مصر: سيناريو تجويع الشعب والثورة على الرئيس القادم
فتقارير اقتصادية دولية عديدة تقول أن مصر في حاجة لعودة الاستقرار السياسي سريعا لعودة السياحة والاستثمارات والمساعدات الدولة وبرامج تشغيل العمال والحد من البطالة والتنمية، وأن المؤسسات والقوى الدولية تريد أن تتفاوض مع مسئولي مصر المنتخبين، فليس من مصلحتها التفاوض على أموال كثيرة ومساعدات بالمليارات مع حكومة مؤقتة أو غير منتخبة من الشعب وفي ظروف يطغى عليها الاضطراب وعدم الاستقرار، وأن مصر مقدمة على استحقاقات اقتصادية ومالية صعبة للغاية.
فهناك ديون تقدر بالمليارات يجب أن تسدد في يوليو وهناك واردات أساسية بالمليارات أيضا يجب أن يسدد ثمنها، واحتياطي العملة الصعبة قد لا يكفي لتغطية أكثر من ثلاثة أشهر من الوردات والحكومة المصرية تقترض من الداخل والخارج على حد سواء.
هذا يعني أن مصر مقدمة على أزمة اقتصادية صعبة خلال 3-4 أشهر، حيث يتوقع كثيرون أن تضطر الحكومة المصرية لتخفيض سعر الجنيه مقابل الدولار بنسبة 10% على الأقل في أحسن الظروف وبعد الحصول على قروض ومساعدات دولية، وبالطبع قد يتهاوى الجنيه أمام الدولار بأضعاف هذه النسبة إذا لم يحصل الاقتصاد المصري على دعم سريع للغاية وكبير.
وهذا يعني أن التأخر في نقل السلطة للمدنيين يعجل بهذه الأزمة، وأن المجلس العسكري يخاطر بقوت المصريين ولا يخشى على قوته، فهو يمتلك ميزانيته الخاصة التي لا يعلمها أحد، ويحصل على مساعدات دولية ويمتلك شركات ومصانع وتجارة رابحة ومليارات لا نعرف عددها وسبق وأن أقرض الشعب منها وتصدق عليه منها في الاحتفالات والمناسبات الوطنية، وهو الآن بات رسميا دولة داخل الدولة بميزانية خاصة ورؤساء لا يقيلهم أو يتحكم فيهم سوى أنفسهم.
وبالطبع إذا جاء الرئيس القادم على غير هوى العسكر فعليه أن يواجه الضغوط الاقتصادية وحده وبميزانية وضعت مسبقا وبديون هائلة ولفترة قصيرة لا تسمح له بإصلاح شيئا، وعليه أن يواجه الظروف الطاحنة التي يفرضها العسكر على مصر والمصريين ويدفعونهم إليها دفعا.
ويقف العسكر بأموالهم وعلى دباباتهم يتفرجون على الشعب يجوع وتضربه الأزمات ويتألم من الفقر والبطالة والتضخم وبرد الشتاء القادم وتراجع قيمة الجنيهات القليلة في جيوبه.
ثم يتفرجون والشعب يثور على الرئيس القادم فيسقط وربما يخلع وينتقم منه الشعب الجائع في الشوارع معتقدين أنه سبب جوعهم ويتحمل مسئولية ما قد يحدث لهم من كوارث خلال شهور حكمه القليلة، وربما طالبوا ساعتها بتدخل العسكر لإنقاذهم من الجوع والفقر والتضخم - كما قد يتمنى البعض.
سيناريو قاسي ومؤسف نتمنى آلا يحدث وأن يمتلك الجميع العقل لمنعه اليوم قبل غدا، والله أعلم.
علاء بيومي 20 يونيو 2012
1 comment:
تحياتى لكم .. فين الموضوعات الجديدة
Post a Comment