Friday, November 15, 2013

كيف سقط مرسي ... "استراتيجية بتمهل لكن بثبات"

هذا ما كتب رفيق حبيب نائب رئيس الحرية والعدالة في الشهر الذي أطيح به بمرسي من الحكم:

" ومع أول حكومة يشكلها الرئيس، أتضح بالفعل أنه يركز على الخبراء المستقلين كاختيار أول، ثم خبراء حزب الحرية والعدالة كاختيار ثاني. أما مسألة المشاركة السياسية مع المنتمين لقوى سياسية أخرى، فجعلها محصورة في الفريق الرئاسي، وأبعدها عن العمل التنفيذي". 

" وبالمتابعة لتفاصيل الواقع الحياتي، نلحظ أن الدولة العميقة تتقلص فعلا، وبشكل مستمر، ولكنها في الوقت نفسه، تمكنت من تأزيم الأوضاع في البلد عدة مرات، وأخرت برنامج الرئيس والحكومة، وأشاعت الفوضى والعنف، ومع هذا لم تعد الدولة العميقة قادرة على البقاء، ومقاومة عملية تقليصها المستمر."

" وفي نفس الوقت، كان الرئيس يؤهل أيضا الكوادر الفنية من حزب الحرية والعدالة، والتي تتمتع بالكفاءة والخبرة، وإن كانت خبراتها من خارج جهاز الدولة، من خلال تكليفهم بمساعدة الوزراء أو المحافظين، أو العمل في مكتب الرئيس، حتى إذا توفرت لهم الخبرة بأوضاع الدولة، كلفوا بعد ذلك بالمناصب الوزارية، أو تولوا منصب المحافظ. ومرة أخرى، تؤكد التعديلات الوزارية، أن الأولوية كانت للخبراء من داخل جهاز الدولة، ثم الخبراء من حزب الحرية والعدالة، مما يجعل المستقلين لهم أغلبية في الحكومة."

" ويضاف لهذا، أن الرئيس أتبع تقليدا في اختيار عدد من الوزراء من داخل أجهزة الوزارة نفسها، مثل الدفاع وهو ما أصبح قاعدة دستورية في الدستور الجديد، وأيضا الخارجية والداخلية. مما أرسى قاعدة تجعل بعض الوزراء يأتون من داخل الوزارة نفسها، وهو ما يعطي مساحة في أي حكومة، للوزراء الخبراء، أصحاب الكفاءة والخبرة في جهاز الدولة. وهذه السياسة، ترسخ لدور مستمر للوزراء الخبراء، حتى وإن توسع دور الوزير السياسي."

" لم يحاول الرئيس شغل عامة الناس بالمعارك، خاصة مع الثورة المضادة، ولم يحاول شغلهم بخطاب ثوري حماسي، ولا بخطاب عاطفي. كما لم يحاول الرئيس كشف دور النظام السابق قبل وبعد الثورة، ودور القوى السياسية المناوئة له، ليشغل عامة الناس بالمعارك السياسية. فأصبحنا أمام حماس ثوري، لا يجد تغيرات واسعة تشبعه، مما ساعد على تفشي الإحباط أحيانا كثيرة."

" خلاصة استراتيجية بتمهل لكن بثبات، أنها تركز راهنها الأساسي على ما يتحقق على المدى المتوسط والطويل، أكثر مما يتحقق على المستوى قصير الأجل، أي أن تلك الاستراتيجية تراهن على تحقيق إنجاز في المدى المتوسط، ثم المدى الطويل، حتى إذا حدثت عرقلة أو تأخر في تحقيق الانجازات على المدى القصير. وهذا التصور، يستوعب ما يحدث من مخاطر في المدى القصير، في مقابل تقليل نسبة المخاطر في المدى المتوسط والطويل.

وبالطبع فإن في كل استراتيجية نسبة مخاطرة، وفي استراتيجية الرئيس، تتمثل أكبر درجة من المخاطرة، في ما يتحقق في المدى المتوسط. لأن ما يتحقق في المدى المتوسط، يمكن أن يزيل أثر ما لم يتحقق في المدى العاجل، وأيضا يعطي أملا كبيرا، في ما يمكن أن يتحقق في المدى الطويل. وتأخر ظهور نتائج المدى المتوسط، تعمق ما يحدث من إحباط في المدى القصير، كما تقلل الأمل في ما يمكن أن يحدث من إنجاز في المدى الطويل.

وهذه الاستراتيجية في كل الأحوال، تلقي عبئا ثقيلا على حزب الحرية والعدالة، بل وعلى جماعة الإخوان المسلمين، حيث يكون عليهما توسيع قاعدتهم الشعبية، بجهدهم الذاتي، وبدون الاعتماد على ما يحققه الرئيس في المدى القصير، بل ويكون عليهما تجاوز أي أثر سلبي للمشكلات التي لا تحل في المدى القصير. مما يعني، أن استراتيجية بتمهل لكن بثبات، تؤدي فعليا إلى عبئ شعبي على الرئيس وحزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين، وتتطلب عملا جماهيرا واسعا من الحزب والجماعة، حتى تمر المرحلة الأولى، وتظهر ثمار هذه السياسة."

- المصدر: رفيق حبيب، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، "بتمهل لكن بثبات ... استراتيجية الرئيس"، يونيو 2013.

-----

ويبقى السؤال: هل أتبع مرسي الاستراتيجية الخطأ؟ هل أخطأ في حق نفسه والمصريين؟ هل سولت له جماعته الاعتماد عليها وعلى الدولة العميقة؟ من المسئول عن تلك الاستراتيجية؟ وما هو دور الإخوان ومنظريهم في تحذير مرسي وتقويم مساره!؟

ما رأيكم!؟ 

No comments: