التخويف من العرب والمسلمين في الانتخابات الرئاسية الأميركية الحالية
بقلم علاء بيومي
الناشر: صحيفة البديل المصرية
نص المقال
العنصرية التي يتعرض لها العرب والمسلمون في موسم الانتخابات الرئاسية الأميركية الحالية والتي ظهرت على شاشات التلفاز عبر العالم ضمن تغطيتها للانتخابات أكدت مخاوف من حذروا لسنوات من أن العنصرية الموجهة حاليا ضد العرب والمسلمون في أميركا تنتمي لنوع خطير ومقلق للغاية ليس فقط بسبب انتشارها وتغاضي الساسة الأميركيون عنها ولكن - وهو الأهم - لأن تلك العنصرية باتت مقبولة مبررة لا تحرك لها نسبة كبيرة من الأميركيين ساكن
بمعني أخر المجتمع الأميركي لا يخلو من عنصرية موجهة ضد جماعات مختلفة لأسباب عديد بعضها عنصري والبعض الأخر اقتصادي أو ثقافي، ولكن المؤسف هنا أن الثقافة السياسية الأميركية ترفض تلك العنصريات وتسارع لانتقادها والنأي عنها في حالة ظهورها على السطح، ولكن للأسف لا يحدث الشيء نفسه عند الإساءة للعرب أو المسلمين، وكأن الإساءة لهم باتت أمرا مقبولا تحت غطاء ما يسمي بمواجهة "أعداء أميركا" أو "الحرب على الإرهاب
وبالطبع ما يحدث حاليا لم يظهر بين يوم وليلة، بل تراكم عبر سنوات وإن لم يكن عقود، فمنذ نهاية الحرب الباردة وهناك من يحاولون استخدام الإسلام والمسلمين والعرب كعدو جديد يوحدون أميركا ضده في فترة ما بعد سقوط الإتحاد السوفيتي، وجاءت أحداث 11-9 لتعطي دفعة قوية لهؤلاء، حتى أن صموئيل هنتينجتون الكاتب الأميركي المعروف كتب في 2004 كتاب بعنوان "من نحن؟ تحديات الهوية الوطنية الأميركية" يتحدث فيه صراحة عن حاجة الأميركيين وهويتهم الوطنية لعدو خارجي يتحدون ضده وعن إمكانية أن يحتل الإسلام والمسلمون هذا الدور
وبالطبع تلقفت تلك الدعاوي مجموعات سياسية أميركية ناشطة سياسيا وذات أجندات معادية للمسلمين والعرب لأسباب مختلفة كبعض المتطرفين من مساندي إسرائيل في أميركا، وبعض المحافظين الجدد، وبعض قادة البروتستانت التبشيريين، وبعض غلاة الجمهوريين واليمينيين في أميركا
وللأسف لم يمتلك مسلمو وعرب أميركا الإمكانات السياسية أو الإعلامية لمواجهة تلك الجماعات، ولم يتحرك العالم العربي أو الإسلامي لتنظيم مبادرات علاقات عامة جادة لمواجهة ما بات يعرف بالإسلاموفوبيا أو ظاهرة التخويف من الإسلام والمسلمين في أميركا، والتي تنال أيضا من العرب والدول العربية والإسلامية وكل ما له علاقة بالمسلمين والعرب من قريب أو بعيد في أميركا، فيكفي أن ترتدي ثوبا أو تحمل اسما أو تتمتع بملامح مشابهه لعربي أو لمسلم لكي تتحول لضحية محتملة للإسلاموفوبيا
ما حدث هذا العام أو على مدى العامين السابقين، هو أنه ولأول مرة ينحدر مرشح رئاسي أميركي من أصول مسلمة، وهو باراك حسين أوباما المرشح الرئاسي الديمقراطي، والذي ينحدر من أصول مسلمة بحكم أن أباه (حسين أوباما) مسلم، وذلك على الرغم من أن حسين ترك باراك وعمره عامين، وأن باراك لم يتربى كمسلم وأنه اعتنق المسيحية بعد تخرجه من الجامعة
وكان من المفترض أن تتحول جذور أوباما المسلمة لميزة لا عيب في الفترة الحالية بحكم أن صورة أميركا في العالم الإسلامي تعاني كثيرا، وأن أوباما يتمتع بشعبية دولية واسعة عبر العالم وليس في العالمين العربي والإسلامي فقط، ولكن ولأسباب عديدة تحولت خلفية أوباما المسلمة لأحد أهم أسباب الهجوم عليه، فالبيئة السياسية الأميركية التي يسيطر عليها التحزب والعنصرية الموجودة في بعض قطاعات المجتمع الأميركي وجماعات المصالح المتشدد لم تجد غضاضة في اللجوء لأحط الأساليب للهجوم على أوباما
وقد وصلت الحملة على أوباما وجذوره المسلمة إلى حد اتهام أوباما بإخفاء إسلامه ضد مؤامرة إسلامية كبرى لتقويض أميركا من الداخل من خلال انتخاب رئيس مسلم يخفي إسلامه ويعمل على تدمير أميركا فور فوزه بالرئاسة، وقد وصلت الحملة لمستويات مقلقة دفعت أوباما إلى إطلاق مواقع إلكترونية تنفي إسلامه وإلى إرسال مبعوثين إلى ناخبين أميركيين في ولايات هامة استهدفتهم تلك الحملات - كاليهود الأميركيين في فلوريدا - لنفي الشائعات السابقة، كما حرص أوباما على النأي بنفسه عن كل ما هو مسلم أو إسلامي في أميركا
وللأسف تنكشف أبعاد جديدة للحملة كل يوم، حيث تشير استطلاعات الرأي أن 12% من الأميركيين مازالوا يعتقدون أن أوباما مسلم، وأن الحملة بدأت منذ 2004 تقريبا حيث رأي بعض معارضي أوباما أن جذوره المسلمة وخلفيته الأجنبية (لكون أبوه كيني أسود مهاجر) وقلة معرفة الأميركيين به يمثلون جميعا فرصة للتشكيك في أوباما وفي خلفيته، ولما أعلن أوباما ترشيح نفسه للرئاسة الأميركية عن الحزب الديمقراطي في أوائل عام 2007 لم يتردد خصومه في استغلال الشائعات نفسها، حتى أن حملة هيلاري كلينتون فصلت أحد موظفيها بسبب ترويجه لتلك الشائعات، كما أصدرت منظمات يهودية أميركية كبرى بيانا تنتقد فيه بعض اليهود الأميركيين وبعض مساندي إسرائيل الذين يشاركون في تلك الحملات
ولكن مع الأسف استمرت الحملات حتى كشفت وسائل الإعلام الأميركية مؤخرا عن توزيع 28 مليون نسخة من فيلم وثائقي مسيء للإسلام يدعى (obsession) على ناخبين أميركيين في ولايات أميركية مفصلية خلال شهر سبتمبر الماضي كمؤشر خطير على ما وصلت إليه حملة الهجوم على أوباما و"التخويف من العرب والمسلمين" من مستويات غير مسبوقة ومقلقة
عموما ساهم في تلك الحملة موقف أوباما نفسه الذي انتقد تلك الحملات وما تمثله من إساءة للمسلمين والإسلام ولكنه فضل النأي بنفسه والابتعاد عن كل ما هو مسلم أو إسلامي بدل من اتخاذ موقف شجاع وإيجابي في الدفاع عنهم، حتى أن كيث أليسون أول عضو كونجرس أميركي مسلم (ديمقراطي عن ولاية مينسوتا) اشتكى لوسائل الإعلام من أن حملة أوباما ألغت بعض الأنشطة الرامية للتقريب بين أوباما ومسلمي أميركا خوفا من تبعاتها على حملة أوباما للفوز بالرئاسة الأميركية
وبالطبع تشير مصادر مختلفة إلى وقوف بعض غلاة الجمهوريين وراء تلك الحملة، خاصة وأن المرشح الجمهوري جون ماكين ونائبته سارة بالين لم يترددا شخصيا في محاولة تشويه سمعة أوباما وربطه "بالإرهاب" في سقوط وتدني سياسي مخيف
وللأسف يستخدم ماكين منذ أكثر من عقد لمصطلحات وأفكار مسيئة للإسلام والمسلمين، حيث يربط بين التشدد والراديكالية بالإسلام كدين في خطابه السياسي، كما يردد بعض أفكار الجماعات الأميركية المتشددة التي تنظر للعلاقات الدولية كصراع "أجيال مع عدو إسلامي يسعى لبناء خلافة إسلامية ضد الغرب" ويستخدم تلك الأفكار في النظر لعلاقات أميركا الخارجية خاصة تجاه الشرق الأوسط
كما لم تتحرك حملة ماكين لمواجهة الإساءة ضد المسلمين والعرب القادمة من أروقة الجمهوريين وأبواقهم خاصة في أوساط البروتستانت التبشيريين ومساندي إسرائيل والمحافظين الجدد ودعاة عسكرة السياسة الخارجية الأميركية
وبهذا يجد المسلمون والعرب الأميركيون أنفسهم بين مرشح ديمقراطي وهو باراك أوباما يخشى الدفاع عنهم وينأى بنفسهم عن كل ما يربطه بهم وبين مرشح جمهوري لا يتردد في استغلال موجة "التخويف منهم" في مهاجمة خصمه السياسي لأغراض انتخابية
عموما، لو فاز ماكين في الانتخابات فلن تبشر مواقفه السابقة بعلاقة إيجابية تربطه بالمسلمين والعرب في أميركا أو خارجها، خاصة وأن مواقفه السياسية تجاه قضاياهم الرئيسية لا تبشر بالخير فهي تعد امتدادا واضحا لسياسات جورج دبليو بوش والمحافظين الجدد
أما في حالة فوز أوباما بالرئاسة فسوف ينبغي عليه فعل الكثير للتكفير عن موقفه الراهن والذي يصعب وصفه بالشجاعة أو الإيجابية، وأنا أعتقد أن المتابعين لمواقفه في العالمين العربي والإسلامي سوف يتعاملون معه بحذر للتأكد من أنه لن يتحول كغيره من الساسة الأميركيين كأسير لجماعات المصالح الأميركية المعنية بالشرق الأوسط وسياسات أميركا السابقة البعيدة كثيرا عن مصالح وحقوق الشعوب المسلمة والعربية
الناشر: صحيفة البديل المصرية
نص المقال
العنصرية التي يتعرض لها العرب والمسلمون في موسم الانتخابات الرئاسية الأميركية الحالية والتي ظهرت على شاشات التلفاز عبر العالم ضمن تغطيتها للانتخابات أكدت مخاوف من حذروا لسنوات من أن العنصرية الموجهة حاليا ضد العرب والمسلمون في أميركا تنتمي لنوع خطير ومقلق للغاية ليس فقط بسبب انتشارها وتغاضي الساسة الأميركيون عنها ولكن - وهو الأهم - لأن تلك العنصرية باتت مقبولة مبررة لا تحرك لها نسبة كبيرة من الأميركيين ساكن
بمعني أخر المجتمع الأميركي لا يخلو من عنصرية موجهة ضد جماعات مختلفة لأسباب عديد بعضها عنصري والبعض الأخر اقتصادي أو ثقافي، ولكن المؤسف هنا أن الثقافة السياسية الأميركية ترفض تلك العنصريات وتسارع لانتقادها والنأي عنها في حالة ظهورها على السطح، ولكن للأسف لا يحدث الشيء نفسه عند الإساءة للعرب أو المسلمين، وكأن الإساءة لهم باتت أمرا مقبولا تحت غطاء ما يسمي بمواجهة "أعداء أميركا" أو "الحرب على الإرهاب
وبالطبع ما يحدث حاليا لم يظهر بين يوم وليلة، بل تراكم عبر سنوات وإن لم يكن عقود، فمنذ نهاية الحرب الباردة وهناك من يحاولون استخدام الإسلام والمسلمين والعرب كعدو جديد يوحدون أميركا ضده في فترة ما بعد سقوط الإتحاد السوفيتي، وجاءت أحداث 11-9 لتعطي دفعة قوية لهؤلاء، حتى أن صموئيل هنتينجتون الكاتب الأميركي المعروف كتب في 2004 كتاب بعنوان "من نحن؟ تحديات الهوية الوطنية الأميركية" يتحدث فيه صراحة عن حاجة الأميركيين وهويتهم الوطنية لعدو خارجي يتحدون ضده وعن إمكانية أن يحتل الإسلام والمسلمون هذا الدور
وبالطبع تلقفت تلك الدعاوي مجموعات سياسية أميركية ناشطة سياسيا وذات أجندات معادية للمسلمين والعرب لأسباب مختلفة كبعض المتطرفين من مساندي إسرائيل في أميركا، وبعض المحافظين الجدد، وبعض قادة البروتستانت التبشيريين، وبعض غلاة الجمهوريين واليمينيين في أميركا
وللأسف لم يمتلك مسلمو وعرب أميركا الإمكانات السياسية أو الإعلامية لمواجهة تلك الجماعات، ولم يتحرك العالم العربي أو الإسلامي لتنظيم مبادرات علاقات عامة جادة لمواجهة ما بات يعرف بالإسلاموفوبيا أو ظاهرة التخويف من الإسلام والمسلمين في أميركا، والتي تنال أيضا من العرب والدول العربية والإسلامية وكل ما له علاقة بالمسلمين والعرب من قريب أو بعيد في أميركا، فيكفي أن ترتدي ثوبا أو تحمل اسما أو تتمتع بملامح مشابهه لعربي أو لمسلم لكي تتحول لضحية محتملة للإسلاموفوبيا
ما حدث هذا العام أو على مدى العامين السابقين، هو أنه ولأول مرة ينحدر مرشح رئاسي أميركي من أصول مسلمة، وهو باراك حسين أوباما المرشح الرئاسي الديمقراطي، والذي ينحدر من أصول مسلمة بحكم أن أباه (حسين أوباما) مسلم، وذلك على الرغم من أن حسين ترك باراك وعمره عامين، وأن باراك لم يتربى كمسلم وأنه اعتنق المسيحية بعد تخرجه من الجامعة
وكان من المفترض أن تتحول جذور أوباما المسلمة لميزة لا عيب في الفترة الحالية بحكم أن صورة أميركا في العالم الإسلامي تعاني كثيرا، وأن أوباما يتمتع بشعبية دولية واسعة عبر العالم وليس في العالمين العربي والإسلامي فقط، ولكن ولأسباب عديدة تحولت خلفية أوباما المسلمة لأحد أهم أسباب الهجوم عليه، فالبيئة السياسية الأميركية التي يسيطر عليها التحزب والعنصرية الموجودة في بعض قطاعات المجتمع الأميركي وجماعات المصالح المتشدد لم تجد غضاضة في اللجوء لأحط الأساليب للهجوم على أوباما
وقد وصلت الحملة على أوباما وجذوره المسلمة إلى حد اتهام أوباما بإخفاء إسلامه ضد مؤامرة إسلامية كبرى لتقويض أميركا من الداخل من خلال انتخاب رئيس مسلم يخفي إسلامه ويعمل على تدمير أميركا فور فوزه بالرئاسة، وقد وصلت الحملة لمستويات مقلقة دفعت أوباما إلى إطلاق مواقع إلكترونية تنفي إسلامه وإلى إرسال مبعوثين إلى ناخبين أميركيين في ولايات هامة استهدفتهم تلك الحملات - كاليهود الأميركيين في فلوريدا - لنفي الشائعات السابقة، كما حرص أوباما على النأي بنفسه عن كل ما هو مسلم أو إسلامي في أميركا
وللأسف تنكشف أبعاد جديدة للحملة كل يوم، حيث تشير استطلاعات الرأي أن 12% من الأميركيين مازالوا يعتقدون أن أوباما مسلم، وأن الحملة بدأت منذ 2004 تقريبا حيث رأي بعض معارضي أوباما أن جذوره المسلمة وخلفيته الأجنبية (لكون أبوه كيني أسود مهاجر) وقلة معرفة الأميركيين به يمثلون جميعا فرصة للتشكيك في أوباما وفي خلفيته، ولما أعلن أوباما ترشيح نفسه للرئاسة الأميركية عن الحزب الديمقراطي في أوائل عام 2007 لم يتردد خصومه في استغلال الشائعات نفسها، حتى أن حملة هيلاري كلينتون فصلت أحد موظفيها بسبب ترويجه لتلك الشائعات، كما أصدرت منظمات يهودية أميركية كبرى بيانا تنتقد فيه بعض اليهود الأميركيين وبعض مساندي إسرائيل الذين يشاركون في تلك الحملات
ولكن مع الأسف استمرت الحملات حتى كشفت وسائل الإعلام الأميركية مؤخرا عن توزيع 28 مليون نسخة من فيلم وثائقي مسيء للإسلام يدعى (obsession) على ناخبين أميركيين في ولايات أميركية مفصلية خلال شهر سبتمبر الماضي كمؤشر خطير على ما وصلت إليه حملة الهجوم على أوباما و"التخويف من العرب والمسلمين" من مستويات غير مسبوقة ومقلقة
عموما ساهم في تلك الحملة موقف أوباما نفسه الذي انتقد تلك الحملات وما تمثله من إساءة للمسلمين والإسلام ولكنه فضل النأي بنفسه والابتعاد عن كل ما هو مسلم أو إسلامي بدل من اتخاذ موقف شجاع وإيجابي في الدفاع عنهم، حتى أن كيث أليسون أول عضو كونجرس أميركي مسلم (ديمقراطي عن ولاية مينسوتا) اشتكى لوسائل الإعلام من أن حملة أوباما ألغت بعض الأنشطة الرامية للتقريب بين أوباما ومسلمي أميركا خوفا من تبعاتها على حملة أوباما للفوز بالرئاسة الأميركية
وبالطبع تشير مصادر مختلفة إلى وقوف بعض غلاة الجمهوريين وراء تلك الحملة، خاصة وأن المرشح الجمهوري جون ماكين ونائبته سارة بالين لم يترددا شخصيا في محاولة تشويه سمعة أوباما وربطه "بالإرهاب" في سقوط وتدني سياسي مخيف
وللأسف يستخدم ماكين منذ أكثر من عقد لمصطلحات وأفكار مسيئة للإسلام والمسلمين، حيث يربط بين التشدد والراديكالية بالإسلام كدين في خطابه السياسي، كما يردد بعض أفكار الجماعات الأميركية المتشددة التي تنظر للعلاقات الدولية كصراع "أجيال مع عدو إسلامي يسعى لبناء خلافة إسلامية ضد الغرب" ويستخدم تلك الأفكار في النظر لعلاقات أميركا الخارجية خاصة تجاه الشرق الأوسط
كما لم تتحرك حملة ماكين لمواجهة الإساءة ضد المسلمين والعرب القادمة من أروقة الجمهوريين وأبواقهم خاصة في أوساط البروتستانت التبشيريين ومساندي إسرائيل والمحافظين الجدد ودعاة عسكرة السياسة الخارجية الأميركية
وبهذا يجد المسلمون والعرب الأميركيون أنفسهم بين مرشح ديمقراطي وهو باراك أوباما يخشى الدفاع عنهم وينأى بنفسهم عن كل ما يربطه بهم وبين مرشح جمهوري لا يتردد في استغلال موجة "التخويف منهم" في مهاجمة خصمه السياسي لأغراض انتخابية
عموما، لو فاز ماكين في الانتخابات فلن تبشر مواقفه السابقة بعلاقة إيجابية تربطه بالمسلمين والعرب في أميركا أو خارجها، خاصة وأن مواقفه السياسية تجاه قضاياهم الرئيسية لا تبشر بالخير فهي تعد امتدادا واضحا لسياسات جورج دبليو بوش والمحافظين الجدد
أما في حالة فوز أوباما بالرئاسة فسوف ينبغي عليه فعل الكثير للتكفير عن موقفه الراهن والذي يصعب وصفه بالشجاعة أو الإيجابية، وأنا أعتقد أن المتابعين لمواقفه في العالمين العربي والإسلامي سوف يتعاملون معه بحذر للتأكد من أنه لن يتحول كغيره من الساسة الأميركيين كأسير لجماعات المصالح الأميركية المعنية بالشرق الأوسط وسياسات أميركا السابقة البعيدة كثيرا عن مصالح وحقوق الشعوب المسلمة والعربية
أما العبء الأكبر والأهم في مواجهة الإسلاموفوبيا فيقع على المسلمين والعرب أنفسهم داخل أميركا وخارجها، وأعتقد أنهم يتقاسمون اللوم والمسئولية مع غيرهم، فنحن نترك للآخرين فرصة الإساءة إلينا والهروب بتلك الإساءة بلا عواقب أو تبعات، ونقف مكتوفي الأيدي متحسرين بين عرب ومسلمون أميركيون يفتقرون للقدرة على مواجهة ما يحدث، وكيانات عربية وإسلامية دولية ضخمة - من دول وشعوب ومنظمات - تبدو وكأنها تكتفي بمراقبة ما يحدث عن بعد، ولعل ما يجري بالانتخابات الحالية هو جرس إنذار للجميع يدعوهم لضرورة التحرك لمواجهة وضع خطير ومتفاقم
1 comment:
حابيييييييييييييين نشوف الاخبار والمشاركات الجديدة !
Post a Comment