Thursday, May 23, 2013

الطريق إلى نجاح المعارضة المصرية


يبدأ بعكس سلم ألوياتها ليتوافق مع أولويات المواطن المصري العادي.


فلو حاولنا رسم سلم أولويات الناخب المصري العادي - كما تشير إليه شواهد كثيرة من بينها استطلاع مركز بيو الأميركي للدراسات الصادر منتصف هذا الشهر - لوجدنا أن المواطن المصري تحركه ثلاثة أولويات أساسية:


(1)   الهم الاقتصادي الذي يؤرق باله ويخيفه بخصوص المستقبل، ويشغل بال المصريين أكثر من أي قضية أخرى (بنسبة 80% أو أكثر كما يشير استطلاع بيو)، ويمثل التهديد الأهم للديمقراطية وحكم الإخوان في مصر.


(2)   المحافظة السياسية والاجتماعية، فالمواطن المصري عاش طوال حياته في نظام سياسي محافظ على مختلف المستويات، وهو متدين يحب الجيش والاستقرار والوظائف العامة .... ألخ. وبالمناسبة المحافظة السياسية والدينية منتشرة بوضوح لدى حوالي 60% من الشعب المصري.


(3)   القضايا السياسية الليبرالية مثل قضايا الدستور والأقليات وحقوق الإنسان وحقوق المرأة، وهي قضايا منتشرة في فئة أقل من المصريين تتراوح بين 30-45% من المصريين.

وفي الغالب ترى أولويات المعارضة المصرية مقلوبة لأنها تتمركز بالأساس في المدن الكبرى والفئات الأكثر حظا تعليميا واقتصاديا، وهو أمر تشير له ظواهر عديدة، من بينها دراسة صدرت لمؤسسة راند الأميركي في شهر فبراير الماضي عن الخريطة الانتخابية لمصر، والدراسة تثبت ما ذكرت اعتمادا على أنماط تصويت المصريين.

المعارضة المصرية غالبا ما تهتم بالقضايا السياسية الليبرالية وهي هامة بدون شك، ولكنها ليست أولوية المصريين، بعض فئات المعارضة تهاجم الايدلوجية المحافظة وهذا حقها، ولكنه يتضارب مع معتقدات كتلة ضخمة من المصريين تمثل الأغلبية.
أما الخطاب الاقتصادي الجاد فهو ضعيف للغاية على الطرفين (أهل الحكم والمعارضة)، فالصراع السياسي الاستقطابي في مصر يدور حاليا بين الأفكار المحافظة والأفكار الليبرالية دون تعرض جاد للاقتصاد وقضاياه الصعبة.


وقد يكون التركيز على الحل الاقتصادي هي الطريق الأفضل للمعارضة المصرية، فقد تكون الأولوية هو التركيز على الخطاب الاقتصادي وكيفية النهوض بالبلاد، فالإخوان يسعون لذلك ومصر أمامها على الأقل عقد من العمل الشاق لو قدر لها أن تنهض، وهذا يعني أن هناك فرصة للجميع للتنافس على مخاطبة أهم قضية تشغل المصريين وهي الأوضاع الاقتصادية.

هناك دور سياسي هام وكبير للنخب الاقتصادية ورجال الاقتصاد والجمعيات الأهلية كبير في الفترة المقبلة لمصر، من يستطيع أن يطور رؤية اقتصادية لمصر ويوحد حولها رجال الإعمال والناس ويصل بها من خلال الجمعيات الأهلية لمصر قد يستطيع فك رموز الانتخابات المصرية وتغيير أولويات المصريين، وهي عملية ليست سهلة.

والله أعلم، ما رأيكم!؟ 

1 comment:

Anonymous said...

يبفى السؤال أستاذ علاء وهو إذا ما كانت المعارضة قادرة على إفراز قيادة "وطنية" تستطيع الإمساك بزمام المعادلة السياسية المصرية ناهيك عن الحاجة الملحة لأن تمتلك هذه القيادة عينها الحلول الإستراتيجيةالحقيقية اللازمة لنهضة مصر إقتصادياً ومجتمعياً بحلول تناسب كما تفضلتم ثقافة المجتمع المصري وتجد مساندة حقيقية من مؤسسات مصر الفاعلة كالجيش والإستخبارات .