هل تعطلت الماكينات السياسية اليمينية الأمريكية؟
بقلم: علاء بيومي
الناشر: صحيفة الشرق الأوسط، 29 ديسمبر 2005
نص المقال
ماذا حدث للماكينات السياسية اليمينية الأمريكية التي لم تتوقف يوما عن التقدم بلا تراجع أو اعتذار أو حتى اعتراف بالخطأ خلال السنوات الأربعة الأخيرة؟ أين ذهبت مراكز أبحاثهم ووسائل إعلامهم وقواعدهم الجماهيرية والسياسية المهولة التي منحت جورج دبليو بوش في نوفمبر قبل الماضي نصرا واضحا على منافسه الديمقراطي في واحدة من أكثر الحملات الرئاسية الأمريكية شراسة؟ أين ذهبت الماكينات اليمينية التي لا تهدأ أمام الخسائر السياسية العديدة التي تعرض لها الجمهوريون بالإدارة الأمريكية والكونجرس خلال الفترة الأخيرة
أسئلة هامة ومحيرة تفرضها التطورات السياسية الراهنة بواشنطن والتي تشعرك بأن عطبا ما أصاب الماكينات اليمينية المرعبة
فمنذ أيام قليلة مني بوش بهزيمتين سياسيتين مؤلمتين بمجلس الشيوخ الأمريكي عندما أضطر أولا للتراجع أمام السيناتور الجمهوري جون ماكين وحلفاءه بخصوص تشريعات حظر التعذيب، وقبل أن يلتقط بوش أنفاسه مني بخسارة أكبر عندما فشل في كسر إرادة خصومه الديمقراطيين بمجلس الشيوخ الذين هددوا بإطالة نقاشهم لقانون باتريوت آكت (قانون الوطنية لمكافحة الإرهاب) للحيلولة دون التمديد لبعض بنوده المثيرة للجدل، وفشل بوش والجمهوريون معا في حشد التأييد الكافي لكسر التحدي الديمقراطي
وفي كلا الحالتين مارس بوش وتشيني ومساعديهم ومستشاريهم القانونيين ضغوطا هائلة على مجلس الشيوخ للحيلولة دون وقوع الخسارتين، ولكنهم فشلوا
أما عن خسائر بوش على الساحة العراقية فحدث ولا حرج، فبوش الذي رفض لسنوات الاعتراف بارتكاب أي أخطاء في إدارة الحرب على العراق - قبل أو بعد الغزو أو في أي يوم من الأيام - وجد نفسه مضطرا هذا الشهر للحديث عن خسائر قواته البشرية بالعراق، وعن ضحايا الحرب وسط المواطنين العراقيين، وعن اعتماده على معلومات استخباراتية مغلوطة في شن الحرب نفسها
ولو حاولت أن تبحث لدى مراكز الأبحاث اليمينية الأمريكية بواشنطن عن تفسير لما يحدث لسمعت صدى كلمات بات بوكانان السياسي اليميني المعروف – والمتشدد في بعض مواقفه – تتردد قوية في الأفق، إذ حذر بوكانان الجمهوريين في كتاب أصدره في 2004 بعنوان "أين أخطأ اليمين" من إنشغال المحافظين الجدد الطاغي بالسياسة الخارجية
وذلك لأن بوكانان - الذي يفضل سياسات العزلة على سياسات الإمبراطورية الأمريكية - على خلاف شديد مع المحافظين الجدد لأسباب عديدة، بعضها مقنع والأخر غير كذلك، وأحد هذه الأسباب – والذي يبدو منطقيا اليوم – هو أجندة المحافظين الجدد، والتي هاجمها بوكان بسبب افراطها في التركيز على القضايا الخارجية وخاصة قضايا الشرق الأوسط بشكل شغلها وشغل الجمهوريين عن الحديث عن قضايا الداخل مثل إصلاح الإقتصاد والتعليم والتعددية الثقافية والحريات المدنية
فعندما تزور مواقع أكبر مراكز الأبحاث اليمينية بواشنطن كأمريكان إنتربرايز وهيريتاج فاويندايشن تجدها مشغولة بشكل طاغي بالعراق، أما مجلة ذا ويكلي ستاندارد وهي مجلة المجافظين الجدد في أمريكا فيتصدر عددها الصادر في السادس عشر من ديسمبر الحالي مقالة لإثنين من أكبر كتاب المحافظين الجدد – وهما ويليام كريستول وروبرت كاجن – بعنوان "أيام سعيدة" يتحدثان فيها – وعيونهما على الداخل الأمريكي - عن تطورات الوضع بالعراق وكيف أن تصورهما للحرب - منذ التفكير في شنها - كان صحيحا على طول الخط
إنشغال المحافظين الجدد الطاغي بالعراق يجعلك تتسائل – ولو للحظات - إذا ما كانت العراق قد تمكنت بالفعل من هزيمة المحافظين الجدد وبوش بعد أن شغلت الماكينات اليمينية إلى هذه الدرجة
في اعتقادي السؤال السابق وجيه ولكنه لا يكفي لفهم ما يحدث، فالعراق هو – بدون شك - أحد أعراض الفيروس الذي تعاني منه الماكينات اليمينية والذي أدى للأعطال الحالية، ولكنه ليس العرض الرئيسي أو الأهم
العرض الأهم – من وجهة نظري – داخلي نابع من إفراط الماكينات اليمينية في تقدير قوتها السياسية، بشكل جعلها تبذر رأس مالها السياسي يمينا ويسارا بالانخراط في مغامرات وتصرفات سياسية مراهقة
ففي الثامن عشر من ديسمبر الحالي نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرا جادا لصحفية تدعى دنا ميلبانك تتحدث فيه عن استغلال الجمهوريون لسيطرتهم على البيت الأبيض والكونجرس بمجلسيه في تعطيل سلطات الكونجرس الرقابية على سياسات الإدارة بشكل شبه كامل
حيث يشير المقال إلى أن الجمهوريين المسيطرين على لجنة الإصلاح الحكومي بمجلس النواب الأمريكي أصدروا 1052 طلبا لاستدعاء مسئولين للشهادة في أمور تتعلق بسياسات إدارة الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون والحزب الديمقراطي خلال الفترة من 1997 وحتى عام 2002، ولكن اللجنة نفسها لم تصدر سوى عدد محدود جدا (أقل من عشرة) من الاستدعاءات المتعلقة بممارسات إدارتي الرئيس جورج دبليو بوش.
التقرير السابق يدل أولا على مدى سيطرة اليمين القائمة حتى يومنا هذا، ويفضح ثانيا سوء استغلال اليمين لسلطاته
نفوذ اليمين مكنه من تمرير قانون باتريوت آكت بمجلس النواب الأمريكي بأغلبية 251 صوت مقابل 174، إذ لم يتمكن أعضاء مجلس النواب الذين يتحتم عليهم خوض الانتخابات كل عامين من توحيد صفوفهم في مواجهة زحف الماكينات اليمينية، خاصة وأن 42 نائبا من نواب المجلس الديمقراطيين البالغ عددهم 202 نائبا سوف يخوضون الإنتخابات التشريعية المقبلة في نوفمبر 2006 في دوائر انتخابية خسرها كيري في إنتخابات عام 2004، في مقابل 19 نائبا جمهوريا (من بين 231 نائبا جمهوريا بمجلس النواب الحالي) سوف يخوضون انتخابات في دوائر خسرها بوش في 2004
أما أعضاء مجلس الشيوخ الأكثر ثراءا ومنعة سياسية فقد نجحوا في تحدي بوش بفعل عاملين أساسيين، أولهما مواقف الجمهوريين المنشقين من أمثال جون ماكين الطامح في المنافسة على الإنتخابات الرئاسية في 2008، وثانيهما نجاح الديمقراطيين أخيرا وعلى استحياء في توحيد صفوفهم
فلو تأملنا في عمليه التصويت على قانون الوطنية بمجلس الشيوخ الأمريكي لوجدنا أن أكثر من 90% من الأعضاء الذي عارضوا القانون (47 عضوا) هم من الديمقراطيين، كما أن أكثر من 90% من المساندين للقانون هم من الجمهوريين، وهو ما يوضح حالة الاحتقان الحزبي التي باتت تعيشها واشنطن بسبب إفراط الماكينات اليمينية في استغلال قوتها
الحقائق والأرقام السابقة توضح أن الماكينات اليمينية مازالت قوية وأن قوة اليمين وإفراطه في التعبير عنها باتت تمثل التهديد الأكبر للجسد اليميني، إفراط دفع اليمين على مدى السنوات الأربعة الأخيرة للمبالغة في خوض المغامرات السياسية عبر البحار، وإلى إهمال أهمية العمل مع خصومه السياسيين وبناء الجسور الحزبية داخل أمريكا، كما جمد الخطاب السياسي اليميني حول الحرب على الإرهاب التي لا يجب أن تختذل السياسة الأمريكية داخليا أو دوليا - كما ينصح ريتشارد هاس في كتابه الأخير "الفرصة: لحظة أمريكا المواتية لتغيير مسار التاريخ"
في الخاتمة هناك دلائل عديدة على مساعي الإدارة الأمريكية مؤخرا لتغيير اسلوب عملها بمد الجسور داخل الحزب الجمهوري وخارجه، وبالطبع هناك فرصة لفعل ذلك، ولكنه تغيير تأخر كثيرا ولابد وأن تدفع الماكينات اليمينية الثمن بعد أن تعاملت بغرور مع رأس مالها السياسي ولم تحسن الاستعداد ليوم تدور فيه الدوائر
الناشر: صحيفة الشرق الأوسط، 29 ديسمبر 2005
نص المقال
ماذا حدث للماكينات السياسية اليمينية الأمريكية التي لم تتوقف يوما عن التقدم بلا تراجع أو اعتذار أو حتى اعتراف بالخطأ خلال السنوات الأربعة الأخيرة؟ أين ذهبت مراكز أبحاثهم ووسائل إعلامهم وقواعدهم الجماهيرية والسياسية المهولة التي منحت جورج دبليو بوش في نوفمبر قبل الماضي نصرا واضحا على منافسه الديمقراطي في واحدة من أكثر الحملات الرئاسية الأمريكية شراسة؟ أين ذهبت الماكينات اليمينية التي لا تهدأ أمام الخسائر السياسية العديدة التي تعرض لها الجمهوريون بالإدارة الأمريكية والكونجرس خلال الفترة الأخيرة
أسئلة هامة ومحيرة تفرضها التطورات السياسية الراهنة بواشنطن والتي تشعرك بأن عطبا ما أصاب الماكينات اليمينية المرعبة
فمنذ أيام قليلة مني بوش بهزيمتين سياسيتين مؤلمتين بمجلس الشيوخ الأمريكي عندما أضطر أولا للتراجع أمام السيناتور الجمهوري جون ماكين وحلفاءه بخصوص تشريعات حظر التعذيب، وقبل أن يلتقط بوش أنفاسه مني بخسارة أكبر عندما فشل في كسر إرادة خصومه الديمقراطيين بمجلس الشيوخ الذين هددوا بإطالة نقاشهم لقانون باتريوت آكت (قانون الوطنية لمكافحة الإرهاب) للحيلولة دون التمديد لبعض بنوده المثيرة للجدل، وفشل بوش والجمهوريون معا في حشد التأييد الكافي لكسر التحدي الديمقراطي
وفي كلا الحالتين مارس بوش وتشيني ومساعديهم ومستشاريهم القانونيين ضغوطا هائلة على مجلس الشيوخ للحيلولة دون وقوع الخسارتين، ولكنهم فشلوا
أما عن خسائر بوش على الساحة العراقية فحدث ولا حرج، فبوش الذي رفض لسنوات الاعتراف بارتكاب أي أخطاء في إدارة الحرب على العراق - قبل أو بعد الغزو أو في أي يوم من الأيام - وجد نفسه مضطرا هذا الشهر للحديث عن خسائر قواته البشرية بالعراق، وعن ضحايا الحرب وسط المواطنين العراقيين، وعن اعتماده على معلومات استخباراتية مغلوطة في شن الحرب نفسها
ولو حاولت أن تبحث لدى مراكز الأبحاث اليمينية الأمريكية بواشنطن عن تفسير لما يحدث لسمعت صدى كلمات بات بوكانان السياسي اليميني المعروف – والمتشدد في بعض مواقفه – تتردد قوية في الأفق، إذ حذر بوكانان الجمهوريين في كتاب أصدره في 2004 بعنوان "أين أخطأ اليمين" من إنشغال المحافظين الجدد الطاغي بالسياسة الخارجية
وذلك لأن بوكانان - الذي يفضل سياسات العزلة على سياسات الإمبراطورية الأمريكية - على خلاف شديد مع المحافظين الجدد لأسباب عديدة، بعضها مقنع والأخر غير كذلك، وأحد هذه الأسباب – والذي يبدو منطقيا اليوم – هو أجندة المحافظين الجدد، والتي هاجمها بوكان بسبب افراطها في التركيز على القضايا الخارجية وخاصة قضايا الشرق الأوسط بشكل شغلها وشغل الجمهوريين عن الحديث عن قضايا الداخل مثل إصلاح الإقتصاد والتعليم والتعددية الثقافية والحريات المدنية
فعندما تزور مواقع أكبر مراكز الأبحاث اليمينية بواشنطن كأمريكان إنتربرايز وهيريتاج فاويندايشن تجدها مشغولة بشكل طاغي بالعراق، أما مجلة ذا ويكلي ستاندارد وهي مجلة المجافظين الجدد في أمريكا فيتصدر عددها الصادر في السادس عشر من ديسمبر الحالي مقالة لإثنين من أكبر كتاب المحافظين الجدد – وهما ويليام كريستول وروبرت كاجن – بعنوان "أيام سعيدة" يتحدثان فيها – وعيونهما على الداخل الأمريكي - عن تطورات الوضع بالعراق وكيف أن تصورهما للحرب - منذ التفكير في شنها - كان صحيحا على طول الخط
إنشغال المحافظين الجدد الطاغي بالعراق يجعلك تتسائل – ولو للحظات - إذا ما كانت العراق قد تمكنت بالفعل من هزيمة المحافظين الجدد وبوش بعد أن شغلت الماكينات اليمينية إلى هذه الدرجة
في اعتقادي السؤال السابق وجيه ولكنه لا يكفي لفهم ما يحدث، فالعراق هو – بدون شك - أحد أعراض الفيروس الذي تعاني منه الماكينات اليمينية والذي أدى للأعطال الحالية، ولكنه ليس العرض الرئيسي أو الأهم
العرض الأهم – من وجهة نظري – داخلي نابع من إفراط الماكينات اليمينية في تقدير قوتها السياسية، بشكل جعلها تبذر رأس مالها السياسي يمينا ويسارا بالانخراط في مغامرات وتصرفات سياسية مراهقة
ففي الثامن عشر من ديسمبر الحالي نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرا جادا لصحفية تدعى دنا ميلبانك تتحدث فيه عن استغلال الجمهوريون لسيطرتهم على البيت الأبيض والكونجرس بمجلسيه في تعطيل سلطات الكونجرس الرقابية على سياسات الإدارة بشكل شبه كامل
حيث يشير المقال إلى أن الجمهوريين المسيطرين على لجنة الإصلاح الحكومي بمجلس النواب الأمريكي أصدروا 1052 طلبا لاستدعاء مسئولين للشهادة في أمور تتعلق بسياسات إدارة الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون والحزب الديمقراطي خلال الفترة من 1997 وحتى عام 2002، ولكن اللجنة نفسها لم تصدر سوى عدد محدود جدا (أقل من عشرة) من الاستدعاءات المتعلقة بممارسات إدارتي الرئيس جورج دبليو بوش.
التقرير السابق يدل أولا على مدى سيطرة اليمين القائمة حتى يومنا هذا، ويفضح ثانيا سوء استغلال اليمين لسلطاته
نفوذ اليمين مكنه من تمرير قانون باتريوت آكت بمجلس النواب الأمريكي بأغلبية 251 صوت مقابل 174، إذ لم يتمكن أعضاء مجلس النواب الذين يتحتم عليهم خوض الانتخابات كل عامين من توحيد صفوفهم في مواجهة زحف الماكينات اليمينية، خاصة وأن 42 نائبا من نواب المجلس الديمقراطيين البالغ عددهم 202 نائبا سوف يخوضون الإنتخابات التشريعية المقبلة في نوفمبر 2006 في دوائر انتخابية خسرها كيري في إنتخابات عام 2004، في مقابل 19 نائبا جمهوريا (من بين 231 نائبا جمهوريا بمجلس النواب الحالي) سوف يخوضون انتخابات في دوائر خسرها بوش في 2004
أما أعضاء مجلس الشيوخ الأكثر ثراءا ومنعة سياسية فقد نجحوا في تحدي بوش بفعل عاملين أساسيين، أولهما مواقف الجمهوريين المنشقين من أمثال جون ماكين الطامح في المنافسة على الإنتخابات الرئاسية في 2008، وثانيهما نجاح الديمقراطيين أخيرا وعلى استحياء في توحيد صفوفهم
فلو تأملنا في عمليه التصويت على قانون الوطنية بمجلس الشيوخ الأمريكي لوجدنا أن أكثر من 90% من الأعضاء الذي عارضوا القانون (47 عضوا) هم من الديمقراطيين، كما أن أكثر من 90% من المساندين للقانون هم من الجمهوريين، وهو ما يوضح حالة الاحتقان الحزبي التي باتت تعيشها واشنطن بسبب إفراط الماكينات اليمينية في استغلال قوتها
الحقائق والأرقام السابقة توضح أن الماكينات اليمينية مازالت قوية وأن قوة اليمين وإفراطه في التعبير عنها باتت تمثل التهديد الأكبر للجسد اليميني، إفراط دفع اليمين على مدى السنوات الأربعة الأخيرة للمبالغة في خوض المغامرات السياسية عبر البحار، وإلى إهمال أهمية العمل مع خصومه السياسيين وبناء الجسور الحزبية داخل أمريكا، كما جمد الخطاب السياسي اليميني حول الحرب على الإرهاب التي لا يجب أن تختذل السياسة الأمريكية داخليا أو دوليا - كما ينصح ريتشارد هاس في كتابه الأخير "الفرصة: لحظة أمريكا المواتية لتغيير مسار التاريخ"
في الخاتمة هناك دلائل عديدة على مساعي الإدارة الأمريكية مؤخرا لتغيير اسلوب عملها بمد الجسور داخل الحزب الجمهوري وخارجه، وبالطبع هناك فرصة لفعل ذلك، ولكنه تغيير تأخر كثيرا ولابد وأن تدفع الماكينات اليمينية الثمن بعد أن تعاملت بغرور مع رأس مالها السياسي ولم تحسن الاستعداد ليوم تدور فيه الدوائر