Tuesday, April 09, 2013

لماذا تأخر إصلاح جهاز الشرطة في مصر!؟

قبل أكثر من شهرين فكرت في كتابة مقال عن أسباب تأخر مصر في إصلاح جهاز الشرطة وإعادة الأمن خاصة وأن إصلاح الشرطة هو أحد أهم مطالب الثورة المصرية.

بدأت بحثي بفرضية أساسية وهي غياب تصور سياسي جيد لكيفية إصلاح جهاز الشرطة، يعني تصورت أنه لا توجد مبادرات واضحة لتقييم أسباب الخلل في جهاز الشرطة وكيفية علاجه.

كان هذا منذ أكثر من شهرين وبدأت في البحث عن مصادر، ووقع نظري على دراسة لمعهد بروكينجنز الأميركي وأخرى لمؤسسة العفو الدولية وقادوني لدراسة لمعهد الولايات المتحدة للسلام.

الدراسات كلها كانت مفيد للغاية وعن الموضوع نفسه والأغرب هي أنها كانت تشير في أهم أجزائها لمبادرات قام بها مصريون، يعني مبادرات قام بها نشطاء وحقوقيون وسياسيون مصريون لتقديم علاج لمشكلة الشرطة في مصر وكيفية إصلاحها.

وبالفعل حصلت على المصادر المصرية وبعثت في طلب لكتاب من مركز النيل للدراسات بالقاهرة والذي يديره الدكتور عبد الخالق فاروق عن الموضوع نفسه، وكان حظي جيدا في أن الكتاب وصل سريعا مع زميل قادم من القاهرة تكرم بالذهاب للمركز وإحضار الكتاب لي مما ساعدني على قراءته قبل بدأ المرحلة الثانية من بحثي في الموضوع.

بعد الانتهاء من قراءة الكتاب وعدد لا بأس به من المقالات العربية أدركت أن هناك تصورات واضحة للغاية عن كيفية إصلاح جهاز الشرطة في مصر، وبات السؤال هو لماذا لا تطبق.

وهنا بدأت المرحلة الثانية وهي المقابلات الهاتفية، فالدراسات قد تكون قديمة، كما أن المسئولين قد يفسرون لك سبب الغموض، وبالفعل تحدثت مع ثلاثة نواب بمجلس الشورى، و4-5 لواءات بالشرطة ما بين حالي ومتقاعد من بينهم ومساعد سابق لوزير الداخلية، وتحدثت أيضا مع المتحدث باسم الداخلية ومع ناشط حقوقي، وهذا ما وجدت.

أولا: مجلس الشورى لديه معرفة جيدة بالمطلوب لعلاج جهاز الشرطة خاصة أنه أعد تقريرا عن الأمر من شهور، والنواب الذين تحدثت معهم كانت لديهم صورة واضحة ولخصوا الحلول بشكل جيدا.

ثانيا: جهاز الشرطة يرى أنه قدم الكثير وأنه يصلح بالتدريج ولا يريد مزيد من الضغوط.

ثالثا: وهو الأهم وهو الحلقة المفقودة وهي أن أهل الحكم في مصر حاليا لديهم ما يكفي في الضغوط ويرون أن الحل الأمثل في الفترة الحالية هو المنهج التدريجي في إصلاح جهاز الشرطة وعدم الضغط عليها أكثر من المطلوب وفقا لتقديرهم، وهذا هو إجابة السؤال ونتيجة ما قمت به من بحث.

والسؤال هو متى هي اللحظة المناسبة لإصلاح جهاز الشرطة إصلاحا حقيقيا؟ هل الإصلاح التدريجي ممكن؟ وهل يسير بالسرعة المناسبة؟ وهل الانتظار مفيد؟ أم أننا سننتظر حتى نصل لمرحلة لم يعد فيها الإصلاح مجديا؟ ما رأيكم!؟

وهذه هي وصلة المقال الذي متبته باللغة الإنجليزية، ولم تتح لي فرصة ترجمته.
http://www.aljazeera.com/indepth/features/2013/03/2013330121128416444.html

والله أعلم، ما رأيكم!؟

No comments: