على الجانب الإيجابي، أقباط مصر يعيشون فترة صعود
سياسي تستحق الاحتفال بها، وهذه بعض مظاهرها:
أولا: صعود الحركات السياسية القبطية، مثل حركة شباب
ماسبيرو وغيرها من الحركات القبطية التي نسمع كل يوم عنها ولم نكن نسمع عنها في
الماضي، وهم يشاركون في مظاهرات المعارضة ويحظون بدعم واضح منهم، ولهم دور سياسي
واضح.
ثانيا: صعود طبقة من القادة السياسيين الأقباط وهم
أيضا موجودون في الأحزاب الليبرالية واليسارية، ومجلس الشورى الحالي 5%
من أعضاءه من الأقباط، وهي نسبة ربما تكون الأكبر داخل برلمان مصري منذ عقود
طويلة، ستة أو أكثر.
ثالثا: خروج القضية القبطية من أسوار الكنيسة وتحولها لقضية رأي عام مصري
فهي على أجندة التيارات السياسية المختلفة وأجندة الشباب ولم تعد قضية الأقباط
وحدهم.
رابعا: حتى البابا لغته تغيرت، فهو يقول أنه يريد التركيز على شئون
الكنيسة، ولما انتقد الرئيس والنظام انتقده لغة لاذعة للغاية، وبهذا بات البابا
والأقباط أكثر تحررا.
خامسا: حصول الأقباط على دعم سياسي كبير من جماعات المعارضة لحكم التيار
الديني في مصر، وهذا إيجابي من ناحية أنه بات للأقباط كتلة سياسية ربما تزيد أو
تنقص.
سادسا: تحرر الأقباط من عقدة مساندة النظام التي لازمتهم منذ1952، كما أن
النظام السياسي في مصر حاليا في حالة تشكل مما يعطيهم مساحة أكبر كثيرا مما مضى
للعمل، ومختلف القوى السياسية تفتقر للسيطرة، وقوى الدولة التي كانت تتحكم في ملف
الأقباط وعلى رأسها المؤسسة الأمنية ضعفت كثيرا، وهذا يعني مزيد من حرية الحركة
السياسة للأقباط.
هذا لا يعني أن الأقباط يعيشون في عصر ذهبي، فمشاكلهم مازالت قائمة، وهناك
صعود للغة استقطاب سياسي وديني مقلقة في مصر.
ولكننا ربما نكون نعيش بدايات عهد ازدهار سياسي للأقباط في مصر بسبب
العوامل التي ذكرها أعلاه، فتطور المجتمع السياسي المصري بعد ثورة 25 يناير سيفيد
الأقباط كبقية المصريين.
ولكي تتم الفائدة يحتاج الأقباط لتطوير خطابهم وحركاتهم السياسية ووعيهم،
ويحتاجون أيضا مواجهة دعاة التشدد وسطهم حتى لا يعيقوا حركتهم أو يفشلوها، يحتاجون
الانفتاح على قضايا الوطن وقيادة التعبير عنها.
يجب أن يتحول الأقباط من كتلة دينية سياسية، لكتلة سياسية غير محبوسة في قالب
صراعي مع التيارات الدينية الأخرى، كتلة سياسية تعبر عن هموم وطموحات المواطن
المصري في حياة أفضل بما في ذلك علاقة أفضل بين المسلمين والأقباط، والله أعلم، ما
رأيكم!؟