ظاهرة العداء للفكر والمفكرين بأمريكا وانعكاساتها
مقال بقلم: علاء بيومي
الناشر: الجزيرة نت، 22 ديسمبر 2005، حقوق الطبع والنشر محفوظة للناشر
نص المقال
من يتابع خطب الرؤساء الأمريكيين يصعب عليه آلا يلاحظ مستوى البساطة والسطحية الفكرية الذي تتميز به تلك الخطابات، وهي ظاهرة رصدتها أبحاث علمية أمريكية مختلفة مثل دراسة لباحث بجامعة أكسفورد الأمريكية يدعى إليفين ليم نشرها في مجلة أمريكية أكاديمية هي فصلية الدراسات الرئاسية في شهر يونيو من عام 2002 تحت عنوان "توجهات خمسة في الخطاب الرئاسي
إيلفين ليم أبرز في دراسته ميل خطابات الرؤساء الأمريكيين المتزايد لاستخدام اللغة الدارجة في خطاباتهم وللبعد عن استخدام المصطلحات القانونية أو الفكرية أو حتى اللغوية الصعبة، مشيرا بسخرية إلى وصف بلاغي استخدمه الرئيس جورج بوش الأب في إحدى خطابته عن الحرية، حيث قال "الحرية كطائرة ورقية جميلة يمكنها أن تذهب عاليا فأعلى مع النسيم
باحثة أخرى تدعى دبره دي سيمون نشرت في مايو 2001 دراسة بعنوان "تبعات ديمقراطية المعرفة"، في دورية تسمى "مدرس التاريخ" تتحدث بتعجب عن سباق الرئاسة الأمريكية عام 2000 بين الرئيس الأمريكي الحالي جورج دبليو بوش وآل جور مرشح الحزب الديمقراطي ونائب الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون
سبب العجب هو حرص حملة جورج دبليو على تصوير آل جور بأنه رجل ينتمي للنخبة الثقافية يتحدث بلغة لا يفهمها الرجل العادي بعكس جورج دبليو بوش الذي يتحدث بلغة ركيكة هي لغة المواطن الأمريكي البسيط في حياته اليومية، وكأن الثقافة والفكر أصبحا تهمة أو عيب
المفارقة السابقة تدفعنا إلى الحديث عن ظاهرة في غاية الإثارة، وهي ظاهرة "العداء للفكر والمفكرين" بالمجتمع الأمريكي
فالمعروف أن المجتمع الأمريكي بشكل خاص - والمجتمعات الغربية بشكل عام – هي مجتمعات مقبلة على العلم والتعلم بفعل انتشار المؤسسات العلمية والأكاديمية بتلك المجتمعات وحرص أبناءها على التعلم والقراءة ومنجزات تلك المجتمعات العلمية والفكرية التي لا تنضب
ولكن الثقافة والعقلية المجتمعية للمجتمعات قد لا تتميز بالعقلانية في بعض الأحيان، حيث تشير دراسات مختلفة إلى أن ظاهرة العداء للفكر والمفكرين ظاهرة ذات جذور داخل المجتمع الأمريكي وفي معتقدات الطبقة الوسطى الأمريكية، وهو أمر يستلزم الوعي بتلك الظاهرة، خاصة إذا علمنا أن مشاعر الخوف والقلق التي مر بها المجتمع الأمريكي بعد أحداث 11/9 دفعت بعض النخب السياسية الانتهازية لاستغلال هذه الظاهرة في تأليب المجتمع الأمريكي تجاه المسلمين والعرب، كما سنوضح خلال هذا المقال
الجذور الأوربية التاريخية للظاهرة
جذور الثقافة الأمريكية عادة ما تعود إلى الثقافة الأوربية وخاصة الإنجليزية منها، وهنا يجب أن تستوقفنا دراسة نشرت في يونيو 1952 بدورية تدعى جريدة تاريخ الأفكار لكاتب يدعي والتر هيوتن تحت عنوان "العداء للفكر في العصر الفيكتوري"، وذلك في إشارة إلى الفترة من 1837 وحتى 1901 ببريطانيا وهي فترة حكم الملكة فيكتوريا والتي شهدت وصول الثورة الصناعية والقوة البريطانية لذروتيهما
والتر هيوتن يقول أن العصر الفيكتوري الذي بني على منجزات عصر النهضة الفكرية الأوربية تميز بعداء غريب للفكر والمفكرين، وذلك لأسباب ثلاثة أساسية
للإطلاع على النص الكامل للمقال، يرجى زيارة الوصلة التالية
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/A800210C-F717-4DBC-B94B-FC0E034C32CB.htm
الناشر: الجزيرة نت، 22 ديسمبر 2005، حقوق الطبع والنشر محفوظة للناشر
نص المقال
من يتابع خطب الرؤساء الأمريكيين يصعب عليه آلا يلاحظ مستوى البساطة والسطحية الفكرية الذي تتميز به تلك الخطابات، وهي ظاهرة رصدتها أبحاث علمية أمريكية مختلفة مثل دراسة لباحث بجامعة أكسفورد الأمريكية يدعى إليفين ليم نشرها في مجلة أمريكية أكاديمية هي فصلية الدراسات الرئاسية في شهر يونيو من عام 2002 تحت عنوان "توجهات خمسة في الخطاب الرئاسي
إيلفين ليم أبرز في دراسته ميل خطابات الرؤساء الأمريكيين المتزايد لاستخدام اللغة الدارجة في خطاباتهم وللبعد عن استخدام المصطلحات القانونية أو الفكرية أو حتى اللغوية الصعبة، مشيرا بسخرية إلى وصف بلاغي استخدمه الرئيس جورج بوش الأب في إحدى خطابته عن الحرية، حيث قال "الحرية كطائرة ورقية جميلة يمكنها أن تذهب عاليا فأعلى مع النسيم
باحثة أخرى تدعى دبره دي سيمون نشرت في مايو 2001 دراسة بعنوان "تبعات ديمقراطية المعرفة"، في دورية تسمى "مدرس التاريخ" تتحدث بتعجب عن سباق الرئاسة الأمريكية عام 2000 بين الرئيس الأمريكي الحالي جورج دبليو بوش وآل جور مرشح الحزب الديمقراطي ونائب الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون
سبب العجب هو حرص حملة جورج دبليو على تصوير آل جور بأنه رجل ينتمي للنخبة الثقافية يتحدث بلغة لا يفهمها الرجل العادي بعكس جورج دبليو بوش الذي يتحدث بلغة ركيكة هي لغة المواطن الأمريكي البسيط في حياته اليومية، وكأن الثقافة والفكر أصبحا تهمة أو عيب
المفارقة السابقة تدفعنا إلى الحديث عن ظاهرة في غاية الإثارة، وهي ظاهرة "العداء للفكر والمفكرين" بالمجتمع الأمريكي
فالمعروف أن المجتمع الأمريكي بشكل خاص - والمجتمعات الغربية بشكل عام – هي مجتمعات مقبلة على العلم والتعلم بفعل انتشار المؤسسات العلمية والأكاديمية بتلك المجتمعات وحرص أبناءها على التعلم والقراءة ومنجزات تلك المجتمعات العلمية والفكرية التي لا تنضب
ولكن الثقافة والعقلية المجتمعية للمجتمعات قد لا تتميز بالعقلانية في بعض الأحيان، حيث تشير دراسات مختلفة إلى أن ظاهرة العداء للفكر والمفكرين ظاهرة ذات جذور داخل المجتمع الأمريكي وفي معتقدات الطبقة الوسطى الأمريكية، وهو أمر يستلزم الوعي بتلك الظاهرة، خاصة إذا علمنا أن مشاعر الخوف والقلق التي مر بها المجتمع الأمريكي بعد أحداث 11/9 دفعت بعض النخب السياسية الانتهازية لاستغلال هذه الظاهرة في تأليب المجتمع الأمريكي تجاه المسلمين والعرب، كما سنوضح خلال هذا المقال
الجذور الأوربية التاريخية للظاهرة
جذور الثقافة الأمريكية عادة ما تعود إلى الثقافة الأوربية وخاصة الإنجليزية منها، وهنا يجب أن تستوقفنا دراسة نشرت في يونيو 1952 بدورية تدعى جريدة تاريخ الأفكار لكاتب يدعي والتر هيوتن تحت عنوان "العداء للفكر في العصر الفيكتوري"، وذلك في إشارة إلى الفترة من 1837 وحتى 1901 ببريطانيا وهي فترة حكم الملكة فيكتوريا والتي شهدت وصول الثورة الصناعية والقوة البريطانية لذروتيهما
والتر هيوتن يقول أن العصر الفيكتوري الذي بني على منجزات عصر النهضة الفكرية الأوربية تميز بعداء غريب للفكر والمفكرين، وذلك لأسباب ثلاثة أساسية
للإطلاع على النص الكامل للمقال، يرجى زيارة الوصلة التالية
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/A800210C-F717-4DBC-B94B-FC0E034C32CB.htm
No comments:
Post a Comment