أمريكا وتحديات التنوع الديني
بقلم: علاء بيومي
الناشر: الجزيرة نت، 16 يناير 2006، حقوق الطبع والنشر محفوظة للناشر
نص العرض
صدور كتاب "أمريكا وتحديات التنوع الديني" في هذه الفترة يمنحه أهمية خاصة بسبب اشتعال الجدل داخل أمريكا بخصوص قضايا التعددية الدينية وتبعاتها منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001
مؤلف الكتاب هو روبرت وثوناو أستاذ علم الإجتماع ومدير مركز دراسة الدين بجامعة برينستون الأمريكية العريقية
ويتميز الكتاب بصفة عامة بأسلوب سهل ومنظم مما يرشحه بقوة ككتاب جامعي يمكن فرضه على طلاب الجامعات – داخل وخارج أمريكا – المعنيين بقضايا التعددية الدينية بالمجتمع الأمريكي، خاصة وأن الكتاب يبدأ بمقدمة متميزة عن تاريخ التنوع الديني بأمريكا ونظرة الأمريكيين تجاه هذه القضية الهامة
كما يعتمد الكتاب في جزء من منهجه العلمي على استبيان شمل 2910 أمريكي والعشرات من رجال الدين والسياسة الأمريكيين الذين إلتقى معهم مؤلف الكتاب – من خلال مقابلات تليفونية وأخرى مباشرة – للوقوف على موقفهم من قضية التنوع الديني وأسلوب تعاملهم مع أبناء الأديان الأخرى داخل أمريكا
لذا يتضمن الكتاب عشرات من القصص الحية والمثيرة عن موقف أمريكيين – ينتمون لأديان مختلفة - تجاه قضية التنوع الديني، مما يضيف مسحة من السهولة والقصصية على الكتاب
التنوع الديني قضية هامة وصعبة
يبدأ روبرت وثوناو كتابه بمقدمة عن أهمية موضوعه، وهو دراسة موقف الأمريكيين من قضية التنوع الديني المتزايد داخل أمريكا، حيث يعتقد المؤلف - كما يشير بوضوح في الفصل السابع من كتابه - أن كثير من الأمريكيين تعمدوا التعامل مع هذه القضية الصعبة من خلال استراتيجية ضمنية قائمة على "تجنب" التعامل مع ظاهرة التنوع الديني والأسئلة الصعبة التي تفرضها
سبب صعوبة الظاهرة هو ارتباط الدين القوي بالهوية، مما يجعل التعامل مع قضية التنوع الديني هو تعامل مباشر مه هوية المواطن الأمريكي ونظرته لنفسه ولبلده، وهنا يشير وثوناو إلى أن الأمريكيين نظروا بصفة عامة لأنفسهم ولمجتمعهم على أنه بلد مسيحي قائم وناجح بسبب أسسه المسيحية على الرغم من أن الأباء المؤسسين للولايات المتحدة أقاموا أمريكا كدولة على أسس علمانية
ويزيد من تعقد الظاهرة في الوقت الحالي استقرار أعداد متزايدة من المهاجرين الذين ينتمون لأديان غير غربية كالإسلام والهندوسية والبوذية بأمريكا، حيث يشير المؤلف إلى أن 22 مليون مهاجر دخلوا أمريكا خلال الثلث الأخير من القرن العشرين، وهنا يرى وثوناو أن استقرار هؤلاء المهاجرين يمثل تحدي غير مسبوق لمقدرة الأمريكيين على التعامل مع قضايا التنوع الديني نظرا لأصول أديان المهاجرين غير الغربية ولأن الأمريكيين المسيحيين أنفسهم واجهوا صعوبات تاريخية في التعامل مع تحديات التنوع داخل المسيحية نفسها
كما يرفض وثوناو الحجة القائلة بأن الأمريكي العادي لا يهتم بقضايا التنوع الديني، حيث يرى وثوناو أن زيادة الهجرات غير الغربية يعني أن المواطن الأمريكي العادي لديه فرص أكبر للتفاعل المباشر مع أبناء الأديان الأخرى داخل مجتمعه الصغير – كمكان عمله ودراسته – وبدون شك تثير هذه التفاعلات أسئلة هامة لدى المواطن الأمريكي العادي، مثل طبيعة أديان المهاجرين؟ ومدى احتوائها على الحقيقة؟ وهل تحتكر المسيحية الحقيقة والطريق الوحيد للخلاص؟ وكيف يمكن التعامل من منظور ديني مسيحي مع أبناء تلك الأديان
وهنا يؤكد وثوناو – كما يشير في خاتمة الكتاب – على صعوبة التعامل مع قضية التنوع الديني لأنها تتطلب تطوير فقه ديني – داخل المسيحية والأديان الأمريكية الأخرى – يشرح للمواطن الأمريكي بوضوح كيف يمكنه النظر إلى أبناء الأديان الأخرى والتعامل معهم، فلا يكفي – على سبيل المثال – أن تقول للمواطن الأمريكي أن المسيحية هي الطريق الوحيد للخلاص أو أن المسيحية تتساوي مع الأديان الأخرى، إذ ينبغي عليك في الحالتين أن تشرح له بدقة معاني الأفكار السابقة ومدلولاتها على المستوى الديني وعلى مستوى التعامل اليومي مع أبناء الأديان الأخرى.
أمريكا بلد مسيحي
في الفصل الأول من الكتاب يرسخ المؤلف أحد أفكاره المحورية والتي تقول أن "الأمريكيين أجمعوا مبكرا على قبول فكرة أن مجتمعهم – على الرغم من تنوعه – هو (مجتمع) مسيحي بالأساس، وأن معني التنوع (الديني) يجب أن يفهم بشكل أساسي في سياق الأغلبية المسيحية".
ولشرح الفكرة السابقة يتعرض المؤلف بشكل سردي سريع لتطور نظرة الأمريكيين الدينية لأنفسهم وللأديان الأخرى، حيث يقول وثوناو أن إكتشاف كريستوفر كولومبس لأمريكا كان في حد ذاته مدفوع بأسباب دينية واضحة، حيث سعى كولومبس للبحث عن طريق مختلف إلى الهند بعيدا عن بلاد المسلمين، كما حلم بالعثور على كنز يمكنه من "دفع تكلفة جيوش تحرر القدس من المسلمين"، الأمر الذي يشير إلى ارتباط أمريكا منذ نشئتها بفكر ديني قوي ينظر لأمريكا على إنها
للإطلاع على النص الكامل للمقال يرجى زيارة الموقع التالي
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/A672A1D7-0D00-49B0-9B8F-FAFD9A85FB66.htm
الناشر: الجزيرة نت، 16 يناير 2006، حقوق الطبع والنشر محفوظة للناشر
نص العرض
صدور كتاب "أمريكا وتحديات التنوع الديني" في هذه الفترة يمنحه أهمية خاصة بسبب اشتعال الجدل داخل أمريكا بخصوص قضايا التعددية الدينية وتبعاتها منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001
مؤلف الكتاب هو روبرت وثوناو أستاذ علم الإجتماع ومدير مركز دراسة الدين بجامعة برينستون الأمريكية العريقية
ويتميز الكتاب بصفة عامة بأسلوب سهل ومنظم مما يرشحه بقوة ككتاب جامعي يمكن فرضه على طلاب الجامعات – داخل وخارج أمريكا – المعنيين بقضايا التعددية الدينية بالمجتمع الأمريكي، خاصة وأن الكتاب يبدأ بمقدمة متميزة عن تاريخ التنوع الديني بأمريكا ونظرة الأمريكيين تجاه هذه القضية الهامة
كما يعتمد الكتاب في جزء من منهجه العلمي على استبيان شمل 2910 أمريكي والعشرات من رجال الدين والسياسة الأمريكيين الذين إلتقى معهم مؤلف الكتاب – من خلال مقابلات تليفونية وأخرى مباشرة – للوقوف على موقفهم من قضية التنوع الديني وأسلوب تعاملهم مع أبناء الأديان الأخرى داخل أمريكا
لذا يتضمن الكتاب عشرات من القصص الحية والمثيرة عن موقف أمريكيين – ينتمون لأديان مختلفة - تجاه قضية التنوع الديني، مما يضيف مسحة من السهولة والقصصية على الكتاب
التنوع الديني قضية هامة وصعبة
يبدأ روبرت وثوناو كتابه بمقدمة عن أهمية موضوعه، وهو دراسة موقف الأمريكيين من قضية التنوع الديني المتزايد داخل أمريكا، حيث يعتقد المؤلف - كما يشير بوضوح في الفصل السابع من كتابه - أن كثير من الأمريكيين تعمدوا التعامل مع هذه القضية الصعبة من خلال استراتيجية ضمنية قائمة على "تجنب" التعامل مع ظاهرة التنوع الديني والأسئلة الصعبة التي تفرضها
سبب صعوبة الظاهرة هو ارتباط الدين القوي بالهوية، مما يجعل التعامل مع قضية التنوع الديني هو تعامل مباشر مه هوية المواطن الأمريكي ونظرته لنفسه ولبلده، وهنا يشير وثوناو إلى أن الأمريكيين نظروا بصفة عامة لأنفسهم ولمجتمعهم على أنه بلد مسيحي قائم وناجح بسبب أسسه المسيحية على الرغم من أن الأباء المؤسسين للولايات المتحدة أقاموا أمريكا كدولة على أسس علمانية
ويزيد من تعقد الظاهرة في الوقت الحالي استقرار أعداد متزايدة من المهاجرين الذين ينتمون لأديان غير غربية كالإسلام والهندوسية والبوذية بأمريكا، حيث يشير المؤلف إلى أن 22 مليون مهاجر دخلوا أمريكا خلال الثلث الأخير من القرن العشرين، وهنا يرى وثوناو أن استقرار هؤلاء المهاجرين يمثل تحدي غير مسبوق لمقدرة الأمريكيين على التعامل مع قضايا التنوع الديني نظرا لأصول أديان المهاجرين غير الغربية ولأن الأمريكيين المسيحيين أنفسهم واجهوا صعوبات تاريخية في التعامل مع تحديات التنوع داخل المسيحية نفسها
كما يرفض وثوناو الحجة القائلة بأن الأمريكي العادي لا يهتم بقضايا التنوع الديني، حيث يرى وثوناو أن زيادة الهجرات غير الغربية يعني أن المواطن الأمريكي العادي لديه فرص أكبر للتفاعل المباشر مع أبناء الأديان الأخرى داخل مجتمعه الصغير – كمكان عمله ودراسته – وبدون شك تثير هذه التفاعلات أسئلة هامة لدى المواطن الأمريكي العادي، مثل طبيعة أديان المهاجرين؟ ومدى احتوائها على الحقيقة؟ وهل تحتكر المسيحية الحقيقة والطريق الوحيد للخلاص؟ وكيف يمكن التعامل من منظور ديني مسيحي مع أبناء تلك الأديان
وهنا يؤكد وثوناو – كما يشير في خاتمة الكتاب – على صعوبة التعامل مع قضية التنوع الديني لأنها تتطلب تطوير فقه ديني – داخل المسيحية والأديان الأمريكية الأخرى – يشرح للمواطن الأمريكي بوضوح كيف يمكنه النظر إلى أبناء الأديان الأخرى والتعامل معهم، فلا يكفي – على سبيل المثال – أن تقول للمواطن الأمريكي أن المسيحية هي الطريق الوحيد للخلاص أو أن المسيحية تتساوي مع الأديان الأخرى، إذ ينبغي عليك في الحالتين أن تشرح له بدقة معاني الأفكار السابقة ومدلولاتها على المستوى الديني وعلى مستوى التعامل اليومي مع أبناء الأديان الأخرى.
أمريكا بلد مسيحي
في الفصل الأول من الكتاب يرسخ المؤلف أحد أفكاره المحورية والتي تقول أن "الأمريكيين أجمعوا مبكرا على قبول فكرة أن مجتمعهم – على الرغم من تنوعه – هو (مجتمع) مسيحي بالأساس، وأن معني التنوع (الديني) يجب أن يفهم بشكل أساسي في سياق الأغلبية المسيحية".
ولشرح الفكرة السابقة يتعرض المؤلف بشكل سردي سريع لتطور نظرة الأمريكيين الدينية لأنفسهم وللأديان الأخرى، حيث يقول وثوناو أن إكتشاف كريستوفر كولومبس لأمريكا كان في حد ذاته مدفوع بأسباب دينية واضحة، حيث سعى كولومبس للبحث عن طريق مختلف إلى الهند بعيدا عن بلاد المسلمين، كما حلم بالعثور على كنز يمكنه من "دفع تكلفة جيوش تحرر القدس من المسلمين"، الأمر الذي يشير إلى ارتباط أمريكا منذ نشئتها بفكر ديني قوي ينظر لأمريكا على إنها
للإطلاع على النص الكامل للمقال يرجى زيارة الموقع التالي
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/A672A1D7-0D00-49B0-9B8F-FAFD9A85FB66.htm
1 comment:
This is a real important article, thank you for keep us updating on this issue. in my opinion, we have never heared before sept 11, any issue about religuis diversity. but this turmoil happening inside the american society
Post a Comment