رسائل الخائفين من 25 يناير
ماذا يعني الخوف من 25 يناير؟ يعني أن الثورة لم تكتمل بعد، وأن الثوار أقوياء، وأن من هم في السلطة يدركون ذلك ويخشونه
فالمجلس العسكري يدرك حجم الأخطاء التي ارتكبها، والقوى السياسية الفائزة في الانتخابات تدرك عجزها عن ملئ الفراغ السياسي رغم كل الأصوات التي حصلت عليها، وهما معا يدركان أن الثوار يمتلكون قدرا لا بأس به من القوة والنفوذ
قوة الثوار لا تنبع من سلطة يحتكرونها أو مؤسسات أو أموال يرتكزون عليها، فقوتهم تنبع من تفجيرهم للثورة، ومن انضمام الشعب لهم قبل أن تتدخل القوى السياسية المختلفة وتعلن أنها أتت لتساعد لا لتقود، وأنها ليست أكثر من وسيط لا يحق له تقدم الصفوف وحصد ثمار ثورة مات من أجلها شباب هم من أفضل شباب مصر لم يعودوا بيننا اليوم ليحصدوا ثمار ما زرعوا وضحوا من أجله
قوة الثوار تنبع من أهدافهم ومن النموذج الذي يسعون إلى تطبيقه، فهدفهم كان دائما التغيير الكامل والشامل والصحيح، لذا رفضوا الحوار إلا بعد تسليم السلطة وترفعوا كثيرا عما قبله غيرهم، وكانوا ومازالوا مع تغليب مصلحة المجتمع على الأيدلوجية والجماعة
القيم السابقة مازالت بعيدة عن كثير من القوى السياسية، وبعضها بات يتصدر المشهد السياسي الراهن ويشعر بضغط الثورة والثوار
أما المجلس العسكري فقد زاد من عبئ المرحلة على القوى السياسية التقليدية، بتأخره وتردده وسوء إدارته وانتهاكاته العديدة غير المقبولة أو المبررة
ولهذا يأتي 25 يناير سريعا كاختبار يدرك الجميع أنهم لم يستعدوا له جيدا
لذلك لا تلوموا الثوار، ولوموا أنفسكم، واسألوها لماذا نخشى الثوار وهم من فتحوا لنا باب الثورة والسلطة والمواقع والمؤسسات!؟
بادروا بالاعتراف بأخطائكم وإعلان ندمكم عليها، وتذكروا أنكم وقفتم يوما خلف هؤلاء الثوار مبهورين بما يفعلون، فلا تقفوا اليوم ضدهم، والله أعلم
علاء بيومي
No comments:
Post a Comment