Sunday, November 13, 2011

اعتراف .... واعتذار

منذ عدة أسابيع وأنا أريد أن أكتب عدة سطور أعترف فيها بأني لا أفهم الوضع في بلادنا بشكل كافي وأني أشعر بأني تأخرت وأخطئت أكثر من مرة في فهم حقيقة ما يجري، وإنه يجب على الاعتذار لكل من أسئت فهمهم عن غير قصد.

وحقيقة أنا أريد أن أركز على قصوري الذاتي في هذه السطور وآلا أنشغل بأي أسباب تبريرية لهذا القصور مثل صعوبة الحصول على معلومات أو ضبابية الموقف وتسارع الأحداث في مصر.

فهدفي هو الاعتراف بالقصور وحث نفسي على التواضع ومطالبة من أسئت فهمهم بمسامحتي.

فأني أرى أني عشت بعيدا عن الشرق الأوسط لفترة وبعيدا عن مصر لفترة أطول، وأني بسبب ظروف العمل التي تحتم علي القراءة في مجالات سياسية عديدة ومختلفة لا أنفق إلا نسبة قليلة من وقتي في التعرف على مصر، وهي نسبة تسمح لي بقراءة عدة مقالات يوميا وكتاب كل شهر أو شهرين وأحيانا ثلاثة، ونتيجة لذلك ولأني أعيش خارج مصر أطبق ما أتعلمه عن المجتمعات الأخرى على المصريين وأطالبهم به.

فعلى سبيل المثال حاولت أن أطبق ما تعلمته عن الأحزاب والإعلام والمال السياسي في الغرب على بلادنا لأجد في النهاية أن قواعد اللعبة عندنا مختلفة تماما، وأننا نحتاج علوم وكتب سياسية تعكس واقعنا وتنظر له غير تلك التي أقرأها وتنطلق من واقع مختلف.

أنا أيضا تأخرت وأتأخر بشكل متكرر في فهم ما يجري على الأرض، وفي فهم موقف الناس من التيارات المختلفة في بلادنا ومن السياسية والدين وغيرها من القضايا الرئيسية، لأني باختصار لا أعرف عنهم الكثير وأحاول أن أطبق ما لدي من أفكار مسبقة عليهم وليس العكس.

متابعتي للصحافة الإنجليزية وتغطيتها لأخبار بلادنا ساعدتني على فهم هذا القصور والاعتراف به وربما التعايش معه، فأنا أرى بشكل متكرر كيف يذهب صحفيون كبار ومحايدون لبلادنا لتغطية أحداث هامة فيها، ومع أنهم يغطونها من القاهرة ومن قلب الحدث ذاته – كما تقول المقولة الإعلامية الشهيرة – تجدهم عاجزين عن فهم ما يحدث، وبعضهم مصري ولد في مصر وتربي فيها، فهذا يعني أن المعرفة الحقيقية لا تسقط على الإنسان من السماء فهي تحتاج لجهد بحثي حقيقي وللعيش وسط الناس لفترات طويلة.

لذا يبدو لي أني لن أتخلص من هذا القصور قريبا، لذا أردت الاعتراف به، وأشجع جميع أصدقائي على مساعدتي – بنصائحهم المفيدة والغالية - على التخلص منه.

والحمد لله أن أنتمي لتيار فكري لا يجد أي حرج في الاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه أملا في التواضع، والله أعلم.

علاء بيومي 

No comments: