حركة التعليم المنزلي بالمجتمعات الغربية
بديل جذاب لمسلمي أمريكا
مقال بقلم: علاء بيومي
الناشر: مجلة المعرفة، الأول من ديسمبر 2005، حقوق الطبع والنشر محفوظة للناشر
نص المقال
الانتشار السريع لظاهرة التعليم المنزلي بأكبر الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة - محور تركيز هذا المقال - خلال العقدين الماضيين يصعب إهماله من قبل الباحثين المتابعين للتطورات الثقافية والاجتماعية التي تمر بها المجتمعات الغربية خلال الفترة الحالية لما للظاهرة من معاني متعددة ومترابطة مع التحديات الثقافية والاجتماعية التي تواجهها تلك المجتمعات في أوائل القرن الحادي والعشرين
حجم الظاهرة ومدى انتشارها
من لا يدرك حجم نفوذ وانتشار حركة التعليم المنزلي بأمريكا فيمكن توعيته بأن عدد تلاميذ المنازل في أمريكا يتراوح حاليا بين 1.5 و2 مليون طالب، وهو ما يعادل 3 إلى 4 % من إجمالي عدد تلاميذ المدارس بأمريكا، و15% من عدد التلاميذ الأمريكيين الذين لا يدرسون بالمدارس العامة، ونسبة لا يستهان بها – يقدرها البعض بربع – الأسر الأمريكية التي لديها أبناء والتي لا تعمل فيها الأم خارج المنزل
أكثر من ذلك تشير الدراسات المعنية بهذه الظاهرة إلى أن حركة التعليم المنزلي تنمو بسرعة كبيرة، إذ يرى البعض أن عدد طلاب المنازل في أمريكا لم يتعدى 10 آلاف طالب في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات من القرن العشرين، كما أنها لم تتعدى 50 ألف طالب في عام 1985، ولكن مع مدخل عقد التسعينات قفز العدد ليتراوح بين 250 إلى 255 ألف تلميذ، وخلال الفترة من عام 1990 وحتى عام 1996 تضاعف عدد تلاميذ المنازل ليصل إلى 700 ألف تلميذ، وهو ما يعني أن الظاهرة تنمو بمعدل سنوي سريع يصل إلى 15% سنويا
ناهيك عن نمو تأييد الرأي العام الأمريكي للظاهرة، إذ تشير استطلاعات الرأي العام الأمريكي إلى أن نسبة تأييد الأمريكيين للتعليم المنزلي في منتصف الثمانينات لم تتعدى 16%، في مقابل نسبة معارضة تصل إلى 73% من الأمريكيين مما يعبر عن الضغط النفسي والثقافي الكبير الذي كان يتعرض له الآباء الذين يريدون تعليم أبنائهم بالمنازل خلال تلك الفترة التاريخية غير البعيدة
ولكن نسبة التأييد سرعان ما ارتفعت لتصل إلى 28% في أواخر الثمانينات، وإلى 36% في عام 1997، في حين انخفضت نسبة المعارضة لتصل إلى نسبة 57% في عام 1997، وهو ما يشير إلى أن الرأي العام الأمريكي يسير في طريق المزيد من القبول بظاهرة التعليم المنزلي خاصة منذ النصف الأخير من الثمانينات والذي شهد قفزة في أعداد الأسر الأمريكية الراغبة في تعليم أبناءها بالمنازل، وهي الفترة التي شهدت – كما سنشرح بالتفصيل فيما بعد – زيادة اهتمام الجماعات الأمريكية المسيحية المتدينة بتعليم أبناءها بالمنازل مما أعطى الحركة قوة دفع كبيرة
هذا إضافة إلى قيام حوالي 20 ألف أسرة كندية بتعليم أبناءها بالمنازل، إضافة على انتشار الظاهرة في اليابان وفي دول أوربية وغربية أخرى عديدة
بداية عودة التعليم المنزلي في أمريكا
تشير الدراسات المعنية إلى أن عقد الخمسينات من القرن الماضي هي فترة عودة ظاهرة التعليم المنزلي للانتشار في أمريكا، وهنا تأكد الدراسات المختلفة على أن التعليم المنزلي ليس ظاهرة جديدة، فهو ظاهرة قديمة قدم الحضارة البشرية وذات تاريخ حضاري أطول بكثير من تاريخ نظام التعليم المدرسي العام الإجباري الذي يسيطر على النظم التعليمية حاليا في مختلف دول العالم والذي لم ينتشر إلا خلال القرن التاسع عشر الميلادي، وهي فترة قصيرة جدا مقارنة بعمر ظاهرة التعليم المنزلي التي كانت البديل الرئيسي للتعليم عبر العالم على مدى قرون والتي استطاعت إنتاج فلاسفة وعلماء وأدباء عظام يصعب على العالم إعادة إنتاجهم اليوم
الطريف هنا
الناشر: مجلة المعرفة، الأول من ديسمبر 2005، حقوق الطبع والنشر محفوظة للناشر
نص المقال
الانتشار السريع لظاهرة التعليم المنزلي بأكبر الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة - محور تركيز هذا المقال - خلال العقدين الماضيين يصعب إهماله من قبل الباحثين المتابعين للتطورات الثقافية والاجتماعية التي تمر بها المجتمعات الغربية خلال الفترة الحالية لما للظاهرة من معاني متعددة ومترابطة مع التحديات الثقافية والاجتماعية التي تواجهها تلك المجتمعات في أوائل القرن الحادي والعشرين
حجم الظاهرة ومدى انتشارها
من لا يدرك حجم نفوذ وانتشار حركة التعليم المنزلي بأمريكا فيمكن توعيته بأن عدد تلاميذ المنازل في أمريكا يتراوح حاليا بين 1.5 و2 مليون طالب، وهو ما يعادل 3 إلى 4 % من إجمالي عدد تلاميذ المدارس بأمريكا، و15% من عدد التلاميذ الأمريكيين الذين لا يدرسون بالمدارس العامة، ونسبة لا يستهان بها – يقدرها البعض بربع – الأسر الأمريكية التي لديها أبناء والتي لا تعمل فيها الأم خارج المنزل
أكثر من ذلك تشير الدراسات المعنية بهذه الظاهرة إلى أن حركة التعليم المنزلي تنمو بسرعة كبيرة، إذ يرى البعض أن عدد طلاب المنازل في أمريكا لم يتعدى 10 آلاف طالب في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات من القرن العشرين، كما أنها لم تتعدى 50 ألف طالب في عام 1985، ولكن مع مدخل عقد التسعينات قفز العدد ليتراوح بين 250 إلى 255 ألف تلميذ، وخلال الفترة من عام 1990 وحتى عام 1996 تضاعف عدد تلاميذ المنازل ليصل إلى 700 ألف تلميذ، وهو ما يعني أن الظاهرة تنمو بمعدل سنوي سريع يصل إلى 15% سنويا
ناهيك عن نمو تأييد الرأي العام الأمريكي للظاهرة، إذ تشير استطلاعات الرأي العام الأمريكي إلى أن نسبة تأييد الأمريكيين للتعليم المنزلي في منتصف الثمانينات لم تتعدى 16%، في مقابل نسبة معارضة تصل إلى 73% من الأمريكيين مما يعبر عن الضغط النفسي والثقافي الكبير الذي كان يتعرض له الآباء الذين يريدون تعليم أبنائهم بالمنازل خلال تلك الفترة التاريخية غير البعيدة
ولكن نسبة التأييد سرعان ما ارتفعت لتصل إلى 28% في أواخر الثمانينات، وإلى 36% في عام 1997، في حين انخفضت نسبة المعارضة لتصل إلى نسبة 57% في عام 1997، وهو ما يشير إلى أن الرأي العام الأمريكي يسير في طريق المزيد من القبول بظاهرة التعليم المنزلي خاصة منذ النصف الأخير من الثمانينات والذي شهد قفزة في أعداد الأسر الأمريكية الراغبة في تعليم أبناءها بالمنازل، وهي الفترة التي شهدت – كما سنشرح بالتفصيل فيما بعد – زيادة اهتمام الجماعات الأمريكية المسيحية المتدينة بتعليم أبناءها بالمنازل مما أعطى الحركة قوة دفع كبيرة
هذا إضافة إلى قيام حوالي 20 ألف أسرة كندية بتعليم أبناءها بالمنازل، إضافة على انتشار الظاهرة في اليابان وفي دول أوربية وغربية أخرى عديدة
بداية عودة التعليم المنزلي في أمريكا
تشير الدراسات المعنية إلى أن عقد الخمسينات من القرن الماضي هي فترة عودة ظاهرة التعليم المنزلي للانتشار في أمريكا، وهنا تأكد الدراسات المختلفة على أن التعليم المنزلي ليس ظاهرة جديدة، فهو ظاهرة قديمة قدم الحضارة البشرية وذات تاريخ حضاري أطول بكثير من تاريخ نظام التعليم المدرسي العام الإجباري الذي يسيطر على النظم التعليمية حاليا في مختلف دول العالم والذي لم ينتشر إلا خلال القرن التاسع عشر الميلادي، وهي فترة قصيرة جدا مقارنة بعمر ظاهرة التعليم المنزلي التي كانت البديل الرئيسي للتعليم عبر العالم على مدى قرون والتي استطاعت إنتاج فلاسفة وعلماء وأدباء عظام يصعب على العالم إعادة إنتاجهم اليوم
الطريف هنا
للإطلاع على النص الكامل للمقال، يرجى زيارة
No comments:
Post a Comment