لوبي إسرائيل وسياسة أمريكا الخارجية
عرض بقلم: علاء بيومي
الناشر: الجزيرة نت، 22 مارس 2006، حقوق الطبع والنشر محفوظة للناشر
نص المقال
تقرير "لوبي إسرائيل وسياسة أمريكا الخارجية" شديد اللهجة في إنتقاد تأثير اللوبي الموالي لإسرائيل في الولايات المتحدة بشكل قد يجعله هدفا لإنتقادات عنيفة من قبل اللوبي نفسه فور إنتشاره الجاري وسط مراكز الأبحاث ووسائل الإعلام الأمريكية
التقرير منشور من قبل أكبر الجامعات الأمريكية، وهي جامعة هارفرد، ضمن سلسلة للأبحاث الجاري تطويرها بكلية جون كيندي للعلوم السياسية، وذلك من تأليف أحد أساتذة الجامعة وهو ستيفن والت بالمشاركة مع أحد أشهر أساتذة العلاقات الدولية بأمريكا وهو جون مارشيمر أستاذ العلاقات الدولية بجامعة شيكاغو العريقة
التقرير يرفض النظر إلى سياسة أمريكا تجاه إسرائيل على أنها سياسة مدفوعة بمصالح أمريكا الإستراتيجية تجاه إسرائيل وتجاه الشرق الأوسط، في المقابل يفند التقرير حجج المنادين بالمقولة السابقة، وينادي - في المقابل - بأن الدافع الرئيسي وراء سياسة أمريكا تجاه إسرائيل هو لوبي إسرائيل داخل أمريكا
ويتهم التقرير لوبي إسرائيل بدفع عجلة الحرب ضد العراق داخل الولايات المتحدة وبالوقوف وراء التشدد الأمريكي تجاه سوريا وإيران ووراء مساعي الإدارة الأمريكية لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، ويرى مؤلفا التقرير أن المواقف الأمريكية السابقة ليست في مصلحة أمريكا، بل أنها تقوض مصالح أمريكا حيث تدفعها إلى معاداة أنظمة لا تمثل تهديدا حقيقيا لمصالح أمريكا أو أمنها، كما أنها تؤدي إلى تأليب تلك الأنظمة على أمريكا بدلا من تعاونها مع أمريكا في الحرب ضد الإرهاب
انتقادات شديدة
التقرير مليء بالعبارات الناقدة لإسرائيل والتي يندر العثور عليها في وسائل الإعلام والكتابات الأكاديمية الأمريكية، فهو يقول أن "إسرائيل عبئ على الحرب ضد الإرهاب وعلى الجهد الواسع (الرامي) للتعامل مع الدول المارقة"، ويقول أن لو كانت أمريكا مدفوعة في مساندتها لإسرائيل بمساعيها لمساندة الطرف الأضعف في صراع الشرق الأوسط كما يدعي اللوبي الموالي لإسرائيل في أمريكا لكان حري بأمريكا أن "تدعم خصوم إسرائيل"، كما يقول أنه لا توجد "حجج إستراتيجية ولا أخلاقية تفسر مساندة أمريكا لإسرائيل"، كما يستشهد بتصريحات مفاوضين فلسطينيين شاركوا في مفاوضات كامب دايفيد في يوليو 2000 تقول أنهم كانوا "يتفاوضون مع فريقين إسرائيليين ... أحدهم يرفع العلم الإسرائيلي والأخر (يرفع) العلم الأمريكي" في إشارة من مؤلفا التقرير إلى مدى سيطرة لوبي إسرائيل بأمريكا على مواقف الإدارات الأمريكية من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
أسس العلاقة بين أمريكا وإسرائيل
الجزء الأول من التقرير يتحدث عن أسس العلاقة بين أمريكا وإسرائيل مؤكدا على مركزية قضية الشرق الأوسط بالنسبة لسياسة أمريكا الدولية وتأثيرها على صورة أمريكا عبر العالم وعلى الحرب على الإرهاب، ثم يتحدث عن المعاملة الخاصة التي تحصل عليها إسرائيل من قبل أمريكا، حيث تعد إسرائيل أكبر متلقي للمساعدات الأمريكية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ناهيك عن الدعم الدبلوماسي لإسرائيل ومركزية مصالح إسرائيل في سياسة أمريكا تجاه الشرق الأوسط
كما يتعجب التقرير من أن أمريكا لا تحصل على الكثير من وراء مساندتها لإسرائيل، فقيمة إسرائيل الإستراتيجية في الشرق الأوسط تراجعت بعض سقوط الإتحاد السوفيتي، كما أن مساندة أمريكا لإسرائيل في حرب 73 دفعت العرب لحظر النفط عن أمريكا، كما رفضت أمريكا من تدخل إسرائيل في حرب تحرير الكويت حتى لا يضعف ذلك من التحالف الدولي المساند للحرب، كما أن الجماعات الإرهابية التي تهاجم إسرائيل لا تهاجم أمريكا، كما أن دعم أمريكا لإسرائيل هو نفسه سببا في الإرهاب الموجه ضد أمريكا إذ يعد أداة للتعبئة ضدها، وأن الدول المارقة لا تمثل تهديدا مباشرا لأمريكا، وأن علاقة أمريكا بإسرائيل تعيق من قدرة أمريكا على بناء التحالفات الدولية وخاصة في الشرق الأوسط لمواجهة تلك الدول
اللوبي هو السر
لذا يتوصل المؤلفان إلى نتيجة رئيسية وهي أن لوبي إسرائيل بأمريكا هو الدعامة الرئيسية للعلاقة الخاصة بين أمريكا وإسرائيل وليست مصالح أمريكا الإستراتيجية أو الحجج الأخلاقية التي يروجها مساندو إسرائيل في الولايات المتحدة
ويقول المؤلفان أن لوبي إسرائيل في أمريكا لا يمثل جيمع اليهود الأمريكيين فهناك العديد من اليهود الأمريكيين الذين يعارضون هذا اللوبي ومواقفه، كما أن اللوبي الموالي لإسرائيل ليس حركة موحدة ذات قيادة مركزية، بل هو مكون من شبكة كبيرة وواسعة من الأفراد والمؤسسات من أصحاب النفوذ الذين يساندون إسرائيل لدرجات مختلفة وإن كانت عالية
ويقول المؤلفان أن غالبية أعضاء لوبي إسرائيل يريدون سياسة أمريكية داعمة بقوة لإسرائيل، كما أنهم يرفضون أن تمارس أمريكا أية ضغوط على إسرائيل، كما ترتبط أعداد كبيرة منهم بسياسات حزب الليكود الإسرائيلي مما يجعلهم أكثر تشددا من نسبة كبيرة من الإسرائيليين أنفسهم، كما يحرصون على إستشارة حكومات إسرائيل وتنفيذ رغباتها، ويتميز اللوبي بعدد كبير من المنظمات التي أسسها يهود أمريكيين كما أنه يتمتع بمساندة المسيحيين الأصوليين وممثليهم في الكونجرس من أمثال توم ديلاي وديك أرمي وهما من الزعامات السابقة للجمهوريين بالكونجرس
ويتحدث التقرير - بشكل لا يخلو من تميز وتوثيق - عن مصادر قوة ونفوذ لوبي إسرائيل داخل أمريكا مثل
تأثير اللوبي على السياسة الخارجية الأمريكية
يتناول المؤلفان في الجزء الأخير من تقريرهما تأثير لوبي إسرائيل على السياسة الخارجية الأمريكية فيتحدثان عن الضغوط التي مارسها اللوبي ضد الإدارة الأمريكية عندما حاولت الضغط على الحكومة الإسرائيلية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، وكيف نجحت هذه الضغوط في إيقاف مساعي الإدارة للضغط على إسرائيل بل وتغيير موقف الإدارة، ويتحدث المؤلفان عن تفاصيل حملة اللوبي داخل الكونجرس وضد وزير الخارجية الأمريكي كولن باول وداخل البيت الأبيض
وفيما يتعلق بالحرب على العراق يتحدث المؤلفان عن
الخاتمة
خاتمة التقرير متشائمة فهي ترى أن نفوذ لوبي إسرائيل سوف
للإطلاع على النص الكامل للعرض، يرجى زيارة
الناشر: الجزيرة نت، 22 مارس 2006، حقوق الطبع والنشر محفوظة للناشر
نص المقال
تقرير "لوبي إسرائيل وسياسة أمريكا الخارجية" شديد اللهجة في إنتقاد تأثير اللوبي الموالي لإسرائيل في الولايات المتحدة بشكل قد يجعله هدفا لإنتقادات عنيفة من قبل اللوبي نفسه فور إنتشاره الجاري وسط مراكز الأبحاث ووسائل الإعلام الأمريكية
التقرير منشور من قبل أكبر الجامعات الأمريكية، وهي جامعة هارفرد، ضمن سلسلة للأبحاث الجاري تطويرها بكلية جون كيندي للعلوم السياسية، وذلك من تأليف أحد أساتذة الجامعة وهو ستيفن والت بالمشاركة مع أحد أشهر أساتذة العلاقات الدولية بأمريكا وهو جون مارشيمر أستاذ العلاقات الدولية بجامعة شيكاغو العريقة
التقرير يرفض النظر إلى سياسة أمريكا تجاه إسرائيل على أنها سياسة مدفوعة بمصالح أمريكا الإستراتيجية تجاه إسرائيل وتجاه الشرق الأوسط، في المقابل يفند التقرير حجج المنادين بالمقولة السابقة، وينادي - في المقابل - بأن الدافع الرئيسي وراء سياسة أمريكا تجاه إسرائيل هو لوبي إسرائيل داخل أمريكا
ويتهم التقرير لوبي إسرائيل بدفع عجلة الحرب ضد العراق داخل الولايات المتحدة وبالوقوف وراء التشدد الأمريكي تجاه سوريا وإيران ووراء مساعي الإدارة الأمريكية لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، ويرى مؤلفا التقرير أن المواقف الأمريكية السابقة ليست في مصلحة أمريكا، بل أنها تقوض مصالح أمريكا حيث تدفعها إلى معاداة أنظمة لا تمثل تهديدا حقيقيا لمصالح أمريكا أو أمنها، كما أنها تؤدي إلى تأليب تلك الأنظمة على أمريكا بدلا من تعاونها مع أمريكا في الحرب ضد الإرهاب
انتقادات شديدة
التقرير مليء بالعبارات الناقدة لإسرائيل والتي يندر العثور عليها في وسائل الإعلام والكتابات الأكاديمية الأمريكية، فهو يقول أن "إسرائيل عبئ على الحرب ضد الإرهاب وعلى الجهد الواسع (الرامي) للتعامل مع الدول المارقة"، ويقول أن لو كانت أمريكا مدفوعة في مساندتها لإسرائيل بمساعيها لمساندة الطرف الأضعف في صراع الشرق الأوسط كما يدعي اللوبي الموالي لإسرائيل في أمريكا لكان حري بأمريكا أن "تدعم خصوم إسرائيل"، كما يقول أنه لا توجد "حجج إستراتيجية ولا أخلاقية تفسر مساندة أمريكا لإسرائيل"، كما يستشهد بتصريحات مفاوضين فلسطينيين شاركوا في مفاوضات كامب دايفيد في يوليو 2000 تقول أنهم كانوا "يتفاوضون مع فريقين إسرائيليين ... أحدهم يرفع العلم الإسرائيلي والأخر (يرفع) العلم الأمريكي" في إشارة من مؤلفا التقرير إلى مدى سيطرة لوبي إسرائيل بأمريكا على مواقف الإدارات الأمريكية من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
أسس العلاقة بين أمريكا وإسرائيل
الجزء الأول من التقرير يتحدث عن أسس العلاقة بين أمريكا وإسرائيل مؤكدا على مركزية قضية الشرق الأوسط بالنسبة لسياسة أمريكا الدولية وتأثيرها على صورة أمريكا عبر العالم وعلى الحرب على الإرهاب، ثم يتحدث عن المعاملة الخاصة التي تحصل عليها إسرائيل من قبل أمريكا، حيث تعد إسرائيل أكبر متلقي للمساعدات الأمريكية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ناهيك عن الدعم الدبلوماسي لإسرائيل ومركزية مصالح إسرائيل في سياسة أمريكا تجاه الشرق الأوسط
كما يتعجب التقرير من أن أمريكا لا تحصل على الكثير من وراء مساندتها لإسرائيل، فقيمة إسرائيل الإستراتيجية في الشرق الأوسط تراجعت بعض سقوط الإتحاد السوفيتي، كما أن مساندة أمريكا لإسرائيل في حرب 73 دفعت العرب لحظر النفط عن أمريكا، كما رفضت أمريكا من تدخل إسرائيل في حرب تحرير الكويت حتى لا يضعف ذلك من التحالف الدولي المساند للحرب، كما أن الجماعات الإرهابية التي تهاجم إسرائيل لا تهاجم أمريكا، كما أن دعم أمريكا لإسرائيل هو نفسه سببا في الإرهاب الموجه ضد أمريكا إذ يعد أداة للتعبئة ضدها، وأن الدول المارقة لا تمثل تهديدا مباشرا لأمريكا، وأن علاقة أمريكا بإسرائيل تعيق من قدرة أمريكا على بناء التحالفات الدولية وخاصة في الشرق الأوسط لمواجهة تلك الدول
اللوبي هو السر
لذا يتوصل المؤلفان إلى نتيجة رئيسية وهي أن لوبي إسرائيل بأمريكا هو الدعامة الرئيسية للعلاقة الخاصة بين أمريكا وإسرائيل وليست مصالح أمريكا الإستراتيجية أو الحجج الأخلاقية التي يروجها مساندو إسرائيل في الولايات المتحدة
ويقول المؤلفان أن لوبي إسرائيل في أمريكا لا يمثل جيمع اليهود الأمريكيين فهناك العديد من اليهود الأمريكيين الذين يعارضون هذا اللوبي ومواقفه، كما أن اللوبي الموالي لإسرائيل ليس حركة موحدة ذات قيادة مركزية، بل هو مكون من شبكة كبيرة وواسعة من الأفراد والمؤسسات من أصحاب النفوذ الذين يساندون إسرائيل لدرجات مختلفة وإن كانت عالية
ويقول المؤلفان أن غالبية أعضاء لوبي إسرائيل يريدون سياسة أمريكية داعمة بقوة لإسرائيل، كما أنهم يرفضون أن تمارس أمريكا أية ضغوط على إسرائيل، كما ترتبط أعداد كبيرة منهم بسياسات حزب الليكود الإسرائيلي مما يجعلهم أكثر تشددا من نسبة كبيرة من الإسرائيليين أنفسهم، كما يحرصون على إستشارة حكومات إسرائيل وتنفيذ رغباتها، ويتميز اللوبي بعدد كبير من المنظمات التي أسسها يهود أمريكيين كما أنه يتمتع بمساندة المسيحيين الأصوليين وممثليهم في الكونجرس من أمثال توم ديلاي وديك أرمي وهما من الزعامات السابقة للجمهوريين بالكونجرس
ويتحدث التقرير - بشكل لا يخلو من تميز وتوثيق - عن مصادر قوة ونفوذ لوبي إسرائيل داخل أمريكا مثل
تأثير اللوبي على السياسة الخارجية الأمريكية
يتناول المؤلفان في الجزء الأخير من تقريرهما تأثير لوبي إسرائيل على السياسة الخارجية الأمريكية فيتحدثان عن الضغوط التي مارسها اللوبي ضد الإدارة الأمريكية عندما حاولت الضغط على الحكومة الإسرائيلية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، وكيف نجحت هذه الضغوط في إيقاف مساعي الإدارة للضغط على إسرائيل بل وتغيير موقف الإدارة، ويتحدث المؤلفان عن تفاصيل حملة اللوبي داخل الكونجرس وضد وزير الخارجية الأمريكي كولن باول وداخل البيت الأبيض
وفيما يتعلق بالحرب على العراق يتحدث المؤلفان عن
الخاتمة
خاتمة التقرير متشائمة فهي ترى أن نفوذ لوبي إسرائيل سوف
للإطلاع على النص الكامل للعرض، يرجى زيارة