Sunday, September 18, 2011

عرض كتاب الدولة والكنيسة
تأليف طارق البشري، دار الشروق، الطبعة الأولى 2011

بقلم: علاء بيومي

نص العرض:

كتاب هام يستحق القراءة والنقاش والرد لأكثر من سبب، يأتي على رأسها مكانة مؤلفه وتوقيت صدوره وموضوعه الذي يشغل كثير من المصريين، وهي أسباب ينبغي التوقف عندها قبل الخوض في محتوى الكتاب وأسلوب مؤلفه وحجته الرئيسية وتقييمنا لما ورد فيه من أفكار.

أهمية الكتاب

أولا: مؤلف الكتاب هو طارق البشري القاضي والمؤرخ والمفكر المصري المعروف، والذي يعد أحد أعلام الحركة الفكرية في مصر حاليا، ولعل أفضل تعريف بمكانة البشري العلمية يحتويها كتاب أصدرته مكتبة دار الشروق المصرية في عام 1999 يتضمن كلمات وبحوث ألقيت في ندوة عقدت للاحتفاء بالبشري في عام 1998 في مناسبة تقاعده عن السلك القضائي بعد بلوغه السن القانونية.

ويحتوي الكتاب عدة أبحاث تتناول سيرة البشري الذاتية ومؤلفاته وأفكاره، وشهادات بعض أعلام المشهد السياسي والفكري في مصر حاليا في حق البشري، حيث يقول د. حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية في وصفه لمكانة البشري الفكرية "ربما لا أحد يصل لقامة طارق البشري الذي يستطيع أن يحضر للجامعة (يقصد جامعة القاهرة) مناقشا لأطروحة الدكتوراه في قسم العلوم السياسية، وأن يحضر للجامعة مناقشا لأطروحة دكتوراه في قسم التاريخ، ويحضر مناقشا لأطروحة دكتوراه في قسم الفلسفة، بنفس القدرة والتميز والكفاءة".

وقد تولى البشري في بداية العام الحالي رئاسة لجنة التعديلات الدستورية المكلفة من قبل المجلس العسكري الحاكم في مصر منذ ثورة 25 يناير بإدخال تعديلات على الدستور المصري – الذي أوقفته الثورة - استعدادا لمرحلة ما بعد الثورة المصرية، وهي تعديلات أثارت جدلا واسعا بين مؤيد ومعارض مما دفع الكثيرون للنظر إلى المستشار البشري كأحد مهندسي فترة ما بعد الثورة خاصة بعد فوز التعديلات الدستورية بأغلبية أصوات المصريين في استفتاء عام أجرى في مارس الماضي.

عموما لا يتحمل البشري وحده بأي شكل من الأشكال فكرة التعديلات الدستورية التي صاغت إلى حد كبير مستقبل مصر السياسي بعد الثورة وحتى الآن، ولكن رئاسته للجنة التعديلات الدستورية وضعته ووضعت كتاباته في دائرة الضوء السياسي والإعلامي خاصة مع اعتقاد البعض بأن البشري له توجهات سياسية إسلامية وأن ترأسه للجنة التعديلات الدستورية هو مؤشر على صعود وربما "سيطرة" التوجه "الإسلامي" على مستقبل مصر السياسي بعد الثورة.

السبب الثاني لأهمية الكتاب هو موضوعه والذي يدور – كما سنشرح تباعا – عن اندماج المسيحيين المصريين، وهو موضوع شديد الأهمية لأنه يرتبط بأقلية دينية كبيرة في مصر والعالم العربي، ولأنه يتعلق بقضايا الدين والعلاقة بين المسلمين والمسيحيين والتي تثير عادة حساسيات كبيرة تجعل الكتابة فيها عملية صعبة للغاية، ولحجم الجدل الموجود في الصحافة المصرية بشكل يومي عن الدور السياسي للكنيسة المصرية وموقف قيادات الكنيسة من النظام السابق والعلاقة بين المسلمين والمسيحيين في فترة ما بعد الثورة المصرية، وهي فترة شهدت صعودا للتيارات "السلفية" وبعض حوادث العنف الطائفي ومظاهرات ضخمة للمسيحيين والمصريين، ولا يخفى على أحد تصاعد ملف التوتر الطائفي في مصر، وهي أسباب تجعل من الكتاب دراسة جاءت في وقتها.

السبب الثالث هو طبيعة الكتاب نفسه، فنحن لسنا أمام دراسة بحثية أو تقرير أو حتى كتاب في العلوم السياسية أو في التاريخ، في المقابل الكتاب الراهن هو بمثابة حجة فكرية سياسية وتاريخية يقدمها البشري باقتدار بمنهج المفكرين والمؤرخين الكبار، فالكتاب صغير للغاية من حيث عدد صفحاته (103 صفحة من الحجم المتوسط)، ولكنه استراتيجي الطابع، إذ يبدو للقارئ أن مؤلفه (طارق البشري) مؤرخ صاحب رؤية واسعة لتاريخ ومستقبل مصر والمصريين، كما يبدو البشري غير معني بإنتاج كتاب بحثي على غرار كتب علماء السياسية، بل يقدم في المقابل كتاب يدور حول عدد من الأفكار الرئيسية المتعلقة بموقف قادة الكنيسة المصرية من الدولة المصرية.

وهي أفكار تتسلسل تباعا وتشير باستمرار وبحجج منطقية وقوية إلى وجود مشكلة واضحة وخطيرة في علاقة قيادات الكنيسة المصرية بالدولة المصرية وبالجماعة الوطنية المصرية كما يشير البشري، وهي مشكلة قديمة عمرها ثلاثة عقود على الأقل ومتعددة الجوانب.

و يعود البشري – عبر صفحات الكتاب - لعدد من الأحداث والوقائع والتواريخ الهامة التي تبرهن على فكرته، والتي تشعرك أيضا بمصداقية الكتاب وحجته القوية خاصة أن الكتاب يمتلك لغة مختلفة عما هو سائد عند تناول العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في الوقت الراهن، كما يمتلك أيضا نظرة واسعة لتاريخ مصر والمصريين ومستقبلهم لا يجدها القارئ  في كثير من الكتابات الشائعة.

خطاب البشري

لعل أبرز ما يلفت انتباه القارئ عبر صفحات الكتاب هو اللغة أو الخطاب الذي يتحدث به البشري ... 


للإطلاع على النص الكامل للعرض يرضى زيارة الوصلة التالية: 

http://www.dohainstitute.org/Home/Details?entityID=5d045bf3-2df9-46cf-90a0-d92cbb5dd3e4&resourceId=e58c858c-6e0a-4e45-be7c-a46a2184daf3

1 comment:

نادي حواء said...

شكرا علي المجهود