Monday, December 26, 2005

الإسلام والأمريكي الأسود: نظرة تجاه الإحياء الثالث
عرض بقلم: علاء بيومي

الناشر:
الجزيرة نت، 27 ديسمبر 2005، حقوق الطبع والنشر محفوظة للناشر

نص العرض

قراءة كتاب "الإسلام والأمريكي الأسود: نظرة تجاه الإحياء الثالث" ضرورة لكل مهتم بحاضر ومستقبل الإسلام والمسلمين بالولايات المتحدة الأمريكية، وإن كان الكتاب لا يصلح كمقدمة عن الإسلام بأمريكا، نظرا لهدفه الساعي للوقوف على نظرية متقدمة تفسر أسباب انتشار الإسلام بالولايات المتحدة ومستقبل الإسلام والمسلمين هناك ودور الأفارقة الأمريكيين (أو المسلمين الأمريكيين السود كما يسميهم المؤلف) في ذلك

لذا لا يحتوي الكتاب على سرد لتاريخ المسلمين في أمريكا أو لمنظماتهم وتعدادهم وأماكن تواجدهم كما هو الحال في المقدمات التعريفية، كما يتميز الكتاب بدرجة من التعقد والصعوبة الناتجة عن جمل المؤلف الطويلة والمركبة ولغته المليئة بالمصطلحات الأدبية والفلسفية، وعشرات الحجج التي يمتلئ بها الكتاب والتي تدفع القارئ للتوقف وإمعان النظر كل عدة صفحات بشكل لا يخلو من إجهاد ومثابرة فكرية

ويمتلئ الكتاب بهذه الحجج التي تتحدى الفهم المتعارف عليه لتاريخ ومستقبل الإسلام في أمريكا بأسلوب نقدي لا يخلو من تحدي وشكوى واعتراض ومهاجمة ونقد لدور العنصرية البيضاء والأفارقة الأمريكيين والمسلمين السود والمسلمين المهاجرين وفهم العالم الإسلامي المعاصر للإسلام، لدرجة قد تدفع القارئ غير الصبور أو المنطلق من معتقدات أيدلوجية قوية لعدم إكمال قراءة الكتاب لما يحتوي عليه من أفكار ناقدة لجهات عديدة ومختلفة

ولكن عدم الانتهاء من قراءة الكتاب حتى فصله قبل الأخير – على الأقل - مضرة لأن الكتاب في مقدمته وفصوله الخمسة يحتوي على عدد يصعب حصره من الحجج المثيرة، كما يؤجل مؤلف الكتاب مقترحاته وحلوله إلى نهاية الفصل الرابع وقبل الأخير من الكتاب، مما يجعل الانتهاء من قراءة الكتاب ضرورة مرهقة لا مفر منها وإن كانت مفيدة

مؤلف الكتاب هو شرمان (عبد الحكيم) جاكسون أستاذ الدراسات العربية والإسلامية بجامعة مشيجان الأمريكية، وهو أكاديمي وناشط مسلم أمريكي معروف في الأوساط المسلمة الأمريكية، والكتاب صادر عن مطابع جامعة أكسفورد الأمريكية العرقية كعلامة على جدية الكتاب وكفاءة مؤلفة العلمية

أهمية الكتاب

أهمية كتاب "الإسلام والأمريكي الأسود" تعود لأسباب عديدة، ففصول الكتاب الخمسة لا تفتقر لعشرات الأفكار والحجج المثيرة، كما أن الكتاب صادر في فترة – بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 - يزداد فيها الجدل داخل المسلمين الأمريكيين أنفسهم حول دور الإسلام في تحفيز اندماج أو عزلة المسلمين عن المجتمع الأمريكي وفي ظل اهتمام فكري وإعلامي وسياسي غير مسبوق من نخب المجتمع الأمريكي

لكن أحد أهم وأطرف أسباب أهمية الكتاب يكمن في مقدمته، وخاصة في صفحاتها الأولى، والتي تتميز بدرجة عالية على التنظير وجذب انتباه القارئ لهدف الكتاب والمتمثل في معاناة الأفارقة الأمريكيين ودور الإسلام في رفع أو تعميق هذه المعاناة وأثر كل هذا على مستقبل الإسلام في أمريكا

بمعنى أخر الصفحات الأولى من الكتاب لا تدع فرصة للقارئ لأن يلتقط أنفاسه، ففي صفحات الكتاب الثلاثة الأولى يخبرك المؤلف ما يلي
أن الكتاب غير وصفي ولا يسعى لسرد تاريخ المسلمين في أمريكا، وأنه الكتاب مكتوب ضد العنصرية البيضاء وحديثها عن عالمية قيمها، كما أنه يرفض حديث الإسلام المهاجر عن عالمية قيمه، كما يقول المؤلف أن جذور الإسلام في أمريكا تعود لشيء يسمى "الدين الأسود"، وأن المسلمين السود اعتنقوا الإسلام لأنهم يريدون ثقافة يشعرون فيها بالملكية والسلطة والسيطرة، وأن الإسلام المهاجر لا يفهم المسلمين السود ولا يعطيهم السلطة الكافية، وأن المسلمين السود لا يريدون الذوبان في الهوية المسلمة أو في الهوية الأمريكية، وأن المسلمين السود أقلية مهمشة تعاني من الصراع مع العنصرية البيضاء، ومع الأفارقة الأمريكيين غير المسلمين الذين يشعرون بأن الإسلام يمثل تهديدا لهم، ومع المسلمين المهاجرين الذين فشلوا في فهم تراث المسلمين السود واحتكروا سلطة السيطرة على الإسلام، وأن الحل لكل هذا هو "الإحياء الثالث" الذي سوف يحل عقد هوية السود الأمريكيين المسلمين

وإذا كانت الأفكار السابقة لا تكفي لجذب انتباه القارئ وإشعاره بأزمة الهوية السوداء الأمريكية المسلمة - كما يسميها المؤلف - فعليه أن يقرأ بعض حجج الكتاب الداخلية التي تقول بأن السود المسيحيين أصبحوا أكثر قدرة على

للاطلاع على النص الكامل للمقال، يرجى زيارة الوصلة التالية

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/15F46109-2CA4-4ECA-9187-4F330956DD67.htm

No comments: