في اعتقادي أن سياسة الانقلاب الاقتصادية ستفشل وأنها تمثل تعميقا لمشاكل مصر الاقتصادية وتأجيلا لحلها، للأسباب التالية:
أولا: مشاكل مصر لا تحل بمزيد من المساعدات وحزمة تحفيزية بخمسة مليار دولار، مصر بلد ضخم ومشاكله كبيرة، ويحتاج حلول جادة.
ثانيا: السياحة المصرية في ظل عدم الاستقرار الراهن تخسر مبالغ ضخمة قد تقدر بحوالي نصف مليار دولار شهريا، وهي مبالغ ستعادل خلال شهور قليل نسبة كبيرة من المساعدات التي حصلت عليها مصر من الخارج، ناهيك عن تأثير ضخ تلك الأموال وسط قطاعات واسعة من الناس، وأثرها التنشيطي.
ثالثا: مصر في حاجة لإصلاحات هيكلية جادة، هيكلة دعم الطاقة، استراتيجية للتصنيع، استقرار سياسية وتنشيط للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتكامل اقتصادي مع دول المنطقة.
كل هذه المشاريع تحتاج الاستقرار واشراك الناس، وهي الحل الأهم للقضاء على البطالة ووضع البلاد على الطريق الصحيح، وتأخيرها هو تأجيل لحل المشكلة.
رابعا: ضخ بعض المليارات على مشاريع ضخمة توظف أعداد قليلة من الناس وتوزع عوائدها بالأساس على المقاولين والمستثمرين الكبار لن يعود على مصر بالكثير.
خامسا: الديون المصرية في تزايد وتقترب من 2 ترليون جنيه، وتركة سداد الديون ستكون كبيرة، وقد تفوق ربع ترليون جنيه سنويا قريبا، وهو ما يقترب من حوالي 35% من الموازنة، والحل ليس بمزيد من الاقتراض، الحل بخطة جادة لإخراج مصر من أزمتها.
سادسا: خطة الانقلاب التحفيزية لن تترك أثرا يذكر على البطالة أو على معدلات النمو أو على الاحتياجات الضخمة للمواطنين على أصعدة مختلفة من تعليم وصحة وأجور وغيرها، وسوف يواجه الانقلاب نفس التحدي الذي واجهه مرسي، وهو أن مشاكل الاقتصاد هائلة، والحل ليس في السير في المنظومة نفسها، ولا بنفس الأدوات الإعلامية والسياسية، مرسي حاول تطوير موازنة مبارك قدر طاقته، والحل هو في نظام يواجه الشعب في الحقيقة ويوحده ويعيد توجيه طاقاته.
سابعا: يجب إصلاح الشرطة لعودة السياحة والاستثمارات وحركة الاقتصاد، أما التحالف الراهن بين الشرطة والبلطجية في مصر فيصلح لهدم دول وخرابها وليس لإعادة بنائها.
ثامنا: يجب إطلاق طاقات المصريين، يجب اشعارهم بالأمان في بلادهم، وتشجيعهم على الاستقرار والانتاج والتطوير بكل حرية وبدون شروط واختبارات سياسية تفرض على رقابهم ولو على حساب البلد وقدرتها على الاستفادة من ابنائها.
تاسعا: المنطقة العربية تواجه تحديات اقتصادية مختلفة من عدم استقرار سياسي، وارتفاع فاتورة دعم الطاقة، وتنافس اقتصادي دولي، وحاجة دول الخليج لإعادة هيكلة اقتصاداتها، وهي تحديات متسارعة وقد نشعر بتأثيرها قريبا، وبدلا من مزيد من العبث، تحتاج مصر وقفة جادة مع النفس قبل فوات الأون.
عاشرا: التضحية بمستقبل المصريين من أجل مستقبل النظام عادة سيئة تعود عليها ابناء مبارك ونظامه المتحكمين في مصر الأن، والناس اعتادت أن تفرط في كل حرياتها من أجل الاستقرار، ولم تحصل على الحرية ولا على الوظائف ولا الاستقرار، والسؤال هو متى سيستيقظ المصريون من الوهم، ويقفون لأنفسهم!؟
والله أعلم، ما رأيكم!؟
No comments:
Post a Comment