Saturday, February 05, 2011

نظام فقد كل شيء


بقلم: علاء بيومي

www.alaabayoumi.com

فاقد الشيء لا يعطي، والنظام المصري الراهن فاقد المصداقية والشرعية، نظام مكروه من شعبه لم يفز في أي انتخابات حرة، نظام يعتمد على جيش من البلطجية لإرهاب شعبه، وجهاز إعلامي وفكري دعائي فاشي لتخويف المصريين وتجهيلهم وطرد أفضل من فيهم.

نظام فرغ مصر من أفضل أبنائها على مدى ثلاثة عقود، نظام قتل أفضل أبناء مصر في ميدان التحرير منذ أيام وهم عزل مسالمون أبرياء، قتل شباب هم من أفضل شباب مصر، شباب في مقتبل العمر، قتل مستقبل مصر، قتل أباء مصر الجدد المتعلمون الواعون المنفتحون على العالم، يتم أطفالهم، يتم أطفال صغار لكي يبقى في الحكم.

الآن عرفنا من أذل مصر والمصريين وأضطهدهم وقتل الهوية المصرية العريقة الشامخة وهزمها.

كيف يمكن لنظام فاقد العزة والكرامة أن يمنح شعبه الشعور بالعزة والكرامة والرضا عن النفس في الداخل أو بين الأمم، كيف يمكن لنظام فاقد الشرعية أن يمنح شعبه شرعية أو مكانة، كيف يمكن لنظام فاقد الفكر والرؤية أن يعلم أبناءه، كيف يمكن لنظام يروع شعبه أن يمنحهم الأمان ويدافع عن حقوقهم في الداخل؟

كيف يمكن لنظام يحاسب الآن رجال أعمال رباهم ورعاهم وباع لهم مصر بأرخص الأثمان - لكي يمولوا حملاته الانتخابية المزورة وحزبه الفاشل القمعي وميلشيات البلطجية الموالية له - أن يؤتمن على مستقبل مصر واقتصادها وسياساتها ولو ليوم واحد؟

كيف يمكن لنظام بلطجي يأوي اللصوص والبلطجية والفاسدين ويطلقهم على الأبرياء والنساء والأطفال العزل في شوارع مصر أن يدفع بلده إلى الأمام وأن يحقق الأمن والاستقرار؟

كيف يمكن لنظام يؤلب العالم على شعبه وعلى دينه مستخدما فزاعة "الأخوان المسلمين" - والتي تخلط بين الإسلام وكراهية الغرب بشكل مقيت - أن يثق فيه شعبه أو حتى العالم، كيف يمكن لنظام يعتقل الصحفيين ويرهبهم أن يثق المصريون أو العالم في كلامه أو أن يتحلي بأي قدر من المصداقية؟

كيف يمكن لنظام بات أضحوكة العالم ومحل سخطهم أن يتحدث باسم مصر والمصريين؟

كيف يمكن لنظام جاهل لا يعلم كيف يتحدث مع الغرب أو الخارج أو حتى الداخل أن يحكم أعرق دول العالم العربي والشرق الأوسط؟

كيف يمكن لنظام فاقد الإمكانات والفكر والقدرة والتصور أن يبقى في الحكم رغم إرادة الجميع؟

أن ثقافة مصر وتاريخ مصر وأخلاق مصر وشباب مصر يرفضون ذلك، ثقافة مصر وتاريخها مع الحق والتغيير والفكر والتقدم والشباب والحرية والانفتاح والذكاء والكفاءة والسلام والعمل السياسي الحر الشريف.

ثقافة مصر وتاريخها مع العزة والكرامة والتقدم والشرعية.

ثقافة مصر وتاريخها ضد حماية الطغاة والفاسدين والبلطجية والكاذبين والحاقدين والمأجورين.

ثقافة مصر وتاريخها ضد الاستبداد والديكتاتورية والانتخابات المزورة والسلطوية.

مصر تستحق أفضل من ذلك، مصر تستحق قانون يطبق وانتخابات حرة وبرلمان حقيقي وإعلام صادق وسجون مليئة بالبلطجية واللصوص لا بالشرفاء وأصحاب الرؤية والرسالة.

مصر تستحق أن تنضم لركب العالم المتحضر بدلا أن تبقى أسيرة نظام عجوز مريض فاقد للوعي والفهم والمصداقية والحرص على شعبه.

كيف يمكن أن يحكم مصر وشعبها وجندها - خير جنود الأرض - نظام فاقد للشرعية والكرامة؟

No comments: