حمى الشعبوية التي تجتاح أهل الحكم والمعارضة في مصر تؤسس لديمقراطية عرجاء.
باختصار ليس كل شيء في الديمقراطية بالانتخاب، هناك سلطات غير منتخبة وهي لا تقل أهمية عن السلطات المنتخبة، وحشد العداء ضدها خطأ قاتل.
في الديمقراطية ثلاث سلطات على الأقل وربما أربعة، هناك التنفيذية والتشريعية والقضائية، وبالبعض يضيف الإعلام، السلطات القضائية والإعلامية لا تنتخب، لأن الانتخاب تحيز وتحزب.
كما أن حكم المنتخبين وحدهم للسطلات التشريعية والتنفيذية مهلك لو لم يعتمدوا على الخبراء.
في بلد في مصر منع الناس ممارسة السياسية، والناس انتخبت في أحيان كثيرة أتباع علماء دين ومؤسسات خيرية وفضائيات ليس لهم علاقة بالسياسة من قريب أو بعيد.
انتخبنا ناس قليلة الخبرة في السياسة ولا يعرفون الكثير عن كيفية إدارة شئون البلاد، ويتعلمون بالتجربة والخطأ، ونحن بكل شعبوية منقسمين لفريقين، مع وضد، والسؤال أليس الأولى أن نطالب المنتخبين بالاستعانة بأهل الخبرة.
ثانيا: ماذا عن السلطات غير المنتخبة هل نهدمها ونهدم الدولة، هل نجعل السلطة القضائية بالانتخاب لكي يضمن أهل الحكم أن يوافق القضاء على جميع القوانين التي يصدرونها بغض النظر عن دقتها؟
هل نجعل وسائل الإعلام بالانتخاب لكي يضمن أهل الحكم التطبيل والتبرير طوال الوقت؟ ولكي ينشر أبتاعهم أي كلام في الصحف والجرائد مادام يأتي على هواهم؟
هل نأمم البلاد ونجعل مؤسسات الاقتصاد بالانتخاب لكي يضمن أهل الحكم آلا يمول معارضيهم أحد وأن ينساق الجميع وراء خططهم الاقتصادية غير الواضحة لهم أصلا.
إنها الشعبوية من ميراث الشمولية والانسياق ورائها يقود بدون شك لديمقراطية عرجاء تقوم على ساق (سلطة) أو ساقين (سلطتين) على الأكثر، هذا لو قاد لديمقراطية أصلا، والله أعلم، ما رأيكم!؟
No comments:
Post a Comment