Wednesday, June 13, 2012


مقارنة بين الحزب الوطني والإخوان

شر البلية ما يضحك ... بعض المحسوبين على النظام القديم في مصر يتهمون الإخوان المسلمين بأنهم "حزب وطني جديد" في مصر  ... حقيقة إتهام يحمل مفارقات عديدة وصارخة إلى حد السخرية، عموما لو نظرنا إلى الأمر علميا فالإخوان ليسوا كالحزب الوطني للأسباب العشرة التالية:

أولا: الإخوان تجمع سياسي إيدلوجي متماسك، والحزب الوطني كان تجمع مصلحي بلا إيدلوجيا ومفكك.

وهذا يعني أن الإخوان أكثر حفاظا على مبادئهم وتماسكهم من الحزب الوطني الذي كان مجرد تجمع للمنتفعين بالسلطة حول من يحتكر السلطة.

ثانيا: الإخوان وحزبهم تم انتخابهم من الشعب في انتخابات حرة، وشعبيتهم تزيد وتنقص، وهو شرط لا ينطبق على الحزب الوطني الذي لم يخض انتخابات حرة ولم تكن له شعبية سبق رصدها بحياد.

ثالثا: الإخوان طبقة وسطى متعلمة ومثقفة يحظى بدعم فئات من أبناء الطبقتين العليا والفقيرة لأسباب مختلفة، أما الحزب الوطني فكان تجمع يقوده الأثرياء ويدخله المضطرون من أبناء الطبقات الفقيرة والمتوسطة. 

رابعا: الإخوان أصحاب تاريخ وفكرة منتشرة حول العالم وجماعات تحمل الفكرة نفسها وتحاول تطبيقها، ولم نسمع يوما أن للحزب الوطني تاريخ أو امتداد خارج مصر أو داخلها أو حتى أفكار. 

خامسا: حزب الإخوان دعمه الناس من أسفل فصعد إلى أعلى، أما الحزب الوطني فقد فرض على الناس من أعلى فثاروا عليه من أسفل.

سادسا: الإخوان أصحاب تجربة في العمل مع القوى الوطنية ومشاركة المقاعد السياسية معها قبل الثورة بعقود وبعدها، أما الوطني فهو صاحب تجربة أكبر في قمع مختلف القوى الوطنية.

سابعا: الإخوان تيار مدني له توجي ديني وأفكار إصلاحية تتطور بالوقت والتجربة، والإسلام لا يعرف الكهنوت، أما الحزب الوطني فقد أسس لديكتاتوريات عسكرية استخدمت الدين والعلمانية لأهداف سياسية ولم تتطور إلا للأسوأ. 

ثامنا: خرج من رحم الإخوان قيادات سياسية كبيرة أسست أحزابا وحملات وطنية نالت دعم الناس وتأييدهم، ولم نسمع عن أحزاب أو قيادات سياسية كبيرة خرجت عن رحم الوطني ونافسته إلا بعض المنتفعين الذين كانوا يلفظهم الحزب قبل الانتخابات ويصرون على عضوية البرلمان أيام التزوير، حتى إذا فازوا رغم أنف الوطني عادوا إليه سريعا بعد الانتخابات المزورة، في علاقة أشبه "بحب الكارهين".

تاسعا: الإخوان لديهم جماعة دينية محترمة، ولو خسر الحزب أو تراجع لبقت الجماعة بدورها التربوي والفكري والخيري الواسع والتاريخي، أما الحزب الوطني فلم يكن سوى تجمع حول المخلوع إنهار بسقوطه وأصبح سبة لمن انتسب إليه، بل وصمة عار يستخدمها بقايا النظام وأعضاء الوطني القدامى في تشويه خصومهم.


عاشرا: الإخوان يخطئون وبعض أخطائهم جسيمة وقد يفتقرون للخبرة ولكنهم لم يحصلوا على فرصة كافية بأي حال من الأحوال، أما الحزب الوطني فقد احتكر الفرص جميعا وحسناته قليلة وثار عليهم الناس وأحرقوا مقراته وحظروه قانونيا، لذا لا مجال للمقارنة، والله أعلم.
علاء بيومي - 13 يونيو 2012 

1 comment:

Umzug in die Schweiz said...

موفقين .. وعايزيين نشوف الجديد !؟