناقضات الداخلية والمخدرات لإنسان حساس يريد مساعدة الآخرين

ويقول بعض النقاد الذين قرءوا وحللوا مذكرات أوباما "أحلام من أبي" والتي نشرها بعد تخرجه من جامعة هارفارد في منتصف التسعينات، أنها كشفت عن إنسان مرهف الحس حريص على الشعور بما يعانيه الآخرين من مشاعر متناقضة بشكل مفصل دقيق، إنسان مر بتجارب مختلفة في عمر صغير عمقت مشاعره وأرهفت حسه وجعلته كالرادار الحساس القادر على فهم الآخرين وإظهار تعاطفه معهم بشكل سريع

ترك أوباما جزر هاواي حيث سنوات النشأة إلى كاليفورنيا ثم نيويورك حيث أكمل دراسته الجامعة، وبعد تخرجه عمل في بعض الوظائف الجيدة المؤقتة والتي تركها سريعا لأنه كان مشغولا بالبحث عن شيء أهم من الوظيفة

ووجد أوباما ضالته في شيكاغو حيث أعلن عن وظيفة شاغرة لمساعدة المجتمع المحلي الأسود هناك حيث تعيش تكتلات بشرية ضخمة للأفارقة الأميركيين تعاني من مشاكل داخلية - بين السود وبعضهم البعض - وخارجية - بين السود ومجتمعهم الأميركي الأكبر – عديدة

ويقول أصحاب الوظيفة أن أوباما عندما اتصل بهم تخوفوا من اسمه الغريب ومن مؤهلاته العلمية العالية التي تؤهله لوظيفة أرقى وأكثر ربحا، ولكنهم عندما تقابلوا معه وجدوا فيه الشخصية التي يبحثون عنها، وجدوا فيه إنسان يدفعه البحث عن هويته إلى الذوبان في الناس بحثا عن إجابات صعبة للأسئلة التي تدور في ذهنه

وفي شيكاغو ولد أوباما من جديدة حيث أعاد بناء هويته حتى أنه اعتنق المسيحية رغبة منه في التقرب من الكنائس والقيادات الأفريقية المسيحية هناك، كما اختلط بالفقراء وقضاياهم وتعلم عنهم وعن معاناتهم

وبعد أن عثر أوباما عن هويته أدرك بعد ثلاث سنوات قضاها في شيكاغو أنه لن يتمكن من مساعدة الآخرين بشكل حقيقي إلا إذا امتلك قدر كبير من القوة، وساعتها قرر أوباما ترك شيكاغو موطنه الجديد والتحق بأكبر جامعات أميركيا (هارفارد) ليدرس القانون تخصص قادة أميركا ورؤساءها، ولسان حاله يقول أنه عائد لشيكاغو، ولكن كإنسان جديد إنسان يدرك من هو ويدرك معاناة الآخرين وقادر على مساعدتهم

وهنا بدأت صفحة جديدة في حياة أوباما هي صفحة بحثه عن الرئاسة الأميركية، وللحديث بقية

******

مزيد من الدراسات والمقالات عن باراك أوباما

باراك أوباما والعالم العربي - نص كتاب

تهنئة إلى من راهنوا على باراك أوباما


هل نحن حقا على مشارف عصر سياسي أميركي جديد


لماذا يتمتع باراك أوباما بكل هذه الكاريزما؟


هل تراجع تأييد العرب لباراك أوباما - مقال باللغة الإنجليزية


هل أحبط باراك أوباما مسانديه؟


باراك أوباما يغلب "الليبرالية الواقعية" باختياره بايدن نائبا له


فروق بين باراك أوباما وجون ماكين أظهرها لقائهما الانتخابي الأول

العراق بين قنوط باراك أوباما وصقورية جون ماكين


معاناة باراك أوباما ومأساة الديمقراطيين في أميركا


أحلام باراك أوباما والجيل الأميركي المفقود

ترويض باراك أوباما

Wednesday, November 05, 2008


صدور كتاب "باراك أوباما والعالم العربي" عن مركز الجزيرة للدراسات

معلومات الكتاب

علاء بيومي، "باراك أوباما والعالم العربي"، مركز الجزيرة للدراسات، الدوحة، قطر، 2008

للإطلاع على النص الكامل للكتاب إضغط
هنا

للإطلاع على بيان الجزيرة عن الكتاب إضغط
هنا

أعلن مركز الجزيرة للدراسات (الدوحة، قطر) عن صدور كتاب "باراك أوباما والعربي" والذي يتناول سيرة باراك أوباما الرئيس الأميركي الـ 44 ومواقفه تجاه أهم قضايا العالم العربي، وعلى رأسها العراق وفلسطين وإيران وقضية الديمقراطية وسياسة أميركا تجاه الدول العربية الكبرى

وتتكون الدراسة من ثلاثة أجزاء، يتناول أولها الحزب الديمقراطي الأميركي وأهم الجماعات المشكلة له والتيارات الإيدلوجية المسيطرة على سياساته الداخلية والخارجية

ويتناول الفصل الثاني من الكتاب شخصية أوباما ونشأته ومسيرته السياسية والتحديات التي ساهمت في تشكيل وعيه السياسي وأهم المستشارين المحيطين به

أما الفصل الثالث والأخير فهو أطول فصول الدراسة حيث تناول بالشرح والتحليل مواقف أوباما المفصلة تجاه عدد من أهم قضايا العالم العربي وذلك من خلال ما يتوافر عن تلك القضايا من وثائق وتقارير صحفية أميركية ودولية

وتؤكد الدراسة في خاتمتها على عدة قضايا من أهم صعوبة التنبؤ بسياسات أوباما المستقبلة بسبب حداثة عهده السياسي ونحافة سجله السياسي مما يعلي من أهمية دراسة المستشارين المحيطين بأوباما خاصة على صعيد السياسة الخارجية

وترسم الدراسة في خاتمتها سيناريو محتمل لسياسات أوباما الشرق أوسطية بناء على ما ترصده الدراسة من حقائق وتحليلات، ويقوم هذا السيناريو على التالي (لمزيد من التفصيل يرجى الإطلاع على خاتمة الدراسة)

أولا: سوف يحتل العراق المكانة الأول بين أولويات السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط

ثانيا: تأتي إيران في المرتبة التالية بين أولويات أوباما في الشرق الأوسط

ثالثا: إيجاد حل نهائي للصراع العربي الإسرائيلي لا يبدو وكأنه أولوية على سياسات أوباما الشرق الأوسطية

رابعا: لن يضع أوباما قضية نشر الديمقراطية بالدول العربية بين أولوياته

خامسا: من المتوقع أن يتبنى أوباما دبلوماسية نشطة تجاه العالم والإسلامي ويقوم بتفعيل أدوات الدبلوماسية العامة، ولكنه قد يقوم بذلك بأسلوب غير مباشر من خلال تقديم المساعدات في مجالات كالتعليم والصحة ومكافحة الفقر، ومن خلال تركيز على العمل مع دول إسلامية غير شرق أوسطية

كما تؤكد الدراسة في سطورها الأخيرة على أن السنوات الأولى من ولاية أوباما سوف تكون انتقالية يركز فيها على حل المشاكل التي تمثل تهديدا لأمن أميركا وعلى رأسها العراق وإيران، على أن يدفع عجلة السلام للأمام ويتبنى سياسات واقعية تجاه الدول العربية الكبرى أملا في أن يحصل على دعمها في مواجهة إيران وفي دعم استقرار العراق، وقد تتغير تلك السياسات بمرور الوقت إذا حقق أوباما أهدافه السابقة

معلومات الكتاب

علاء بيومي، "باراك أوباما والعالم العربي"، مركز الجزيرة للدراسات، الدوحة، قطر، 2008

للإطلاع على النص الكامل للكتاب يرجى زيارة
http://www.aljazeera.net/mritems/streams/2008/11/5/1_864459_1_51.pdf

للإطلاع على بيان الجزيرة عن الكتاب
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/2F95C079-4C81-461A-A552-8FAE9EB12341.htm
تهنئة إلى من راهنوا على أوباما ولكن الرهان لم يحسم بعد
مقال بقلم: علاء بيومي – مؤلف كتاب باراك أوباما والعالم العربي (مركز الجزيرة للدراسات، الدوحة، قطر، قيد النشر

يمكن نشر المقال مع الإشارة إلى مصدره
www.alaabayoum.com

نص المقال

تحية إلى من راهنوا على باراك أوباما، فلم يكن يتصور كثيرون أن يتمكن أوباما الشاب ذو الجذور السوداء والمهاجرة أن يلقي اليوم خطاب فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وأن يشاهد العالم على شاشات التلفاز دموع الفرح لا دموع الحزن تتلألأ في عيون الأفارقة الأميركيين

الرهان على أوباما كان نوعا من المجازفة، فأوباما شاب حديث العهد بالسياسة الأميركية تحده بشرته السوداء وأبوه الكيني المسلم وسنوات قضاها في طفولته في اندونيسيا، بالإضافة إلى مواجهته خصوم لا يستهان بهم داخل حزبه وخارجه

فمن كان يتصور أن يتمكن أوباما من إيقاف آل كلينتون أو من مواجهة سياسات التخويف الجمهورية وكل ما روجته من شائعات واتهامات ضد أوباما حتى قالوا أنه "جزء من مؤامرة إسلامية لتقويض أميركا من الداخل"، وقالوا مرة أخرى أنه "اشتراكي" و"صديق للإرهابيين

ولكن أوباما تفوق على الجميع وترفع عن صغائر السياسة الأميركية بفضل كاريزميته غير المعهودة، وبفضل فضائح الجمهوريين ومشاكلهم التي ملئت أميركا من الشاطئ الشرقي إلى الساحل الغربي، وبسبب من راهنوا عليه منذ البداية من أبناء حزبه وملايين الأميركيين الذين شعورا بأن أوباما سياسي جديد من نوع مختلف

عموما الرهان على أوباما كبير ولم يحسم بعد، فقد راهن قادة الديمقراطيين على أوباما لأنهم رءوا فيه القائد السياسي الجديد الشاب القادر على تجديد دماء الحزب باجتذاب الشباب والأقليات والمهاجرين، وتبني خطاب جديد يترفع على خطاب الستينيات السائد المليء بالصراعات السياسية والثقافية والحزبية، والقادر على استخدام الإنترنت في التواصل مع الناخبين وجمع تبرعات غير مسبوقة، وعلى تبني سياسات جديدة ترضي المستقلين وبعض المتدينين وقواعد الحزب التقليدية، وعلى الحديث عن القوة الأميركية دون إفراط مع مد جسور الجوار والدبلوماسية بين أميركا وشعوب العالم

عموما أوباما نجح في أول اختبار وهو الفوز بالرئاسة الأميركية، ويبقى الرهان الأكبر، وهو قدر أوباما على تطوير "أجندة سياسية ليبرالية جديدة" تطبق الأفكار السابقة وترتقي لمستوي التوقعات الكبيرة المعولة عليها وعلى أوباما

فلا يخفي على أحد أن أوباما واجه خلال حملة الانتخابات الرئاسية - التي امتدت على مدى عامين كاملين - ضغوطا عديدة بعضها نابع من قلة خبرة أوباما، وأخرى نابعة من حزبه المنقسم على نفسه، وضغوط قادمة من اليمين الأميركي والجمهوريين، وضغوط لا تحصى من جماعات الضغط ولوبيات واشنطن

كل هذه الضغوط دفعت أوباما لتبني سياسات مختلطة إن لم تكن متضاربة أو ضعيفة وباهتة أحيانا، سياسات ومواقفه لا ترتقي لحجم "الرهان" على أوباما

لذا نعود ونؤكد أن الرهان على أوباما لم ينتهي أو يحسم حتى الآن، فقد نجح أوباما في الاختبار الأول، وبقى عليه الاختبار الأصعب وهو تحويل خطابه البراق لسياسات حقيقة ترتقي لتطلعات مئات الملايين من شعوب العالم الذين وثقوا في أوباما وأمنوا بخطابه، وملايين الأميركيين الذين منحوه أصواتهم ومنحوا حزبه أغلبية لا يستهان بها، وأعتقد أن غالبية وسط هؤلاء مازالت تخشى من أن يهدر أوباما والديمقراطيون ثقتهم وأصواتهم

فمنذ عامين منح الأميركيون فوزا كبيرا للديمقراطيين بانتخابات الكونجرس ومع ذلك لم يشعر كثير من الأميركيين والمتابعين حول العالم بأن فوز الديمقراطيين في انتخابات 2006 غير الكثير بواشنطن، وقد يقول البعض أن الديمقراطيين خلال العامين الماضيين لم يمتلكوا الأغلبية الكافية ولا القيادة ولا البيت الأبيض، أما الآن فلم يعد أمام الديمقراطيين كثيرا من الأعذار أو التبريرات الواهية ليحتموا ورائها

لذا يبقى الرهان قائما، فهل يتمكن أوباما والديمقراطيون من "بناء الأجندة السياسية الليبرالية الجديدة" على الساحتين الداخلية والخارجية، أم أن "عصر التمدد الليبرالي المنتظر" سيتحول إلى كارثة تعمق الجراح وتأكد مخاوف من يظنون أن الديمقراطية الأميركية باتت عاجزة عن الخروج من بوتقة الضحالة والديماغوغية وآسر جماعات المصالح السياسية، وباتت عاجزة عن إيجاد حلول حقيقة لمشاكل المواطن الأميركي والمتأثرين بالسياسات الأميركية عبر العالم

مرة قائمة، مبروك لمن راهنوا على أوباما اليوم، لكن الرهان لم يحسم بعد

Sunday, November 02, 2008

هل نحن حقا على مشارف عصر سياسي أميركي جديد؟
مقال بقلم: علاء بيومي

الناشر:
جريدة الراية القطرية

نص المقال

لو أسفرت الانتخابات الفيدرالية الأميركية المقبلة عن فوز الديمقراطيين بالرئاسة الأميركية وتغلبهم على الجمهوريين في انتخابات الكونجرس فإن ذلك سوف يعني للكثيرين بداية عصر سياسي أميركي داخلي جديد، هو عصر تمدد ليبرالي واضح

سبب ذلك هو أن الديمقراطيين في أميركا عاشوا أربعة عقود صعبة، فمنذ عام 1968 لم يحكموا البيت الأبيض إلا لثلاث دورات رئاسية فقط (دورة لجيمي كارتر ودورتان لبيل كلينتون) في مقابل سبع دورات رئاسية حكم فيها رؤساء جمهوريون

كما فقد الديمقراطيين تدريجيا أغلبيتهم التاريخية بالكونجرس الأميركي والتي حققوها منذ ثلاثينيات القرن العشرين، حيث خسر الديمقراطيون مقعد الأغلبية بمجلس النواب الأميركي في عام 1994 في انتخابات مشهودة، حتى يقال أن عدد من أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين الذين لم يخسروا في انتخابات 94 بادروا بتغيير انتمائهم الحزبي بعد الانتخابات، وذلك لشعورهم بأن الحزب الديمقراطي بات كالسفينة الغارقة والتي يتحتم عليهم مغادرتها قبل فوات الأوان والغرق معها

وفي عام 2002 خسر الديمقراطيون مقعد الأغلبية بمجلس الشيوخ، كما تعرضوا لهزيمة مذلة في عام 2004 حين فاز جورج دبليو بوش بولاية ثانية على حساب المرشح الديمقراطي جون كيري، كما عزز الجمهوريون تقدمهم بمجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين على حد سواء

انتصارات الجمهوريين المستمرة منذ عام 1980 والتي وصلت قمتها في الفترة من 2000-2004 كانت نتاج لما عرف بثورة اليمين، والتي قادها بعض الجمهوريين المحافظين في منتصف الستينيات، حيث رفض هؤلاء ميل الحزب الديمقراطي لحقوق الأقليات والمهاجرين وللانفتاح على العالم الخارجي، ونادوا في المقابل بمواقف محافظة على المستوى الداخلي ومتشددة على ساحة السياسة الخارجية، ووجدوا ضالتهم في قوى اليمين المسيحي المتدينة التي صعدت بقوة داخل المجتمع الأميركي المحافظ نسبيا كردة فعل لانتشار التيارات الليبرالية المتحررة أخلاقيا داخل المجتمع الأميركي في الستينيات

وللأسف مال اليمين المسيحي الأميركي للتشدد وللخوف من الأخر كردة فعل لتطرف اليسار الأميركي في التحرر الأخلاقي، فبدلا من أن يدعو اليمين المسيحي للتسامح تبنى أجندة خائفة من الأخر على المستويين الداخلي والخارجي، لذا مال لتبني مواقف خارجية متشددة ضد الإتحاد السوفيتي وضد من يصورون على أنهم أعداء خارجيين لأميركا

كما مال اليمين المسيحي للتحالف مع أثرياء الحزب الجمهوري بدلا من فقراء الحزب الديمقراطي وأقلياته، كما مالوا للتحالف مع نخب الجنوب والنخب الرافضة لثورة الحقوق والحريات المدنية بدلا من الانفتاح على المستضعفين والأقليات وأجندتهم

وللأسف أعطى تحالف اليمين المسيحي للحزب الجمهوري زخما جماهيريا لا يستحقه بسبب قوتهم التنظيمية وتغلغلهم على المستوى الجماهيري، لذا قادوا ريجان للحكم وقادوا بعده الجمهوريين لانتصارات ساحقة على خصومهم الديمقراطيين كما حدث في أعوام 1994 و2002 و2004

ولكن يبدو أن تحالف قوى اليمين المسيحي مع قوى الرجعية داخل الحزب الجمهوري من أثرياء ونخب الجنوب ومناصري عسكرة السياسة الخارجية الأميركية قد أفرض في تشدده أو رجعيته

حيث شن هؤلاء حرب العراق والتي كشفت عن جهل وظلم عظيمين، ظلم لأهل العراق وجهل بقواعد إدارة الحروب وإدارة الدول الواقعة تحت الاحتلال، كما أفرطوا في الإنفاق الداخلي في الوقت الذي حافظوا فيه على استقطاعات ضريبية ضخمة للأغنياء مما أغرق أميركا في الدين الخارجي وقاد إلى كارثة اقتصادية أميركية ودولية هي الأكبر منذ عقود بسبب جشع الرأسمالية الأميركية تحت أعين بوش وأثرياء الجمهوريين وأيدلوجيتهم المفرطة في العداء لدور الدولة في تقنين الاقتصاد وفي كبح جشع الرأسمالية وفي حماية المستهلك ودافع الضرائب الأميركي الفقير

ومازال الجمهوريون في تطرفهم هذا حتى أن جون ماكين المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية مازال يطالب حتى يومنا هذا بخصخصة نظام التأمين الصحي، كما طالب بوش من قبله بخصخصة نظام الضمان الاجتماعي، مع العلم بأن 45 مليون أميركي لا يمتلكون تأمينا صحيا حتى يومنا هذا وأن عائد نظام الضمان الاجتماعي لا يكفي وحده لضمان حياة كريمة لمتلقيه

كما كشف التطرف الأيدلوجي عن عدم كفاءة غير مسبوقة وعن فساد وفضائح شغلت إدارة بوش وقيادات الجمهوريين وقيادات اليمين المسيحي خلال السنوات الثماني الأخيرة

لذا لقي الجمهوريون هزيمة ثقيلة في انتخابات 2006 النصفية عندما خرج الأميركيون فيما هو أشبه بثورة جماهيرية عارمة ضد بوش والجمهوريين وجدت في حرب العراق عنوانا لحركتها السياسية

عموما ثورة الأميركيين ضد الجمهوريين في 2006 لم تستغل أفضل استغلال من قبل الديمقراطيين، والذين ترددوا كثيرا في أوائل العام الحالي في اختيار مرشحهم للرئاسة الأميركية، حين تردد الديمقراطيون بين السيناتور باراك أوباما والسيناتور هيلاري كلينتون

هيلاري كانت بمثابة مرشحة نخب الحزب وتياره المحافظ المعروف باسم "الليبراليين الجدد" وهو تيار ديمقراطي نشأ في قبل أزمة الديمقراطيين ونتاج لهزائمهم السياسية العديدة خلال العقود الأربعة الأخيرة، وقد عرف الليبراليين الجدد بسياساتهم الداخلية التي تميل للطبقة الوسطى على حساب الطبقات الفقيرة، وبسياساتهم الخارجية القريبة من سياسات المحافظين الجدد والتي دفعت عدد كبير من قادة الليبراليين الجدد مثل هيلاري كلينتون وجوزيف ليبرمان وجون كيري وجون إدواردز إلى دعم قرار حرب العراق في عام 2002

أما أوباما فقد نظر إليه الكثيرون داخل الحزب وبين قياداتهم - وعلى رأسهم آل كيندي - على أنه أمل الحزب في مستقبل أفضل، فهو شاب يعبر عن الجيل الأميركي الجديد، كما أن خطابه مليء بالأمل وبالرغبة في تخطي الفوارق الحزبية والسياسية والثقافية التي مزقت الأميركيين خلال العقود الأربعة الأخيرة

هذا إضافة إلى حديث أوباما عن الحوار مع العالم الخارجي ورفضه للحرب ولتغيير النظم المعارضة بالقوة ولتشدد بوش والجمهوريين وصقور الديمقراطيين والمحافظين الجدد

عموما مال الديمقراطيون لأوباما ولكن هذا لا يعد وحده ضمانه لبداية عهد جديد لليبرالية الأميركية، فمنذ انتصار الديمقراطيين الكبير في عام 2006 لم يشعر كثير من الأميركيين أو من المتابعين عبر العالم بأن الديمقراطيين أحدثوا تغيير كبيرا في السياسات الأميركية داخليا أو خارجيا، فمبادراتهم تجاه حرب العراق ظلت ضعيفة غير معروفة، وكذلك الحال على المستوى الداخلي

وقد ذكر البعض أن الديمقراطيين لم يتمكنوا من التغيير خلال العامين الأخيرين لأن الأغلبية التي فازوا بها داخل مجلس الكونجرس لم تكن كبيرة بشكل كافي لمساعدتهم على تحقيق التغيير المنشود

ولو فاز أوباما بالرئاسة الأميركية وفاز الديمقراطيين بمزيد من مقاعد الأغلبية بمجلس الشيوخ والنواب الأميركيين فسوف يضمن ذلك للديمقراطيين قدرة لا يستهان بها على تطبيق أجندة جديدة وعلى إعادة تعريف الأجندة السياسية الليبرالية داخل أميركا وخارجها من خلال تبني مبادرات سياسية كبرى جديدة ومختلفة

ولكن يبقى خوف دفين من أن يفوز الديمقراطيون ولا يحدث التغيير، ويرى أصحاب هذا الرأي الحذر أن المشاكل التي تعاني منها أميركا وسياستها على المستويين الداخلي والخارجي لم تعد مقصورة على حزب دون أخر، بل باتت تعبيرا عن أزمة في الثقافة السياسة الأميركية وعن قيادات ولدت في أزمة وفي حالة ركود وكساد فكرين وسياسي

خاصة وأن انتخاب أوباما – كثير الحديث عن الأمل والقيم – لا يعد في ذاته وبأي حال من الأحوال ضمانة لتطبيق أجندة تغيير حقيقية، وأن أوباما ككثير من قيادات الديمقراطيين لابد وأن يعود يوما لنقطة الصفر في السياسة الأميركية، تلك النقطة التي تسمى أحيانا بسياسات وسطية باهتة لا هي ديمقراطي أو جمهورية، لا هي يسارية أو يمينية، بل هي سياسات تحافظ على الوضع القائم وتخشى التغيير الحقيقي وتكتفي بالرقص في محيط جماعات المصالح الأميركية
مقال الأستاذ محمد ماضي عن تحول العرب والمسلمين إلى ضحية في الانتخابات الأميركية
عنوان المقال: جـهـالات أمريكية حوّلت العرب والمسلمين إلى ضحية للحملة الانتخابية

المؤلف: محمد ماضي

الناشر:
سويس إنفو، 30 أكتوبر 2008

مقتطفات من المقال

ويقول الباحث الأكاديمي علاء بيومي، مؤلف كتاب "جون ماكين والولاية الثالثة للمحافظين الجُـدد"، إن العنصرية التي يتعرّض لها العرب والمسلمون في غِـمار الحملات الانتخابية للرئاسة الأمريكية، تؤكِّـد أنها تنتمي لنوع خطير وتدعو إلى القلق الشديد، ليس فقط بسبب انتشارها وتورّط قادة الحزب الجمهوري فيها، ولكن لأن تلك العنصرية أصبحت مقبُـولة ومبرّرة لا تحرّك لها غالبية الأمريكيين ساكنا، بخلاف المعروف عن الثقافة الأمريكية من رفضها مُـمارسة العنصرية ضد أي فِـئة من فئات المجتمع، وكأن الإساءة للعرب والمسلمين باتت للأمريكيين أمرا مقبولا تحت غطاء ما يسمّى بالحرب على الإرهاب

ويضيف علاء بيومي: "كان من المُـفترض أن تتحوّل جذور أوباما، المولود لأب مُسـلِـم، إلى مِـيزة وليس عَـيبا، خاصة وأن صورة أمريكا في العالم الإسلامي تُـعاني من تدهْـور وبحاجة إلى مرشّـح مثله متعدّد الثقافات وله إلمام بالإسلام، وإن كان مسيحيا، ولكن وصل الأمر ببعض الجماعات المُـنضوية تحت لواء المحافظين الجُـدد وأنصار إسرائيل وبعض قادة البروتستانت التبشيريين وبعض غُـلاة الجمهوريين، إلى استغلال جذور أوباما الإسلامية في جانب منها لتخويف الناخبين الأمريكيين وإدّعاء أنه يخفي إسلامه في إطار مؤامرة إسلامية كُـبرى لتقويض أمريكا من خلال انتخاب رئيس مُـسلم يعمل على تدمير أمريكا، شأنه في ذلك شأن باقي المسلمين

للإطلاع على النص الكامل للمقال يرجى زيارة

http://www.swissinfo.org/ara/front.html?siteSect=108&sid=9907878&cKey=1225362805000&ty=st
مقال الأستاذ محمد فوراتي عن ندوة العرب والانتخابات الأميركية
عنوان المقال: الصالون الثقافي يناقش آثار الانتخابات الأمريكية على القضايا العربية

المؤلف: محمد فوراتي

الناشر:
جريدة الشرق القطرية، 2 نوفمبر 2008

مقتطفات من المقال

خصص الصالون الثقافي التابع لوزارة الثقافة والفنون والتراث جلسته الأخيرة لقضية السباق الانتخابي الأمريكي وأثر الحملات الانتخابية ونتائج الانتخابات المحتملة على القضايا العربية والإسلامية. وتحدث في الجلسة التي حضرها سعادة مبارك بن ناصر آل خليفة وعدد من المثقفين كل من الدكتور إبراهيم عرفات أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر والأكاديمي الدكتور محمد نبيل المصري، فيما أدار الندوة الإعلامي بقناة الجزيرة علاء بيومي

واستهل الندوة الإعلامي علاء بيومي الذي أكد أن هذه الانتخابات تكتسب أهمية كبيرة لدى الرأي العام بسبب أثرها على القضايا الدولية ومنها القضايا التي تمس العرب والمسلمين. وقدم مقارنة بين مواقف باراك أوباما وجون ماكين تجاه عدد من أهم القضايا العربية والتي تعكس إلى حد ما نظرتهم للعالم وتعطي مفاتيح لفهم إستراتيجيتهم المستقبلية في حالة فوز أحدهماوقد اكتسبت عدد من القضايا العربية والإسلامية مادة خصبة للمرشحين الجمهوري والديمقراطي للمزايدة أو الاختلاف بهدف كسب الناخبين أولا، وتعبيرا عن وجهتي نظر مختلفتين وإن اتفقتا في بعض التوجهات والأهداف

ففي قضية العلاقة بإسرائيل والفلسطينيين مثلا يرفض جون ماكين "المساواة الأخلاقية" بين الفلسطينيين والإسرائيليين ويرى أن أمريكا وإسرائيل تحاربان نفس العدو وهو "الإرهاب". كما يساند مبدأ الدولتين كحل نهائي، ويرفض الضغط على إسرائيل لتقديم أي تنازلات للفلسطينيين، ويعلن تأييده للقدس عاصمة لإسرائيل

أما باراك أوباما فهو يرتبط بعلاقة صداقة مع ناشطين فلسطينيين أمريكيين، ويدعم حل الدولتين، وكان انتقد جورج بوش لعدم تركيزه على عملية السلام. ومن جهة أخرى ساند إسرائيل في حربها على لبنان ويؤكد على يهودية دولة إسرائيل ويتجنب الحديث عن مبدأ " الأرض مقابل السلام"، ويرفض الحوار مع حماس وينادي بعزلها، ويعارض جهود الحوار الوطني الفلسطيني

للإطلاع على النص الكامل للمقال يرجى زيارة

http://www.al-sharq.com/DisplayArticle.aspx?xf=2008,November,article_20081102_10&id=artsandculture&sid=

Thursday, October 30, 2008

لماذا يتمتع باراك أوباما بكل هذه الكاريزما؟
مقال بقلم: علاء بيومي

الناشر: جريدة البديل المصرية

نص المقال

سواء فاز باراك أوباما بالرئاسة الأميركية أو خسر فسيتذكره العالم لسنوات قادمة بعدما خلب الأذهان عبر أميركا والعالم بكاريزميته التاريخية التي يصعب تكرارها

أوباما يعد بحق تذكيرا ناصعا بأهمية الكاريزما في السياسية وبفضل ودور الكاريزما السياسية، فالرجل أينما حل قادر على جميع تجمعات جماهيرية غير مسبوقة وتبرعات مالية غير مسبوقة أيضا، هذا إضافة إلى تغطية إعلامية لا تنتهي، وإعجاب جماهيري منقطع النظير

مصادر الإعجاب بأوباما كثيرة فهو أول أميركي أسود يصل منصبه الحالي، كما أنه شاب نسبيا (46 عاما) من أصل مهاجر (ولد لأب كيني وأم أميركية) عمل بعد تخرجه من الجامعة في تنميه المجتمعات المحلية (بمدينة شيكاغو الأميركية) ثم انتقل لجامعة هارفارد (أحد أعرق الجامعات الأميركية) ليدرس القانون وليدخل عالم الشهرة والسياسية بسرعة منقطعة النظير حتى صار مرشحا رئاسيا بعد أربع سنوات فقط من وصوله واشنطن في عام 2004

كما امتلك أوباما الجراءة لاتخاذ بعض القرارات السياسية الصعبة من بينها معارضته لحرب العراق منذ عام 2002، ودعوته للحوار مع دول مثل إيران وسوريا أمام مرشحين صقور مثل هيلاري كلينتون وجون ماكين

قصة أوباما نفسها مثيرة للإعجاب، تصلح كفيلم سينمائي قبل أن تكون سيرة ذاتية رائجة، لما لا وقد كتب أوباما نفسه سيرته الذاتية بعد تخرجه من هارفارد، ويقول من قرءوها أنها كشفت عن كاتب بارع مرهف الحس على الرغم من أنها لم تشتهر إلا بعد ترقي أوباما سياسيا

أما سر الإعجاب بأوباما فيكمن في قدراته الخطابية الهائلة التي أشاد بها خصومه قبل مسانديه، مع العلم بأن خصومه هؤلاء هم من أقدر الأميركيين على الخطابة وإجادة فن تحريك الجماهير، فمن بينهم بيل كلينتون القادر على حبس أنفاس مستمعيه خلال خطاباته حتى بعد خروجه عن الحكم، وزوجته هيلاري أشهر سياسية أميركي حاليا وأكثرهم نفوذا، وجون ماكين مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة الأميركية والبطل القومي الأميركي الذي تحولت سيرته الذاتية إلى فيلم سينمائي بالفعل

هذا يعني أننا أمام عبقرية خطابية فريدة تقوم على عناصر مختلفة مثل تركيز أوباما في خطاباته على الإيجابية والمستقبل والأمل والقيم الأميركية وبحثه عن أميركا أفضل، ورفضه للتحزب والتشدد والحروب السياسية الأميركية الداخلية، كما تقوم أيضا على لباقة أوباما في الحديث وعلى استخدامه لتعبيرات لغوية مجازية ممتعة، وهدوءه الواضح الذي لا يفقده أعصابه في أصعب الظروف

هذا إضافة إلى ملامح وجهه الهادئة، وابتسامته الدائمة غير المبالغ فيها، وشبابه النسبي، وطول عوده ونحافته غير المفرطة، وقدرته على التحكم في عضلات وجهه ونبرات صوته بشكل يخدم خطابه، وطريقة سيره وتحيته للجمهور التي لا تخلو من كبرياء لا يصل لحد الغرور، هذا إضافة إلى أناقته الملفتة للنظر وقدرته على الحديث أمام جموع جماهيرية غفيرة وكاميرات التلفاز

امتلاك إنسان ما لمثل هذه القدرات هي موهبة فطرية بالأساس يصعب زرعها في شخصية لا تتمتع بها، ولكنها أيضا نتاج لثقافة سياسية ديمقراطية حرة تشجع الكاريزما السياسية وتبحث عنها وتنمينها

وبدون شك جزء من كاريزما أوباما هو نتاج إعلامي، فالعدد الهائل من وسائل الإعلام الأميركي التي تغطي الانتخابات الرئاسية الأميركية عبر ساعات تغطية لا تحصى من شئنها تضخيم أي بعد من أبعاد الانتخابات بما في ذلك شخصية المرشحين

هذا إضافة إلى أن الثقافة الأميركية تعترف بالبطولة والكاريزما وترحب بهما، والسياسة الأميركية تسمح بذلك لأن بها قدر كبير من الحراك والحرية السياسية والديمقراطية

وأنا شخصيا أعتقد أن لا سياسية حقيقية بدون كاريزما، فلو افتقد السياسي للقدرة على التواصل مع الجماهير فلن يكون سياسيا بالمفهوم الحقيقي للكلمة، فالسياسية هي فهي جزء منها فن الفوز برضا الجماهير والقدرة على تحريكهم لتحقيق غايات سياسة معينة

أما بالنسبة للعالم العربي فالواضح أن الكاريزما السياسية تعاني لسببين، أولهما غياب الديمقراطية مما يضع عدد كبير من الشخصيات التي تفتقر للكاريزما في مناصب سياسية بالتعيين، وبالطبع يحول هؤلاء مناصبهم بمرور الوقت لمناصب بيروقراطية تحكم بعيدا عن الجماهير

وثانيهما تيار من المثقفين العرب المثاليين والذي نسوا المعنى الحقيقي للسياسة بسبب بعدهم الطويل عنها وعدم معايشتهم لتجارب سياسية حقيقية مما يدفعهم لوضع تصورات مثالية للسياسة والسياسيين تصورهم كأنبياء - لا بشر - يتحركون بناء على معايير وقيم مثالية للغاية تتعالى على المصالح البشرية

وبالطبع لن تتحقق رؤى المثاليين العرب، فلا يوجد سياسيين بهذا الشكل، فالسياسة تقوم على المهادنة والبحث عن الحلول الوسط وقدر كبير من الاعتراف بالقصور البشري وصعوبة العمل الجماعي

لذا نأمل أن يجد العالم العربي في باراك أوباما فرصة للتذكرة بأهمية السياسة والعمل مع الجماهير ومخاطبة ودهم وأحلامهم حتى لا تتحول السياسة في العالم العربي لبيروقراطية مملة عاجزة عن الفوز بتأييد الجماهير في أي انتخابات حرة ونزيهة، أو لأفكار مثالية تزيد من عزلة الجماهير العربية عن السياسية بمعناها الحقيقي أكثر مما هو قائم حاليا

Sunday, October 26, 2008

تحذير من خطورة المبالغة في إمكانية فوز باراك أوباما بالرئاسة الأميركية
مقال بقلم: علاء بيومي

يمكن نشر المقال مع الإشارة إلى مصدره
www.alaabayoumi.com

نص المقال

كثير من المناصرين للمرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية باراك أوباما يخشون من أن تتبخر الأصوات المساندة له يوم الانتخابات وأن تتحول استطلاعات الرأي الأميركية العديدة التي تشير إلى تقدمه على المرشح الجمهوري جون ماكين إلى سراب عندما يذهب الناخبون الأميركيون إلى صناديق الاقتراع في الرابع من نوفمبر المقبل

سبب ذلك يعود إلى عدة عوامل على رأسها عرق أوباما - أو خلفيته الأفريقية الأميركية - حيث تحذر دراسات رأي عام أميركية من أن أوباما قد يفقد 6% من أصوات الناخبين الأميركيين يوم الاقتراع بسبب عرقه، هذا يعني أن أوباما يحتاج من الآن وحتى يوم الانتخابات أن يكون متقدما على ماكين بفارق كبير يتخطى 9 أو 10 نقاط مئوية على الأقل لكي يتمكن من هزيمة ماكين، وهو فارق صعب ليس من السهل تحقيقه والحفاظ عليه

هذا لأن استطلاعات الرأي عادة ما تكون غير دقيقة بنسبة 3% يضاف إليها 6% من الناخبين الذين قد يغيرون موقفهم من أوباما يوم التصويت بسبب عرقه، هذا يعني أن أوباما يحتاج لأن يكون متقدما على أوباما بنسبة 9% من الأصوات على الأقل قبل يوم الانتخابات

أضف إلى ذلك يعتقد 28% من السود الأميركيين و20% من البيض – كما تشير الاستطلاعات - أن عرق أوباما قد يضر به يوم الانتخابات، وهي نسبة كبيرة تفوق نسبة الـ 6% التي يحتمل أن تغير موقفها يوم الانتخابات بسبب عرق أوباما

هذا الفارق دفع بعض المتابعين إلى القول بأن استطلاعات الرأي كاذبة، وأنها لا تعبر بالضرورة عن حقيقة موقف الأميركيين من أوباما، وأن الناخبين الأميركيين ممكن أن يتحدثوا بشكل إيجابي عن أوباما لمراكز الأبحاث ووسائل الإعلام التي تستطلع آرائهم، كنوع من الحديث "اللبق" أو "الكذب" لترددهم عن ذكر الحقيقة، حتى إذا ذهبوا لصناديق الاقتراع انقلبوا إلى بواطن أمورهم وما تخفي الصدور، وقاموا بالتصويت بالطريقة التي ترضي تعكس مخاوفهم ومشاعرهم القديمة الدفينة

ويجب هنا الإشارة إلى أن العرق ليس السبب الوحيد للهجوم على أوباما فنسبة كبيرة من الناخبين (46% من البيض و23% من السود) يرون أن قلة خبرة أوباما السياسية قد تضره في عيون الناخبين، وهناك نسبة تقدر بحوالي 12% من الناخبين تعتقد أن أوباما مسلم، وتشير استطلاعات سابقة إلى أن 45% من الأميركيين لن يصوتوا لرئيس مسلم

المثير هنا أن شائعات إسلام أوباما منتشرة بالتساوي تقريبا بين الناخبين الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء، وهو أمر مثير الدهشة، خاصة وأن أوباما تعرض خلال الانتخابات التمهيدية لنقد لاذع بسبب علاقته بقسه الأسود المفضل جيرمايه وايت والذي لعب دورا هاما في اعتناق أوباما المسيحية خلال فترة عمله بشيكاغو بعد تخرجه من الجامعة

هذا يعني أن أوباما يتعرض للنقد لكونه مسلم ومسيحي في نفس الوقت، وهو أمر دفع بعض الأفارقة الأميركيين إلى القول بأن الاتهامات الموجة لأوباما بخصوص إسلامه ليست إلا غطاء يخفي العنصرية البيضاء الموجهة لأوباما

ولا يفوتنا هنا التأكيد على أن الهجوم على أوباما بسبب جذوره المسلمة يعد نوع من العنصرية الجديدة الدفينة، والتي باتت واضحة للعيان خلال الانتخابات الحالية والتي لا تقل خطورة عن العنصرية القائمة على العرق، وللأسف يتعامل معها الأميركيون بتجاهل هو في حد ذاته علامة على تغلل ذلك النوع من العنصرية وتفشيه داخل المجتمع الأميركي حتى بات الأميركيون لا يحركون له ساكن وكأنه أصبح شيئا عاديا

عموما وبغض النظر عن الأسباب التي يتعرض لها أوباما للنقد، فالواضح أنه يتعرض لحملة تشويه ضخمة بسبب خلفيته الغريبة على الشعب الأميركي (فهو أسود ولد لأب كيني مسلم مهاجر لأميركا) وبسبب حداثة عهده على الساحة السياسية الأميركية مما يعطي لخصومه فرصة لتشويه صورته، وهي فرصة لم يتردد الديمقراطيون أنفسهم في استغلالها خلال صراع أوباما الطويل والصعب مع آل كلينتون في الانتخابات الديمقراطية التمهيدية

أما الجمهوريون فهم يجيدون ذلك النوع من الهجوم المعروف باسم "سياسات الخوف" والقائمة على تأليب الناخبين الأميركيين خاصة اليمينين المتشددين منهم على خصومهم السياسيين من لخلال تخويف الناخبين من عدو خارجي يتربص بهم وخصم سياسي داخلي يصور لهم على أنه يعمل على تدمير أميركا

وبسبب بشرة أوباما السوداء، وجذوره الأفريقية والمسلمة يحاول البعض تصويره على أنه محور التقاء المؤامرة الأجنبية مع المؤامرة الداخلية الموجهتين ضد أميركا، وذلك من خلال القول بأن أوباما هو جزء من مؤامرة إسلامية خارجية كبرى يشنها مسلمون متشددون يكرهون أميركا ويسعون لتدميرها من الداخل من خلال انتخاب رئيس مسلم يخفي إسلامه وهو أوباما سوف يعمل على تقويض أميركا من الداخل فور فوزه بأرفع منصب فيها، وهو منصب الرئاسة الأميركية ذاته، وأن اليسار الأميركي ممثلا في الحزب الديمقراطي والليبراليين الأميركيين هم بمثابة حصان طروادة الذي سوف يفتح الباب لهذه المؤامرة من خلال تأييده لأوباما بحجة التعاطف مع الأخر والانفتاح والنسبية التي أهلكت الحضارة والمجتمعات الغربية

هذا لا يعني أن أوباما سياسي كامل بلا عيوب، فأوباما يعاني بالفعل من قلة الخبرة وتردده أحيانا أمام جماعات المصالح العديدة التي تملأ حزبه وواشنطن، كما أن أوباما يقود حزبا منقسما على نفسه كما ظهر بوضوح خلال موسم الانتخابات التمهيدية الأميركية، حيث فشل الحزب الديمقراطي في اختيار مرشح له حتى شهر يونيو الماضي وعلى ستة شهور صعبه وهو الشهور الستة الأولى من عام 2008، والتي واجه خلالها أوباما هيلاري كلينتون التي حصدت تأييد 18 مليون ناخب ديمقراطي خلال صراع انتخابي طويل وصعب انتهي لصالح أوباما بعدما أرهق الحزب الديمقراطي والأميركيين والمعنيين بالانتخابات الأميركية حول العالم

أضف إلى ذلك أن الجمهوريين تحت وطأة فضائحهم السياسة العديدة اضطروا للتوحد خلف جون ماكين، وهو شخصية أقل تشددا من عدد كبير من القيادات الجمهورية الحالية وأكثر خبرة ودهاء سياسي، شخصية لا يجب التقليل منها بأي حال من الأحوال

ولا يجب التقليل بأي حال من الأحول من قوة القواعد الجماهيرية للحزب الجمهوري بقيادة قوى وجماعات وقيادات اليمين المسيحي المتدين، وهي القوي التي ساهمت في تحقيق سيطرة الجمهوريين السياسية منذ انتخاب رونالد ريجان رئيسا لأميركا في عام 1980 وحتى انتخاب جورج دبليو بوش لولايته الثانية في عام 2004

هذا بالطبع لا يعني أن حملة ماكين في وضع مثالي، أو أن الجمهوريين هم في حال أفضل من الحزب الديمقراطي، فالحزب الجمهوري قد يكون على مشارف هزيمة تاريخية كاسحة خلال موسم الانتخابات الحالية

ولكن الحقائق التي رصدناها في هذا المقال تعني أنه ينبغي على أنصار أوباما آلا يركنوا إلى استطلاعات الرأي متصورين أن الفوز بات في متناول أيدهم، فمثل هذا الشعور قد يكون بمثابة ضربة قاضية لطموحات أوباما والديمقراطيين الرئاسية كما حذر أوباما نفسه تكرارا
مقال الأستاذ محمد المداح عن كتاب جون ماكين

عنوان المقال: في كتابه حول الولاية الثالثة للمحافظين الجدد..بيومي: جون آخر إمبراطور أمريكي وهزيمته إعلان وفاة «العظمة الوطنية

المؤلف: محمد المداح

الناشر: جريدة عكاظ، 26 أكتوبر 2006

مقتطفات من المقال

يشير الكاتب علاء بيومي في كتابه الذي جاء بعنوان "جون ماكين والشرق الأوسط والولاية الثالثة للمحافظين الجدد" والذي ظهر مؤخرا في الأسواق الى أن الذين يعتقدون أن خسارة جون ماكين في الانتخابات الرئاسية المقبلة ستكون عادية لمرشح رئاسي عادي، فإنهم مخطئون لأن ماكين باختصار هو آخر إمبراطور أميركي منتظر، وهزيمته المنتظرة في الانتخابات الرئاسية سوف تمثل هزيمة لمشروع الإمبراطورية الأميركية ذاته

ويضيف بيومي ان ماكين تغير كثيرا في منتصف التسعينيات ، وهي نفس الفترة التي شهدت ولاية الجيل الثاني من المحافظين الجدد المعروفين بتهورهم على ساحة السياسة الخارجية، وقد ارتبط تغير ماكين وظهور جيل المحافظين الجديد بحدث أكبر وهو سقوط الاتحاد السوفيتي وصعود نجم أميركا كقطب العالم الأوحد، حيث قاد ماكين بخلفيته العسكرية القوية واهتمامه الواضح بالسياسة الخارجية جهود الجمهوريين في البحث عن سياسة خارجية جديدة تتناسب مع فترة ما بعد الحرب الباردة

للإطلاع على النص الكامل للمقال يرجى زيارة
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20081026/Con20081026236215.htm

Saturday, October 25, 2008

مقال د. عبد الله موسى الطاير عن كتاب جون ماكين والشرق الأوسط والولاية الثالثة للمحافظين الجدد
عنوان المقال: جون ماكين.. الولاية الثالثة للمحافظين الجدد

المؤلف: د. عبد الله موسى الطاير

الناشر:
جريدة المدينة السعودية، 25 أكتوبر 2008

مقتطفات من المقال

التعرف على ملامح السنوات العجاف الأربع القادمة في حالة فوز ماكين يتطلب التعرف على جون ماكين نفسه، ذلك الإمبراطور الذي يعلق عليه أنصاره أن يكون منقذا لإمبراطورية تتهاوى، ويراه خصومه حلاوة الروح قبل انهيار الحلم الأمريكي ليس بسبب الأزمة المالية والرهن العقاري، وإنما بسبب الظلم والاستكبار في الأرض

كتاب «جون ماكين والشرق الأوسط والولاية الثالثة للمحافظين الجدد» ... كتاب يستحق القراءة في هذه الفترة من تاريخ العالم. ففي الوقت الذي تتأرجح استطلاعات الرأي كلما اقترب موعد الحسم بين جون ماكين وباراك أوباما، يطغى شعور قوي بأن باراك أوباما هو رئيس الولايات المتحدة القادم إذا سارت الأمور بشكل طبيعي، وهو شعور تسرب إلى قناعات جون ماكين، الذي المح إلى حياته السياسية والشخصية فيما بعد هزيمته. لكن خسارة جون ماكين في هذا الوقت بالذات ليست عادية من وجهة نظر المؤلف بل هي «نهاية إمبراطور» في وقت تحتضر فيه إمبراطورية في مشهد يلمح إلى «عودة التاريخ» في مقابل «نهاية التاريخ» التي كان المحافظون الجدد قد أعلنوها على لسان فوكوياما التائب منذ اجتياح العراق من هرطقات المحافظين الجدد

للإطلاع على النص الكامل للمقال، يرجى زيارة

Friday, October 24, 2008

التخويف من العرب والمسلمين في الانتخابات الرئاسية الأميركية الحالية
بقلم علاء بيومي

الناشر:
صحيفة البديل المصرية

نص المقال

العنصرية التي يتعرض لها العرب والمسلمون في موسم الانتخابات الرئاسية الأميركية الحالية والتي ظهرت على شاشات التلفاز عبر العالم ضمن تغطيتها للانتخابات أكدت مخاوف من حذروا لسنوات من أن العنصرية الموجهة حاليا ضد العرب والمسلمون في أميركا تنتمي لنوع خطير ومقلق للغاية ليس فقط بسبب انتشارها وتغاضي الساسة الأميركيون عنها ولكن - وهو الأهم - لأن تلك العنصرية باتت مقبولة مبررة لا تحرك لها نسبة كبيرة من الأميركيين ساكن

بمعني أخر المجتمع الأميركي لا يخلو من عنصرية موجهة ضد جماعات مختلفة لأسباب عديد بعضها عنصري والبعض الأخر اقتصادي أو ثقافي، ولكن المؤسف هنا أن الثقافة السياسية الأميركية ترفض تلك العنصريات وتسارع لانتقادها والنأي عنها في حالة ظهورها على السطح، ولكن للأسف لا يحدث الشيء نفسه عند الإساءة للعرب أو المسلمين، وكأن الإساءة لهم باتت أمرا مقبولا تحت غطاء ما يسمي بمواجهة "أعداء أميركا" أو "الحرب على الإرهاب

وبالطبع ما يحدث حاليا لم يظهر بين يوم وليلة، بل تراكم عبر سنوات وإن لم يكن عقود، فمنذ نهاية الحرب الباردة وهناك من يحاولون استخدام الإسلام والمسلمين والعرب كعدو جديد يوحدون أميركا ضده في فترة ما بعد سقوط الإتحاد السوفيتي، وجاءت أحداث 11-9 لتعطي دفعة قوية لهؤلاء، حتى أن صموئيل هنتينجتون الكاتب الأميركي المعروف كتب في 2004 كتاب بعنوان "من نحن؟ تحديات الهوية الوطنية الأميركية" يتحدث فيه صراحة عن حاجة الأميركيين وهويتهم الوطنية لعدو خارجي يتحدون ضده وعن إمكانية أن يحتل الإسلام والمسلمون هذا الدور

وبالطبع تلقفت تلك الدعاوي مجموعات سياسية أميركية ناشطة سياسيا وذات أجندات معادية للمسلمين والعرب لأسباب مختلفة كبعض المتطرفين من مساندي إسرائيل في أميركا، وبعض المحافظين الجدد، وبعض قادة البروتستانت التبشيريين، وبعض غلاة الجمهوريين واليمينيين في أميركا

وللأسف لم يمتلك مسلمو وعرب أميركا الإمكانات السياسية أو الإعلامية لمواجهة تلك الجماعات، ولم يتحرك العالم العربي أو الإسلامي لتنظيم مبادرات علاقات عامة جادة لمواجهة ما بات يعرف بالإسلاموفوبيا أو ظاهرة التخويف من الإسلام والمسلمين في أميركا، والتي تنال أيضا من العرب والدول العربية والإسلامية وكل ما له علاقة بالمسلمين والعرب من قريب أو بعيد في أميركا، فيكفي أن ترتدي ثوبا أو تحمل اسما أو تتمتع بملامح مشابهه لعربي أو لمسلم لكي تتحول لضحية محتملة للإسلاموفوبيا

ما حدث هذا العام أو على مدى العامين السابقين، هو أنه ولأول مرة ينحدر مرشح رئاسي أميركي من أصول مسلمة، وهو باراك حسين أوباما المرشح الرئاسي الديمقراطي، والذي ينحدر من أصول مسلمة بحكم أن أباه (حسين أوباما) مسلم، وذلك على الرغم من أن حسين ترك باراك وعمره عامين، وأن باراك لم يتربى كمسلم وأنه اعتنق المسيحية بعد تخرجه من الجامعة

وكان من المفترض أن تتحول جذور أوباما المسلمة لميزة لا عيب في الفترة الحالية بحكم أن صورة أميركا في العالم الإسلامي تعاني كثيرا، وأن أوباما يتمتع بشعبية دولية واسعة عبر العالم وليس في العالمين العربي والإسلامي فقط، ولكن ولأسباب عديدة تحولت خلفية أوباما المسلمة لأحد أهم أسباب الهجوم عليه، فالبيئة السياسية الأميركية التي يسيطر عليها التحزب والعنصرية الموجودة في بعض قطاعات المجتمع الأميركي وجماعات المصالح المتشدد لم تجد غضاضة في اللجوء لأحط الأساليب للهجوم على أوباما

وقد وصلت الحملة على أوباما وجذوره المسلمة إلى حد اتهام أوباما بإخفاء إسلامه ضد مؤامرة إسلامية كبرى لتقويض أميركا من الداخل من خلال انتخاب رئيس مسلم يخفي إسلامه ويعمل على تدمير أميركا فور فوزه بالرئاسة، وقد وصلت الحملة لمستويات مقلقة دفعت أوباما إلى إطلاق مواقع إلكترونية تنفي إسلامه وإلى إرسال مبعوثين إلى ناخبين أميركيين في ولايات هامة استهدفتهم تلك الحملات - كاليهود الأميركيين في فلوريدا - لنفي الشائعات السابقة، كما حرص أوباما على النأي بنفسه عن كل ما هو مسلم أو إسلامي في أميركا

وللأسف تنكشف أبعاد جديدة للحملة كل يوم، حيث تشير استطلاعات الرأي أن 12% من الأميركيين مازالوا يعتقدون أن أوباما مسلم، وأن الحملة بدأت منذ 2004 تقريبا حيث رأي بعض معارضي أوباما أن جذوره المسلمة وخلفيته الأجنبية (لكون أبوه كيني أسود مهاجر) وقلة معرفة الأميركيين به يمثلون جميعا فرصة للتشكيك في أوباما وفي خلفيته، ولما أعلن أوباما ترشيح نفسه للرئاسة الأميركية عن الحزب الديمقراطي في أوائل عام 2007 لم يتردد خصومه في استغلال الشائعات نفسها، حتى أن حملة هيلاري كلينتون فصلت أحد موظفيها بسبب ترويجه لتلك الشائعات، كما أصدرت منظمات يهودية أميركية كبرى بيانا تنتقد فيه بعض اليهود الأميركيين وبعض مساندي إسرائيل الذين يشاركون في تلك الحملات

ولكن مع الأسف استمرت الحملات حتى كشفت وسائل الإعلام الأميركية مؤخرا عن توزيع 28 مليون نسخة من فيلم وثائقي مسيء للإسلام يدعى (obsession) على ناخبين أميركيين في ولايات أميركية مفصلية خلال شهر سبتمبر الماضي كمؤشر خطير على ما وصلت إليه حملة الهجوم على أوباما و"التخويف من العرب والمسلمين" من مستويات غير مسبوقة ومقلقة

عموما ساهم في تلك الحملة موقف أوباما نفسه الذي انتقد تلك الحملات وما تمثله من إساءة للمسلمين والإسلام ولكنه فضل النأي بنفسه والابتعاد عن كل ما هو مسلم أو إسلامي بدل من اتخاذ موقف شجاع وإيجابي في الدفاع عنهم، حتى أن كيث أليسون أول عضو كونجرس أميركي مسلم (ديمقراطي عن ولاية مينسوتا) اشتكى لوسائل الإعلام من أن حملة أوباما ألغت بعض الأنشطة الرامية للتقريب بين أوباما ومسلمي أميركا خوفا من تبعاتها على حملة أوباما للفوز بالرئاسة الأميركية

وبالطبع تشير مصادر مختلفة إلى وقوف بعض غلاة الجمهوريين وراء تلك الحملة، خاصة وأن المرشح الجمهوري جون ماكين ونائبته سارة بالين لم يترددا شخصيا في محاولة تشويه سمعة أوباما وربطه "بالإرهاب" في سقوط وتدني سياسي مخيف

وللأسف يستخدم ماكين منذ أكثر من عقد لمصطلحات وأفكار مسيئة للإسلام والمسلمين، حيث يربط بين التشدد والراديكالية بالإسلام كدين في خطابه السياسي، كما يردد بعض أفكار الجماعات الأميركية المتشددة التي تنظر للعلاقات الدولية كصراع "أجيال مع عدو إسلامي يسعى لبناء خلافة إسلامية ضد الغرب" ويستخدم تلك الأفكار في النظر لعلاقات أميركا الخارجية خاصة تجاه الشرق الأوسط

كما لم تتحرك حملة ماكين لمواجهة الإساءة ضد المسلمين والعرب القادمة من أروقة الجمهوريين وأبواقهم خاصة في أوساط البروتستانت التبشيريين ومساندي إسرائيل والمحافظين الجدد ودعاة عسكرة السياسة الخارجية الأميركية

وبهذا يجد المسلمون والعرب الأميركيون أنفسهم بين مرشح ديمقراطي وهو باراك أوباما يخشى الدفاع عنهم وينأى بنفسهم عن كل ما يربطه بهم وبين مرشح جمهوري لا يتردد في استغلال موجة "التخويف منهم" في مهاجمة خصمه السياسي لأغراض انتخابية

عموما، لو فاز ماكين في الانتخابات فلن تبشر مواقفه السابقة بعلاقة إيجابية تربطه بالمسلمين والعرب في أميركا أو خارجها، خاصة وأن مواقفه السياسية تجاه قضاياهم الرئيسية لا تبشر بالخير فهي تعد امتدادا واضحا لسياسات جورج دبليو بوش والمحافظين الجدد

أما في حالة فوز أوباما بالرئاسة فسوف ينبغي عليه فعل الكثير للتكفير عن موقفه الراهن والذي يصعب وصفه بالشجاعة أو الإيجابية، وأنا أعتقد أن المتابعين لمواقفه في العالمين العربي والإسلامي سوف يتعاملون معه بحذر للتأكد من أنه لن يتحول كغيره من الساسة الأميركيين كأسير لجماعات المصالح الأميركية المعنية بالشرق الأوسط وسياسات أميركا السابقة البعيدة كثيرا عن مصالح وحقوق الشعوب المسلمة والعربية

أما العبء الأكبر والأهم في مواجهة الإسلاموفوبيا فيقع على المسلمين والعرب أنفسهم داخل أميركا وخارجها، وأعتقد أنهم يتقاسمون اللوم والمسئولية مع غيرهم، فنحن نترك للآخرين فرصة الإساءة إلينا والهروب بتلك الإساءة بلا عواقب أو تبعات، ونقف مكتوفي الأيدي متحسرين بين عرب ومسلمون أميركيون يفتقرون للقدرة على مواجهة ما يحدث، وكيانات عربية وإسلامية دولية ضخمة - من دول وشعوب ومنظمات - تبدو وكأنها تكتفي بمراقبة ما يحدث عن بعد، ولعل ما يجري بالانتخابات الحالية هو جرس إنذار للجميع يدعوهم لضرورة التحرك لمواجهة وضع خطير ومتفاقم

Wednesday, October 22, 2008

Is Arab support for Obama fading?


By Alaa Bayoumi, AlJazeera.net, Oct 22, 2008.

It is no secret that many people in the Arab world looked at Barack Obama, the Democratic US presidential candidate, as someone who, if elected president, could bring positive change to US foreign policy in the Middle East.

Such an attitude seemed strong during the presidential primaries, but since Obama's victory in the primaries last June over Hillary Clinton, the former first lady and Obama's rival for the Democratic nomination, Arab support for the Illinois senator appears to have faded away.

The main reason is Obama himself.

He has carefully distanced himself from Arab and Muslim issues in the US and abroad over the last six months.

The Democrat has been fighting against a tough negative campaign that has tried to highlight his Muslim roots, foreign name and brief political history to portray him as a "hidden Muslim" who is part of a conspiracy to destroy America from within by electing a Muslim as president.

As part of the campaign, Obama was portrayed as a "closet" Muslim, a pro-Arab and anti-Israeli candidate. Americans were told that Obama was willing to sit and negotiate unconditionally with America's worst enemies, such as Mahmoud Ahmadinejad, the Iranian president, and that he could not be trusted with the security of the US, nor Israel. Rumours circulated
In response, Obama has caved inward and systematically distanced himself from anything Arab or Muslim.

His outreach co-ordinator to American Muslims resigned a few days after his appointment in early August after rumours were circulated in attempts to link him to Muslim extremism.
Meanwhile, the Obama campaign refused to let female Muslims supporters, who were wearing headscarves, appear in the same photograph as the Democratic candidate, fearing that their appearance would hurt Obama's image.

Out of the same fear, the Obama campaign has also failed to organise any serious outreach efforts to Arab or Muslim Americans despite a well-publicised effort to reach out to other minorities, new voters and voting blocs.

On a policy level, the Illinois senator announced his support for Jerusalem as the "undivided" capital for Israel before the powerful Israeli lobby group, the American Israel Public Affairs Committee (AIPAC), last June.

Obama has also tried to reduce the emphasis on his pro-dialogue approach toward countries such as Iran and Syria and instead assert his willingness to use force in places such Afghanistan and Pakistan.

Senator Joe Biden, Obama's chioce for vice president, is a self-described "Zionist," who believes that there can only be progress in the Middle East when "the Arab nations have known that there is no daylight between us [the United States] and Israel".Realistic and militaristic
The more realistic, militaristic and pro-Israel Obama has been a disappointment for many Arabs, who hesitantly supported Obama during the primaries due to his different background and rhetorical emphasis on hope, dialogue and "change".

But, at the end of the day, many Arabs gave up on America and American politics a long time ago.

A poll of Arab public opinion conducted by Zogby international earlier this year found that 70 per cent of the Arab public have no confidence in the US.

It also found that 18 per cent believed that Barack Obama had the best chance of advancing peace in the Middle East, compared with 13 per cent for Hillary Clinton and just four per cent for John McCain.

A Pew survey found that there was "little enthusiasm" for either of the two main presidential candidates in the Muslim world compared with places like Europe.

In Egypt for instance, only 31 per cent have confidence in Obama and 23 per cent in McCain.
Both surveys were conducted in the spring of 2008 and since then Arabs have became more aware of the positions of Obama and McCain toward the major issues that most interest them such as Iraq, the Israeli-Palestinian peace process and Middle East democracy.

Such awareness may have deepened fears that neither candidate is daring enough to transform Washington's Middle East policy.

Dialogue and diplomacy

Obama generally seems more willing to use dialogue and diplomacy, push the peace process forward and refrain from using force and confrontation than his Republican counterpart.
But Obama's views on the Middle East are not radically different from his opponent and predecessor.

The Democrat's plan for Iraq does not put a specific date for the withdrawal of all US forces from Iraq. Instead, Obama says he will keep an undetermined number of troops in Iraq for an undetermined period of time to "protect" US interests there - a plan vague enough to keep the door open for a prolonged American presence in Iraq.

On the peace process, he has opposed Palestinian democracy and does not seem to support internal Palestinian dialogue and efforts to encourage unity.

Obama also appears to lack a clear plan for promoting Arab democracy.

He seems opposed to changing Arab governments by force and also seems disinterested in promoting democracy in the region.

He appears willing to support the status quo in exchange for gaining the support of Arab governments in stabilising Iraq and confronting Iran.

Obama has clearly moved right on Arab issues since becoming the Democratic party's presidential candidate.

No better choice

This is not to say that McCain is a better choice for Arabs than Obama.

McCain appears to be more of a neo-conservative toward the Arab world than George Bush, the incumbent US president.

On Iraq, McCain had been calling for the removal of the government of Saddam Hussein, the former Iraqi president, since 1998 - five years before the actual US invasion of the country.

McCain also does not seem to have any interest in moving the Israeli-Palestinian peace process forward and seems to want to empower Israel and to help isolate it from its neighbours, by force if necessary.

This is why McCain quickly supported the isolationist policies adopted by Ariel Sharon, the former Israeli prime minister, such as the construction of the separation barrier and disengagement from the peace process.

This means that neither Obama or McCain seem to be the right candidate for Arabs.
But some Arab idealists will still support Obama out of hope he may improve and out of fear that a McCain presidency could end up bringing more harm to the region than even the Bush administration.

Monday, October 13, 2008

الإمبراطور الأميركي الأخير
بقلم: علاء بيومي

الناشر:
جريدة البديل المصرية، 13 أكتوبر 2008

نص المقال

من يعتقدون أن خسارة جون ماكين - المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية - في الانتخابات الرئاسية المقبلة ستكون خسارة عادية لمرشح رئاسي عادي مخطئون لأن ماكين باختصار هو أخر إمبراطور أميركي منتظر، لذا ستمثل هزيمته في الانتخابات الرئاسية المقبلة هزيمة لمشروع الإمبراطورية الأميركية ذاته

فماكين وريث الإمبراطورية الأميركية الشرعي والأخير، فهو قائد عسكري سابق ينحدر من أسرة من قادة البحرية الأميركية، كما أنه خاض حرب فيتنام ووقع خلالها في الأسر لأكثر من خمس سنوات ونصف ليعود بعدها لأميركا ويستقبل استقبال الأبطال ويحظى بصورة البطل القومي باقتدار، وهي صورة مازال يحتفظ بها ماكين إلى يومنا هذا، حتى أن كتب - بالتعاون مع كاتب خطاباته المفضل مارك سالتر - قصص مختصرة موجهة للشباب الأميركي عن عظماء التاريخ الأميركي والعالمي بهدف زرع قيم الوطنية وحب الوطن والبطولة في نفوس الشباب بالولايات المتحدة، كما أن سيرة ماكين الذاتية تحولت لفيلم سينمائي

بعد عودة ماكين لأميركا في أوائل السبعينيات لم يجد صعوبة في دخول معترك السياسة حيث صار عضوا بالكونجرس في أوائل عام 1983، وقد ظل ماكين منذ ذلك الحين وحتى منتصف التسعينيات من معارضي التدخل العسكري الخارجي تأثرا بعقدة فيتنام وبمعاناة الجيش الأميركي هناك وتأثرا بخبرة الحرب الباردة القائمة على الردع وسباق التسلح العسكري وتفضيل الواقعية على المثالية في العلاقات الدولية

ولكن ماكين أسير حرب فيتنام تغير كثيرا في منتصف التسعينيات، وهي نفس الفترة التي شهدت ولاية الجيل الثاني من المحافظين الجدد المعروفين بتهورهم على ساحة السياسة الخارجية، وقد ارتبط تغير ماكين وظهور جيل المحافظين الجدد الجديد بحدث أكبر وهو سقوط الاتحاد السوفيتي وصعود نجم أميركا كقطب العالم الأوحد

حيث قاد ماكين بخلفيته العسكرية القوية واهتمامه الواضح بالسياسة الخارجية جهود الجمهوريين في البحث عن سياسة خارجية جديدة تتناسب مع فترة ما بعد الحرب الباردة، وقد فكر مليا وشارك في مشاريع بحثية وسياسية مختلفة، ويبدو أن بحثه السابق قاده تدريجيا إلى الإيمان بنظرية "العظمة الوطنية الأميركية" وهو من بنات أفكار المحافظين الجدد

نظرية "العظمة الوطنية الأميركية" تقوم على فكرة بناء حزب جمهوري جديد يتعالى على مشاكل أميركا الداخلية مثل الصراعات الثقافية والدينية والأخلاقية ويتبنى سياسة داخلية ليبرالية بعض الشيء على أن يتبنى سياسة خارجية توسعية تضمن لأميركا الحفاظ على "فترة القطبية الأحادية" لأطول فترة ممكنة، وذلك من خلال تبني سياسات ومشاريع دولية كبرى وطموحة تعيد بناء النظام العالمي على شاكلة ترضي أميركا والمحافظين الجدد

ويقول مارك سالتر كاتب خطابات ماكين الرئيسي أنه تأثر بالنظرية السابقة في منتصف التسعينات، خاصة وأن سالتر سبق وأن عمل مساعدا لجين كيركباتريك سفيرة أميركا لدى الأمم المتحدة في عهد ريجان، وأحد أشهر قيادات الجيل الأول من المحافظين الجدد

على الجانب الأخر تحدث المحافظين الجدد كثيرا في نهاية التسعينيات عن ماكين، وعبروا عن تقديرهم له وإعجابهم به، حيث رأى نورمان بودهوريتز أن ماكين هو واحد من السياسيين الأميركيين القلائل الذي يتمتع بقيم الأصالة كالشجاعة والبطولة واستقلالية الرأي والجراءة، مما يؤهله لكي يكون واحد من قادة أميركا والغرب العظام التاريخيين

لذا أيد غالبية المحافظين الجدد ماكين عند خوضه الانتخابات الرئاسية التمهيدية التي أجريت في أوساط الحزب الجمهوري عام 2000، ولكن ماكين خسر أمام جورج دبليو بوش الذي تحالف مع النخب التقليدية للحزب الجمهوري وقوى اليمين المسيحي المتدينة التي لم ترض عن ماكين بسبب علمانيته، وقد حزن المحافظون الجدد لخسارة ماكين أمام بوش في عام أوائل 2000، وطالبوا بوش بعد فوزه بالرئاسية الأميركية في نهاية العام نفسه بأن يعين ماكين بحكومته، ولكن بوش رفض

عموما بقى ماكين خارج السلطة ولكنه ظل أحد أقوى الشخصيات الجمهورية على الإطلاق سواء، وصاحب أجندة خارجية صقورية، فعلى سبيل المثال يعتبر ماكين أحد أهم داعمي حرب العراق على الإطلاق، حيث أيدها قبل وقوعها، كما كان لدعمه لإستراتيجية زيادة القوات الأميركية في العراق والتي طبقت في أوائل عام 2007 أكبر الأثر في تطبيقها والموافقة عليها

وبعد عودة الجمهوريين لماكين في انتخابات العام الحالي عاد المحافظون الجدد إليه يهرولون، حتى أن كبير مستشاري ماكين للسياسة الخارجية راندي شونمان هو من أبرز قيادات المحافظين الجدد، وأحد منسقي "لجنة تحرير العراق" الرئيسيين، وهي لجنة أسست في عام 2002 لتضم أكبر الداعمين لحرب العراق خارج الإدارة الأميركية

المثير هنا أن المحافظين الجدد يدركون جيدا أن ماكين هو فرصتهم الأخيرة، وأنه هزيمة ماكين في الانتخابات الأميركية المقبلة هي إعلان وفاة لنظرية "العظمة الوطنية الأميركية" كما يتصورها المحافظون الجدد، وإعلان نهاية عصر الإمبراطورية الأميركية

أبرز الدلائل على ذلك جاءت في كتابات روبرت كاجان، أحد أبرز منظري المحافظين الجدد، والذي نشر في أوائل العام الحالي كتابا بعنوان "عودة التاريخ" ينعي فيه فكرة "نهاية التاريخ" التي رددها فرانسيس فوكوياما في أوائل التسعينات

والمعروف أن فوكوياما بدوره هو أحد أبرز قادة المحافظين الجدد، وأنه نشر كتابا بعنوان "نهاية التاريخ" حاز باهتمام دولي كبير في أوائل التسعينيات حيث تحدث عن انتصار تاريخي لأميركا والغرب والرأسمالية الغربية في معركتها مع الشرق والاتحاد السوفيتي، وكيف أن هذا الانتصار هو بمثابة إعلان لنهاية التاريخ لأنه وصل إلى أعلى مراحل تقدمه

والمعروف أيضا أن فوكوياما تبرأ من المحافظين الجدد بعد حرب العراق، أما كاجان فقد أدرك بدوره أن فكرة نهاية التاريخ لم تعد ذات معنى بعد تراجع سمعة ونفوذ أميركا بسبب حرب العراق، وبعد صعود قوى الشرق وعلى رأس الصين، لذا كتب يتحدث عن عودة التاريخ وقرب نهاية لحظة الأحادية الأميركية

وتشير تقارير صحفية أن كاجان والذي يعد أحد مستشاري السياسية الخارجية لحملة ماكين نجح في التأثير على ماكين وفي تضمين بعد أفكاره الخاصة بعود التاريخ في خطابات ماكين منذ صيف العام الحالي

ومن المعروف أن ماكين من أنصار إعادة بناء العالم، حيث ينادي ببناء "عصبة الديمقراطيات" وهي منظمة دولية كبرى أكبر من الناتو وأصغر من الأمم المتحدة تضمن أميركا والدول المساندة لها في مقابل الدول المعارض للولايات المتحدة، حيث يرى ماكين أن الأمم المتحدة فشلت في التعامل مع دول كإيران، وأنه يريد بناء المنظمة الجديدة لكي تكون بديلا عن الأمم المتحدة في حال فشلها في التعامل مع القضايا الدولية الصعبة لإيران، بمعنى أخر يريد ماكين إعادة صف دول العالم خلف أميركا في عصر ما بعد الحرب الباردة

لذا وضع كاجان بعض العبارات الخاصة بتراجع قوة أميركا وصعود قوى دولية جديدة في خطاب ماكين كنوع من التواضع، أو ربما كنوع من التذكرة باقتراب نهاية مشروع الإمبراطورية الأميركية، وبأن على الأميركيين انتخاب ماكين أخر إمبراطور أميركي قبل فوات الأوان، ولعل هذه هي الأسباب التي دعتنا إلى القول في بداية هذه المقالة بأن هزيمة ماكين هي في حقيقتها هزيمة لأخر إمبراطور أميركي بل ولمشروع الإمبراطورية الأميركية ذاته
حلقة برنامج "كتاب ألفته" عن كتاب جون ماكين والشرق الأوسط
الحلقة أذيعت على قناة الجزيرة يوم الثلاثاء السابع من أكتوبر الحالي
مقتطفات من الحلقة

فكرة الكتاب الرئيسية هي عن مواقف المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية جون ماكين وحقيقة سياسته الخارجية تجاه الشرق الأوسط، والتنبؤ بقدر الإمكان بمواقفه أو بسياساته تجاه الشرق الأوسط في حالة فوزه بالرئاسة الأميركية

فوز ماكين هو امتداد للسياسة الخارجية للمحافظين الجدد مع فرق أساسي هو أن ماكين يبدو أكثر تشددا وأكثر أصالة من جورج بوش في مساندته لآراء المحافظين الجدد، ماكين يبدو أنه هو الصورة الأذكى والصورة الأكثر أصالة من بوش ومن المحافظين الجدد عندما يأتي الأمر لتطبيق مجموعة من السياسات التي نادى بها المحافظون الجدد تجاه الشرق الأوسط خلال العقد الأخير

فهم ماكين عملية صعبة للأميركيين في الداخل وفي الخارج بسبب أن ماكين ليس سياسيا عاديا، هذا الشخص يتمتع، هو أحد أشهر السياسيين في الولايات المتحدة على الإطلاق، يتمتع بصورة البطل القومي في عيون الأميركيين ذو خبرة سياسية مهولة وقدرة على رسم صورته بفعل عدد كبير جدا من المستشارين المحيطين به وماكين يتمتع بصورة مزدوجة، أولا صورة ليبرالية معروفة عنه في الداخل كشخص منفتح داعم لحقوق المهاجرين ذو سياسات ليبرالية يتعاون مع الديمقراطيين بشكل عام ثم هناك صورة مختلفة تماما، صقورية على الساحة السياسية الخارجية

ماكين هو آخر الأباطرة الأميركيين إذا جاز التعبير، إذا لم يتمكن ماكين من وصول الحكم وإذا لم يتمكن المحافظون الجدد بدفع ماكين ربما ستكون هذه آخر فرصة أمام مشروع المحافظين الجدد أمام مشروع الإمبراطورية الأميركية

لقراءة النص الكامل للحلقة أو للإستماع إليها، يرجى زيارة

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/2B7FBDEE-825C-43D8-A7DC-83461D1CE327.htm

Friday, October 03, 2008

انتصار واضح لجوزيف بايدن على سارة بالين في مناظرة الأمس
مقال بقلم: علاء بيومي

يمكن نشر المقال مع الإشارة إلى مصدره
www.alaabayoumi.com

نص المقال

في اعتقادي أن السيناتور الديمقراطي جوزيف بايدن حقق انتصارا واضحا على حاكمة ولاية ألاسكا الجمهورية سارة بالين في مناظرة الأمس الرئاسية للأسباب الثلاثة التالية

أولا: أن المناظرات بين مرشحي الرئاسة باراك أوباما وجون ماكين ونائبيهما جوزيف بايدن و سارة بالين - على التوالي - لا تحتوي على أي جديد بالنسبة لمواقف المرشحين، فهي بالأساس تكرار لمواقفهم السياسية المعروفة مسبقا منذ بداية الانتخابات الرئاسية

وقد عبرنا مسبقا عن عدم رضانا على مواقف جوزيف بايدن المتعلقة بالقضية الفلسطينية على وجه التحديد، ورأينا أن اختيار أوباما لبايدن – المعبر عن تيار الليبراليين الجدد – هو
تغليب للنزعة الواقعية على المثالية في حملة انتخابات أوباما الرئاسية، خاصة وأن بايدن سبق وأن أيد حرب العراق كما بدأ متشددا في دعمه لإسرائيل


وفي الحقيقية عدم رضانا عن مواقف بايدن لا يقل عن رفضنا لمواقف سارة بالين تجاه السياسة الخارجية، وهي مواقف غير معروفة في غالبيتها لأن بالين نفسها لم تكن معروفة على الساحة الوطنية الأميركية حتى اختارها ماكين نائبة له منذ حوالي خمسة أسابيع كما ذكرت هي في مناظرة الأمس

ولكن التقارير الصحفية - والمقابلات القليلة التي أجرتها وسائل الإعلام الأميركية مع بالين - كشفت عن مواقف ساذجة في تشددها، فبالين ليست فقط متشددة في مواقفها تجاه قضايا كحرب العراق والعلاقة مع إسرائيل، ولكنها تبدو ساذجة مدفوعة بدوافع أيدلوجية ودينية خطرة ومتطرفة تذكرنا بالمرشح الجمهوري مايك هاكابي المقرب من البروتستانت التبشيريين كما تذكرنا بجورج دبليو بوش نفسه

ثانيا: في ضوء ما سبق تعد المناظرات فرصة للتعرف على شخصية ونفسية المرشح بالأساس من خلال أداءه خلال المناظرة وحديثه المباشر إلى الجمهور ورده على أسئلة المحاور، وذلك من خلال قراءة ما بين السطور كما يقول المحللون، وهي عملية ليست سهلة لأن المناظرات الرئاسية كحال الانتخابات الأميركية تحولت لفيلم سينمائي يديره معدون ومنتجون وكتاب سيناريو ومخرجون ويلعب دور البطولة فيه سياسيون لا يقلون مهارة عن كبار نجوم السينما الأميركية

وبهذا تتوارى الحقيقة والقضايا السياسية الحقيقية خلف براعة أداء السياسيين الأميركيين خلال الحملات والتي تأتي بعد تدريب شاق على أيدي خبراء علاقات عامة وبفعل أموال ضخمة تنفق لبناء شخصية المرشح على نطاق واسع

وقد ظهرت بارعة بالين ليلة أمس في أسلوب حديثها للكاميرا، فبالين صحفية سابقة تجيد الحديث لعدسات التلفاز، وقد ظهرت هذه البراعة في مناظرة أمس بشكل مصطنع في كثير من الأحيان، حيث شعرت بأن بالين تحولت أحيانا لمراسلة تلفزيونية أو مقدمة نشرات أو ممثلة بارعة تتحدث من نص مكتوب مسبقا ولكنها في نفس الوقت حريصة على أن تظهر تلقائية أمام الكاميرا، وعلى الرغم من أن تلك الصفات إيجابية لدى الإعلاميين والممثلين - حيث يطلب منها التعبير عن مواقف وأراء لا يؤمنون بها بالضرورة - إلا إنها غير صادقة لدى السياسي المفترض أن يعبر بصدق عن قضايا يؤمن بها ويدافع عنها

أما براعة بايدن فظهرت في تحكمه في نفسه وفي خطابه وفي رفضه الهجوم على بالين حتى لا يظهر وكأنه يقلل من شأنها أمام المشاهدين، وذلك لأن حملة أوباما كانت ومازالت تخشى من تهميش أصوات النساء بعد هزيمة أوباما لهيلاري كلينتون في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية

وجاء اختيار ماكين لسارة بالين كنائبة له ليعزز هذه المخاوف، لذا حرص بايدن على آلا يقلل من شأن سارة بالين بأي حال من الأحوال خلال المناظرة حتى لا يكسبها تعاطف الناخبات الأميركيات بشكل من الأشكال

حتى أن بادين تمادى أحيانا في الخضوع لهجومها وفي رفض الهجوم على مواقفها وبيان أخطائها، حتى أن كاد يبكي عن رده على سؤال حول أسرته، وكأن بايدن السياسي المخضرم واسع الشهرة والنفوذ والسطوة بواشنطن كان يريد الظهور أكثر نعومة وحساسية ورقة من سارة بالين حاكمة ولاية آلاسكا قليلة الخبرة والدراية السياسية

ثالثا: أسوأ ما في شخصية بالين هو سذاجتها وتشددها في آن واحد، فالاستماع لبالين ليلة أمس يشعرك بأنها لا تتعدى كونها مساعدة أو سكرتيرة حسناء لجون ماكين تجيد التعامل مع الكاميرات وترضى قواعد الحزب الجمهوري اليمينية المتشددة

وهذا لا يعني أن سارة بالين بلا مستقبل سياسي أمامها، فهي تجيد التعامل مع الإعلام، ويمكن أن يكون أمامها مستقبل سياسي كبير إذا حصلت على التدريب اللازم، ولكنها في الوقت الحالي لا تتعدى موظفة مخلصة تردد ما تريده حملة ماكين

فهي لم تتحدث عن مواقفها وخبرتها السياسية آلا نادرا، كما أن لغتها وأفكارها بسيطة للغاية، وكل مواقفها هي تكرار ودعم لمواقف جون ماكين

وعلى الرغم من سذاجة بالين وضعف سجلها السياسي وفشلها في الحديث المفصل عن مواقف ماكين خلال المناظرة أو حتى في الرد على انتقادات بايدن لسجل ماكين تجاه قضايا معنية كالرعاية الصحية، إلا إنها بدت متشددة حريصة على مهاجمة خصومها الديمقراطيين بشكل شخصي ومباشر أحيانا، وكان من الأولى بها أن تميل قليلا إلى الاعتدال والتواضع على أمل كسب ثقة الناخبين المستقلين، ولكنها فضلت التشدد لكي ترضي قواعد الحزب الجمهوري المتشددة، على أن تترك الاعتدال والإجابات الذكية لجون ماكين في مناظرتيه المتبقيتين أمام باراك أوباما

وبهذا تذكرنا بالين في سذاجتها بجورج دبليو بوش، ولكنها بدت أكثر غرورا من بوش عندما كان مرشحا رئاسيا في عام 2000

أما بايدن فقد بدا واسع الدراية والمعرفة والقدرة على إبراز العيوب في مواقف ماكين وعلى مساعدة أوباما أو قيادة أميركا في حالة الضرورة، وهي بالطبع أخبار سارة لحملة أوباما التي تعيش فترة صعود في الفترة الأخيرة بسبب أزمة الاقتصاد الأميركي التي يلومها الأميركيون على بوش والجمهوريين

ويبدو أن أوباما يستفيد الآن من غضب الأميركيين العام على بوش والجمهوريين، كما يستفيد من تفوق نائبه الواضح على سارة بالين، هذا إضافة إلى الصعوبة التي يواجهها ماكين في جذب أصوات المستقلين، فمواقف بالين وتشدد قواعد الحزب الجمهوري والغضب الأميركي العام على سياسات بوش وأيدلوجية اليمين الأميركي يصبون جميعا في غير صالح ماكين

ويبدو أن حملة أوباما تشعر أحيانا بأن لو تمكنت من ركوب موجة الغضب العارم على بوش والجمهوريين فأنها سوف تصل إلى البيت الأبيض بسلام، وأنها يكفيها أحيانا أن تتعالى على نقد ماكين والجمهوريين وتتركهم يتمادون في هذا النقد حتى يغرقوا فيه على أن يعتلي أوباما والديمقراطيين موجة أكبر، وهي موجة الغضب الشعبي العارم ضد الجمهوريين في الفترة الحالية، ولعل هذا يفسر إحجام أوباما وبايدن عن الهجوم القوي على ماكين وبالين في المناظرتين السابقتين

ولكني أعتقد أن نجاح الإستراتيجية السابقة تتطلب من أوباما تحقق فوزا واضحا على ماكين في واحدة من المناظرتين الرئاسيتين المتبقيتين، فوز يعزز ثقة الناخبين الديمقراطيين في أوباما ويشعر الناخبين المستقلين بان أوباما يمتلك الحجة العليا وأنه قادر على التعبير عن سخطهم على مواقف بوش والجمهوريين في صورة ماكين، وقد يسعى أوباما لتحقيق ذلك خلال المناظرة الثانية أو الثالثة والأخيرة، أو قد يؤثر السلامة ويفضل الوسطية والهدوء على أن يترك مهمة عقاب الجمهوريين للشعب الأميركي نفسه في الرابع نوفمبر المقبل

لذا علينا أن ننتظر حتى الثلاثاء المقبل (موعد المناظرة الرئاسية الثانية) لنعرف قرار أوباما، وقد يكون لماكين رأي أخر ويحقق مفاجأة لم يتوقعها أحد

----

علاء بيومي، باحث في الشؤون الأميركية، صدر له مؤخرا كتاب "
جون ماكين والشرق الأوسط والولاية الثالثة للمحافظين الجدد"، (مركز الجزيرة للدراسات، الدوحة، قطر، أغسطس 2008)