كل الأحداث التاريخية والأفعال البشرية محل سؤال، موضوع للمراجعة والشك والتمحيص، والأن وبعد مرور حوالي ثلاثة شهور من حقنا - بل من صميم حقنا - أن نسأل هل كانت 30 يونيو خطأ يجب العودة عنه وتصحيحه!؟
ألم يقع أنصار 30 يونيو في الأخطاء التالية:
1) التظاهر دون بناء تحالف جاد، فالتظاهرات شملت بجوار بعض أفضل التيارات الثورية وشبابها، الفلول وأتباع العسكر وكارهي الثورة!
ولن نخوض حاليا فيما تبين بعد من حقيقة تمرد وفكرها المؤسف وطبيعة تمويلها، والظهور الفج لقوى الفلول والمواطنين الشرفاء والتشدد بعد 30 يونيو.
2) التظاهر بلا ضمانات حقيقية أو حتى تصور موحد ومضمون لما بعد التظاهر، فقد طرح أكثر من سيناريو، مثل انتخابات رئاسية في ستة أشهر، ولكن في النهاية قطف العسكر وبعض متطرفي جبهة الإنقاذ الحكم، وبتنا تحت حكم أقلية معسكرة متشددة، حتى البرادعي استقال بعد الانقلاب بشهر ونصف ولم يملك ضمانات.
هل أخطأت القوى الثورية في المشاركة في 30 يونيو بدون أدنى ضمانات!؟
3) منذ الثورة كانت هناك حجة رائجة تقول أن علينا أن نتأكد أن من يصل للحكم يمكن نزعه منه، بمعنى أن نساعد من نكون قادرين على نزعه من الحكم، وكان البعض يشكك ويقول أن الإخوان لو انفردوا بالحكم فلن ينزعوا منه أبدا، وكان هناك في المقابل من يكون أن نزع الإخوان سهل، وهو ما ظهر واتضح فعلا بعد 30 يونيو.
ولكن هل نزع السيسي والانقلاب العسكري سهل، أيهما أسهل مقاومة، السيسي أم الإخوان، هل تخلص البعض من الإخوان ليأتوا بمنهم أكثر خطرا وسيطرة وتشددا منهم!؟ ما رأيكم!؟
4) أجندة الثورة تعطلت تقريبا، أين إصلاح مؤسسات الأمن؟ أو إخراج العسكر من السياسة؟ أو توحيد الشعب؟ أو إصلاح الاقتصاد أو التعليم أو الصحة؟ أين إصلاح الإعلام الذي يعيش بعض أسوأ مرحله رعاية متشددين جدد!؟
5) أين المسار الديمقراطي كله؟ أين الحريات والديمقراطية التي بشرتنا بها الثورة؟ أين الانتخابات وممثلي الشعب وإرادة الناس!؟
كيف سيقف المصريون في طابور الانتخابات بعد كل هذا القتل والقمع والانتهاكات؟ ومن سيقف في طابور الانتخابات والمواطنين الشرفاء طلقاء في الشوارع ينتقمون ممن يعارضونونهم؟ هل نضحك على أنفسنا؟ من سيقبل بدستور الإنقلاب!؟ هل خداع النفس ممكن أن يطول!؟
هل ما يقوم به السيسي وأعوانه من قمع وحلول أمنية له علاقة من قريب أو بعيد بالمسار الديمقراطي؟ هل حكم الأقلية المتشددة التي يمثلها بعض شخصيات جبهة الإنقاذ بالحكومة الانتقالية ولجنة كتابة الدستور والذين لا يعرفهم أحد هو ما كانت تريده التيارات الثورية من خلال مشاركتها في 30 يونيو!؟
هل ما حدث خطأ وجب التراجع عنه أو على الأقل إصلاحه بشكل جذري!؟
6) دوليا ظهر جليا الدعم الذي يحظى به الانقلاب من لوبي إسرائيل واليمين الغربي المتشدد والديكتاتوريات العربية التي امتنعت عن تمويل الثورة تقريبا اسقاطا للإخوان ولعبت دورا كبيرا وهاما في دعم الانقلاب وتمويله.
الإنقلاب منبوذ حول العالم تقريبا ويسيء لسمعة مصر كل يوم إلا في الدوائر المتشددة الداعمة للوبي إسرائيل والمصالح الفجة والديكتاتوريات العربية.
نعلم أن المراجعة صعبة، ومؤلمة للنفس، ولكن الأمم القوية هي التي تعيش في مرحلة مراجعة صادقة مع الذات، هي التي ترفض تمجيد حدث أو أشخاص، هي التي تعيش في حالة مراجعة ونقد ذاتي شجاعة!
وأنا أعيد عليكم السؤال، هل أخطأت التيارات الثورية في المشاركة في 30 يونيو!؟ هل 30 يونيو خطأ يجب تصحيحه!؟
ما رأيكم!؟ وما الحل!؟