Friday, November 15, 2013

التناصح المجاني على حساب الإخوان وعقدة الضحية في تفكير التيارات الثورية



أسهل أساليب النفاق السياسي في مصر اليوم وأكثرها انتشارا منذ الثورة تقريبا هو ذلك التناصح المجاني على حساب الإخوان، والذي أصبح بمثابة جواز مرور لنخب النقاء الثوري المنتشرة في بلادنا. 

كل ما يحتاجونه هو أن يقولوا أخطأ الإخوان، وقد نصحناهم، ألم نقل لكم كذا، أنظروا مصيركم الأن. 

وبهذا تصبح من نخبة الأنقياء الثوريين، وتعفي نفسك من مسئولية ما حدث، ومن مسئولية مواجهة ما يحدث، وأهم من ذلك يصبح الإخوان هم المطالبون بالمراجعة، والنقد الذاتي، هم من أخطئوا، ويخطئوا، وعليهم مهمة الإصلاح.

هو نوع من الهروب "الشيك" من مسئولية كافة التيارات السياسية في مصر عما يحدث حاليا:

وبعيدا عن الفلول والعسكر وأبناء مبارك وشفيق وعمر سليمان، دعونا نتوقف قليلا أما حاملي رخص لنقاء الثوري ومشعل الثورة والوسطية السياسية.

لماذا لا يسأل أتباع أبو الفتوح أنفسهم، كيف نزلوا في 30 يونيو بجوار الفلول؟ وهل كان هناك بديل أخر؟ وإلى أي مدى يتحملون مسئولية ما يحدث حاليا؟ ولماذا ذهب أبو الفتوح بعد الانقلاب بأيام قليلة ليجلس مع ما يسمى بالرئيس المؤقت ليمنح الانقلاب دعما كبيرا في وقت حساس، ويعود خالي الوفاض، وينتظر من بعيد، ثم يندم الأن؟ أين المراجعة؟

لماذا لا يسأل أتباع البرادعي أنفسهم، عن عجز البرادعي عن تولي منصب سياسي منذ الثورة إلى في لحظة الانقلاب على رئيس منتخب؟ وكيف انبرى للدفاع عن الانقلاب أمام العالم مستخدما سمعته الدولية التي قال أنها على المحك؟ كيف شارك بدون ضمانات مع مجموعات سياسية وصفها بعد ذلك بأنها يغلب عليها التشدد والرغبة في سحق الخصوم؟ ليستقيل بعد ذلك؟ ويهرب إلى منفاه الاختياري في الخارج يشتكي على تويتر ممن يشوهون سمعته؟ هل خدع البرادعي؟ هل استغله الإنقلابيون لتحقيق غايتهم ثم تخلصوا منه؟ هل شارك عن قلة وعي وضعف خبرة؟ أين المراجعة؟

لماذا يسأل شباب الثورة و6 أبريل عن مشاركتهم في 30 يونيو بجوار الشرطة الي صدعونا بخلافهم معها والعسكر والفلول وأبناء مبارك وعمر سليمان، وبرعاية حملة شفيق؟ أين الوعي الثوري وحق الشهداء وعدم مهادنة الشباب؟ وأين هم الأن مما يحدث أصلا؟ أم أن المبادئ تتجزأ؟ وما هو حرام على الإخوان حلال لهم؟ أين المراجعة؟

الأسطورة الشماعة تقول أن الإخوان هم من يمتلكون التنظيم والموارد والقدرة، لذا عليهم المراجعة، والسؤال إذا كان الإخوان يمتلكون كل شيء وأنتم لا تمتلكون شيء، فلماذا ثرتم عليهم أصلا؟

الأسطورة الشماعة تقول ولكن الإخوان أخطئوا، وأنتم ألم تخطئوا؟ أين المراجعة؟

في الأمم المحترمة والمتقدمة تختفي الشماعات أو تقل، كل طرف يواجه مسئولياته، ويواجه نفسه، ويبدأ بالنقد الذاتي، والمراجعة، ويرى ذلك من متطلبات القيادة والمسئولية الأخلاقية.

في الأمم التي تعاني مثل بلادنا يبحث الجميع أن طرف يلومونه ويلقون عليه كل المسئولية ليشعروا بشعور رائع هو محور خداع النفس وهو الشعور بالضحية، والذي يبدو شعورا مركزيا في تفكير التيارات الثورية في بلادنا.

إنها شماعة الإخوان التي لن يتنازل عنها أحد في بلادنا، فبدونها يتعرى الجميع.

والله أعلم، ما رأيكم!؟

ملحوظة: كاتب هذه السطور وجه آلاف الانتقادات للإخوان قبل غيرهم، وطالبهم بالمراجعة مليون مرة، فرجاء لا يتهرب أحد بإتهامنا بإعفاء الإخوان من المسئولية ومن ضرورة المراجعة والنقد الذاتي.

No comments: