المثقف الأميركي والسلطة ... المحافظون الجدد نموذجا
بقلم: علاء بيومي
الناشر: مجلة آراء، أبريل 2008، حقوق الطبع والنشر محفوظة للناشر
مقتطفات
...
المثقف كما يري نورمان بودهوريتز - أحد أهم مؤسسي تيار المحافظين الجدد - يجب أن يختلط بالجماهير ورجل الشارع ويشعر بمعاناتهم ويكتب لهم سعيا للفوز بتأييدهم وبدعمهم المالي، كما يجب أن يحصل على أمواله من بيع كتاباته ومن المحاضرات التي يلقيها، وهي بدون شك مصادر صعبة وشحيحة للرزق، مصادر تحتم على المثقف النزول لرجل الشارع والحديث على مستواه، كما تحتم عليه المعاناة وهي من شروط الإبداع، وتربطه بالجماهير وتوعيه بحاجاتها وهي من المتطلبات الرئيسية لدور المثقف السياسي والذي ينبغي عليه التقرب من السلطة ورجالها والسعي لإقناعهم بأفكاره على أمل العمل معهم بما يمكنه من تطوير أفكاره السياسية وتطبيقها واختبار صحتها للعودة مرة أخرى بعد انقضاء فترة خدمته السياسية إلى معترك الحياة الثقافية ليكتب من جديد ويعرض أفكاره على الجماهير في انتظار فرصة جديدة للتجربة السياسية
الناشر: مجلة آراء، أبريل 2008، حقوق الطبع والنشر محفوظة للناشر
مقتطفات
...
المثقف كما يري نورمان بودهوريتز - أحد أهم مؤسسي تيار المحافظين الجدد - يجب أن يختلط بالجماهير ورجل الشارع ويشعر بمعاناتهم ويكتب لهم سعيا للفوز بتأييدهم وبدعمهم المالي، كما يجب أن يحصل على أمواله من بيع كتاباته ومن المحاضرات التي يلقيها، وهي بدون شك مصادر صعبة وشحيحة للرزق، مصادر تحتم على المثقف النزول لرجل الشارع والحديث على مستواه، كما تحتم عليه المعاناة وهي من شروط الإبداع، وتربطه بالجماهير وتوعيه بحاجاتها وهي من المتطلبات الرئيسية لدور المثقف السياسي والذي ينبغي عليه التقرب من السلطة ورجالها والسعي لإقناعهم بأفكاره على أمل العمل معهم بما يمكنه من تطوير أفكاره السياسية وتطبيقها واختبار صحتها للعودة مرة أخرى بعد انقضاء فترة خدمته السياسية إلى معترك الحياة الثقافية ليكتب من جديد ويعرض أفكاره على الجماهير في انتظار فرصة جديدة للتجربة السياسية
...
أما الأكاديمي أو الأستاذ الجامعي – في بعض صوره الحالية – فقد تحول إلى خطر على المثقف الأميركي – كما يرى بودهوريتز – لأن أستاذ الجامعة تحول إلى موظف حريص على إرضاء رؤسائه من خلال الكتابة في مواضيع شديدة التخصص لا يفهمها سوى أساتذته إن فهموها، كما بات معزولا يكتفي بتأدية الحد الأدنى من متطلبات وظيفته التي تمنحه راتبه الشهري
أما الأكاديمي أو الأستاذ الجامعي – في بعض صوره الحالية – فقد تحول إلى خطر على المثقف الأميركي – كما يرى بودهوريتز – لأن أستاذ الجامعة تحول إلى موظف حريص على إرضاء رؤسائه من خلال الكتابة في مواضيع شديدة التخصص لا يفهمها سوى أساتذته إن فهموها، كما بات معزولا يكتفي بتأدية الحد الأدنى من متطلبات وظيفته التي تمنحه راتبه الشهري
...
على المنوال نفسه يشجع هارفي مانسفيلد المثقفون على خوض المعارك الفكرية دفاعا عن مبادئهم السياسية، ومن المعروف أن هارفي مانسفيلد يعمل أستاذا للعلوم السياسية بجامعة هارفرد منذ الستينات، وهو أحد أنبغ وأوفي طلاب ليو ستراوس الأب الروحي أو الفكري لتيار المحافظين الجدد، ويتميز مانسفيلد بكتابته الفلسفية السياسية العميقة والتي تتخصص في إعادة تأويل كتابات مفكري العصور الغربية الوسطى الكبار، وهي كتابات في غالبيتها معقدة قد تعجز على القارئ العادي أو حتى المتخصص، ومع ذلك يحرص مانسفيلد على كتابة بعض المقالات القصيرة في مجالات المحافظين الجدد وعلى رأسها مجلة ذا ويكلي ستاندرد والتي يرأس تحريرها ويليام كريستول نجل إيرفينج كريستول
على المنوال نفسه يشجع هارفي مانسفيلد المثقفون على خوض المعارك الفكرية دفاعا عن مبادئهم السياسية، ومن المعروف أن هارفي مانسفيلد يعمل أستاذا للعلوم السياسية بجامعة هارفرد منذ الستينات، وهو أحد أنبغ وأوفي طلاب ليو ستراوس الأب الروحي أو الفكري لتيار المحافظين الجدد، ويتميز مانسفيلد بكتابته الفلسفية السياسية العميقة والتي تتخصص في إعادة تأويل كتابات مفكري العصور الغربية الوسطى الكبار، وهي كتابات في غالبيتها معقدة قد تعجز على القارئ العادي أو حتى المتخصص، ومع ذلك يحرص مانسفيلد على كتابة بعض المقالات القصيرة في مجالات المحافظين الجدد وعلى رأسها مجلة ذا ويكلي ستاندرد والتي يرأس تحريرها ويليام كريستول نجل إيرفينج كريستول
....
فبين حين وأخر ينشر مانسفيلد مقالا بالمجلة يبدو سطحيا في كثير من الأحيان ولا يرتقي لمستوى كتب مانسفيلد الفلسفية المعقدة للغاية، ولكنها مقالات تعبر عن التزام مانسفيلد بدور المثقف الحريص على التخاطب مع الجماهير وخوض الصراعات الفكرية، والتي يشبهها مانسفيلد بساحة الحرب مشجعا المثقفين على تلطيخ أيديهم بدماء أعدائهم الفكرية، وهي استعارة يبدو أن مانسفيلد اقتبسها من كثرة قراءته لكتابات مفكري العصور الوسطى، حتى أن مانسفيلد يبدو أحيانا أحد هؤلاء الفرسان وقد بثت فيه الحياة بالقرن الحادي والعشرين راكبا فرسا ومستلا قلمه
فبين حين وأخر ينشر مانسفيلد مقالا بالمجلة يبدو سطحيا في كثير من الأحيان ولا يرتقي لمستوى كتب مانسفيلد الفلسفية المعقدة للغاية، ولكنها مقالات تعبر عن التزام مانسفيلد بدور المثقف الحريص على التخاطب مع الجماهير وخوض الصراعات الفكرية، والتي يشبهها مانسفيلد بساحة الحرب مشجعا المثقفين على تلطيخ أيديهم بدماء أعدائهم الفكرية، وهي استعارة يبدو أن مانسفيلد اقتبسها من كثرة قراءته لكتابات مفكري العصور الوسطى، حتى أن مانسفيلد يبدو أحيانا أحد هؤلاء الفرسان وقد بثت فيه الحياة بالقرن الحادي والعشرين راكبا فرسا ومستلا قلمه
....
أما إيرفينج كريستول رفيق كفاح بودهوريتز ومؤسس مجلة ذا ناشيونال إنتريست الأكاديمية فيقول البعض أنه احتل مكانته المركزية لدى تيار المحافظين الجدد ليس فقط بقدرته على الكتابة البسيطة والتنظير وتأسيس المجلات ومراكز الأبحاث ولكن لتفوقه في مجال بناء علاقاته بكبار السياسيين وأثرياء المحافظين الذين ساعدوه على دعم تلاميذه من المحافظين الجدد ماليا من خلال دعم مراكز أبحاثهم وسياسيا من خلال فتح أبواب المؤسسات الحكومية أمامهم للتدرب واكتساب الخبرة السياسية اللازمة لاختبار أفكارهم السياسية
أما إيرفينج كريستول رفيق كفاح بودهوريتز ومؤسس مجلة ذا ناشيونال إنتريست الأكاديمية فيقول البعض أنه احتل مكانته المركزية لدى تيار المحافظين الجدد ليس فقط بقدرته على الكتابة البسيطة والتنظير وتأسيس المجلات ومراكز الأبحاث ولكن لتفوقه في مجال بناء علاقاته بكبار السياسيين وأثرياء المحافظين الذين ساعدوه على دعم تلاميذه من المحافظين الجدد ماليا من خلال دعم مراكز أبحاثهم وسياسيا من خلال فتح أبواب المؤسسات الحكومية أمامهم للتدرب واكتساب الخبرة السياسية اللازمة لاختبار أفكارهم السياسية
....
استراتيجيات الهيمنة الثقافية
بناء على الرؤية السابقة لدور المثقف السياسي يتبنى المحافظون الجدد عدد من الإستراتيجيات الواضحة لتحقيق رؤاهم، والتي يمكن تخليصها فيما يلي:
أولا:
استراتيجيات الهيمنة الثقافية
بناء على الرؤية السابقة لدور المثقف السياسي يتبنى المحافظون الجدد عدد من الإستراتيجيات الواضحة لتحقيق رؤاهم، والتي يمكن تخليصها فيما يلي:
أولا: