Wednesday, March 11, 2009

من هم الليبراليون الجدد؟ ولماذا يسيطرون على إدارة أوباما؟
مقال بقلم: علاء بيومي

يمكن نشر المقال مع الإشارة إلى مصدره
www.alaabayoumi.com

نص المقال

"الليبراليون الجدد" هم الذراع اليميني للحزب الديمقراطي الأميركي، والذي يسيطر بالأساس على نخب الحزب وعلى قواعده الجماهيرية البيضاء المنتمية للبطقات الفقيرة والمتوسطة، ويميل أيدلوجيا نحو الحد من برامج الرعاية والدعم الحكومية على مستوى السياسة الداخلية ونحو دعم سياسة خارجية تدخلية على الساحة الخارجية

جذور "الليبراليين الجدد" داخل الحزب الديمقراطي الأميركي قديمة للغاية، ولكن تبلورهم الحديث يعود لنهاية الستينيات كرد فعل على صعود قوى "اليسار الجديد"، وهي الجناح اليساري والأكثر ثورية داخل الحزب الديمقراطي، والذي سيطر على قواعد الحزب الديمقراطي الجماهيرية بشكل طاغي منذ منتصف الستينيات وخاصة وسط المهاجرين والأقليات والنساء والشباب والمثقفين، في حين بقى كبار السن والمحافظين أخلاقيا والبيض من أبناء الطبقات الفقيرة والمتوسطة أقرب ليمين الحزب الديمقراطي أو "الليبراليين الجدد

ونظرا لسيطرة "اليساريين الجدد" المتزايدة على الحزب الديمقراطي منذ عام 1964 انعزل جناح الحزب اليميني في تيار معارض بدأ يتبلور تدريجيا، ودخل في صراع مستمر مع "اليساريين الجدد" منذ عام 1968، وهو صراع كلف الحزب الديمقراطي خسارة سطوته على السياسة الأميركية

صراع "الليبراليين الجدد" مع "اليساريين الجدد" أضعف الحزب الديمقراطي كثيرا وكلفه انتخابات تلو الأخرى وساهم في صعود ريجان وقوى اليمين المسيحي السياسية، ومع استمرار الهزائم انشق عن "الليبراليين الجدد" بعض الليبراليين الذين استحال عليهم التعايش مع الحزب الديمقراطي في ظل سيطرة ونفوذ "اليساريين الجدد" عليه، وقد عرف هؤلاء الديمقراطيون التاركون للحزب الديمقراطي في أواخر السبعينيات "بالمحافظين الجدد"، وهو التيار الذي انضم لإدارة ريجان في بداية الثمانينات وبات مسيطرا على السياسة الخارجية لإدارة الرئيس جورج دبليو بوش وقادها إلى حرب العراق

عموما فضل "الليبراليون الجدد" البقاء داخل الحزب الديمقراطي وجذبه بإستمرار نحو اليمين مدفوعين بشعورهم العميق بالانهزام أمام قوي اليمين الأميركي المتدينة منها والعلمانية والتي باتت متعاظمة النفوذ

وقد دارت أفكار "الليبراليين الجدد" حول التخلي عن برامج الحكومة الكبيرة والبرامج الموجهة لمساعدة الفقراء وحول الاهتمام بمصالح رجال الأعمال والطبقات البيضاء المتوسطة، وكذلك حول تبني سياسة خارجية أكثر إحتراما للقوة العسكرية الأميركية والجيش الأميركي ولمصالح أميركا الدولية ولأهمية تبني سياسة خارجية تدخلية وصقورية إذا لزم الأمر

وجاء صعود بيل كلينتون في أواخر الثمانينات نتاجا لحركة "الليبراليين الجدد" وتجسيدا لها حيث إلتف حوله بعض شباب الحزب الذين أيدوا أجندة "الليبراليين الجدد" وبدأوا في تطبيقها تدريجيا بعد فوز كلينتون بالرئاسة الأميركية في 1992 مما أحدث صراعات عميقة بين نخب الحزب الديمقراطي الملتفة حول كلينتون وبين جذوره الملتفة شعوريا حول أفكار "اليساريين الجدد

رئاسة كلينتون جاءت تطبيقا لأفكار "الليبراليين الجدد" وتطويرا لها وأحدثت تطورا لا رجعة فيه على الحزب الديمقراطي وعلى أجندته السياسية لصالح "الليبراليين الجدد" إذا تخلى الديمقراطيون تدريجيا عن دعم البرامج الحكومية الكبيرة الموجهة نحو مصالح الطبقات الفقيرة والأقليات، وأصبحوا حزبا حريصا على موازنة الميزانية العامة والحد من عجز الميزانية وعلى مكافحة الجريمة وضمان مصالح الطبقة المتوسطة، كما تخلوا تدريجيا عن نزعتهم الإنعزالية على ساحة السياسة الخارجية وأصبحوا حزبا معنيا ببناء النظام العالمي الجديد بشكل يضمن استمرار نفوذ أميركا وهيمنتها

ومع هزيمة آل جور أمام جورج دبليو بوش في انتخابات عام 2000 عاد الديمقراطيون إلى المعارضة بعد أن سيطر "الليبراليون الجدد" بشكل متزايد وواضح على النخب السياسية للحزب الديمقراطي، والتي دعمت حرب العراق ولم تبدي أمامها مقاومة تذكر

وجاءت أخطاء بوش في العراق وحول العالم لتؤكد للأميركيين خطأ "المحافظين الجدد" و"الليبراليين الجدد" على حد سواء ولتعطي اليسار الجديد روحا جديدة ظهرت في انتخابات عام 2006 النصفية التي اكتسحها الديمقراطيون

وفي أوائل انتخابات 2008 انقسم الديمقراطيين بين مؤيدي هيلاري كلينتون مرشحة نخب الحزب الديمقراطي و"الليبراليين الجدد" ووريثة "الكلينتونية" الشرعية وبين مؤيدي باراك أوباما والذي تبنى أجندة "الليبراليين الجدد" على ساحة السياسة الداخلية ومال لأجندة "اليساريين الجدد" على ساحة السياسة الخارجية بسبب معارضته لحرب العراق وتفضيله للحوار مع دول مثل إيران وسوريا، وهي مواقف أزعجت "الليبراليين الجدد" بشدة ولكنهم استسلموا في النهاية لإرادة قواعد الحزب الديمقراطي الجماهيرية الأكثر يسارية والتي تميل بوضوح منذ 2006 على الأقل نحو "اليسار الجديد" وأجندته والتي رأت في أوباما ممثلا لها على ساحة السياسة الخارجية وتتويجا لطموح الأفارقة الأميركيين وحركة الحقوق المدنية الأميركية على الساحة الداخلية

لذا رفض "اليساريون الجدد" اختيار هيلاري كنائبة لأوباما ولم يرحبوا كثيرا بإختيار جوزيف بايدن كنائب لأوباما لأن بايدن بدوره من "الليبراليين الجدد" ولا يمثل التغيير المنشود بأي حال من الأحوال، ومن المؤكد أن "اليساريين الجدد" يشعرون بقدر كبير من الإحباط حاليا بعدما أحاط أوباما نفسه بشخصيات مثل هيلاري كلينتون والتي باتت وزيرة للخارجية الأميركية على الرغم من أن قواعد الحزب الديمقراطي اليسارية لفظت هيلاري وفضلت أوباما عليها للسبب نفسه، وهو سياستها الخارجية الصقورية

كما اختار أوباما شخصا مثل رام إيمانويل المعروف بشراسته السياسة وبصراعات مع يسار الحزب الديمقراطي ورموزه ككبير لموظفي البيت الأبيض

وتبدو اختيارات أوباما لمساعديه على ساحة السياسة الخارجية والداخلية وكأنها خضوعا تدريجيا ومستمرا "لليبراليين الجدد" وأجندتهم، ولما لا وهم أصحاب سيطرة كبيرة على الحزب ونخبه منذ عهد بيل كلينتون على أقل تقدير، ويجب هنا الإشارة إلى أن "المحافظين الجدد" ظلوا أقلية أو تيار محدود جدا داخل الحزب الجمهوري لا يمتلك قواعد جماهيرية تذكر، أما "الليبراليين الجدد" فيمتلكون نصف قواعد الحزب الديمقراطي الجماهيرية تقريبا

هذا يعني أننا في حاجة لدراسة "الليبراليين الجدد" وممثليهم في إدارة أوباما وحقيقة مواقفهم تجاه العالم العربي أكثر من التعويل على مواقف أوباما نفسه، خاصة أن مواقف أوباما تبدو غامضة في كثير من الأحيان لقلة ما يتوافر عنه من معلومات قد توضح مواقفه السياسية الحقيقة

وهذا يؤكد صواب الموقف الحذر الذي تبناه كثير من العرب تجاه أوباما والانتخابات الأميركية، حيث رأى هؤلاء أن السياسة الأميركية لا يصنعها أفراد إنما تصنعها مؤسسات ونخب وجماعات مصالح كبيرة ومتشعبة، ونحن هنا نرى أن "الليبراليين الجدد" هم نموذج لذلك وتطبيقا لصحة هذه النظرية، فمواقفهم السياسية لا تختلف أحيانا عن مواقف "المحافظين الجدد"، ونفوذهم داخل الحزب الديمقراطي قوي ومتشعب

هذا يعني أنه من الخطأ القفز إلى الأمام بالتركيز على شخصية أوباما، وأنه من الأفضل أخذ خطوة للخلف لدراسة الجماعات التي تسيطر على أجندة الحزب الديمقراطي الأميركي الحاكم

2 comments:

Anonymous said...

أحمد مطر

الرسالة

مِن أوباما..
لِجَميعِ الأعرابِ شُعوباً أو حُكّاما:
قَرْعُ طَناجِرِكُمْ في بابي
أرهَقَني وَأطارَ صَوابي
افعَل هذا يا أوباما..
اترُك هذا يا أوباما ..
أمطِرْنا بَرْداً وسَلاما
يا أوباما..
وَفِّرْ للِعُريانِ حِزاما !!
يا أوباما..
خَصِّصْ للِطّاسَةِ حَمّاما!!
يا أوباما..
فَصِّلْ للِنَملَةِ بيجاما !!
يا أوباما..
قَرقَعَة نعلِكُ أحلاماً
وَتَقيء صَداها أوهَامَا
وَسُعارُ الضَّجّةِ مِن حَوْلي
لا يَخبو حتّى يتنامى
وَأنا رَجْلُ عِندي شُغْلٌ
أكثَرُ مِن وَقتِ بَطالَتكُمْ
أطوَلُ مِن حُكْمِ جَلالَتِكُمْ
فَدَعوني أُنذركُمْ بَدءاً
كَي أحظى بالعُذْر ختاما
لَستُ بِخادمِ مَن خَلَّفَكُمْ
لأُسِاطَ قُعوداً وَقياما
لَستُ أخاكُمْ حَتّى أُهْجى
إن أنَا لَمْ أصِلِ الأرحاما
لَستُ أباكُمْ حَتّى أُرجى
لأكِونَ عَلَيْكُمْ قَوّاما
وَعُروبَتُكُمْ لَمْ تَختَرْني
وَأنا ما اختَرتُ الإسلاما !
فَدَعوا غَيري يَتَبَنّاكُمْ
أو ظَلُّوا أبَداً أيتاما!
أنَا أُمثولَةُ شَعْبٍ يأبى
أن يَحكُمَهُ أحَدّ غَصبْا
و نِظامٍ يَحتَرِمُ الشَّعبا
وَأنا لَهُما لا غَيرِهِما
سأُقَطِّرُ قَلبي أنغاما
حَتّى لَو نَزَلَتْ أنغامي
فَوقَ مَسامِعِكُمْ..ألغاما!
فامتَثِلوا.. نُظُماً وَشُعوباً
وَاتَّخِذوا مَثَلي إلهاما
أمّا إن شِئتُمْ أن تَبقوا
في هذي الدُّنيا أنعاما
تَتَسوَّلُ أمْنَاً وَطَعاما
فَأُصارِحُكُمْ ... أنّي رَجُلُ
في كُلِّ مَحَطّاتِ حَياتي
لَمْ أُدخِلْ ضِمْنَ حِساباتي
أن أرعى، يوماً، أغناما !!

Übersiedlung said...

فين الجديد ؟؟