Friday, September 16, 2011

الثورة والسياسية الخارجية المصرية

أيقظت الثورة المصرية أمال وطموحات كثيرة لدى المصريين، ومن بينها بناء سياسة خارجية مصرية قوية تدافع عن مصر والمصريين على المستوى الدولية.

وقد رأينا في الأيام الأخيرة كيف تحرك الشارع المصري وسبق الجميع في ساحات هامة تخص علاقات مصر الدولية كساحة العلاقة مع إسرائيل.

وبهذا الخصوص يجب أن نؤكد على بعض البديهيات، وهي:

أولا: أن السياسة الخارجية لدولة ما ترتكز على دعائم ثلاثة أساسية، وهي القوة العسكرية والقوة الاقتصادية والأدوات الدبلوماسية والناعمة.

ثانيا: أن توافر تلك الدعائم وحده لا يكفي فلابد من إرادة شعبية وسياسية.

ثالثا: تحتاج الإرادة لخطة محكمة لتكامل تلك القوى واستخدامها على النحو الأكمل.

ولهذا نرى أن التطورات الأخيرة في مصر هامة، وأن الرأي العام يجب أن يحترم في أي دولة من دول العالم وخاصة الديمقراطية منها أو الساعية على طريق الديمقراطية.

ولكن، ولكي لا نبدد أمال الشارع المصري أو نعرض بها، ينبغي توافر ما يلي:

أولا: وعي وطني شعبي وسياسي بعناصر قوة السياسة الخارجية المصرية، وما وصلت إليه حاليا من مستويات حقيقية من القوة أو الضعف، بدون مداراة أو تهويل، فما نريد أن نصل إليه حاليا هو حقيقة قوة وضعف الموارد المصرية على المستويات السابقة.

نريد أن نعرف بالضبط مدى اعتمادا على الخارج عسكريا واقتصاديا وحجم الكفاءات الدبلوماسية والثقافية التي نمتلكها والتي يمكن أن تساعدنا على ترجمة ما نصبو إليه دوليا.

ثانيا: وجود اتفاق شعبي وبين القوى السياسية حول الرغبة في خوض معركة السياسة الخارجية المصرية في أي توقيت وبأي أسلوب.

وأعتقد أن الوصول إلى مثل هذا الاتفاق سوف يمثل تحديا بالغا ومستمرا بدون انعقاد انتخابات مصرية تشريعية ورئاسية - وربما محلية أيضا - تتمتع بالحرية والنزاهة، وتحقيق قدر نسبي من الاستقرار السياسي للمؤسسات المصرية الحاكمة الرئيسية.

ثالثا: يأتي بعد ذلك مرحلة صياغة تصور متكامل وخطة عمل للدبلوماسية المصرية تقوم على تفعيل أدوات تلك الدبلوماسية على المستويين الرسمي والشعبي.

ويجب هنا الإشارة إلى الحاجة إلى تطهير المؤسسات الدبلوماسية المصرية ومؤسسات الدبلوماسية العامة مما علق بها من تبعات الديكتاتورية من أشخاص وأفراد على مدى عقود.

وقد نكون أيضا في حاجة إلى الاستعانة بجيل جديد من الأفكار والفاعلين الأكثر خبرة بأساليب العمل الدبلوماسي والإعلامي والجماهيري بالدول والمجتمعات الديمقراطية.

وأخيرا، ما نقوله لا يعني أنه ينبغي علينا الانتظار لسنوات قبل تحسين سياستنا الخارجية وتقويتها، ولكنه يعني أننا في حاجة لنظرة شاملة وخطة منظمة لتلك الدبلوماسية ولسبل تقويتها، ولا مانع في البدء من الآن، والله أعلم.

علاء بيومي

   

No comments: