سياسي
تحت التمرين
نص المقال:
البحث العلمي والصحافة الجادة يعلمان الفرد ضرورة التدقيق في الأفكار والصفات، ولهذا أتساءل لماذا نسمي كثير من المصريين الموجودين على الساحة حاليا "سياسيين"؟
هل كل من كتب عدة
مقالات أو كتب في السياسة - أو رشح نفسه في الانتخابات، أو خطب عدة خطب في السياسة
- يعد سياسيا؟
ما الفرق بين
السياسي، والكاتب السياسي، والداعية، والناشط أو القيادي الجماهيري؟
السياسي في
أبسط تعريفاته يقوم بأمرين، أولهما تعبئة الجماهير من أجل فعل سياسي معين، مثل
الانتخابات أو نقد سياسة بعينها أو بناء حزب، وثانيهما قيادة مؤسسات السياسية
والحكم على المستويات المختلفة بداية من المجالس المحلية إلى البرلمان ورئيس
الجمهورية.
هذا يعني أن لكي يكون الشخص سياسيا يجب أن يتمتع بعدة قدرات على رأسها القدرة على التعامل مع الجماهير وحشدها وقيادتها، وفهم السياسية ومتطلباته، والقدرة أيضا على اتخاذ القرارات السياسية الصعبة سواء كان في الحكم أو في المعارضة.
وبالطبع ليس كل من يدعي أنه سياسي هو كذلك، وليس كل من يسعى لخوض السياسة ينجح، وليس كل من عمل بالسياسة قادر على الاستمرار.
أقول هذا لأن بلادنا في حالة مخاض كبير، وهناك زيادة واضحة في الرغبة في المشاركة السياسية من قبل أطراف لم تشارك من قبل في السياسية، لذا رأيت أن أطالب الجميع بالتواضع، وأطالب الصحافة والإعلام بالأساس بالتريث قبل إطلاق الصفات على كل أي طرف.
هناك كتاب سياسيون شباب وكبار ناجحون، ولكن هذا لا يعني أنهم سياسيون، فهم لم يخوضوا انتخابات في حياتهم، ولا نعرف إذا كان سيكتب لهم النجاح في العمل السياسي أم لا، فكون الشخص كاتبا جيدا لا يعني بأي حال من الأحوال أنه قادر على خوض انتخابات أو قيادة مجلس محلي حتى!
هذا يعني أن لكي يكون الشخص سياسيا يجب أن يتمتع بعدة قدرات على رأسها القدرة على التعامل مع الجماهير وحشدها وقيادتها، وفهم السياسية ومتطلباته، والقدرة أيضا على اتخاذ القرارات السياسية الصعبة سواء كان في الحكم أو في المعارضة.
وبالطبع ليس كل من يدعي أنه سياسي هو كذلك، وليس كل من يسعى لخوض السياسة ينجح، وليس كل من عمل بالسياسة قادر على الاستمرار.
أقول هذا لأن بلادنا في حالة مخاض كبير، وهناك زيادة واضحة في الرغبة في المشاركة السياسية من قبل أطراف لم تشارك من قبل في السياسية، لذا رأيت أن أطالب الجميع بالتواضع، وأطالب الصحافة والإعلام بالأساس بالتريث قبل إطلاق الصفات على كل أي طرف.
هناك كتاب سياسيون شباب وكبار ناجحون، ولكن هذا لا يعني أنهم سياسيون، فهم لم يخوضوا انتخابات في حياتهم، ولا نعرف إذا كان سيكتب لهم النجاح في العمل السياسي أم لا، فكون الشخص كاتبا جيدا لا يعني بأي حال من الأحوال أنه قادر على خوض انتخابات أو قيادة مجلس محلي حتى!
هناك أيضا دعاة
يتحدثون في السياسة، وهذا جيد، ولكننا لا نعرف مدى قدراتهم السياسية، ومدى درايتهم
بالسياسة وبمتطلبات صناعة القرارات السياسية المختلفة، فهناك فارق بين أن تعي
أخلاقيات السياسة ومتطلباتها من النواحي الدينية والفكرية، وبين أن تمتلك خبرة
قيادة المؤسسات السياسية وما تطلبه من بناء تحالفات ودراسة بتفاصيل السياسيات
المختلفة، كما أننا لا نعرف بالضبط حجم الدعم السياسي (لا الديني) الذي يتمتعون
به.
هناك أيضا نشطاء جيدون مثل حالة 6 أبريل والإخوان وكفاية، وغيرهم من الحركات السياسية في مصر، ولكن يجب أن نفرق بين شخص ينشط على المستوى الجماهيري وقادر على الخطابة وحشد الدعم الجماهيري، وشخص قادر على قيادة مؤسسات الحكم على المستويات المختلفة.
هذا يعني أن الاستبداد حرم المجتمع من السياسة لعقود، ولو نظرنا حولنا لوجدنا أن أصحاب الخبرة السياسية على المستوى الجماهيري وعلى مستوى صناعة القرار السياسي أقلية نادرة، لأننا من قاموا بالثورة لم يكونوا في موقع صناعة القرار من قبل إلا من شاركوا في البرلمان المعطل، ورجال مبارك لم يمارسوا السياسة أيضا، فقد حكموا كبيروقراطيين بالأساس.
هناك أيضا نشطاء جيدون مثل حالة 6 أبريل والإخوان وكفاية، وغيرهم من الحركات السياسية في مصر، ولكن يجب أن نفرق بين شخص ينشط على المستوى الجماهيري وقادر على الخطابة وحشد الدعم الجماهيري، وشخص قادر على قيادة مؤسسات الحكم على المستويات المختلفة.
هذا يعني أن الاستبداد حرم المجتمع من السياسة لعقود، ولو نظرنا حولنا لوجدنا أن أصحاب الخبرة السياسية على المستوى الجماهيري وعلى مستوى صناعة القرار السياسي أقلية نادرة، لأننا من قاموا بالثورة لم يكونوا في موقع صناعة القرار من قبل إلا من شاركوا في البرلمان المعطل، ورجال مبارك لم يمارسوا السياسة أيضا، فقد حكموا كبيروقراطيين بالأساس.
وهذا يعني أن
كثير ممن يشغلون الساحة حاليا يقومون بخطوات هامة على طريق السياسة وعلى طريق بناء
أنفسهم كسياسيين، ولكن الطريق أمامهم طويل، ويجب أن نتمنى لهم التوفيق لما فيه
صالح مصر، ونطالبهم أيضا ونساعدهم على التواضع ومعرفة موقعهم من هذا الطريق
الطويل.
ويعني أيضا أن مصر في أمس الحاجة لأصحاب الخبرة السياسية، فمصر تريد سياسي يدرك ما ينبغي عليه القيام به أولا، ويساعد مصر ثانيا على وضع قواعد سليمة وصحية للعملية السياسية يستفيد منها الجميع، وهي لا تحتاج لأي مغرور أو مكابر لا يدرك حجمه الحقيقي يتخذ من الظروف فرصة للفوز ببعض الأضواء الإعلامية.
ويعني أيضا أن مصر في أمس الحاجة لأصحاب الخبرة السياسية، فمصر تريد سياسي يدرك ما ينبغي عليه القيام به أولا، ويساعد مصر ثانيا على وضع قواعد سليمة وصحية للعملية السياسية يستفيد منها الجميع، وهي لا تحتاج لأي مغرور أو مكابر لا يدرك حجمه الحقيقي يتخذ من الظروف فرصة للفوز ببعض الأضواء الإعلامية.