Thursday, October 30, 2008

لماذا يتمتع باراك أوباما بكل هذه الكاريزما؟
مقال بقلم: علاء بيومي

الناشر: جريدة البديل المصرية

نص المقال

سواء فاز باراك أوباما بالرئاسة الأميركية أو خسر فسيتذكره العالم لسنوات قادمة بعدما خلب الأذهان عبر أميركا والعالم بكاريزميته التاريخية التي يصعب تكرارها

أوباما يعد بحق تذكيرا ناصعا بأهمية الكاريزما في السياسية وبفضل ودور الكاريزما السياسية، فالرجل أينما حل قادر على جميع تجمعات جماهيرية غير مسبوقة وتبرعات مالية غير مسبوقة أيضا، هذا إضافة إلى تغطية إعلامية لا تنتهي، وإعجاب جماهيري منقطع النظير

مصادر الإعجاب بأوباما كثيرة فهو أول أميركي أسود يصل منصبه الحالي، كما أنه شاب نسبيا (46 عاما) من أصل مهاجر (ولد لأب كيني وأم أميركية) عمل بعد تخرجه من الجامعة في تنميه المجتمعات المحلية (بمدينة شيكاغو الأميركية) ثم انتقل لجامعة هارفارد (أحد أعرق الجامعات الأميركية) ليدرس القانون وليدخل عالم الشهرة والسياسية بسرعة منقطعة النظير حتى صار مرشحا رئاسيا بعد أربع سنوات فقط من وصوله واشنطن في عام 2004

كما امتلك أوباما الجراءة لاتخاذ بعض القرارات السياسية الصعبة من بينها معارضته لحرب العراق منذ عام 2002، ودعوته للحوار مع دول مثل إيران وسوريا أمام مرشحين صقور مثل هيلاري كلينتون وجون ماكين

قصة أوباما نفسها مثيرة للإعجاب، تصلح كفيلم سينمائي قبل أن تكون سيرة ذاتية رائجة، لما لا وقد كتب أوباما نفسه سيرته الذاتية بعد تخرجه من هارفارد، ويقول من قرءوها أنها كشفت عن كاتب بارع مرهف الحس على الرغم من أنها لم تشتهر إلا بعد ترقي أوباما سياسيا

أما سر الإعجاب بأوباما فيكمن في قدراته الخطابية الهائلة التي أشاد بها خصومه قبل مسانديه، مع العلم بأن خصومه هؤلاء هم من أقدر الأميركيين على الخطابة وإجادة فن تحريك الجماهير، فمن بينهم بيل كلينتون القادر على حبس أنفاس مستمعيه خلال خطاباته حتى بعد خروجه عن الحكم، وزوجته هيلاري أشهر سياسية أميركي حاليا وأكثرهم نفوذا، وجون ماكين مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة الأميركية والبطل القومي الأميركي الذي تحولت سيرته الذاتية إلى فيلم سينمائي بالفعل

هذا يعني أننا أمام عبقرية خطابية فريدة تقوم على عناصر مختلفة مثل تركيز أوباما في خطاباته على الإيجابية والمستقبل والأمل والقيم الأميركية وبحثه عن أميركا أفضل، ورفضه للتحزب والتشدد والحروب السياسية الأميركية الداخلية، كما تقوم أيضا على لباقة أوباما في الحديث وعلى استخدامه لتعبيرات لغوية مجازية ممتعة، وهدوءه الواضح الذي لا يفقده أعصابه في أصعب الظروف

هذا إضافة إلى ملامح وجهه الهادئة، وابتسامته الدائمة غير المبالغ فيها، وشبابه النسبي، وطول عوده ونحافته غير المفرطة، وقدرته على التحكم في عضلات وجهه ونبرات صوته بشكل يخدم خطابه، وطريقة سيره وتحيته للجمهور التي لا تخلو من كبرياء لا يصل لحد الغرور، هذا إضافة إلى أناقته الملفتة للنظر وقدرته على الحديث أمام جموع جماهيرية غفيرة وكاميرات التلفاز

امتلاك إنسان ما لمثل هذه القدرات هي موهبة فطرية بالأساس يصعب زرعها في شخصية لا تتمتع بها، ولكنها أيضا نتاج لثقافة سياسية ديمقراطية حرة تشجع الكاريزما السياسية وتبحث عنها وتنمينها

وبدون شك جزء من كاريزما أوباما هو نتاج إعلامي، فالعدد الهائل من وسائل الإعلام الأميركي التي تغطي الانتخابات الرئاسية الأميركية عبر ساعات تغطية لا تحصى من شئنها تضخيم أي بعد من أبعاد الانتخابات بما في ذلك شخصية المرشحين

هذا إضافة إلى أن الثقافة الأميركية تعترف بالبطولة والكاريزما وترحب بهما، والسياسة الأميركية تسمح بذلك لأن بها قدر كبير من الحراك والحرية السياسية والديمقراطية

وأنا شخصيا أعتقد أن لا سياسية حقيقية بدون كاريزما، فلو افتقد السياسي للقدرة على التواصل مع الجماهير فلن يكون سياسيا بالمفهوم الحقيقي للكلمة، فالسياسية هي فهي جزء منها فن الفوز برضا الجماهير والقدرة على تحريكهم لتحقيق غايات سياسة معينة

أما بالنسبة للعالم العربي فالواضح أن الكاريزما السياسية تعاني لسببين، أولهما غياب الديمقراطية مما يضع عدد كبير من الشخصيات التي تفتقر للكاريزما في مناصب سياسية بالتعيين، وبالطبع يحول هؤلاء مناصبهم بمرور الوقت لمناصب بيروقراطية تحكم بعيدا عن الجماهير

وثانيهما تيار من المثقفين العرب المثاليين والذي نسوا المعنى الحقيقي للسياسة بسبب بعدهم الطويل عنها وعدم معايشتهم لتجارب سياسية حقيقية مما يدفعهم لوضع تصورات مثالية للسياسة والسياسيين تصورهم كأنبياء - لا بشر - يتحركون بناء على معايير وقيم مثالية للغاية تتعالى على المصالح البشرية

وبالطبع لن تتحقق رؤى المثاليين العرب، فلا يوجد سياسيين بهذا الشكل، فالسياسة تقوم على المهادنة والبحث عن الحلول الوسط وقدر كبير من الاعتراف بالقصور البشري وصعوبة العمل الجماعي

لذا نأمل أن يجد العالم العربي في باراك أوباما فرصة للتذكرة بأهمية السياسة والعمل مع الجماهير ومخاطبة ودهم وأحلامهم حتى لا تتحول السياسة في العالم العربي لبيروقراطية مملة عاجزة عن الفوز بتأييد الجماهير في أي انتخابات حرة ونزيهة، أو لأفكار مثالية تزيد من عزلة الجماهير العربية عن السياسية بمعناها الحقيقي أكثر مما هو قائم حاليا

Sunday, October 26, 2008

تحذير من خطورة المبالغة في إمكانية فوز باراك أوباما بالرئاسة الأميركية
مقال بقلم: علاء بيومي

يمكن نشر المقال مع الإشارة إلى مصدره
www.alaabayoumi.com

نص المقال

كثير من المناصرين للمرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية باراك أوباما يخشون من أن تتبخر الأصوات المساندة له يوم الانتخابات وأن تتحول استطلاعات الرأي الأميركية العديدة التي تشير إلى تقدمه على المرشح الجمهوري جون ماكين إلى سراب عندما يذهب الناخبون الأميركيون إلى صناديق الاقتراع في الرابع من نوفمبر المقبل

سبب ذلك يعود إلى عدة عوامل على رأسها عرق أوباما - أو خلفيته الأفريقية الأميركية - حيث تحذر دراسات رأي عام أميركية من أن أوباما قد يفقد 6% من أصوات الناخبين الأميركيين يوم الاقتراع بسبب عرقه، هذا يعني أن أوباما يحتاج من الآن وحتى يوم الانتخابات أن يكون متقدما على ماكين بفارق كبير يتخطى 9 أو 10 نقاط مئوية على الأقل لكي يتمكن من هزيمة ماكين، وهو فارق صعب ليس من السهل تحقيقه والحفاظ عليه

هذا لأن استطلاعات الرأي عادة ما تكون غير دقيقة بنسبة 3% يضاف إليها 6% من الناخبين الذين قد يغيرون موقفهم من أوباما يوم التصويت بسبب عرقه، هذا يعني أن أوباما يحتاج لأن يكون متقدما على أوباما بنسبة 9% من الأصوات على الأقل قبل يوم الانتخابات

أضف إلى ذلك يعتقد 28% من السود الأميركيين و20% من البيض – كما تشير الاستطلاعات - أن عرق أوباما قد يضر به يوم الانتخابات، وهي نسبة كبيرة تفوق نسبة الـ 6% التي يحتمل أن تغير موقفها يوم الانتخابات بسبب عرق أوباما

هذا الفارق دفع بعض المتابعين إلى القول بأن استطلاعات الرأي كاذبة، وأنها لا تعبر بالضرورة عن حقيقة موقف الأميركيين من أوباما، وأن الناخبين الأميركيين ممكن أن يتحدثوا بشكل إيجابي عن أوباما لمراكز الأبحاث ووسائل الإعلام التي تستطلع آرائهم، كنوع من الحديث "اللبق" أو "الكذب" لترددهم عن ذكر الحقيقة، حتى إذا ذهبوا لصناديق الاقتراع انقلبوا إلى بواطن أمورهم وما تخفي الصدور، وقاموا بالتصويت بالطريقة التي ترضي تعكس مخاوفهم ومشاعرهم القديمة الدفينة

ويجب هنا الإشارة إلى أن العرق ليس السبب الوحيد للهجوم على أوباما فنسبة كبيرة من الناخبين (46% من البيض و23% من السود) يرون أن قلة خبرة أوباما السياسية قد تضره في عيون الناخبين، وهناك نسبة تقدر بحوالي 12% من الناخبين تعتقد أن أوباما مسلم، وتشير استطلاعات سابقة إلى أن 45% من الأميركيين لن يصوتوا لرئيس مسلم

المثير هنا أن شائعات إسلام أوباما منتشرة بالتساوي تقريبا بين الناخبين الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء، وهو أمر مثير الدهشة، خاصة وأن أوباما تعرض خلال الانتخابات التمهيدية لنقد لاذع بسبب علاقته بقسه الأسود المفضل جيرمايه وايت والذي لعب دورا هاما في اعتناق أوباما المسيحية خلال فترة عمله بشيكاغو بعد تخرجه من الجامعة

هذا يعني أن أوباما يتعرض للنقد لكونه مسلم ومسيحي في نفس الوقت، وهو أمر دفع بعض الأفارقة الأميركيين إلى القول بأن الاتهامات الموجة لأوباما بخصوص إسلامه ليست إلا غطاء يخفي العنصرية البيضاء الموجهة لأوباما

ولا يفوتنا هنا التأكيد على أن الهجوم على أوباما بسبب جذوره المسلمة يعد نوع من العنصرية الجديدة الدفينة، والتي باتت واضحة للعيان خلال الانتخابات الحالية والتي لا تقل خطورة عن العنصرية القائمة على العرق، وللأسف يتعامل معها الأميركيون بتجاهل هو في حد ذاته علامة على تغلل ذلك النوع من العنصرية وتفشيه داخل المجتمع الأميركي حتى بات الأميركيون لا يحركون له ساكن وكأنه أصبح شيئا عاديا

عموما وبغض النظر عن الأسباب التي يتعرض لها أوباما للنقد، فالواضح أنه يتعرض لحملة تشويه ضخمة بسبب خلفيته الغريبة على الشعب الأميركي (فهو أسود ولد لأب كيني مسلم مهاجر لأميركا) وبسبب حداثة عهده على الساحة السياسية الأميركية مما يعطي لخصومه فرصة لتشويه صورته، وهي فرصة لم يتردد الديمقراطيون أنفسهم في استغلالها خلال صراع أوباما الطويل والصعب مع آل كلينتون في الانتخابات الديمقراطية التمهيدية

أما الجمهوريون فهم يجيدون ذلك النوع من الهجوم المعروف باسم "سياسات الخوف" والقائمة على تأليب الناخبين الأميركيين خاصة اليمينين المتشددين منهم على خصومهم السياسيين من لخلال تخويف الناخبين من عدو خارجي يتربص بهم وخصم سياسي داخلي يصور لهم على أنه يعمل على تدمير أميركا

وبسبب بشرة أوباما السوداء، وجذوره الأفريقية والمسلمة يحاول البعض تصويره على أنه محور التقاء المؤامرة الأجنبية مع المؤامرة الداخلية الموجهتين ضد أميركا، وذلك من خلال القول بأن أوباما هو جزء من مؤامرة إسلامية خارجية كبرى يشنها مسلمون متشددون يكرهون أميركا ويسعون لتدميرها من الداخل من خلال انتخاب رئيس مسلم يخفي إسلامه وهو أوباما سوف يعمل على تقويض أميركا من الداخل فور فوزه بأرفع منصب فيها، وهو منصب الرئاسة الأميركية ذاته، وأن اليسار الأميركي ممثلا في الحزب الديمقراطي والليبراليين الأميركيين هم بمثابة حصان طروادة الذي سوف يفتح الباب لهذه المؤامرة من خلال تأييده لأوباما بحجة التعاطف مع الأخر والانفتاح والنسبية التي أهلكت الحضارة والمجتمعات الغربية

هذا لا يعني أن أوباما سياسي كامل بلا عيوب، فأوباما يعاني بالفعل من قلة الخبرة وتردده أحيانا أمام جماعات المصالح العديدة التي تملأ حزبه وواشنطن، كما أن أوباما يقود حزبا منقسما على نفسه كما ظهر بوضوح خلال موسم الانتخابات التمهيدية الأميركية، حيث فشل الحزب الديمقراطي في اختيار مرشح له حتى شهر يونيو الماضي وعلى ستة شهور صعبه وهو الشهور الستة الأولى من عام 2008، والتي واجه خلالها أوباما هيلاري كلينتون التي حصدت تأييد 18 مليون ناخب ديمقراطي خلال صراع انتخابي طويل وصعب انتهي لصالح أوباما بعدما أرهق الحزب الديمقراطي والأميركيين والمعنيين بالانتخابات الأميركية حول العالم

أضف إلى ذلك أن الجمهوريين تحت وطأة فضائحهم السياسة العديدة اضطروا للتوحد خلف جون ماكين، وهو شخصية أقل تشددا من عدد كبير من القيادات الجمهورية الحالية وأكثر خبرة ودهاء سياسي، شخصية لا يجب التقليل منها بأي حال من الأحوال

ولا يجب التقليل بأي حال من الأحول من قوة القواعد الجماهيرية للحزب الجمهوري بقيادة قوى وجماعات وقيادات اليمين المسيحي المتدين، وهي القوي التي ساهمت في تحقيق سيطرة الجمهوريين السياسية منذ انتخاب رونالد ريجان رئيسا لأميركا في عام 1980 وحتى انتخاب جورج دبليو بوش لولايته الثانية في عام 2004

هذا بالطبع لا يعني أن حملة ماكين في وضع مثالي، أو أن الجمهوريين هم في حال أفضل من الحزب الديمقراطي، فالحزب الجمهوري قد يكون على مشارف هزيمة تاريخية كاسحة خلال موسم الانتخابات الحالية

ولكن الحقائق التي رصدناها في هذا المقال تعني أنه ينبغي على أنصار أوباما آلا يركنوا إلى استطلاعات الرأي متصورين أن الفوز بات في متناول أيدهم، فمثل هذا الشعور قد يكون بمثابة ضربة قاضية لطموحات أوباما والديمقراطيين الرئاسية كما حذر أوباما نفسه تكرارا
مقال الأستاذ محمد المداح عن كتاب جون ماكين

عنوان المقال: في كتابه حول الولاية الثالثة للمحافظين الجدد..بيومي: جون آخر إمبراطور أمريكي وهزيمته إعلان وفاة «العظمة الوطنية

المؤلف: محمد المداح

الناشر: جريدة عكاظ، 26 أكتوبر 2006

مقتطفات من المقال

يشير الكاتب علاء بيومي في كتابه الذي جاء بعنوان "جون ماكين والشرق الأوسط والولاية الثالثة للمحافظين الجدد" والذي ظهر مؤخرا في الأسواق الى أن الذين يعتقدون أن خسارة جون ماكين في الانتخابات الرئاسية المقبلة ستكون عادية لمرشح رئاسي عادي، فإنهم مخطئون لأن ماكين باختصار هو آخر إمبراطور أميركي منتظر، وهزيمته المنتظرة في الانتخابات الرئاسية سوف تمثل هزيمة لمشروع الإمبراطورية الأميركية ذاته

ويضيف بيومي ان ماكين تغير كثيرا في منتصف التسعينيات ، وهي نفس الفترة التي شهدت ولاية الجيل الثاني من المحافظين الجدد المعروفين بتهورهم على ساحة السياسة الخارجية، وقد ارتبط تغير ماكين وظهور جيل المحافظين الجديد بحدث أكبر وهو سقوط الاتحاد السوفيتي وصعود نجم أميركا كقطب العالم الأوحد، حيث قاد ماكين بخلفيته العسكرية القوية واهتمامه الواضح بالسياسة الخارجية جهود الجمهوريين في البحث عن سياسة خارجية جديدة تتناسب مع فترة ما بعد الحرب الباردة

للإطلاع على النص الكامل للمقال يرجى زيارة
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20081026/Con20081026236215.htm

Saturday, October 25, 2008

مقال د. عبد الله موسى الطاير عن كتاب جون ماكين والشرق الأوسط والولاية الثالثة للمحافظين الجدد
عنوان المقال: جون ماكين.. الولاية الثالثة للمحافظين الجدد

المؤلف: د. عبد الله موسى الطاير

الناشر:
جريدة المدينة السعودية، 25 أكتوبر 2008

مقتطفات من المقال

التعرف على ملامح السنوات العجاف الأربع القادمة في حالة فوز ماكين يتطلب التعرف على جون ماكين نفسه، ذلك الإمبراطور الذي يعلق عليه أنصاره أن يكون منقذا لإمبراطورية تتهاوى، ويراه خصومه حلاوة الروح قبل انهيار الحلم الأمريكي ليس بسبب الأزمة المالية والرهن العقاري، وإنما بسبب الظلم والاستكبار في الأرض

كتاب «جون ماكين والشرق الأوسط والولاية الثالثة للمحافظين الجدد» ... كتاب يستحق القراءة في هذه الفترة من تاريخ العالم. ففي الوقت الذي تتأرجح استطلاعات الرأي كلما اقترب موعد الحسم بين جون ماكين وباراك أوباما، يطغى شعور قوي بأن باراك أوباما هو رئيس الولايات المتحدة القادم إذا سارت الأمور بشكل طبيعي، وهو شعور تسرب إلى قناعات جون ماكين، الذي المح إلى حياته السياسية والشخصية فيما بعد هزيمته. لكن خسارة جون ماكين في هذا الوقت بالذات ليست عادية من وجهة نظر المؤلف بل هي «نهاية إمبراطور» في وقت تحتضر فيه إمبراطورية في مشهد يلمح إلى «عودة التاريخ» في مقابل «نهاية التاريخ» التي كان المحافظون الجدد قد أعلنوها على لسان فوكوياما التائب منذ اجتياح العراق من هرطقات المحافظين الجدد

للإطلاع على النص الكامل للمقال، يرجى زيارة

Friday, October 24, 2008

التخويف من العرب والمسلمين في الانتخابات الرئاسية الأميركية الحالية
بقلم علاء بيومي

الناشر:
صحيفة البديل المصرية

نص المقال

العنصرية التي يتعرض لها العرب والمسلمون في موسم الانتخابات الرئاسية الأميركية الحالية والتي ظهرت على شاشات التلفاز عبر العالم ضمن تغطيتها للانتخابات أكدت مخاوف من حذروا لسنوات من أن العنصرية الموجهة حاليا ضد العرب والمسلمون في أميركا تنتمي لنوع خطير ومقلق للغاية ليس فقط بسبب انتشارها وتغاضي الساسة الأميركيون عنها ولكن - وهو الأهم - لأن تلك العنصرية باتت مقبولة مبررة لا تحرك لها نسبة كبيرة من الأميركيين ساكن

بمعني أخر المجتمع الأميركي لا يخلو من عنصرية موجهة ضد جماعات مختلفة لأسباب عديد بعضها عنصري والبعض الأخر اقتصادي أو ثقافي، ولكن المؤسف هنا أن الثقافة السياسية الأميركية ترفض تلك العنصريات وتسارع لانتقادها والنأي عنها في حالة ظهورها على السطح، ولكن للأسف لا يحدث الشيء نفسه عند الإساءة للعرب أو المسلمين، وكأن الإساءة لهم باتت أمرا مقبولا تحت غطاء ما يسمي بمواجهة "أعداء أميركا" أو "الحرب على الإرهاب

وبالطبع ما يحدث حاليا لم يظهر بين يوم وليلة، بل تراكم عبر سنوات وإن لم يكن عقود، فمنذ نهاية الحرب الباردة وهناك من يحاولون استخدام الإسلام والمسلمين والعرب كعدو جديد يوحدون أميركا ضده في فترة ما بعد سقوط الإتحاد السوفيتي، وجاءت أحداث 11-9 لتعطي دفعة قوية لهؤلاء، حتى أن صموئيل هنتينجتون الكاتب الأميركي المعروف كتب في 2004 كتاب بعنوان "من نحن؟ تحديات الهوية الوطنية الأميركية" يتحدث فيه صراحة عن حاجة الأميركيين وهويتهم الوطنية لعدو خارجي يتحدون ضده وعن إمكانية أن يحتل الإسلام والمسلمون هذا الدور

وبالطبع تلقفت تلك الدعاوي مجموعات سياسية أميركية ناشطة سياسيا وذات أجندات معادية للمسلمين والعرب لأسباب مختلفة كبعض المتطرفين من مساندي إسرائيل في أميركا، وبعض المحافظين الجدد، وبعض قادة البروتستانت التبشيريين، وبعض غلاة الجمهوريين واليمينيين في أميركا

وللأسف لم يمتلك مسلمو وعرب أميركا الإمكانات السياسية أو الإعلامية لمواجهة تلك الجماعات، ولم يتحرك العالم العربي أو الإسلامي لتنظيم مبادرات علاقات عامة جادة لمواجهة ما بات يعرف بالإسلاموفوبيا أو ظاهرة التخويف من الإسلام والمسلمين في أميركا، والتي تنال أيضا من العرب والدول العربية والإسلامية وكل ما له علاقة بالمسلمين والعرب من قريب أو بعيد في أميركا، فيكفي أن ترتدي ثوبا أو تحمل اسما أو تتمتع بملامح مشابهه لعربي أو لمسلم لكي تتحول لضحية محتملة للإسلاموفوبيا

ما حدث هذا العام أو على مدى العامين السابقين، هو أنه ولأول مرة ينحدر مرشح رئاسي أميركي من أصول مسلمة، وهو باراك حسين أوباما المرشح الرئاسي الديمقراطي، والذي ينحدر من أصول مسلمة بحكم أن أباه (حسين أوباما) مسلم، وذلك على الرغم من أن حسين ترك باراك وعمره عامين، وأن باراك لم يتربى كمسلم وأنه اعتنق المسيحية بعد تخرجه من الجامعة

وكان من المفترض أن تتحول جذور أوباما المسلمة لميزة لا عيب في الفترة الحالية بحكم أن صورة أميركا في العالم الإسلامي تعاني كثيرا، وأن أوباما يتمتع بشعبية دولية واسعة عبر العالم وليس في العالمين العربي والإسلامي فقط، ولكن ولأسباب عديدة تحولت خلفية أوباما المسلمة لأحد أهم أسباب الهجوم عليه، فالبيئة السياسية الأميركية التي يسيطر عليها التحزب والعنصرية الموجودة في بعض قطاعات المجتمع الأميركي وجماعات المصالح المتشدد لم تجد غضاضة في اللجوء لأحط الأساليب للهجوم على أوباما

وقد وصلت الحملة على أوباما وجذوره المسلمة إلى حد اتهام أوباما بإخفاء إسلامه ضد مؤامرة إسلامية كبرى لتقويض أميركا من الداخل من خلال انتخاب رئيس مسلم يخفي إسلامه ويعمل على تدمير أميركا فور فوزه بالرئاسة، وقد وصلت الحملة لمستويات مقلقة دفعت أوباما إلى إطلاق مواقع إلكترونية تنفي إسلامه وإلى إرسال مبعوثين إلى ناخبين أميركيين في ولايات هامة استهدفتهم تلك الحملات - كاليهود الأميركيين في فلوريدا - لنفي الشائعات السابقة، كما حرص أوباما على النأي بنفسه عن كل ما هو مسلم أو إسلامي في أميركا

وللأسف تنكشف أبعاد جديدة للحملة كل يوم، حيث تشير استطلاعات الرأي أن 12% من الأميركيين مازالوا يعتقدون أن أوباما مسلم، وأن الحملة بدأت منذ 2004 تقريبا حيث رأي بعض معارضي أوباما أن جذوره المسلمة وخلفيته الأجنبية (لكون أبوه كيني أسود مهاجر) وقلة معرفة الأميركيين به يمثلون جميعا فرصة للتشكيك في أوباما وفي خلفيته، ولما أعلن أوباما ترشيح نفسه للرئاسة الأميركية عن الحزب الديمقراطي في أوائل عام 2007 لم يتردد خصومه في استغلال الشائعات نفسها، حتى أن حملة هيلاري كلينتون فصلت أحد موظفيها بسبب ترويجه لتلك الشائعات، كما أصدرت منظمات يهودية أميركية كبرى بيانا تنتقد فيه بعض اليهود الأميركيين وبعض مساندي إسرائيل الذين يشاركون في تلك الحملات

ولكن مع الأسف استمرت الحملات حتى كشفت وسائل الإعلام الأميركية مؤخرا عن توزيع 28 مليون نسخة من فيلم وثائقي مسيء للإسلام يدعى (obsession) على ناخبين أميركيين في ولايات أميركية مفصلية خلال شهر سبتمبر الماضي كمؤشر خطير على ما وصلت إليه حملة الهجوم على أوباما و"التخويف من العرب والمسلمين" من مستويات غير مسبوقة ومقلقة

عموما ساهم في تلك الحملة موقف أوباما نفسه الذي انتقد تلك الحملات وما تمثله من إساءة للمسلمين والإسلام ولكنه فضل النأي بنفسه والابتعاد عن كل ما هو مسلم أو إسلامي بدل من اتخاذ موقف شجاع وإيجابي في الدفاع عنهم، حتى أن كيث أليسون أول عضو كونجرس أميركي مسلم (ديمقراطي عن ولاية مينسوتا) اشتكى لوسائل الإعلام من أن حملة أوباما ألغت بعض الأنشطة الرامية للتقريب بين أوباما ومسلمي أميركا خوفا من تبعاتها على حملة أوباما للفوز بالرئاسة الأميركية

وبالطبع تشير مصادر مختلفة إلى وقوف بعض غلاة الجمهوريين وراء تلك الحملة، خاصة وأن المرشح الجمهوري جون ماكين ونائبته سارة بالين لم يترددا شخصيا في محاولة تشويه سمعة أوباما وربطه "بالإرهاب" في سقوط وتدني سياسي مخيف

وللأسف يستخدم ماكين منذ أكثر من عقد لمصطلحات وأفكار مسيئة للإسلام والمسلمين، حيث يربط بين التشدد والراديكالية بالإسلام كدين في خطابه السياسي، كما يردد بعض أفكار الجماعات الأميركية المتشددة التي تنظر للعلاقات الدولية كصراع "أجيال مع عدو إسلامي يسعى لبناء خلافة إسلامية ضد الغرب" ويستخدم تلك الأفكار في النظر لعلاقات أميركا الخارجية خاصة تجاه الشرق الأوسط

كما لم تتحرك حملة ماكين لمواجهة الإساءة ضد المسلمين والعرب القادمة من أروقة الجمهوريين وأبواقهم خاصة في أوساط البروتستانت التبشيريين ومساندي إسرائيل والمحافظين الجدد ودعاة عسكرة السياسة الخارجية الأميركية

وبهذا يجد المسلمون والعرب الأميركيون أنفسهم بين مرشح ديمقراطي وهو باراك أوباما يخشى الدفاع عنهم وينأى بنفسهم عن كل ما يربطه بهم وبين مرشح جمهوري لا يتردد في استغلال موجة "التخويف منهم" في مهاجمة خصمه السياسي لأغراض انتخابية

عموما، لو فاز ماكين في الانتخابات فلن تبشر مواقفه السابقة بعلاقة إيجابية تربطه بالمسلمين والعرب في أميركا أو خارجها، خاصة وأن مواقفه السياسية تجاه قضاياهم الرئيسية لا تبشر بالخير فهي تعد امتدادا واضحا لسياسات جورج دبليو بوش والمحافظين الجدد

أما في حالة فوز أوباما بالرئاسة فسوف ينبغي عليه فعل الكثير للتكفير عن موقفه الراهن والذي يصعب وصفه بالشجاعة أو الإيجابية، وأنا أعتقد أن المتابعين لمواقفه في العالمين العربي والإسلامي سوف يتعاملون معه بحذر للتأكد من أنه لن يتحول كغيره من الساسة الأميركيين كأسير لجماعات المصالح الأميركية المعنية بالشرق الأوسط وسياسات أميركا السابقة البعيدة كثيرا عن مصالح وحقوق الشعوب المسلمة والعربية

أما العبء الأكبر والأهم في مواجهة الإسلاموفوبيا فيقع على المسلمين والعرب أنفسهم داخل أميركا وخارجها، وأعتقد أنهم يتقاسمون اللوم والمسئولية مع غيرهم، فنحن نترك للآخرين فرصة الإساءة إلينا والهروب بتلك الإساءة بلا عواقب أو تبعات، ونقف مكتوفي الأيدي متحسرين بين عرب ومسلمون أميركيون يفتقرون للقدرة على مواجهة ما يحدث، وكيانات عربية وإسلامية دولية ضخمة - من دول وشعوب ومنظمات - تبدو وكأنها تكتفي بمراقبة ما يحدث عن بعد، ولعل ما يجري بالانتخابات الحالية هو جرس إنذار للجميع يدعوهم لضرورة التحرك لمواجهة وضع خطير ومتفاقم

Wednesday, October 22, 2008

Is Arab support for Obama fading?


By Alaa Bayoumi, AlJazeera.net, Oct 22, 2008.

It is no secret that many people in the Arab world looked at Barack Obama, the Democratic US presidential candidate, as someone who, if elected president, could bring positive change to US foreign policy in the Middle East.

Such an attitude seemed strong during the presidential primaries, but since Obama's victory in the primaries last June over Hillary Clinton, the former first lady and Obama's rival for the Democratic nomination, Arab support for the Illinois senator appears to have faded away.

The main reason is Obama himself.

He has carefully distanced himself from Arab and Muslim issues in the US and abroad over the last six months.

The Democrat has been fighting against a tough negative campaign that has tried to highlight his Muslim roots, foreign name and brief political history to portray him as a "hidden Muslim" who is part of a conspiracy to destroy America from within by electing a Muslim as president.

As part of the campaign, Obama was portrayed as a "closet" Muslim, a pro-Arab and anti-Israeli candidate. Americans were told that Obama was willing to sit and negotiate unconditionally with America's worst enemies, such as Mahmoud Ahmadinejad, the Iranian president, and that he could not be trusted with the security of the US, nor Israel. Rumours circulated
In response, Obama has caved inward and systematically distanced himself from anything Arab or Muslim.

His outreach co-ordinator to American Muslims resigned a few days after his appointment in early August after rumours were circulated in attempts to link him to Muslim extremism.
Meanwhile, the Obama campaign refused to let female Muslims supporters, who were wearing headscarves, appear in the same photograph as the Democratic candidate, fearing that their appearance would hurt Obama's image.

Out of the same fear, the Obama campaign has also failed to organise any serious outreach efforts to Arab or Muslim Americans despite a well-publicised effort to reach out to other minorities, new voters and voting blocs.

On a policy level, the Illinois senator announced his support for Jerusalem as the "undivided" capital for Israel before the powerful Israeli lobby group, the American Israel Public Affairs Committee (AIPAC), last June.

Obama has also tried to reduce the emphasis on his pro-dialogue approach toward countries such as Iran and Syria and instead assert his willingness to use force in places such Afghanistan and Pakistan.

Senator Joe Biden, Obama's chioce for vice president, is a self-described "Zionist," who believes that there can only be progress in the Middle East when "the Arab nations have known that there is no daylight between us [the United States] and Israel".Realistic and militaristic
The more realistic, militaristic and pro-Israel Obama has been a disappointment for many Arabs, who hesitantly supported Obama during the primaries due to his different background and rhetorical emphasis on hope, dialogue and "change".

But, at the end of the day, many Arabs gave up on America and American politics a long time ago.

A poll of Arab public opinion conducted by Zogby international earlier this year found that 70 per cent of the Arab public have no confidence in the US.

It also found that 18 per cent believed that Barack Obama had the best chance of advancing peace in the Middle East, compared with 13 per cent for Hillary Clinton and just four per cent for John McCain.

A Pew survey found that there was "little enthusiasm" for either of the two main presidential candidates in the Muslim world compared with places like Europe.

In Egypt for instance, only 31 per cent have confidence in Obama and 23 per cent in McCain.
Both surveys were conducted in the spring of 2008 and since then Arabs have became more aware of the positions of Obama and McCain toward the major issues that most interest them such as Iraq, the Israeli-Palestinian peace process and Middle East democracy.

Such awareness may have deepened fears that neither candidate is daring enough to transform Washington's Middle East policy.

Dialogue and diplomacy

Obama generally seems more willing to use dialogue and diplomacy, push the peace process forward and refrain from using force and confrontation than his Republican counterpart.
But Obama's views on the Middle East are not radically different from his opponent and predecessor.

The Democrat's plan for Iraq does not put a specific date for the withdrawal of all US forces from Iraq. Instead, Obama says he will keep an undetermined number of troops in Iraq for an undetermined period of time to "protect" US interests there - a plan vague enough to keep the door open for a prolonged American presence in Iraq.

On the peace process, he has opposed Palestinian democracy and does not seem to support internal Palestinian dialogue and efforts to encourage unity.

Obama also appears to lack a clear plan for promoting Arab democracy.

He seems opposed to changing Arab governments by force and also seems disinterested in promoting democracy in the region.

He appears willing to support the status quo in exchange for gaining the support of Arab governments in stabilising Iraq and confronting Iran.

Obama has clearly moved right on Arab issues since becoming the Democratic party's presidential candidate.

No better choice

This is not to say that McCain is a better choice for Arabs than Obama.

McCain appears to be more of a neo-conservative toward the Arab world than George Bush, the incumbent US president.

On Iraq, McCain had been calling for the removal of the government of Saddam Hussein, the former Iraqi president, since 1998 - five years before the actual US invasion of the country.

McCain also does not seem to have any interest in moving the Israeli-Palestinian peace process forward and seems to want to empower Israel and to help isolate it from its neighbours, by force if necessary.

This is why McCain quickly supported the isolationist policies adopted by Ariel Sharon, the former Israeli prime minister, such as the construction of the separation barrier and disengagement from the peace process.

This means that neither Obama or McCain seem to be the right candidate for Arabs.
But some Arab idealists will still support Obama out of hope he may improve and out of fear that a McCain presidency could end up bringing more harm to the region than even the Bush administration.

Monday, October 13, 2008

الإمبراطور الأميركي الأخير
بقلم: علاء بيومي

الناشر:
جريدة البديل المصرية، 13 أكتوبر 2008

نص المقال

من يعتقدون أن خسارة جون ماكين - المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية - في الانتخابات الرئاسية المقبلة ستكون خسارة عادية لمرشح رئاسي عادي مخطئون لأن ماكين باختصار هو أخر إمبراطور أميركي منتظر، لذا ستمثل هزيمته في الانتخابات الرئاسية المقبلة هزيمة لمشروع الإمبراطورية الأميركية ذاته

فماكين وريث الإمبراطورية الأميركية الشرعي والأخير، فهو قائد عسكري سابق ينحدر من أسرة من قادة البحرية الأميركية، كما أنه خاض حرب فيتنام ووقع خلالها في الأسر لأكثر من خمس سنوات ونصف ليعود بعدها لأميركا ويستقبل استقبال الأبطال ويحظى بصورة البطل القومي باقتدار، وهي صورة مازال يحتفظ بها ماكين إلى يومنا هذا، حتى أن كتب - بالتعاون مع كاتب خطاباته المفضل مارك سالتر - قصص مختصرة موجهة للشباب الأميركي عن عظماء التاريخ الأميركي والعالمي بهدف زرع قيم الوطنية وحب الوطن والبطولة في نفوس الشباب بالولايات المتحدة، كما أن سيرة ماكين الذاتية تحولت لفيلم سينمائي

بعد عودة ماكين لأميركا في أوائل السبعينيات لم يجد صعوبة في دخول معترك السياسة حيث صار عضوا بالكونجرس في أوائل عام 1983، وقد ظل ماكين منذ ذلك الحين وحتى منتصف التسعينيات من معارضي التدخل العسكري الخارجي تأثرا بعقدة فيتنام وبمعاناة الجيش الأميركي هناك وتأثرا بخبرة الحرب الباردة القائمة على الردع وسباق التسلح العسكري وتفضيل الواقعية على المثالية في العلاقات الدولية

ولكن ماكين أسير حرب فيتنام تغير كثيرا في منتصف التسعينيات، وهي نفس الفترة التي شهدت ولاية الجيل الثاني من المحافظين الجدد المعروفين بتهورهم على ساحة السياسة الخارجية، وقد ارتبط تغير ماكين وظهور جيل المحافظين الجدد الجديد بحدث أكبر وهو سقوط الاتحاد السوفيتي وصعود نجم أميركا كقطب العالم الأوحد

حيث قاد ماكين بخلفيته العسكرية القوية واهتمامه الواضح بالسياسة الخارجية جهود الجمهوريين في البحث عن سياسة خارجية جديدة تتناسب مع فترة ما بعد الحرب الباردة، وقد فكر مليا وشارك في مشاريع بحثية وسياسية مختلفة، ويبدو أن بحثه السابق قاده تدريجيا إلى الإيمان بنظرية "العظمة الوطنية الأميركية" وهو من بنات أفكار المحافظين الجدد

نظرية "العظمة الوطنية الأميركية" تقوم على فكرة بناء حزب جمهوري جديد يتعالى على مشاكل أميركا الداخلية مثل الصراعات الثقافية والدينية والأخلاقية ويتبنى سياسة داخلية ليبرالية بعض الشيء على أن يتبنى سياسة خارجية توسعية تضمن لأميركا الحفاظ على "فترة القطبية الأحادية" لأطول فترة ممكنة، وذلك من خلال تبني سياسات ومشاريع دولية كبرى وطموحة تعيد بناء النظام العالمي على شاكلة ترضي أميركا والمحافظين الجدد

ويقول مارك سالتر كاتب خطابات ماكين الرئيسي أنه تأثر بالنظرية السابقة في منتصف التسعينات، خاصة وأن سالتر سبق وأن عمل مساعدا لجين كيركباتريك سفيرة أميركا لدى الأمم المتحدة في عهد ريجان، وأحد أشهر قيادات الجيل الأول من المحافظين الجدد

على الجانب الأخر تحدث المحافظين الجدد كثيرا في نهاية التسعينيات عن ماكين، وعبروا عن تقديرهم له وإعجابهم به، حيث رأى نورمان بودهوريتز أن ماكين هو واحد من السياسيين الأميركيين القلائل الذي يتمتع بقيم الأصالة كالشجاعة والبطولة واستقلالية الرأي والجراءة، مما يؤهله لكي يكون واحد من قادة أميركا والغرب العظام التاريخيين

لذا أيد غالبية المحافظين الجدد ماكين عند خوضه الانتخابات الرئاسية التمهيدية التي أجريت في أوساط الحزب الجمهوري عام 2000، ولكن ماكين خسر أمام جورج دبليو بوش الذي تحالف مع النخب التقليدية للحزب الجمهوري وقوى اليمين المسيحي المتدينة التي لم ترض عن ماكين بسبب علمانيته، وقد حزن المحافظون الجدد لخسارة ماكين أمام بوش في عام أوائل 2000، وطالبوا بوش بعد فوزه بالرئاسية الأميركية في نهاية العام نفسه بأن يعين ماكين بحكومته، ولكن بوش رفض

عموما بقى ماكين خارج السلطة ولكنه ظل أحد أقوى الشخصيات الجمهورية على الإطلاق سواء، وصاحب أجندة خارجية صقورية، فعلى سبيل المثال يعتبر ماكين أحد أهم داعمي حرب العراق على الإطلاق، حيث أيدها قبل وقوعها، كما كان لدعمه لإستراتيجية زيادة القوات الأميركية في العراق والتي طبقت في أوائل عام 2007 أكبر الأثر في تطبيقها والموافقة عليها

وبعد عودة الجمهوريين لماكين في انتخابات العام الحالي عاد المحافظون الجدد إليه يهرولون، حتى أن كبير مستشاري ماكين للسياسة الخارجية راندي شونمان هو من أبرز قيادات المحافظين الجدد، وأحد منسقي "لجنة تحرير العراق" الرئيسيين، وهي لجنة أسست في عام 2002 لتضم أكبر الداعمين لحرب العراق خارج الإدارة الأميركية

المثير هنا أن المحافظين الجدد يدركون جيدا أن ماكين هو فرصتهم الأخيرة، وأنه هزيمة ماكين في الانتخابات الأميركية المقبلة هي إعلان وفاة لنظرية "العظمة الوطنية الأميركية" كما يتصورها المحافظون الجدد، وإعلان نهاية عصر الإمبراطورية الأميركية

أبرز الدلائل على ذلك جاءت في كتابات روبرت كاجان، أحد أبرز منظري المحافظين الجدد، والذي نشر في أوائل العام الحالي كتابا بعنوان "عودة التاريخ" ينعي فيه فكرة "نهاية التاريخ" التي رددها فرانسيس فوكوياما في أوائل التسعينات

والمعروف أن فوكوياما بدوره هو أحد أبرز قادة المحافظين الجدد، وأنه نشر كتابا بعنوان "نهاية التاريخ" حاز باهتمام دولي كبير في أوائل التسعينيات حيث تحدث عن انتصار تاريخي لأميركا والغرب والرأسمالية الغربية في معركتها مع الشرق والاتحاد السوفيتي، وكيف أن هذا الانتصار هو بمثابة إعلان لنهاية التاريخ لأنه وصل إلى أعلى مراحل تقدمه

والمعروف أيضا أن فوكوياما تبرأ من المحافظين الجدد بعد حرب العراق، أما كاجان فقد أدرك بدوره أن فكرة نهاية التاريخ لم تعد ذات معنى بعد تراجع سمعة ونفوذ أميركا بسبب حرب العراق، وبعد صعود قوى الشرق وعلى رأس الصين، لذا كتب يتحدث عن عودة التاريخ وقرب نهاية لحظة الأحادية الأميركية

وتشير تقارير صحفية أن كاجان والذي يعد أحد مستشاري السياسية الخارجية لحملة ماكين نجح في التأثير على ماكين وفي تضمين بعد أفكاره الخاصة بعود التاريخ في خطابات ماكين منذ صيف العام الحالي

ومن المعروف أن ماكين من أنصار إعادة بناء العالم، حيث ينادي ببناء "عصبة الديمقراطيات" وهي منظمة دولية كبرى أكبر من الناتو وأصغر من الأمم المتحدة تضمن أميركا والدول المساندة لها في مقابل الدول المعارض للولايات المتحدة، حيث يرى ماكين أن الأمم المتحدة فشلت في التعامل مع دول كإيران، وأنه يريد بناء المنظمة الجديدة لكي تكون بديلا عن الأمم المتحدة في حال فشلها في التعامل مع القضايا الدولية الصعبة لإيران، بمعنى أخر يريد ماكين إعادة صف دول العالم خلف أميركا في عصر ما بعد الحرب الباردة

لذا وضع كاجان بعض العبارات الخاصة بتراجع قوة أميركا وصعود قوى دولية جديدة في خطاب ماكين كنوع من التواضع، أو ربما كنوع من التذكرة باقتراب نهاية مشروع الإمبراطورية الأميركية، وبأن على الأميركيين انتخاب ماكين أخر إمبراطور أميركي قبل فوات الأوان، ولعل هذه هي الأسباب التي دعتنا إلى القول في بداية هذه المقالة بأن هزيمة ماكين هي في حقيقتها هزيمة لأخر إمبراطور أميركي بل ولمشروع الإمبراطورية الأميركية ذاته
حلقة برنامج "كتاب ألفته" عن كتاب جون ماكين والشرق الأوسط
الحلقة أذيعت على قناة الجزيرة يوم الثلاثاء السابع من أكتوبر الحالي
مقتطفات من الحلقة

فكرة الكتاب الرئيسية هي عن مواقف المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية جون ماكين وحقيقة سياسته الخارجية تجاه الشرق الأوسط، والتنبؤ بقدر الإمكان بمواقفه أو بسياساته تجاه الشرق الأوسط في حالة فوزه بالرئاسة الأميركية

فوز ماكين هو امتداد للسياسة الخارجية للمحافظين الجدد مع فرق أساسي هو أن ماكين يبدو أكثر تشددا وأكثر أصالة من جورج بوش في مساندته لآراء المحافظين الجدد، ماكين يبدو أنه هو الصورة الأذكى والصورة الأكثر أصالة من بوش ومن المحافظين الجدد عندما يأتي الأمر لتطبيق مجموعة من السياسات التي نادى بها المحافظون الجدد تجاه الشرق الأوسط خلال العقد الأخير

فهم ماكين عملية صعبة للأميركيين في الداخل وفي الخارج بسبب أن ماكين ليس سياسيا عاديا، هذا الشخص يتمتع، هو أحد أشهر السياسيين في الولايات المتحدة على الإطلاق، يتمتع بصورة البطل القومي في عيون الأميركيين ذو خبرة سياسية مهولة وقدرة على رسم صورته بفعل عدد كبير جدا من المستشارين المحيطين به وماكين يتمتع بصورة مزدوجة، أولا صورة ليبرالية معروفة عنه في الداخل كشخص منفتح داعم لحقوق المهاجرين ذو سياسات ليبرالية يتعاون مع الديمقراطيين بشكل عام ثم هناك صورة مختلفة تماما، صقورية على الساحة السياسية الخارجية

ماكين هو آخر الأباطرة الأميركيين إذا جاز التعبير، إذا لم يتمكن ماكين من وصول الحكم وإذا لم يتمكن المحافظون الجدد بدفع ماكين ربما ستكون هذه آخر فرصة أمام مشروع المحافظين الجدد أمام مشروع الإمبراطورية الأميركية

لقراءة النص الكامل للحلقة أو للإستماع إليها، يرجى زيارة

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/2B7FBDEE-825C-43D8-A7DC-83461D1CE327.htm

Friday, October 03, 2008

انتصار واضح لجوزيف بايدن على سارة بالين في مناظرة الأمس
مقال بقلم: علاء بيومي

يمكن نشر المقال مع الإشارة إلى مصدره
www.alaabayoumi.com

نص المقال

في اعتقادي أن السيناتور الديمقراطي جوزيف بايدن حقق انتصارا واضحا على حاكمة ولاية ألاسكا الجمهورية سارة بالين في مناظرة الأمس الرئاسية للأسباب الثلاثة التالية

أولا: أن المناظرات بين مرشحي الرئاسة باراك أوباما وجون ماكين ونائبيهما جوزيف بايدن و سارة بالين - على التوالي - لا تحتوي على أي جديد بالنسبة لمواقف المرشحين، فهي بالأساس تكرار لمواقفهم السياسية المعروفة مسبقا منذ بداية الانتخابات الرئاسية

وقد عبرنا مسبقا عن عدم رضانا على مواقف جوزيف بايدن المتعلقة بالقضية الفلسطينية على وجه التحديد، ورأينا أن اختيار أوباما لبايدن – المعبر عن تيار الليبراليين الجدد – هو
تغليب للنزعة الواقعية على المثالية في حملة انتخابات أوباما الرئاسية، خاصة وأن بايدن سبق وأن أيد حرب العراق كما بدأ متشددا في دعمه لإسرائيل


وفي الحقيقية عدم رضانا عن مواقف بايدن لا يقل عن رفضنا لمواقف سارة بالين تجاه السياسة الخارجية، وهي مواقف غير معروفة في غالبيتها لأن بالين نفسها لم تكن معروفة على الساحة الوطنية الأميركية حتى اختارها ماكين نائبة له منذ حوالي خمسة أسابيع كما ذكرت هي في مناظرة الأمس

ولكن التقارير الصحفية - والمقابلات القليلة التي أجرتها وسائل الإعلام الأميركية مع بالين - كشفت عن مواقف ساذجة في تشددها، فبالين ليست فقط متشددة في مواقفها تجاه قضايا كحرب العراق والعلاقة مع إسرائيل، ولكنها تبدو ساذجة مدفوعة بدوافع أيدلوجية ودينية خطرة ومتطرفة تذكرنا بالمرشح الجمهوري مايك هاكابي المقرب من البروتستانت التبشيريين كما تذكرنا بجورج دبليو بوش نفسه

ثانيا: في ضوء ما سبق تعد المناظرات فرصة للتعرف على شخصية ونفسية المرشح بالأساس من خلال أداءه خلال المناظرة وحديثه المباشر إلى الجمهور ورده على أسئلة المحاور، وذلك من خلال قراءة ما بين السطور كما يقول المحللون، وهي عملية ليست سهلة لأن المناظرات الرئاسية كحال الانتخابات الأميركية تحولت لفيلم سينمائي يديره معدون ومنتجون وكتاب سيناريو ومخرجون ويلعب دور البطولة فيه سياسيون لا يقلون مهارة عن كبار نجوم السينما الأميركية

وبهذا تتوارى الحقيقة والقضايا السياسية الحقيقية خلف براعة أداء السياسيين الأميركيين خلال الحملات والتي تأتي بعد تدريب شاق على أيدي خبراء علاقات عامة وبفعل أموال ضخمة تنفق لبناء شخصية المرشح على نطاق واسع

وقد ظهرت بارعة بالين ليلة أمس في أسلوب حديثها للكاميرا، فبالين صحفية سابقة تجيد الحديث لعدسات التلفاز، وقد ظهرت هذه البراعة في مناظرة أمس بشكل مصطنع في كثير من الأحيان، حيث شعرت بأن بالين تحولت أحيانا لمراسلة تلفزيونية أو مقدمة نشرات أو ممثلة بارعة تتحدث من نص مكتوب مسبقا ولكنها في نفس الوقت حريصة على أن تظهر تلقائية أمام الكاميرا، وعلى الرغم من أن تلك الصفات إيجابية لدى الإعلاميين والممثلين - حيث يطلب منها التعبير عن مواقف وأراء لا يؤمنون بها بالضرورة - إلا إنها غير صادقة لدى السياسي المفترض أن يعبر بصدق عن قضايا يؤمن بها ويدافع عنها

أما براعة بايدن فظهرت في تحكمه في نفسه وفي خطابه وفي رفضه الهجوم على بالين حتى لا يظهر وكأنه يقلل من شأنها أمام المشاهدين، وذلك لأن حملة أوباما كانت ومازالت تخشى من تهميش أصوات النساء بعد هزيمة أوباما لهيلاري كلينتون في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية

وجاء اختيار ماكين لسارة بالين كنائبة له ليعزز هذه المخاوف، لذا حرص بايدن على آلا يقلل من شأن سارة بالين بأي حال من الأحوال خلال المناظرة حتى لا يكسبها تعاطف الناخبات الأميركيات بشكل من الأشكال

حتى أن بادين تمادى أحيانا في الخضوع لهجومها وفي رفض الهجوم على مواقفها وبيان أخطائها، حتى أن كاد يبكي عن رده على سؤال حول أسرته، وكأن بايدن السياسي المخضرم واسع الشهرة والنفوذ والسطوة بواشنطن كان يريد الظهور أكثر نعومة وحساسية ورقة من سارة بالين حاكمة ولاية آلاسكا قليلة الخبرة والدراية السياسية

ثالثا: أسوأ ما في شخصية بالين هو سذاجتها وتشددها في آن واحد، فالاستماع لبالين ليلة أمس يشعرك بأنها لا تتعدى كونها مساعدة أو سكرتيرة حسناء لجون ماكين تجيد التعامل مع الكاميرات وترضى قواعد الحزب الجمهوري اليمينية المتشددة

وهذا لا يعني أن سارة بالين بلا مستقبل سياسي أمامها، فهي تجيد التعامل مع الإعلام، ويمكن أن يكون أمامها مستقبل سياسي كبير إذا حصلت على التدريب اللازم، ولكنها في الوقت الحالي لا تتعدى موظفة مخلصة تردد ما تريده حملة ماكين

فهي لم تتحدث عن مواقفها وخبرتها السياسية آلا نادرا، كما أن لغتها وأفكارها بسيطة للغاية، وكل مواقفها هي تكرار ودعم لمواقف جون ماكين

وعلى الرغم من سذاجة بالين وضعف سجلها السياسي وفشلها في الحديث المفصل عن مواقف ماكين خلال المناظرة أو حتى في الرد على انتقادات بايدن لسجل ماكين تجاه قضايا معنية كالرعاية الصحية، إلا إنها بدت متشددة حريصة على مهاجمة خصومها الديمقراطيين بشكل شخصي ومباشر أحيانا، وكان من الأولى بها أن تميل قليلا إلى الاعتدال والتواضع على أمل كسب ثقة الناخبين المستقلين، ولكنها فضلت التشدد لكي ترضي قواعد الحزب الجمهوري المتشددة، على أن تترك الاعتدال والإجابات الذكية لجون ماكين في مناظرتيه المتبقيتين أمام باراك أوباما

وبهذا تذكرنا بالين في سذاجتها بجورج دبليو بوش، ولكنها بدت أكثر غرورا من بوش عندما كان مرشحا رئاسيا في عام 2000

أما بايدن فقد بدا واسع الدراية والمعرفة والقدرة على إبراز العيوب في مواقف ماكين وعلى مساعدة أوباما أو قيادة أميركا في حالة الضرورة، وهي بالطبع أخبار سارة لحملة أوباما التي تعيش فترة صعود في الفترة الأخيرة بسبب أزمة الاقتصاد الأميركي التي يلومها الأميركيون على بوش والجمهوريين

ويبدو أن أوباما يستفيد الآن من غضب الأميركيين العام على بوش والجمهوريين، كما يستفيد من تفوق نائبه الواضح على سارة بالين، هذا إضافة إلى الصعوبة التي يواجهها ماكين في جذب أصوات المستقلين، فمواقف بالين وتشدد قواعد الحزب الجمهوري والغضب الأميركي العام على سياسات بوش وأيدلوجية اليمين الأميركي يصبون جميعا في غير صالح ماكين

ويبدو أن حملة أوباما تشعر أحيانا بأن لو تمكنت من ركوب موجة الغضب العارم على بوش والجمهوريين فأنها سوف تصل إلى البيت الأبيض بسلام، وأنها يكفيها أحيانا أن تتعالى على نقد ماكين والجمهوريين وتتركهم يتمادون في هذا النقد حتى يغرقوا فيه على أن يعتلي أوباما والديمقراطيين موجة أكبر، وهي موجة الغضب الشعبي العارم ضد الجمهوريين في الفترة الحالية، ولعل هذا يفسر إحجام أوباما وبايدن عن الهجوم القوي على ماكين وبالين في المناظرتين السابقتين

ولكني أعتقد أن نجاح الإستراتيجية السابقة تتطلب من أوباما تحقق فوزا واضحا على ماكين في واحدة من المناظرتين الرئاسيتين المتبقيتين، فوز يعزز ثقة الناخبين الديمقراطيين في أوباما ويشعر الناخبين المستقلين بان أوباما يمتلك الحجة العليا وأنه قادر على التعبير عن سخطهم على مواقف بوش والجمهوريين في صورة ماكين، وقد يسعى أوباما لتحقيق ذلك خلال المناظرة الثانية أو الثالثة والأخيرة، أو قد يؤثر السلامة ويفضل الوسطية والهدوء على أن يترك مهمة عقاب الجمهوريين للشعب الأميركي نفسه في الرابع نوفمبر المقبل

لذا علينا أن ننتظر حتى الثلاثاء المقبل (موعد المناظرة الرئاسية الثانية) لنعرف قرار أوباما، وقد يكون لماكين رأي أخر ويحقق مفاجأة لم يتوقعها أحد

----

علاء بيومي، باحث في الشؤون الأميركية، صدر له مؤخرا كتاب "
جون ماكين والشرق الأوسط والولاية الثالثة للمحافظين الجدد"، (مركز الجزيرة للدراسات، الدوحة، قطر، أغسطس 2008)