Tuesday, January 31, 2012

في مظاهر وتبعات الضعف الإعلامي لأكبر حزبين في مصر


أتمنى أن ينتبه المسئولون في حزبي الحرية والعدالة والنور للتحدي الإعلامي الضخم الذين يواجهانه داخليا وخارجيا وإلى قصور أدائهما الإعلامي.

فعلى مستوى الداخل لا أعرف ما هو مبرر عدم وجود مواقع إلكترونية لصحيفتي الحزبين حتى الآن وعدم وجود مراكز دراسات تابعة لهما.

وهو ما يجعلنا نسأل: كيف يصنعون مواقفهم السياسية بدون دراسات؟ وإذا كان هناك دراسات فأين هي؟ وأين مبادراتهم الجديدة ولماذا لا نسمع عنها؟ ولماذا لم ينجحان إعلاميا في إثارة قضايا جديدة أو تحويل وجهة الخطاب السياسي الدائر في مصر خاصة.

موقعا الحزبين على النت فقيران للغاية ولا يتناسبان مع مواقع منظمتين سياسيتين صغيرتي الحجم لو تحدثنا بالمعايير العربية أو حتى المصرية المحلية؟ 

مما يجعلنا نسأل: كيف يتوقع مسئولو الحزبين أن نفهم سياستهم ومواقفهم وأن نطمئن بوجودهم في السلطة في ظل هذه الحالة من الصمت وندرة المعلومات؟ هل هي أزمة موارد؟ أم أزمة فكر؟ أم أزمة تواصل؟ أو كل ما سبق؟ أما ماذا؟

حقيقة لا أعرف، ولكن الحزبين في مأزق إعلامي وفكري واضح، وإذا كان هذا هو الحال على المستوى المحلي وفي أوساط المصريين الباحثين عن المعلومة، فماذا عن أوساط الإعلام الأجنبي، خاصة وأن حزب النور لا يمتلك موقعا باللغة الإنجليزية أصلا.

وهو ما يجعلنا نسأل: أليس تقدم الصفوف مسئولية؟ هل تسرع الحزبان في المنافسة والفوز بكل هذا الحجم من المقاعد دون بناء بنية حزبية ومؤسساتية وإعلامية كافية تضمن الدفاع عن حقوق الناخبين والمواطنين بعد وصولهما للسلطة؟ هل يدرك الحزبان دورها في قيادة البلاد إعلاميا وفكريا وسياسيا؟ وهل يدركان ما هو مطلوب منها؟

نقول هذا بعد أن صدمتنا أخبار منشورة على موقعي الحزبين عن أنشطة خيرية يقومان بها مثل توزيع البطاطين والعلاج المجاني والملابس المخفضة، وبالطبع العمل الخيري ليس عيبا، ولكنه ليس من وظيفة الأحزاب السياسية، أو على الأقل ليس هذا ما نتوقعه من أكبر حزبين في مصر، فنحن نريد منكما حلولا لمشاكل بلادنا الرئيسية.

آلا يتحمل الحزبان وقيادتهما وأعضائهما مسئولية تحقيق نقلة في العمل السياسي في مصر أو حتى الارتقاء إلى مستوى مرضي من العمل الإعلامي والتواصل السياسي والتنظيم الفكري والسياسي!؟ 

وآلا يعبر ضعفهما الإعلامي والفكري الراهن عن أزمة تواصل داخلي وخارجي تقدم مصر عليها؟ وهو ما لا نتمنى حدوثه، والله أعلم.

علاء بيومي

No comments: