Thursday, May 26, 2011

لا تصوتوا للبرادعي إذا أردتم ... لكن كونوا بجواره وساعدوه


لا تصوتو للبرادعي إذا أردتم، ولكن حاولوا للحظة تقدير ما يقوم به لمصر والمصريين، فهو يمتلك قدرة تثير الإعجاب على رفع سقف مطالب المصريين السياسية وعلى عدم الرضا بالقليل.

البرادعي لم يشارك في انتخابات 2010 ولا في الحوار مع عمر سليمان، وقد شارك آخرون.

البرادعي لا يبدو مشغولا بالجلوس مع المجلس العسكري أو الحكومة المؤقتة أو في لجان الحوار الوطني.

البرادعي لا يمتلك حزبا سياسيا ولا يسعى لأغلبية برلمانية، ولا يبدو مشغولا بكرسي الرئاسة، وأتمنى - أحيانا - أن ينسحب من سباق الرئاسة حتى يريح نفسه ومنتقديه، ويبقى رمزا للتغيير.

فهو قادر دائما على رفع مطالب المصريين السياسية والمطالبة لهم بالمزيد، فقد طالب بالتغيير الشامل منذ اللحظة الأولى لعودته لمصر، وهو الآن غير راض عن سرعة أو وجهة التغيير، فهو يطالب بخارطة طريق للفترة الانتقالية، وبدستور جديد، وببرلمان أكثر تعددية وتمثيلا للثوار.

لك الحق في أن ترفض بعض مطالبه، لك الحق في آلا تصوت له وأن تصوت لمعارضيه، ولكن عليك فهمه ودعمه لأن برفع سقف مطالب المصريين السياسية يستفيد الجميع، فلو رضي المصريون بالقليل وتراجعوا وعاشوا من أجل الاستقرار لخسروا الكثير.

أنا شخصيا أتمنى أن يحكم مصر رئيس شاب عاش كل حياته داخل مصر مناضلا من أجل مصر والمصريين، شاب قادر على الحديث للمصريين بلغة سهلة تصل إليهم وتشحذ فيهم الهمة وتقودهم إلى الطريق السليم.

ولكن هذا لا يمنعني من محاولة فهم البرادعي وما يقوم به، ولا يمنعني عن تقدير البرادعي بلغته الهادئة وببوصلته السياسية الدقيقة التي لا تحيد عن هدفها في إحداث تغيير جذري وشامل في حياة مصر والمصريين السياسية، ففي لحظات الخلاف والضجيج والصدام يرتقي البرادعي عاليا وينظر من أعلى ليرى بعيدا ويقول لا هذا لا يكفي، نحن لا نسير في الطريق السليم، مصر تستحق أكثر، هذا لا يكفي لمصر والمصريين، نريد المزيد.

لا تصوتوا للبرادعي، ولكن التفوا حوله وتعلموا معه وساعدوه على رفع سقف مطالبنا السياسية المطالبة بالمزيد، قد لا أتفق مع كل مواقف البرادعي، ولكني أقدرها.

No comments: